الخميس، 9 أبريل 2020

فصول من "جريمة بشعة"

نستعرض في هذا البوست صفحات من القضية الثالثة من قضايا رواية "أوراق الماضي وقضايا أخرى" وعنوانها: جريمة بشعة.
هذه القضية يغيب فيها هيرشار بشكل كامل ويكون لكريس ومايكل الدور الكامل لحلّها. لكن فنتحدث أولا ما هي القضية؟
تبدأ القضية عندما اكتشف شاب في الخامسة عشر أنّ شخصا اعتدى على والدته في غرفتها جنسيا ثم قتلها ثم هرب من المكان حين دخل الشاب الغرفة. لاحقا تكتشف كريس أنّ الشخص الذي رآه الشاب والذي هرب من المكان لم يكن سوى صديق والدها فتسعى لتبرئته.

من صفحات القضية:
نهض توماس من فراشه، كان في الطابق العلوي نائما..خرج ببطء وحينها سمع صوتا فنزل الدرجات ببطء..فتح بابا، ثمّ أجفل..صرخ:
"ماذا تفعل؟!!!." وركض..بينما هرب الرجل من المكان فورا..وقف توماس مصعوقا للحظات..أمّه على السرير مقيّدة إليه، مغتصبة، ومطعونة في قلبها.

*************

كانت كريس نائمة، استيقظت مع الصباح الباكر..الغرفة كانت الشمس تتخلّل إليها من فتحات الأباجور، استيقظت بنشاط وفتحت أباجور ونافذة غرفتها، كانت ترتدي ملابس نوم حمراء مغطيّة بالفرو..دخلت الحمّام، استحمّت ثمّ ذهبت لتجّهز الفطور..تفقّدت هاتفها أوّلا فرأت رسالة ففتحتها، كانت من مايكل..يقول فيها:
"سأشارك حلوتي الفطور اليوم، لا تعدّي شيئا..سآتي بالفطور عندك عند العاشرة."
قرأت الرسالة وابتسمت واحمرّ خدّها..وضعت هاتفها على الطاولة، نظرت إلى الساعة، كانت العاشرة إلا ربعا فضحكت ثمّ ذهبت إلى المرآة..ارتدت ملابسها وكانت كنزة بنفسجيّة، وبنطال أسود ثم نظرت إلى نفسها في المرآة وسوّت شعرها بالمشط..ورتّبت كلّ شيء، كانت الساعة قد أصبحت العاشرة بالضبط وإذ بجرس الباب يقرع، ثمّ يطرق على الباب..الطرقة التي تحفظها عن ظهر قلب..وصل مايكل، وبدقّة في الموعد..خرجت من غرفتها، مشت في ممرّ، على يمينها كانت غرفة للجلوس، وعلى اليسار كان المطبخ..ذهبت إلى الباب وفتحته.
"صباح الخير يا حلوتي." قال مايكل وهو يحمل أكياسا معه..كان يرتدي كنزة سوداء على بنطال جينز.
"صباح الخير." قالتها بابتسامة و بوجه محمرّ ثمّ أفسحت المجال له ليدخل..وقالت:
"ما الذي أحضرته للفطور؟."
"أرغفة من الزيت والزعتر وسندويشات جبنة من النوع الذي يذوب بالتسخين..هيّا جهّزي طاولة قبل أن يبردوا."
"حسنا." قالتها وهي تبتسم وأسرعت في وضع طاولة..جلس الاثنان معا ففتح مايكل الأكياس فشهقت كريس وقالت:
"م-مايكل..ما كلّ هذا؟."
"ما به يا حلوتي؟."
"أليس كثيرا؟."
"لا، إذا كانت حلوتي لا تأكل كثيرا فأنا آكل جيّدا كما أنّ الباقي يمكنك أكله على الغداء أو العشاء."
ضحكت..وبعد قليل انتهيا من الطعام نهضت كريس وقالت:
"سأعدّ شيئا لنشربه..ماذا تحبّ؟."
"شايا محلّى بمثل حلاوتك." فضحكت واحمرّ خدّها..ثمّ قال مايكل:
"لا محلّى وسط."
نظرت إليه وقد فهمت فضحكت أكثر واحمرّ خدّها أكثر فقال وهو يغمزها:
"إذا كان بمثل حلاوتك سيقتلني بالسكّري."
فذهبت كريس إلى المطبخ ووضعت الإبريق على النار..نظر إليها مايكل بإعجاب ثمّ أخرج من كيس صحيفة..فتحها مايكل وقرأ في الصفحة الأولى.
"جريمة بشعة! اغتصاب وقتل لإمرأة في الثلاثينيّات."
"شاهد الإبن ذو الخامسة عشرة عاما القاتل وهو يهرب."
"الشرطة تحصر الاتّهام بشهادة الإبن وجيران ب ستيفان بروس."
كان مايكل يقرأ العناوين هذه في الصحيفة وقال لنفسه:
"يا للقسوة والبشاعة."
وفجأة سمع صوت انكسار شيء..فالتفت ورأى كريس شاردة كمن صبّ عليها ماء بارد وقد أسقطت كأس الشاي.
"ك-كريس!."
كانت ما تزال شاردة فحرّك يده أمام وجهها وهو يكرّر اسمها فانتبهت وقالت:
"آ-آسفة..سأصبّ كأسا آخر."
وعادت إلى المطبخ في حين كان مايكل ينظر إليها باستغراب ثمّ نهض ولملم قطع الزجاج المكسورة وألقى بها في القمامة.
انتظر بهدوء في حين صبّت كأسين وذهبت وجلست وهي شاردة..وضعت كأسا له وأمسكت كأسها بيدها..جلس مايكل وأمسك كأسه وارتشف منه قليلا ثمّ قال:
"ما الأمر؟."
"ل-لا شيء...لقد صعقني الخبر فقط."
"آ-آه، الاغتصاب والقتل شيء بشع جدّا." فهزّت رأسها موافقة فقال:
"هل هذا كلّ شيء؟."
كان يجلسان قبالة بعضهما البعض..كلّ واحد على كنبة، نظرت إليه وتنهّدت ثمّ قالت:
"في الواقع.."
"تعرفين المرأة؟ أم.." وسكت قليلا "القاتل؟."
أجفلت..نظرت إليه فظنّ أنّه رأى دموعا في عينيها ثمّ اكتشف أنّه كان محقّا..فقال :
"كريس..ما الأمر؟ من هذا الرجل؟." ونهض وجلس بجوارها.
"أعزّ أصدقاء والدي..بعد موت والدي ساعدني كثيرا."
هزّ رأسه بتفهّم..كانت أوّل مرّة يعرف فيها أنّ والد كريس متوفّي، أخفض رأسه حزنا وسكت..مرّت دقائق من السكوت المطبق بينهما..قطعته كريس بكلام بدا وكأنّها تتحدّث مع نفسها.
"لا يمكن، لا يمكن أن يكون ذلك الرجل مغتصبا وقاتلا!! لا يمكن أبدا!!." واهتزّت الكأس بيدها وهي تقولها..نظر مايكل إليها وقال:
"هيّا.." فنظرت إليه وهي ما زالت شاردة..فأكمل:
"لا تفاصيل إضافيّة في الصحيفة بعد والمكان ليس بعيدا من هنا، فلنذهب." ونظر في عينيها ثمّ أكمل بابتسامة:
"حلوتي الشارلوكية!."
نظرت إليه وابتسمت بكآبة ثمّ تحمّست..ركضت إلى غرفتها وخرجت بعد دقيقتين فقد كانت مستعدّة من أجل مايكل..بدا أنّها مسحت دموعها، أحضرت مفاتيح السيّارة وخرجت من غرفتها فابتسم لها حين خرجت..ثمّ غادر الاثنان..نحو مسرح جريمة بشعة.

***********

ركبا سيّارتها ال بي ام دبليو الحمراء..كان مايكل خبيرا في الطرق فوجّهها طول الطريق..وصلا بعد عشر دقائق، أوقفت سيّارتها بعيدا قليلا وألقيا نظرة على المنزل من بعيد..كان منزلا مكوّنا من طابقين، واجهته الأماميّة حجريّة، والجانبيّة مدهونتان بلون أبيض وهناك قرميد على شكل مثلث على السطح..كانت سيّارات الشرطة موجودة في المكان والشريط الأصفر ب (لا تقترب) موضوعا..سار الاثنان معا ووقفا أمام أحد الملازمين، فقال:
"ممنوع الدخول! ممنوع!."
"نحن من أقارب الضحية." قالت كريس
نظر إليهما ثم سمح لهما بالدخول..دخلا إلى داخل المنزل، كان المدخل عاديّا..على اليسار خزانة لوضع الأحذية ثمّ درج مباشرة يقود للأعلى وعلى اليمين للداخل غرفة للجلوس كبيرة، ثمّ تأتي غرفة جلوس أصغر وغرفة تبين أنّ الضحيّة كانت تنام فيها..وللداخل أيضا برز المطبخ.
نظرت كريس وتأمّلت المنزل بينما أخرج مايكل سيجاره ووضعها في فمه ثمّ أشعلها..خرج ضابط من الداخل وكان الضابط توم..تفاجأ برؤية كريس ومايكل فقال:
"ماذا تفعلان هنا؟."
"كيف حالك ضابط توم؟." قال مايكل.
كان هو وهيرشار أصدقاء معه..بينما عرف توم كريس من قضيّة الشقراوات ثمّ رآها مع مايكل أكثر من مرّة.
"أهلا مايكل..لم تجبني."
"في الواقع.." قال مايكل
"جئنا لنعرف تفاصيل الجريمة إذا سمحت لنا." أكملت كريس
نظر إليها ثمّ ابتسم وقال:
"أعلم أنّك فتاة ذكيّة ومتحرّية لكن، هذه مهمّة الشرطة.." وهمّ بأن يكمل لكنّها قاطعته بحدّة وقالت:
"هل ستيفان بروس حقا الفاعل؟!."
"ه-هل تعرفينه؟."
أخفضت رأسها وبدا عليها الحزن فتولّى مايكل الشرح وقال:
"لقد اعتنى بكريس جيّدا ذلك الرجل وكان أعزّ أصدقاء والدها."
"فهمت." ثمّ نظر إلى كريس وقال:
"لا مجال للشكّ أبدا..هو الفاعل."
نظرت إليه مستفهمة وكذلك فعل مايكل فقال توم:
"تعالا." وقادهما إلى الداخل حيث غرفة نوم الضحيّة، وكان يقول لنفسه:
"أتمنّى أن لا يعود المفتّش مارك سريعا وإلا قطّعني إربا."
دخلا إلى الداخل..كان فريق الطبّ الشرعي موجودا، تولّى الضابط توم الحديث وقال:
"البارحة حوالي الثانية عشر منتصف الليل..دخل ستيفان بروس إلى منزل السيّدة باولا، قيّدها إلى السرير وفعل فعلته معها، وفي تلك الأثناء نزل ابنها توماس إلى الأسفل سمع صوتا وفتح الباب..فقام ستيفان بطعن السيّدة في قلبها وفرّ هاربا." وسكت قليلا..ثمّ قال:
"وقد نطقت السيّدة باسم ستيفان حين رأت ابنها توماس يدخل..وقد أفاد الجيران برؤية رجل يقفز من هذا الباب-وأشار إلى باب في الغرفة يفضي إلى شرفة-حين سمع الابن الاسم اتّصل بالشرطة وكذلك فعل الجيران..وألقينا القبض عليه في أحد الشوارع القريبة من هنا خلال عشر دقائق من الاتّصال." واقترب منهما وأكمل:
"وهذه صورة السيّد ستيفان حين ألقينا القبض عليه."
وكانت صورته تظهر رجلا في الأربعين، أشقر الشعر، أخضر العينين، أبيض البشرة، طوله 180 سم..بينما كانت باولا، امرأة في الخامسة الثلاثين، شعرها أسود طويل حتّى منتصف ظهرها، عيناها سوداوتان، طولها 170 سم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق