الاثنين، 31 يناير 2022

إعادة نشر القضايا الجانبية - الانتقام

 نعيد اليوم هنا نشر قضية جانبية جديدة مميزة بعنوان الانتقام. يتمّ اختطاف كريس والذهاب بها إلى لندن بدافع انتقامي فتتقاطع طرق مايكل وأوكنان لإنقاذها بينما ينضم هيرشار وآيرين لهما لاحقا حيث كانا قد ذهبا في رحلة إلى لندن. هيرشار يقوم بحلّ جريمة قتل حصلت على متن الطائرة بينما لاحقا يسعى مع أوكنان والباقي لإنقاذ كريس. في القضية "القليل" من الأمور التي يمكن أن تمثل نوعا من حرق الأحداث لمن لم يقرأ كل من رواية "الشيطان" و "جنون الانتقام." بعد لذلك وجب التنبيه. ننصح بقراءتهم أولا ثم قراءة القضية وهذا سيجعلها ممتعة أكثر.

نترككم الآن مع القضية..قراءة ممتعة😎.

الفصل الأول:

"عثرنا عليها..زعيم."
كان رجلان يتحدّثان في الظلمة..في غرفة فيها معدّات.
"حقا؟ أين؟."
"حاليا هي خارج البلاد."
"أخبرتك أين؟."
فتقدّم من زعيمه وهمس له..فقال الزعيم وهو يبتسم:
"حقا؟ هذا جيّد. اجعل جيسي وأندرسون يختطفاها ويحضراها إلى هنا فورا!."
"علم!."
فغادر الشخص وبقي الزعيم لوحده جالسا فقال:
"الآن حان وقت..الانتقام!."

الفصل الثاني:

كان مايكل نائما على سريره..كانت شقّته عادية، لا كبيرة ولا صغيرة، لم يعهد نفسه يحلم كثيرا لكنّه حلم هذه المرّة..حلما أيقظه مرعوبا ويلهث.
كان قد رأى كريس..تخترق رصاصة جسدها.
استيقظ وهو يلهث ويتعرّق بشدّة.
"م-ما هذا ال-الكابوس؟!!."
نظر حوله..أمسك الهاتف ثم ضرب رقم شقتها وانتظر.
مرّت لحظات زادت توتّره وقلقه وعرقه..ثمّ فتح الخط.
"آ-آلو..كريس؟."
"م-مايكل..هل هنالك شيء؟."
سكت قليلا..مرّت دقائق.
"م-مايكل؟!." قالت كريس
"ل-لا شيء..أحببت أن أسمع صوتك مع الصباح الباكر حلوتي." وأقفل الخط.

*************************

"رائع! أحسنت يا حلوة." قالها رجل لها بينما كانت كريس قد أجابت الهاتف بتهديد السلاح.
في الصباح الباكر استيقظت كريس..أخذت حماما منعشا ثمّ جففت شعرها وارتدت ملابسها، كانت كنزة حمراء فوقها معطف أسود وبنطال أسود..جلست على الكرسي وشربت من فنجان القهوة خاصتها..حين سمعت طرقا على الباب نهضت وفتحته فرأت رجلا في الثلاثينيات من عمره يقف مقابلها..كان وسيما، أبيضا، مفتول العضلات، ارتدى كنزة صيفية سوداء وبنطال جينز.
"من أنت؟." سألته.
وقبل أن تنتظر الإجابة دفعها إلى الداخل وحين همّت أن تقاومه بالكاراتيه..كان أقوى منها وأمسك يديها بيديه فلم تستطع الحركة..ثمّ همّت بأن تصرخ فرأت مسدسا يوضع مقابل فمها فنظرت ورأت امرأة في الثلاثينيات أيضا، شقراء بشعر طويل، ارتدت قميصا أسودا غير محافظ وتنّورة بيضاء..قالت لها المرأة بعد أن أقفلت الباب:
"أقفلي فمك يا صغيرتي."
فنظرت إليها كريس بغضب ثمّ سحب الرجل كريس إلى الداخل حيث غرفة نومها وبقي ممسكا بها والمرأة تهدّدها بالمسدس إلى أن رنّ الهاتف وأجابت على مايكل.
"ماذا تريدان؟." سألتهما
"لا شيء يا عزيزتي." سخرت المرأة وهي توجّه المسدس.
"ستعرفين لاحقا." قال الرجل
فنظرت إليهما بشزر وغضب ثمّ فكّرت بقلق.
"م-مايكل..ه-هل أ-أنت؟."
كانا قد اتفقا أن يذهبا إلى مطعم معا مساء اليوم ويحدّدان يوما رسميّا للزواج والحفلة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جلس مايكل على سريره..قال:
"ي-يبدو بأنّه ليس حلما!."
وفزّ قافزا من سريره فارتدى بنطال جينز و قميصا أزرقا وغادر شقته مسرعا.
كان قد استأجر سيارة من نوع هيونداي..قفز فيها وشغّل المحرّك وانطلق بأقصى سرعة نحو شقة كريس.

ــــــــــــــــــــــــــــ

"ماذا ستفعلان؟." سألت كريس التي كانت ما زالت تحت تهديد السلاح.
"ستعرفين لاحقا يا صغيرتي." قالت المرأة بابتسامة.
فنظرت كريس إليها ولم تعجبها ابتسامتها.
سمعوا صوت سيارة تقترب مسرعة فأجفل الخاطفان.
"هيا." قالت المرأة.
ثمّ أخرجت منديلا ووضعت عليه منوما بينما كان الرجل يمسك بكريس.
"ثبّتها." أمرته فقام بإمساك كريس جيدا ثم وضعت المرأة المنديل على فم كريس..قاومت قليلا لكنّها سرعان ما استنشقت ما فيه الكفاية ليفقدها وعيها.
أسرع الرجل وقيّد يدي كريس وقدميها ثمّ وضع شريطا لاصقا على فمها..حملها على كتفه بينما المرأة أمامه بمسدّسها تتأكّد من الوضع.
فتحا باب الشقة وخرجا وهبطا سريعا..وضع الرجل كريس في المقعد الخلفي وجلس هو وقاد السيارة بينما المرأة بجانبه تمسك بالمسدس..وقبل أن يحرّك السيّارة كان مايكل قد التفّ ودخل شارع مبنى كريس ولمح كريس توضع في السيارة.
حرّك الرجل السيارة بينما بدأ مايكل..المطاردة!.

الفصل الثالث:

قاد الرجل سيارته بأقصى سرعة وتبعه مايكل.
"إ-إنّه..يذهب إلى الطريق السريع..سيّارة، سريع..ه-هل يعقل؟!." فكّر مايكل وتبعه.
كان الطريق السريع بلا التفافات كثيرة..أغلبه كان مستقيما، سار الرجل مسرعا بسيارته.
"هنالك فتى يتبعنا." قال الرجل
"آه، لاحظت هذا لكن، لا تقلق أندرسون..كل شيء على ما يرام." قالت المرأة
"هذا صحيح..المهمّة الأولى أنجزناها."
"آه، بقي الخروج بها..من هنا."

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وصل هيرشار مع آيرين إلى المطار..كان يرتدي بنطالا أسودا وكنزة حمراء مخططة بالأسود في حين ارتدت آيرين قميصا أصفرا وبنطال من الجينز.
كانا قد قرّرا الذهاب في رحلة إلى لندن..كان ذلك منذ أسبوع، حين دار الحوار الآتي حول الرحلة وفي منزل سام.
"ماذا؟!!!." صرخ سام "لم أسمع!."
"قلت بأنّني أريد الذهاب إلى لندن." قالت آيرين بينما كان هيرشار يتناول الطعام بصمت.
"وكيف تذهبين؟." سأل سام
"بسيطة."
"هاه؟."
نظرت إلى والدها ثمّ إلى هيرشار، ابتسمت ابتسامة خبيثة تدلّ على فرحها..قالت:
"لقد ربحت رحلة إلى هناك."
"ماذا؟!." صرخ هذه المرة سام وهيرشار الذي علق الطعام في حلقه أيضا فشرب كأس ماء.
"لقد قدّمت على المسابقة الخاصة بالرحلة وربحتها."
قالتها وهي تحرّك يديها وتبتسم.
"وكم شخص سيذهب؟."
نظرت إلى والدها..احمرّ خدّها ثمّ قالت:
"اثنان."
"ماذا؟." فأومأت برأسها فقط.
"إذن في هذه الحالة..أنت و.." قال سام
"هيرشار." قاطعته مباشرة.
فأجفل هيرشار وسام معا..احمرّ وجه هيرشار وهو ينظر إلى آيرين.
"هاه؟!!." صرخ سام
"ألم تقل بأنّك مشغول في قضيّة كبيرة؟ إذن لا تملك وقتا، لذلك حجزت باسم هيرشار التذكرة الأخرى."
فابتسم هيرشار وقال لنفسه:
"بالرغم من غباء والدك إلا أنّها مكشوفة آيرين..على كل حال، أشكرك."
في المطار..نظر الاثنان حولها..كان المطار الأكبر هنا.
"من هنا." قال هيرشار بعد أن رأى شيئا.
وتوجّه هو وآيرين نحو مكان الطيارة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

واصل مايكل مطاردة السيارة التي أمامه..قال لنفسه:
"من هؤلاء؟ وماذا يريدون من كريس؟."
وحينها صدق توقّعه..رآهم يقتربون من منطقة المطار ويدخلونها.
وبخفّة وبدقّة..وجّهت المرأة المسدّس واستعملت المرآة الجانبيّة وأطلقت رصاصة فأصابت أحد إطارات السيارة التي استأجرها مايكل..ثمّ أخرى وأصابت الأمامي الآخر ففقدت سيارة مايكل اتّزانها ممّا جعلها تذهب يمنة ويسرى حتّى توقفت، لكنّه لم يستسلم..هبط من السيارة وأسرع راكضا خلفهم.
"رائعة جيسي."
"آه..لكن هذا الفتى.."
"آه، مثابر وعاقد العزم..تبدو فتاته."
"هذا ليس مبشّرا."
"لماذا؟."
"كان الزعيم يريد اختطافا لا يعلمه أحد."
"ه-هذا صحيح."
"لا بأس، انعطف الآن نحو طيّارتنا الخاصة."
ففعل، بينما كان مايكل ما زال يركض خلفهم لكنّ السيّارة كانت بعيدة عنه..لهث ولهث وراءهم.
"تبّا! الدخّان شلّ لياقتي."
التفتت جيسي إلى الخلف، رأت كريس قد استيقظت فأمسكت المنديل ذاته ووضعته على فمها وأنفها.
"ما زال الوقت مبكّرا لتستيقظي..بيبي."
أوقف أندرسون السيّارة وترجّل منها هو وجيسي..فتح الباب الخلفي وحمل كريس على كتفه ثمّ ركض هو وجيسي التي كانت تراقب إن كان مايكل قريبا لكنّها لم تر شيئا..وصل الاثنان إلى الطائرة الخاصّة التي أتوا بها..كانت عبارة عن هيليكوبتر زيتي اللون..دلف أندرسون حاملا كريس إلى الداخل بينما جيسي وراءه تنظر إلى الخلف بين الفينة والأخرى.
وعندما دخلت إلى الطيّارة رأته..مايكل! كان يركض تعبا ويلهث لكنّه بقي يركض متحاملا على نفسه.
"يا لك من فتى." قالت جيسي
"هل هذه هي الفتاة المطلوبة؟." قال الطيّار
"آه، هيّا أقلع بسرعة." قالت جيسي
ركض مايكل بأقصى سرعته فاقترب من الطيّارة جدّا قبل إقلاعها..ثمّ حين أقلعت مدّ يده ليمسك بشيء ما ويتعلّق بها..استطاع ذلك لثواني لكنّ يده أفلتت بعدها فسقط على أرضّية المطار وتدحرج أرضا بينما كانت الطائرة تقلع آخذة كريس..حيث لا يعلم!

الفصل الرابع:

جلس مايكل على أرض المطار ونظر إلى الهيليكوبتر تطير بيأس..كانت الدحرجة قد أصابته بجروح عديدة لم يكن يعيرها اهتماما..كان جلّ تركيزه هو طائرة تغادر بكريس.
"أهذا أنت؟."
سمع صوتا من جانبه.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

دخل هيرشار وآيرين الطائرة..كانت طائرة حمراء وبيضاء كبيرة تتّسع ل 400 شخص..جلس هو وآيرين في مقعدين متجاورين..جلست آيرين عند النافذة وهيرشار بجوارها.
"أنا متعبة جدّا." قالت آيرين
"لم تبدأ الرحلة بعد."
"أعلم هذا لكنّني أشعر بالرغبة في النوم."
"لا بأس، نامي إذن فالرحلة طويلة."
"وهو كذلك."
انطلقت الطيّارة وبدأت تصعد في السماء بينما كان هيرشار يتأمل آيرين.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

التفت مايكل نحو مصدر الصوت مجفلا وقال:
"أ-أنت..على ما أذكر.."
"نعم..أوّل لقاء بلكمة." وابتسم
"آ-آه."
"اسمي أوكنان..سررت بمعرفتك."
"وأنا كذلك..أنا مايكل."
كان أوكنان قد اقترب من مايكل..كان يرتدي بدلة سوداء اللون مع قميص أبيض.
"تبدو في ورطة." قال أوكنان
"إ-إيه!."
"هذا مطار رسمي..أنت هنا مجروح، ومتعرّق."
فنهض مايكل..نظر إلى أوكنان وقصّ عليه الحكاية.
"فهمت." قال أوكنان
كانا يقفان على أرض المطار وشجر قريب منهما.
أخفض مايكل رأسه..ظهر الحزن عليه جليّا.
"لا تقلق." قال أوكنان
فنظر مايكل إليه..ابتسم أوكنان فأجفل مايكل ليقول أوكنان:
"إنّهم ذاهبون إلى لندن."
اتّسعت عينا مايكل وقال:
"ك-كيف عرفت؟."
"كنت هنا في المطار..رأيت الهيليكوبتر هذه بشكل غريب تتموقع هنا فاقتربت من خلف الشجر واستمعت..سمعتهم يتحدّثون عن لندن."
"ح-حقا؟!."
"نعم."
"أشكرك..هكذا سأستطيع معرفة الوجهة والذهاب."
ثمّ سكت..أخفض رأسه وقال متلعثما:
"ل-لكن.."
"نعم..حتّى ترى حجزا إلى لندن ثمّ تسافر سيكونون قد اختفوا ربّما."
"ه-هذا صحيح."
اقترب منه أوكنان..ربت على كتفه ثم ابتسم وقال:
"لا تقلق..ستلحق بهم."
"إ-إيه!!." ونظر إليه
ابتسم أوكنان بعمق..وترك الصوت القادم يعبّر عن ما يقصده.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"أين أنتم جيسّي؟."
"في الطائرة زعيم."
"ومتى ستصلون؟."
"بعد حوالي ساعة زعيم."
"والفتاة؟."
"معنا. كلّ شيء على ما يرام."
"جيّدا جدا." وأقفل الخط.
"الزعيم؟." سأل أندرسون
"آه."
"يبدو مهتمّا جدّا."
"بالطبع."
"ولماذا؟."
"لأنّه يريد.." وسكتت والتفتت لكريس النائمة والمقيّدة والمكمّمة في الخلف.
"الانتقام!."
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نظر مايكل إلى الأعلى فرأى هيليكوبتر زرقاء تنزل وتهبط إلى الأرض قريبا منهم..اندهش وصعق بينما نظر إلى أوكنان مستفهما.
"أنا متحرّي ولقد شككت في الأمر." قال أوكنان
"ماذا؟."
"لقد هبطت الطائرة خاصتهم في مكان لا يراه إلا القريب جدا..ذهبوا مسرعين، كانا امرأة ورجل ورأيت انتفاخا في صدر المرأة الذي أظهرت بعضا منه أصلا. كان مسدسا صغيرا موضوعا في اعتقادي ولقد سمعت المرأة تكلّم الرجل عن فتاة وإسراع فوضعت خلسة جهاز تنصّت وتعقّب وطلبت من طيّاري الخاص المجيء هنا."
فغر مايكل فمه وقال:
"ه-هل تقصد؟."
"نعم." وابتسم "سنتبعهم."
بقي مايكل متسمّرا غير مصدّق..كان يريد الإسراع لكنّ عقله لم يستوعب ما قاله أوكنان..نظر إليه أوكنان وقال:
"ماذا؟ ألا تريد إنقاذ الفتاة المخطوفة؟."
"ب-بالطبع أريد."
"إذن هيّا."
وركض الاثنان نحو طائرة الهيليكوبتر التي هبطت.
"لدي سؤال." قال مايكل وهما يركضان
"ماذا؟."
"كيف عرفت أنّني لا أعلم إلى أين هم متوجّهين؟."
فابتسم أوكنان وقال:
"تعرّقك، لهاثك، يأسك وأنت على الأرض."
"ماذا؟."
"هذا يعني أنّك لا تتبع فقط خاطفين بل خاطفين لفتاة تخصّك ربّما ولو أنّك تعلم وجهتهم لأسرعت وبحثت عن أقرب طيّارة مغادرة وحجزت، لا أن تجلس يائسا هكذا."
ونظر إلى مايكل وابتسم..ثمّ ركب الاثنان الطائرة وحلّق الطيّار بها بينما قال أوكنان لنفسه:
"تلك الحمقاء. ما الذي تورّطت فيه بالضبط؟."

الفصل الخامس:

نظر هيرشار إلى آيرين. كان يتأملّها وهي نائمة.
"تبّا! لقد غطّت في النوم سريعا."
أبقى نظره إلى الأمام وفكّر وهو يسند ذقنه إلى يده.
"لندن! وبجائزة! يا له من حظ!."
وابتسم وهو يتذكّر آيرين تقول اسمه على التذكرة الأخرى.
"حسنا..سأنام أنا الآخر."
ظّلّت الطائرة تطير في السماء متوجّهة نحو لندن..كان الوقت قد أصبح عصرا.
"تبّا! لا أستطيع النوم! ماذا سأفعل؟!."
ثمّ اصطدم شيء بكتفه فنظر فرأى آيرين قد مال رأسها وجسدها على كتفه فأجفل.
"أوي أوي أنت قريبة جدا وهذه الوضعية.." تلعثم واحمرّ وجهه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

بدأت الهيليكوبتر التي تقلّ كريس المخطوفة بالهبوط..هبطت على الأرض ثمّ توقّفت.
فتح أندرسون بابها ثمّ نظر إلى كريس..كانت نائمة فاقترب منها ليحملها فتلقّى ضربة في وجهه من قدمها ثمّ قفزت وضربت جيسي ثمّ ركضت بأقصى سرعة بعد أن خرجت من الطيّارة..أطلقت جيسي بعض الرصاصات لكنّها أصابت الأرض بجانب كريس التي أسرعت راكضة..دخلت في أزقّة متتالية ثمّ وقفت.
أرادت إرسال رسالة لمايكل أو هيرشار ثمّ تذكّرت..لقد أصبحت في بلد آخر.
"م-ماذا سأفعل؟."  كانت متوترة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"ه-هل ما زلت تتابعهم؟." سأل مايكل أوكنان وهما في الطيارة التي اقتربت من لندن.
"آ-آه."
"ما الأمر؟."
"لقد وضعت جهاز التنصّت والتعقّب على الطائرة.."
وسكت قليلا.
"والطائرة قد توقفت."
"ي-يعني..وصلوا ونزلوا؟."
"يبدو كذلك."
"سحقا!!."

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أزاح هيرشار رأسه بعيدا..قال لنفسه:
"تبّا! انتبهي حين تنامين خارج منزلك."
ومع اهتزاز الطائرة..استيقظت آيرين فنظرت ورأت وضعيّتها فاحمرّ وجهها بينما نظرت إلى هيرشار بطرف عينيها..قالت مباشرة:
"ه-هل رأيت شيئا؟." وقد اصطبغ وجهها بالأحمر فنظر إليها ورأى احمرار وجهها..لم يعرف كيف يجيب فقال:
"ل-لا." وقد احمرّ وجهه هو الآخر.
"لا تكذب هيرشار." وقد احمرّ وجهها أكثر
"غبيّة..لا أكذب..أنت ملت عليّ فقط." وسكت متلعثما وقد احمرّ وجهه أكثر.
"ع-على كل..آسفة." وأشاحت بوجهها المحمرّ
"ل-لا بأس." وابتسم لها ثم قال لنفسه
"تبّا! قلبي يخفق بقوة."
بينما كانت آيرين تتأمله بصمت لكنّ الهدوء والموقف تبدّل حين سمعا صرخة في الطائرة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نهض هيرشار من مقعد وذهب إلى مصدر الصراخ..كانت المضيفة واقفة عند باب الحمام..كانت بيضاء، شقراء، ربطت شعرها إلى الخلف..عيناها عسليتان وقد ارتدت زيّ المضيفات الخاص بالطائرة وكان تنّورة حمراء ومعطف أحمر أسفله قميص أبيض..واسمها باتريسيا.
دلف هيرشار ونظر داخل الحمّام فأجفل..رأى امرأة بيضاء في السادسة والعشرين، شعرها بنّي طويل وعيناها عسليتان ترتدي كنزة ورديّة وبنطال أبيض..قد تلقّت رصاصة في رأسها عند الجبهة.
تفحّص الضحيّة ثمّ قال للمضيفة:
"هل هنالك رجل أمن على متن هذه الطائرة؟."
"لا أعتقد."
"في هذه الحالة، علينا الحفاظ على مسرح الجريمة حتّى هبوط الطائرة."
"ح-حسنا، ل-لكن..من أنت؟."
"هيرشار..متحرّي." فنظرت إليه باستغراب.
"ماذا سنفعل الآن؟." سألت المضيفة
"لا بأس..القاتل على متن الطائرة لا محالة لذلك فعلينا البحث عن السلاح."
"أنا أحمل مسدّسا..هل ستتّهمني؟."
فنظر هيرشار إلى مصدر الصوت..أجفل حين رأى المفتّش مارك أمامه.
"ح-حضرة المفتّش."
"إنّني ذاهب في إجازة." كان يرتدي بنطالا بنّيا وقميصا أبيضا.
"فهمت..هذا جيّد."
"لا أعتقد أنّه جيّد." ونظر إلى هيرشار بغضب وأكمل:
"لقد أصبحت نحسا هيرشار..حتّى في إجازتي أراك معي على الطائرة فتحدث جريمة!."
"آ-آه." وابتسم للمفتّش
"ما الوضع؟." سأل مارك ثمّ أزاح هيرشار ليرى.
"لا مقاومة..تبدو رصاصة واحدة سريعة أردت الضحيّة." قال هيرشار
"ماذا تقصد؟."
"الحمّام صغير يتّسع لشخص واحد..من وضعيّة الجثّة وعدم وجود آثار أخرى أرى احتمالين..الأوّل أنّ القاتل قد خدّر هذه المرأة ثمّ أرداها برصاصة، وهذا مستبعد فسوف يملؤه الدم..الثاني أنّ القاتل قد طرق على باب الحمّام أثناء وجود الضحيّة وبمجرّد أن فتحت أطلق النار عليها."
"إذن..مع كاتم للصوت؟."
"ربّما..فلم نسمع صوت إطلاق أبدا."
"والآن؟ هناك أربعمائة راكب هنا."
"لا بأس حضرة المفتّش." وابتسم
"ماذا؟."
"لقد رأيت كلّ من دخل إلى الحمّام."
"ماذا؟! حقا؟."
"نعم."
وقاد المفتّش وعاد إلى داخل الطائرة..ثمّ أشار إلى أربعة أشخاص..رجلين وامرأتين وقال:
"هؤلاء فقط من دخلوا إلى الحمّام."
"أوه."
"لحظة هيرشار..هل أنت متأكّد؟ ألم تنم أو تسهو؟." قالت آيرين التي سمعت بالأمر.
"لا لم أفعل."
"كما، لا أعتقد أنّني كنت سأنام وجسدك ملامس لجسدي." أكمل لنفسه.
"حسنا..تفضّلوا معي أنتم الأربعة." قال مارك وعاد معهم ومع هيرشار إلى الحمّام.
"حسنا..كما ترون." وأشار إلى الداخل
فأجفل الأربعة وغطّوا وجوههم مصعوقين وبكت المرأتان بينما صرخوا جميعهم ب:
"ريتا!!."
"ريتا؟." سأل مارك
"نعم..اسمها." قالت إحدى المرأتين
"أوه..وأنت ما اسمك؟ و ما علاقتك بها؟."
كانت امرأة في الرابعة والعشرين، بيضاء، شعرها أسود طويل، ارتدت كنزة خضراء بلا أكمام وبنطالا أبيضا.
"جيسيكا. نحن كلّنا أصدقاؤها وقد ذهبنا في هذه الرحلة معا."
"أوه..وأنت؟." وأشار للمرأة الأخرى
كانت امرأة في الخامسة والعشرين من عمرها، بيضاء، شعرها أحمر قصير، ارتدت كنزة زرقاء وتنّورة من الجينز.
"كلاوديا..وأنا أيضا صديقتها."
"وأنتما؟." وأشار مارك إلى الرجلين
تكلّم الذي وقف على يمين مارك..كان رجلا في السابعة والعشرين من عمره، شعره طويل وقد ربطه. ارتدى بدلة زرقاء اللون.
"أنا ريان..زوج ريتا."
"أوه."
"وأنا لوكا..صديق لها."
كان هذا رجلا في الثلاثين من عمره، أبيض البشرة، أسود الشعر وقصير، ارتدى بدلة سوداء اللون.
"وما علاقتكم أنتم ببعضكم البعض؟." سأل هيرشار
"جيسيكا ولوكا خطيبان، ريتا و ريان زوجان..وأنا لوحدي غير المرتبطة." قالت كلاوديا
"وما مهنكم؟."
"لوكا محاسب، ريان مصوّر، كلاوديا سكرتيرة، ريتا صحفية وأنا لا أعمل." قالت جيسيكا
"أوه..وما ترتيب ذهابكم إلى الحمّام؟."
"لقد كنّا نياما بعض الوقت..لا نذكر ترتيبا." قال لوكا
"وأنت هيرشار؟ هل رأيتهم مرتّبين؟."
"إ-إيه! في الواقع لا."
"لقد فقدت تركيزي حين التصقت آيرين بي." قال لنفسه
"حسنا..كيف تصفون الضحيّة؟." سأل مارك
"صحفيّة." قال لوكا
"ماذا تعني؟."
"تحشر أنفها كثيرا."
"أوه..هل تعتقد أنّ هذا دافع؟."
"ر-ربّما..لا أعلم..قلت وصفي فقط."
"وأنت سيد ريان؟."
"إنّها زوجتي وصحفيّة..كانت تؤدّي عملها بشكل عادي في اعتقادي."
"وماذا عنكما؟."
"لقد كانت محبوبة." قالت كلاوديا
"نعم صحيح." قالت جيسيكا
"نرجو منكم وضع جميع أشيائكم هنا للفحص." قال مارك
وقف هيرشار يفكّر.
"غريب..نحن على متن طائرة في الجو والقاتل يعلم أنّه لن يستطيع التخلّص من سلاحه..كيف فعلها؟ هل هو سلاح غير متوقّع؟."
ثمّ نظر إلى الأربعة..كانوا ينظرون إلى بعض ويتحدّثون ثمّ رأى شيئا لفت انتباهه ففكّر.
"ه-هل يعقل؟!."

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وصلت طيّارة الهيليكوبتر الخاصة بأوكنان إلى المطار وهبطت على الأرض..ترجّل مايكل مسرعا فصرخ أوكنان فيه:
"أنت لا تعلم أين ستذهب! حكّم عقلك واهدأ قليلا."
فوقف مايكل ونظر خلفه..ترجّل أوكنان وتبعه وربت على كتفيه وقال:
"لا تقلق..سنفعلها."
"لحظة..أليس دخولي يعتبر؟." قال مايكل
"غير شرعي نعم."
"وم-ما العمل؟."
"فتاتك أيضا دخلت هكذا..سيتمّ تسفيركما وعقابكما على هذا لكن لا بأس..جعلت والدي يتكلّم مع صديق له هنا يعمل في السكوتلاند يارد هنا..سيتكفّل بالأمر."
"ه-هل أخبره؟."
"نعم. أخبره أنّ فتاة اختطفت وأحضرت هنا."
"أشكرك أوكنان."
"لا داعي لشكري..فلنبحث الآن."
"آ-آه."
"كريس..لا تقلقي." قال مايكل لنفسه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مشت كريس خائفة..آثرت أن تبتعد عن الشارع وبقيت في أزقّة..وقفت تفكّر.
تذكّرت حين استيقظت سريعا..حين حاولت المرأة تخديرها ثانية..كريس تظاهرت بالنوم سريعا فأزالت المرأة المنديل سريعا فلم تنم كريس..كانت يداها مقيّدتان إلى الخلف فتحسّست فعثرت على شفرة صغيرة استطاعت قطع الحبال بها بهدوء.
فكّرت.
"لندن؟! المرأة قالت انتقام..فإذا كان ما أفكّر به صحيحا فقد عرفت الذي اختطفني من يكون."
وفجأة..أجفلت بمنديل يغلق فمها ويد تمسكها فقاومت لدقيقة ثمّ نامت.
“ Good night…baby.”
"جيسي...هل؟." قال أندرسون الذي كان يركض باتجاه جيسي وحينها رأى كريس نائمة.
"هيا قيّدها جيّدا وأقفل فمها جيّدا..لا مزيد من الألعاب."
"علم."
وفعل..ثمّ حملها ودخل مع جيسي إلى سيّارة مرسيدس سوداء.
كان هناك رجل جالس في المقعد الأمامي بجوار السائق الذي ارتدى بدلة سوداء ونظارة شمسية..جلست جيسي وأندرسون في الخلف وأجلسوا كريس في المنتصف بينهم..قال الرجل:
"لقد تأخرتم."
"آسفون. لقد هربت حين وصلنا." قالت جيسّي.
"كما هو متوقع من الشقراء الذكية."
"ماذا ستفعل معها زعيم؟."
"سترين." وابتسم بينما ألقى نظرة على كريس النائمة والمقيّدة في الخلف.

الفصل السادس:

"تبّا! توم ليس هنا وتفتيش الأغراض سيأخذ وقتا..عليّ أن أجد سلاح الجريمة." قال مارك
"لا بأس حضرة المفتّش." قال هيرشار فالتفت إليه مارك مستفهما.
"لقد حللتها." قالها مبتسما
"ماذا؟."
"كلّ ما نريده من هكذا قضيّة هو معرفة السلاح الذي استعمله القاتل في جريمته وقد عرفت السلاح وبناء عليه عرفت القاتل."
وسكت قليلا بينما حدّق به الكلّ ثمّ أكمل قائلا:
"القاتل هو أنت..سيّدة كلادويا!."
فأجفلت. اتّسعت عيناها ونظرت إليه وابتسمت قليلا.
"و-ولماذا أنا؟ ثمّ هل تجد معي مسدّسا؟ وكيف تتّهم من دون دليل؟."
"سلاح الجريمة الذي استعمل أطلق منه رصاصة أصابت الضحيّة في جبهتها..ليس بالضرورة أن يكون السلاح مسدّسا..كما نعلمه على الأقل."
"كما نعلمه على الأقل؟!." سأل مارك متعجّبا
"آه..فهناك أشكال عدّة من المسدّسات..منها.."
وسكت قليلا ونظر إلى كلاوديا وأكمل:
"على شكل أحمر الشفاه!."
فأجفلت كلاوديا..نظرت إليه بينما قال مارك:
"أحمر الشفاه؟! أتعني؟."
"نعم. القاتل ارتكب جريمته هكذا..حين دخلت الضحيّة إلى الحمّام طرق الباب عليها وقد جهّز أحمر الشفاه ليطلق الرصاصة..بمجرّد أن فتح الباب أطلق مباشرة فسقطت الضحيّة فأقفل الباب وعاد..هل أخطأت سيدة كلاوديا؟."
"كلاوديا؟!." قالت جيسيكا بينما نظرت إليها.
"لا دليل على كلامك."
"بل يوجد."
"ماذا؟."
"قبل قليل قالت لك السيدة جيسيكا أنّ أحمر شفاهك قد ذهب جزء منه عندها ذهبت لتعديله."
"وماذا في هذا؟."
"لقد كان أحمر شفاهك معك في جيبك وقد أخرجته لتري المفتّش أنّ لا سلاح معك..فلماذا حين أخبرتك السيّدة جيسيكا لم تعاودي إخراجه بل أخرجت من حقيبتك أحمر شفاه آخر..لماذا؟."
وسكت قليلا ثمّ قال:
"هل تستطيعين أن تفتحي أحمر الشفاه الذي في جيبك؟."
فتنهّدت..نظرت إلى هيرشار وابتسمت.
"أنت ذكيّ أيّها الشاب."
"كلاوديا!." قالت جيسيكا
"لقد أتعبتني..لقد استطاعت أن تحصل على صور في مواقف لا تليق أبدا لي وكانت تهدّدني بها..ثمّ استطاعت ابتزازي."
"ابتزازك؟." قال مارك
"آه..لقد حصلت من عملي السابق على أموال ليست من حقي واستطاعت الوصول إلى هذا الأمر..مع الصور التي لا تليق تضاعف ابتزازها فأصبحت تطلب الكثير وتهدّدني. لم أعد أستطيع الاحتمال فالأمر على هذا الحال منذ سنة..لذلك كان عليّ أن أتخلّص منها."
وسقطت أرضا وهي تبكي.
بعد ساعتين..وصلت الطيّارة في وقت كان قريبا من وصول طيّارة أوكنان الخاصة.

الفصل السابع:

وصلت سيّارة الخاطفين إلى مبنى مكوّن من طابق واحد وبدا مهجورا..نزل الرجل من السيّارة..كان يرتدي بدلة سوداء بقميص أبيض ويضع نظارة شمسية، طوله 180 سم، أشقر الشعر.
نزل أندرسون حاملا كريس معه ونزلت جيسي..دخلوا إلى المبنى.
"ضعها على الكرسي وقم بتقييدها بشكل محكم وأقفل فمها جيدا." قال الزعيم لأندرسون.
"علم."
ففعل أندرسون..وضع الزعيم كرسيّا وجلس مقابل كريس التي مازالت نائمة..نظر إليها فانفتح الماضي
الماضي الذي من أجله يريد الانتقام اليوم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هبط هيرشار وآيرين من الطائرة..أنهوا الإجراءات ثمّ خرجا..كانت آيرين صامتة محرجة بينما هيرشار أنسته القضيّة الأمر..في أثناء سيرهم لفت انتباه هيرشار شيء يلمع فانحنى ليراه.
"ه-هذا.."
"ما الأمر هيرشار؟." سألت آيرين
"هل رأيت هذا العقد من قبل؟."
"ممم..أشعر بذلك."
"وأنا أيضا..لكن أين؟." ثمّ أجفل.
"ه-هل يعقل؟! لكن..ه-هذا م-مستحيل!." قال لنفسه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد أن مشى مايكل وأوكنان معا باحثين..عثر الاثنان على مجموعة من الرسائل كانت مكتوبة على جدار.
وكانت..
BS 1997
210 STAS
CHRISTMAS
S9TL & 0.9144
25/12/2011

نظر أوكنان إلى الكتابة..همّ بأن يقول شيئا فسبقه مايكل:
"كريس."
فنظر أوكنان إليه.
"هذا خطّها..لا أخطئه."
فابتسم أوكنان ثمّ قال:
"يبدو بأنّها تركت لنا شيئا..هل توقعت لحاقك بها يا صاحب الدم الحار؟."
"لا تقل هذا عنّي يا هذا." فابتسم أوكنان ثم قال:
"حسنا. يا لها من فتاة على أي حال."
"ماذا تعني؟."
"أليس واضحا؟ تركت رسالة هنا وهذا يعني.."
فاستيقظ مايكل من شروده وانفرجت أساريره.
"أنّها هربت!."
"بالضبط."
"رائع!."
"أعتقد أنّه من المبكّر الفرح لهذا."
"آ-آه."
"ربما أمسكوا بها مجدّدا وربّما لا..على أيّ حال لقد كتبت الرسالة لذلك فلنسرع."
"آه."
وركض أوكنان فركض مايكل معه..ثمّ اصطدم أوكنان بفتاة وسقط الاثنان أرضا.
"أ-أنا آسف..أنا المخطىء." وهمّ بمساعدتها فنظر ورآهما..آيرين التي سقطت وهيرشار يساعدها..همّ هيرشار بالصراخ به ثمّ انتبه إلى الشابّين الذي أمامه..فرك عينيه بيديه وقال:
"هل أنا أحلم؟."
"أهذا أنت هيرشار؟." قال مايكل
"أنا آسف." قال أوكنان موجّها كلامه لآيرين
"لا بأس."
ثمّ اقترب منها وأمسك يدها وأراد تقبيلها تعبيرا عن الاعتذار فأمسك هيرشار يده وقال:
"لقد كان اعتذارك كافيا." فابتسمت آيرين خجلا.
"والآن؟ كيف حصل واجتمعتما معا؟ أمر غريب.، طبيعيّا على الأقل." قال هيرشار بابتسامة.
"ماذا تعني؟." قال أوكنان
"مايكل..هل كريس بخير؟."
فأجفل مايكل، ارتعش وأخفض رأسه قلقا.
"كما توقعت."
"وما أدراك؟." قال أوكنان
"ما الأمر؟." قالت آيرين
"لقد عثرت على عقد على الأرض وهذا العقد صاحبته كريس..لكن لا مجال لقدوم كريس إلى لندن ولنفترض أنّها قد أتت، فلماذا هو على الأرض؟ إذن قد حصل لها شيء ما..هل أخطأت؟."
فابتسم أوكنان وأومأ مايكل برأسه وقصّ التفاصيل كاملة لهيرشار.
فصرخت آيرين وقالت:
"كريس!."
"اختطاف من دولة إلى دولة!." قال هيرشار
"أرأيت؟." قال مايكل
"والرسائل التي تركتها؟."
"ها هي." قال أوكنان
وأخرج ورقة كتب عليها رسالة كريس وأعطاها لهيرشار.
BS 1997
210 STAS
CHRISTMAS
S9TL & 0.9144
25/12/2011

"ممم أولا..الجملة الأولى..هذا هو.." قال هيرشار
"الكود البريطاني..أخذناه في الكليّة." أكمل أوكنان
"ولماذا تذكره في رسالتها؟." تسائل هيرشار
"والملاحظة الأخرى." قال أوكنان
"نعم، الكريستماس (يوم الميلاد)، مذكور بالاسم وبالتاريخ وهذا غريب." قال هيرشار
"في هذه الحالة.." قال أوكنان
"لكلّ واحد منهما.."
"معنى منفصل."
وابتسما وهما ينظران لبعضهما البعض.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

استيقظت كريس..نظرت أمامها فرأته يجلس أمامها وبيده سيجارا. ابتسم وهو ينظر لها وقال:
"ها قد جاء اليوم لتصفية الدين أيّتها الشقراء الجميلة."
فنظرت إليه بغضب وهمهمت من خلف الشريط اللاصق.
"أعرّفك..جيسي حبيبتي وأندرسون ذراعي اليمين..لقد قضيت وقتا ممتعا معهما أليس كذلك؟."
وقهقه فهمهمت أكثر خلف الشريط اللاصق..كانت مقيّدة إلى الكرسي.
"تريدين أن تتكلّمي..لا بأس." وأشار بإصبعه إلى عينه اليمين ثمّ اليسار.
"أندرسون."
"حاضر."
وذهب أندرسون إليها..أزال الشريط اللاصق بقوّة فأوجعها.
"لقد مرّ ثلاث سنوات." قالت كريس
"نعم."
"كيف خرجت؟."
فابتسم وأخذ نفسا من سيجاره ووضع قدما على قدم ولم يجبها.
نهض بعدها..سار باتّجاهها ثمّ وقف أمامها مباشرة. كانت الغرفة خالية من أي أثاث، فقط غرفة خالية..نظر إليها من أعلى وابتسم فأجفلت كريس. الابتسامة كانت تنذر بالشرّ..أمسك كنزتها الحمراء التي تحت المعطف الأسود..وبدأ يتحرّش بها فصرخت به فأقفل فمها بالأخرى وواصل وهي تقاوم ثمّ استطاعت عضّ يده فغضب فرفع قدمه وركل كريس على بطنها.
طارت كريس والكرسي أمتارا للخلف وصرخت بشدّة من الألم..كان يرتدي حذاء بمقدّمة طويلة شبه مدبّبة..بقيت كريس تتألّم على الأرض وتصرخ..كانت ضربة قويّة جدّا.
"اليوم نهايتك أيّتها الفاجرة الشقراء." ولعن وشتم
"جيسّي."
"حاضر."
"تكفّلي بها في الغرفة الأخرى..أنهكيها.."
ونظر إلى كريس التي لم تستطع فتح عينيها من الألم وقال:
"أنا رجل محترم لذلك سأجعل امرأة تتكفّل بالباقي."
ثمّ اقترب من جيسي..قبّلها وقال هامسا:
"سأقتلها أنا لكن لقّنيها درسا شديدا..الآن هي جميلة ومثيرة.."
وسكت واتّسعت عيناه بخبث ثمّ قال:
"أعيديها إليّ لأقتلها وهي مشوّهة." وقهقه.
"لا تقلق زعيم."
"زعيم على الهاتف في الرسميات فقط."
ثمّ قبّلها من فمها مجدّدا فابتسمت. ذهبت حيث كريس وقالت:
"أندرسون..أحضرها إلى تلك الغرفة ثمّ غادر."
"حاضر."
بينما كان الألم..شديدا جدّا على كريس.

الفصل الثامن:

وقف هيرشار وأوكنان يفكّران بينما مايكل قلق وخائف وآيرين حزينة لسببين..رحلتها تضيع وصديقتها تختطف ويؤتى بها إلى لندن.
قالت لتلطّف الجوّ.
"نحن في لندن حيث كان شارلوك هولمز." ثمّ سخرت.
"هناك منكم من يعشقه أكثر من الفتاة التي يحبّها."
فنظر هيرشار إليها ثمّ ابتسم..لكنّه أجفل هو وأوكنان وقالا معا:
"شارع بيكر!!."
"ماذا؟!." قال مايكل بينما تعجّبت آيرين تماما.
"نحن في لندن." قال هيرشار
"ولندن حيث كان شارلوك هولمز." أكمل أوكنان
" وشارلوك هولمز كان يسكن.."
"في شارع بيكر." وابتسما فنظر مايكل إليهما وقال:
"ه-هل تعنيان؟."
"نعم." قال هيرشار
“ BS ---> Baker Street”
"و 1997 ؟." سألت آيرين
"إن لم أكن مخطئا." قال هيرشار
"ف 19 رقم المبنى."
"و 97 رقم الشقة." قال مايكل وقد تحمّس
"فلنذهب إلى هناك." قال هيرشار
"هيّا." صرخ مايكل وركض قبلهم وأوقف سيّارة أجرة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أدخل أندرسون كريس إلى الغرفة وهي تتألم..كان قد حملها بالكرسي ثمّ غادر. نظرت جيسي إلى كريس وقالت:
"أنا أيضا حاقدة عليك فقد أفسدت بتدخّلك أيّام سعادة كانت آتية لنا."
ثمّ اقتربت من كريس..وضعت المنديل المشبع بالمنوّم على فمها وقالت:
"نامي يا صغيرتي..سأعدّ بعض الأمور والأشياء وحتّى ذلك الوقت، لا أريد ألعابا."
وبعد دقيقة..فقدت كريس وعيها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وصل الأربعة إلى شارع بيكر..بحثوا في أرقام المباني فعثروا على المبنى ال 19..لكن..
"إنّه..ليس.." قال مايكل
"كبيرا ليحوي 100 شقة." قالت آيرين
"أنت تعجّلت مايكل." قال هيرشار
"هذا صحيح." قال أوكنان
"فالتحليل الصحيح هو..9 عدد الطوابق.."
"و 7 رقم الشقّة."
"هذا منطقي." قالت آيرين
ودلف الأربعة المبنى..وصعدوا الدرج باحثين عن الشقّة رقم 7.
"ألا يجب علينا التواصل مع الذي أخبرك عنه والدك؟." سأل مايكل أوكنان بينما كانوا يصعدون الدرجات.
"لا تنسى أنّنا دخلنا بلدا آخر."
"فلنذهب إلى قسم الشرطة ونسأل عنه إذن."
"آ-آه سنفعل."
"من هو؟."
فأخبر مايكل هيرشار عن صديق والد أوكنان الذي يعمل في السكوتلاند يارد.
"غريب." قال هيرشار لنفسه ثمّ نظر إلى أوكنان ورأى تعابير قلق على وجهه.
"إنّه يفكّر بما أفكّر فيه." قال هيرشار لنفسه.
وصل الأربعة..رأوا الشقّة رقم 7 ووقفوا أمامها.
قال هيرشار:
"إذا كان ما أفكّر فيه صحيحا.."
"فربّما." قال أوكنان
"آ-آه."
وطرق هيرشار الباب ففتح الباب رجل أبيض، بنّي الشعر، طوله 175 سم، نحيل، ارتدى كنزة سوداء وبنطال قصير..قال هيرشار:
"مرحبا سيّدي."
"أهلا بك."
"منذ متى تعيش هنا؟."
"منذ الثاني عشر من يناير 2012."
"كما توقعت." قال هيرشار وأوكنان لنفسيهما.
"لماذا تسأل؟." قال الرجل.
"هل تعرف الساكن السابق؟."
"شخصيا لا."
"لماذا قلت شخصيا؟."
"ه-هذا..لأنّه.." وأشاح بوجهه.
"ماذا؟."
"لقد كان متورطا في شيء ما لكنّني لا أعرف اسمه."
"اسمه؟ كان رجلا؟."
"نعم."
"ما الذي كان متورطا فيه؟."
"على ما أذكر..لقد تمّ اعتقاله بتهمة ارتكاب جريمة قتل فقد اتّهم بقتل زوجته."
"ماذا؟!."
"هذا ما سمعته من الناس حين أردت استئجار الشقة."
"وبعد؟ هل تمتلك تفاصيل أكثر؟."
"لا. اسأل الشرطة إن كنت مهتمّا."
"حسنا. شكرا لك."
وغادروا من أمام باب الشقّة وهبطوا للأسفل، سأل مايكل:
"لماذا سألت عن المستأجر السابق هيرشار؟."
"آخر ما كتبته كريس."
"ماذا؟ آه، ذلك التاريخ."
"بالضبط."
"لم أفهم." قالت آيرين
" 25-12-2011 هو التاريخ الذي كتب..إذا كان الرجل قد سكن هنا بعد هذا التاريخ الذي لم تكن لتكتبه الفتاة هكذا بلا معنى، فهذا يعني أنّ المالك السابق له علاقة باختطافها ربّما." قال أوكنان
"بقي علينا أن نعرف من هو؟ وإلى أين أخذها؟ ولماذا خطفها؟." قال هيرشار
وتوجّه الأربعة إلى أقرب قسم شرطة للاستفسار.

الفصل التاسع:

"علينا أن نستفسر عن الجريمة التي ذكرها ذلك الرجل." قال هيرشار
كان الأربعة قد وقفوا خارج المبنى قليلا يتكلّمون.
أخرج هيرشار الورقة ونظر إلى المكتوب..واقترب أوكنان وفعل ذات الأمر.
"210 ." قال هيرشار
“ Sats.” قال مايكل
“ Stas.” صحّح أوكنان
"هذه ولا تلك لا يهمّ." قالها مايكل وقد غضب وزاد قلقه فاتّسعت عينا هيرشار وأوكنان وابتسما.
"هكذا.." قال هيرشار مبتسما
"إذن!." أكمل أوكنان بذات الابتسامة.
"ماذا؟." قال مايكل ونظر إليهما.
"نطقك للكلمة كان تلميحا رائعا مايكل." قال هيرشار
"ك-كيف؟."
"بنطقك لها حلّلنا الجزء الثاني 210 وبالتالي عرفنا المقصود."
"ماذا؟."
“ Satsujin.” قال أوكنان
"بمعنى جريمة." قال هيرشار
"وكيف هذا؟." سألت آيرين
" 10 باليابانية جو و2 ني..فإذا استبدلنا الأرقام بالكتابة وقرأناها من اليمين إلى اليسار تكون هكذا." قال أوكنان
"جريمة! مرة أخرى؟ هذا يعني.." قال مايكل
"نعم..كما قال الرجل، خاطف كريس تورّط في جريمة." قال هيرشار
"ومكتشف جريمته هو الشقراء المخطوفة." أكمل أوكنان.
أشار مايكل لسيارة أجرة فركبوا بها وانطلقوا لأقرب مركز شرطة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بدأت كريس تفتح عينيها وعندما أدركت ما تراه ارتعبت..كانت على سرير..يداها وقدماها مقيّدتان.
اليدين إلى طرفي السرير والقدمين رفعتا فوق الحافة الخلفية للسرير وقيّدتا إليها..نظرت كريس خائفة ثمّ رأت جيسي تقترب. نظرت كريس إليها بغضب فقالت جيسي:
"هل أنت مستعدة؟." وابتسمت.
همهمت كريس فقد كمّمتها..نظرت جيسي إليها وابتسمت بخبث..ثمّ نظرت إلى رفّ مربوط بحبل على يمين السرير في الأعلى ووضع عليه دلوان..نظرت كريس إلى حيث تنظر جيسي..لم تفهم لكنّها شعرت بقلق ومن دون سابق إنذار أمسكت جيسي حبلا وحرّكته فقلب أحد الدلوين وسكب على كريس ماء، كان ماءا باردا جدّا وشبه مثلّج!.
ارتعشت كريس واهتزّ كامل جسدها ارتعاشا من هذا الماء وصرخت خلف الشريط اللاصق فقهقهت جيسي ثمّ حركت حبلا آخر فقلب الدلو الثاني الذي كان يحتوي ماءا ساخنا جدّا ومغليّا فاهتزّ جسد كريس مرّة أخرى وصرخت كريس أكثر فقهقهت جيسي أكثر.
ثمّ أمسكت جيسي سوطا وأزالت الشريط اللاصق عن فم كريس وبدأت تضرب بالسوط جسد كريس وقدميها وكريس تصرخ ألما وراء ألم بينما جيسي سعيدة.
"أحسنت أحسنت حبيبتي." صرخ الرجل من الخارج
وبعد 20 دقيقة من الضرب..توقفت جيسي واقتربت من كريس التي لم تعرف بماذا تشعر. جسدها يرتعش كليا بينما أحرقت المياه الساخنة جلدها وزاد الأمر سوءا بالسوط والضربات في ذات الوقت الذي يعتبر سكب نوعين من المياه على جسدها بهذا الشكل أمرا جنونيا. كانت ترتعش لكن ليس من السوط والضربات.
أمسكت جيسّي منشفة ووضعت يدها وأغلقت أنف كريس حتّى فتحت فمها فأدخلت المنشفة ثمّ أغلقت بالشريط اللاصق فم كريس وهمست في أذنها:
"من بيضاء البشرة إلى حمراء محروقة..وبعد قليل.." وقد اتّسعت عيناها.
"من على قيد الحياة إلى..ميّتة."
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في سيّارة الأجرة..جلس مايكل في الأمام وأوكنان وهيرشار وآيرين في الخلف. جلس هيرشار في المنتصف فهمس لأوكنان:
"هل تكلّم والدك مع صديقه مباشرة؟."
"إ-إيه؟ آه."
ونظر إلى هيرشار وابتسم فقال:
"إذن، تفكّر مثلي."
"آه..لماذا لم يتواجدوا في المطار؟."
"بالضبط."
سأل هيرشار "كم يبعد مركز الشرطة."
"حوالي 11000 يارد أي ما يعادل 10 كيلومترات." قال السائق ذو البشرة السمراء والشعر المجعّد.

آيرين كانت تراقب النافذة بقلق وحزن فحرّكت رأسها نحو هيرشار الجالس في المنتصف ورأت ابتسامة على وجهه.
"ماذا هيرشار؟ هل حللتها؟."
"آه."
"وما النتيجة؟." سأل مايكل.
"لقد عرفنا الفاعل الذي ارتكب الجريمة." قال أوكنان
"ك-كيف؟."
"الجملتين الثالثة والرابعة من رسالة كريس." قال هيرشار
"في الجملة الرابعة..
S9TL & 0.9144
إذا استبدنا التسعة بكو كما تقرأ في اليابانية و & بكتابتها بالانجليزية." قال أوكنان
"ووضعنا كلمة مكان 0.9144 فقد عرفنا النتيجة." قال هيرشار
"كيف ستضع كلمة مكان الرقم؟." سألت آيرين بينما واصل السائق القيادة نحو العنوان المطلوب.
ابتسم هيرشار وأوكنان فقال أوكنان:
"اليارد يعادل 0,9144 مترا."
"وعليه.." قال هيرشار
“SCOTL AND YARD ---> SCOTLAND YARD”
فأدرك مايكل وآيرين..المسمّى المعروف من روايات شارلوك هولمز.
"ه-هل تعني أنّ الفاعل؟." سأل مايكل قلقا
"نعم..من السكوتلاند يارد." قال هيرشار
فبلع مايكل ريقه بينما سألت آيرين:
"والرسالة الثالثة؟."
"اسم الفاعل." قال هيرشار
"ماذا؟! كريتماس اسم فاعل؟!."
"نعم..سام كريست." قال أوكنان
"ماذا؟."
"اقرأي الأحرف الثلاثة الأخيرة بالعكس ثمّ القسم الأول." قال هيرشار
"بمعنى أنّ سام كريست شرطي في السكوتلاند يارد ارتكب جريمة في 25-12-2011 في الشقة التي سألنا ذلك الرجل فيها ومكتشف الجريمة.." قال أوكنان
"كريس." أكمل مايكل.
كان ذلك مع وقوف سيّارة الأجرة أمام مركز شرطة.

الفصل العاشر:

دخل الأربعة إلى مركز الشرطة الرئيسي..طلبوا مقابلة المسؤول..كان المبنى عبارة عن طابقين مدهون من الخارج بلون أبيض ومن الداخل مقسّم إلى مكاتب للضباط..استقبلهم أحد المفتّشين، كان سمينا، قصيرا، أبيض البشرة، ارتدى قميصا أبيضا وبنطالا أسودا، وشعره أسود قصير..كانت الغرفة التي استقبلهم بها عبارة عن مكتبه وبعض الخزانات تحوي ملفّات..جلسوا مقابله..هيرشار وآيرين معا وأوكنان ومايكل معا.
"أنا بيتر جونسون. ماذا لديكم؟."
"شكرا. نرغب في سؤالك عن أحد أفراد الشرطة." قال هيرشار.
"ماذا؟."
"نعم. واسمه هو سام كريست." قال أوكنان
"آه. هو في السجن حاليا كما أعلم."
"لماذا؟." قال هيرشار
"لقد ارتكب جريمة قتل. لقد قتل زوجته، كان هذا قبل ثلاثة سنين على ما أذكر."
"ما تفاصيل القضية؟." قال أوكنان.
"لا أستطيع إخباركم بتفاصيل. من أنتم؟."
"تستطيع إخبارنا عنه على الأقل. أين هو الآن؟ هل حقا مازال في السجن؟." قال هيرشار فنظر بيتر إلى هيرشار وابتسم وقال:
"حسنا..في الواقع لا، لقد حصل على عفو."
"أوه." قال أوكنان
"هل تستطيع إخبارنا أين نجده؟." واصل أوكنان
"حسنا. أعتقد أنّكم يمكنم إيجاده هنا.." وكتب عنوانا على ورقة وأعطاهم إيّاه.
"شكرا لك." قال هيرشار
"من أنتم؟."
"أحفاد شارلوك هولمز." قال هيرشار ساخرا ثم غادر الأربعة وأخذوا سيّارة أجرة وتوجّهوا إلى العنوان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

جلس سام كريست على كرسيّه يدخّن سيجارا وعاد بذاكرته إلى اليوم الذي كان هو السبب في اختطاف كريس اليوم.

في 25-12-2011...كانت كريس تجلس في شقّة مستأجرة في شارع بيكر..الشقّة رقم ثمانية..كانت تقرأ رواية على كرسيّ هزّاز وكانت ترتدي كنزة ورديّة بلا أكمام وبنطالا أبيضا.
حين سمعت صوت ركض وإسراع وفتح باب في الخارج أغلقت الرواية وفتحت الباب لترى ما الأمر..حينها رأت رجال شرطة يقفون عند المدخل للشقّة المجاورة رقم سبعة..فخرجت من الشقّة وتوجّهت إليها المجاورة.
منعها أحد الضبّاط لكنّه أخبرته أنّها الجارة هنا فسمح لها لربّما تمتلك معلومات..رأت مفتّشا يقف مع جارها سام كريست..كان سام ضابط شرطة، في الثلاثينيّات، عرف عنه أنّه كثير الشرب..كان أبيضا، طويلا، نحيفا، شعره بنّي قصير، وارتدى زيّ الشرطة..أمّا المفتّش فكان المفتّش كلارك..سمينا، قصيرا، أبيض البشرة، شعره بنّي أيضا وقصير..كانا يقفان أمام باب حمّام..دلفت كريس إلى الداخل ونظرت إلى الحمّام بينما كان كلارك يحاول منعها فرأت جثّة امرأة، في العشرينيّات، بيضاء بشعر بنّي فاتح طويل وعينان سوداوتان..كانت ترتدي قميصا أحمرا وبنطالا أسودا، وقد قيّدت وكمّمت.
كانت جثّتها داخل حوض الاستحمام وكانت وفاتها خنقا حيث تواجدت آثار حبل على رقبتها..كانت زوجة سام وتدعى سيمون.
"متى عدت إلى المنزل؟." سأل كلارك سام
"عند التاسعة مساء."
"وعثرت عليها هكذا؟."
"نعم." وكان حزينا
"وهل كان باب المنزل مقفلا؟."
"لا."
"ما هو وقت الوفاة المقدّر؟." وجّه كلارك سؤاله إلى فريق الطبّ الشرعي.
"نستطيع القول أنّ الوفاة كانت منذ عدّة ساعات..ثلاث ساعات تقريبا."
"فهمت." قال كلارك
"هل زوجتك تغادر المنزل؟." سأل كلارك
"تقصد تعمل؟ لا."
"وهل تستقبل أناسا هنا؟."
"أحيانا نعم."
"وأنت؟." سأل كلارك وهو يشير لكريس "لقد أخبرني أحد الضباط أنّك ادّعيت أنّك جارة السيّد سام."
"لم أدّعي شيئا..أنا جارته فعلا في الشقّة المجاورة."
"وهل رأيت السيّدة سيمون اليوم؟."
"في الواقع لا..لم أخرج من شقّتي اليوم."
"وماذا تعملين؟."
"لا شيء..طالبة، عمري سبعة عشر عاما."
"فهمت..حسنا، وهل كنت تزورين السيّدة سيمون وتزورك؟."
"نعم، كنّا نفعل."
"وهل كانت تتحدّث عن مشاكل مع أشخاص معيّنين أو ما شابه؟."
"لا أذكر هذا لكن.." وسكتت قليلا ونظرت إلى المفتّش كلارك نظرة غريبة وقالت بعدها:
"السيّد سام زوجها ومكتشف الجثة..أليس الاشتباه به واردا؟."
فأجفل كلارك وسام..قال سام:
"ماذا تعنين؟ أأقتل زوجتي؟ أنا ضابط."
"قلت فقط أنّ علينا معرفة مكانك وقت ارتكاب الجريمة."
"هذا ليس من شأنك." قال سام
"أخبرنا سام..أين كنت؟ ربما هذه الفتاة تقرأ روايات بوليسية ومتأثرة بها، أفرحها بالإجابة." قال كلارك ساخرا.
"هل تتحدّث عن طفلة في الرابعة من عمرها أيّها السمين الأحمق؟!." قالت كريس لنفسها.
"معك حق." وابتسم سام ثمّ أكمل:
"لقد كنّا في مهمّة."
"كنّا؟ مهمّة؟." سألت كريس
"نعم، لقد تلقّينا بلاغا بوجود قنبلة فذهبت أنا وضابط زميل يدعى ريد. تبيّن لنا أنّه بلاغ كاذب كأغلب الحالات."
"وأين المكان ذاك؟." سألت كريس
"يبعد عن هنا خمسة عشر كيلومتر."
"ومركز الشرطة الذي تناوب فيه؟."
"يبعد عن هنا خمسة عشر كيلومتر أيضا..بمعنى آخر منزلي منصّف للمسافة."
"وهل بقيت طول الوقت مع الضابط ريد والضباط الآخرين في المركز؟."
"هل تريدين عكس الأمر؟ من يسأل هو أنا وليس أنت."
"لا بأس، أجبها." قال كلارك كأنّه يتكلّم عن طفلة.
"نعم، وتستطيعين سؤال الضباط حضرة الفضوليّة."
فابتسمت له كريس بسخرية.
"لقد أبدى ردّ فعل غريب لا يصدر من شخص بريء حين طلبت الاشتباه به. لديه دليل براءة كامل..هل هو الفاعل؟." تساءلت كريس مع نفسها.
بينما سار كلارك وسام وهما يتحدّثان..قال سام:
"يجب أن أعرف سريعا من قتل سيمون."
"لا تقلق..سنكثّف تحرّياتنا." قال كلارك
دخلت كريس الحمّام واقتربت من الجثة..لفت انتباهها شيء على شعرها..وضعت إصبعها وأمسكته.
"ه-هذا.."
ونظرت حولها وعلى حوض الاستحمام..لم تجد شيئا مشابها ثمّ انتبهت على شيء آخر.
غسلت يديها بعدها ونظرت إلى نفسها في المرآة.
"يبدو بأنّ عليّ التحرّي قليلا." قالت لنفسها.
فعادت كريس إلى شقّتها التي كانت شقّة أنثوية بامتياز فقد زيّنتها بالكثير من الأمور والزينة التي تجعل أيّ شخص يدخل إليها يعلم أنّ قاطنها فتاة.
أمسكت هاتفها الخلوي، اتّصلت على رقم ستيفان بروس، الشخص الذي عاونها كثيرا بعد وفاة والدها.
"مرحبا سيد ستيفان..كيف حالك؟."
"أهلا كريس حبيبتي، بخير..كيف حالك أنت؟."
"بخير..هل أستطيع أن أطلب شيئا؟."
"بالطبع."
"لقد قلت لي مرّة أنّك تعرف شرطيّا."
"نعم."
"ما اسمه؟."
"ريد..لماذا؟."
"جيّد..أريد أن ألتقيه."
"ولماذا؟!."
"أريد أن أسأله بعض الأسئلة."
"كما تريدين يا صغيرتي..سأكلّمه وأردّ لك خبرا."
"شكرا جزيلا لك."
وبعد ربع ساعة..اتّصل ستيفان وأخبر كريس أنّه سيلتقي مع ريد في مطعم عند العاشرة من صباح الغد وأعطاها العنوان فشكرته.
في اليوم التالي..ذهبت كريس إلى المطعم المقصود، كان مطعما عاديا فيه الكثير من الطاولات الدائرية، ومن طابقين، ارتدت كنزة حمراء بلا أكمام وبنطالا أسودا..رأت ستيفان جالسا مع ريد وكان ستيفان رجلا في السابعة والثلاثين، أشقر الشعر، أخضر العينين، أبيض البشرة، طوله 180 سم..يعمل مدير شركة في حين كان ريد في العشرينيات..أبيض، طوله 170 سم، قويّ البنية، شعره أسود قصير.
"صباح الخير." قالت كريس وهي تجلس.
"صباح الخير." قال ستيفان في حين أومأ ريد برأسه.
"ها هي كريس التي أخبرتك عنها وتريد لقائك." قال ستيفان.
"أوه..فتاة جميلة."
"أشكرك."
"ولماذا تريدين لقائي؟."
"آ-آه..هل تعرف ضابطا يدعى سام؟."
"بالتأكيد، لقد قتلت زوجته البارحة."
"وهل أنت السيّد ريد الذي كان معه؟."
فنظر إليها وقد فهم..قال مبتسما:
"لا يوجد ريد آخر في المركز..والضابط سام من المستحيل أن يرتكب الجريمة."
"لبعد الموقع؟."
"نعم..ولموقعه أصلا."
"لكنّه بشر."
"ح-حسنا.."
"كريس حبيبتي لا تزعجيه بأسئلة." ونظر إلى ريد وقال:
"اعذرها..قرأت الكثير من الروايات البوليسية."
فضحك ريد.
"هل تذكر ما حصل البارحة؟." سألت كريس
"حصل؟."
"نعم..حين تلقّيتم البلاغ."
"نعم، أذكر."
"متى تلقّيتموه؟."
"حوالي الخامسة أو بعدها بقليل."
"وماذا فعلتم بعدها؟."
"ذهبنا إلى الموقع الذي ذكره الشخص."
"وهل كان السيد سام معك حين تلقّيت البلاغ؟."
"لا لم يكن..ذهبت وأخبرته."
"وبعد؟."
"قلت لك ذهبنا إلى هناك."
"وكم استغرقتم للوصول؟."
"حوالي ربع ساعة."
"وكم لبثتم هناك؟."
"نصف ساعة."
"وهل كنتما طول الوقت معا هناك؟."
"نعم."
"ألم يغادرك أبدا؟."
فقهقه ريد وقال:
"أشعر أنّني أمام شارلوك هولمز. لا لم يفعل، سوى للردّ على مكالمة."
"ممّن؟ وكم لبث؟."
"من زوجته..خمس دقائق لا أكثر."
"زوجته؟!!."
"نعم."
"وماذا كان الوقت؟."
"بعد وصولنا بقليل وتأكّدنا أنّ الأمر بلاغ كاذب..اتّصلت تسأله إن كان سيأتي للعشاء..هي تفعل ذلك في هذا الوقت غالبا."
فكّرت كريس.
"هل كلّ هذا..مصادفة؟ لا، لا أعتقد هذا."
"سؤال أخير..هل تستطيع إعطائي عنوان البلاغ الكاذب؟."
"آ-آه..لا بأس."
وأعطاها إياه فشكرته وشكرت ستيفان وغادرت.
توجّهت نحو العنوان الذي أعطاها إيّاه ريد..نزلت من سيّارة الأجرة..كان عبارة عن زقاق عريض بعض الشيء يقود نحو ساحة وكانت الساحة مكان البلاغ..نظرت في الزقاق فرأت آثار عجلات سيارة على البلاط الخاص بالزقاق ثمّ نظرت فرأت بابا يقود إلى داخل مبنى..دخلت المبنى وصعدت الدرج..كان مبنى مهجور.
عادت ونزلت وهي غير سعيدة ثم نظرت إلى الحائط.
"ه-هذا.."
ثمّ ابتسمت..فقد حلّت القضيّة.
استدعت كريس كلا من المفتّش كلارك والضابط سام إلى مكان البلاغ..حين وصل الاثنان كان كلارك يرتدي قميصا أبيضا وبنطالا أسود وسام قميصا بنّيا وبنطالا بنّيا.
"ماذا تريدين أيّتها الصغيرة؟." قال سام منزعجا.
"بالفعل..لقد لبّيت طلبك بالمجيء متساهلا معك." قال كلارك.
"آسفة على الإزعاج لكن ثق حضرة المفتّش أنّني لن أضيّع وقتك سدى."
"حسنا..ما الذي تريدين قوله؟."
"لقد حللت القضيّة؟."
"هاه؟! من الأفضل أن تعودي إلى شقتك أيّتها الفتاة ولا تتدخّلي في هذه الأمور." قال كلارك
"قلت لك لقد حللتها."
"حقا؟ أخبرينا إذن."
"حسنا..القاتل هو أنت ضابط سام."
فقهقه سام ونظر كلارك وانقلب وجهه فقد شعر أنّها تضيع وقته..قال:
"اسمعيني.."
لكنّها قاطعته قائلة:
"أنا جادّة."
"إذن أخبريني كيف قتلت زوجتي وأنا لم أكن في المنزل." قال سام
"ولم تكن هي في المنزل أيضا."
فاصفرّ وجه سام وسكت فنظر إليه كلارك قلقا وقال:
"ماذا تعنين؟."
"أعني..كما كان السيّد سام هنا كانت زوجته هنا."
"ماذا؟."
"بمعنى أنّ القضيّة كالتالي..صاحب البلاغ الكاذب عن القنبلة لم يكن إلا الضابط سام نفسه..أراد شاهدا على وجوده بعيدا عن مسرح الجريمة في وقتها..طلب من زوجته الحضور إلى المبنى المهجور القريب من الساحة التي كان عنها البلاغ، تلك المنطقة فيها العديد من المطاعم فربّما هكذا أقنعها. طلب منها الانتظار في المبنى ذاك بالقرب من الزقاق ثمّ وصل هو والضابط ريد وذهب مباشرة إلى الساحة. زوجته التي رأت الأمر اتّصلت عليه وسألته ربّما لماذا أنت مع شخص وليس لوحدك فأخبر الضابط ريد أنّه سيجري مكالمة وذهب والتقى زوجته وعندها خدّرها وقيّدها وأقفل فمها ثمّ خنقها." 
"وكيف أصبحت في المنزل؟." قال سام
"لقد وضعت زوجتك في صندوق السيّارة التي أوقفتها هنا ولم يكن يستطيع أن يراها من هنا الضابط ريد ولو سمع صوت إغلاق الصندوق وفتحه فربّما اعتقد سيّارة أخرى أو أنّك أخرجت شيئا من سيّارتك ببساطة."
"ماذا؟." قال كلارك
"ثمّ عدت إلى مركز الشرطة وعندما انتهى عملك وأردت العودة إلى المنزل أخرجت زوجتك من الصندوق وأدخلتها إلى حوض الاستحمام وهكذا اكتملت خدعتك."
ضحك سام.
"لا دليل على هذا الهراء."
"بل يوجد دليل."
"ماذا؟!." هتف كلارك
"كان هناك أثر زيت شبيه بالتشحيم على شعر السيّدة سيمون."
ودخلت كريس المبنى حيث قد كانوا يقفون في الزقاق وأشارت إلى الحائط فكانت آثار زيت عليه.
"أراهن أنّكم ستجدون تطابقا مع الأثر هنا كما.."
وخرجت خارج المبنى.
"كان هناك لؤلؤة مفقودة من عقد السيّدة..لو أنّها سقطت في سيّارتك في صندوقها لكنت انتبهت وأعدتها إلى المنزل حيث حوض الاستحمام وعليه..تستطيع فتح فتحة تصريف المياه هنا وستعثر عليها..وهذه أدلّة ستكون إثباتا أنّ زوجتك كانت هنا فهل تملك تفسيرا؟."
نظر سام إليها بينما انتظر كلارك ردّا وتفنيدا لكنّه سمع ما صعقه.
"آ-آه، لقد قتلتها. كانت امرأة غبيّة! كان وضعي كضابط ليس جيّدا ومع ذلك كانت تطلب الكثير والكثير والكثير. كنت ألبّي لها كلّ ما أستطيع ثمّ فجأة ورثت هي مبلغا كبيرا فقالت لي.." وشدّ على قبضته.
"الآن..لم أعد أحتاج إلى نقود منك ولا إلى البقاء مع ضابط أحمق لا يستطيع تلبية ما أريد."
"ماذا؟! تقولين هذا بعد كلّ الذي فعلت من أجلك؟."
"لقد كان دورك فقط لا أكثر."
"فصعقت جدّا..ثمّ تعرّفت على امرأة بعد الصعقة، كانت رائعة وجميلة فقرّرت الزواج بها وقرّرت قتل سيمون وأخذ أموالها. قتلتها بطريقة تجعلني بعيدا عن الشبهات لكن..من كان يتوقّع أن تأتي فتاة مثلك."
وهمّ بالهجوم على كريس فقد فقد السيطرة على نفسه فلكمه كلارك وأسقطه أرضا وأمر ضابطين بإلقاء القبض عليه.

الفصل الحادي عشر:

شرد سام في تذكّر ما حصل وقتها لكنّ صوت فتح باب قد أيقظه من شروده فنظر ليرى جيسي تخرج وتنادي على أندرسون فقال:
"ما الوضع جيسي؟."
نظرت إليه وابتسمت وقالت:
"لقد انتهيت. لكنّني عاجزة عن حملها فأريد معاونة أندرسون."
"اجعليها تمشي..قيّدي يديها فقط."
"لا فائدة..هي عاجزة عن المشي من ضرب السوط على قدمها وجسدها." فضحك ضحكة واسعة.
"أوه..هذا جيّد."
فظهر أندرسون حاملا كريس..طلب منه سام أن يجعلها واقفة ففعل لتسقط كريس مباشرة فلم تستطع الوقوف فقهقه سام عاليا..نظر إليها وقال:
"لا بأس يا حلوة لا بأس..ستموتين على أيّ حال بعد قليل."
بينما كان جسد كريس كاملا وقدماها يؤلمها.
"قبل قليل سألتني عن كيف خرجت بعد ثلاث سنوات فقط..سأجيبك كخدمة أخيرة قبل الموت."
ونظر إليها وابتسم..ثمّ أكمل:
"الجميع يعتقد أنّه عفو لكنّه ليس كذلك، لقد كان عفوا فقط على من لم يرتكب جرائم قتل وأيضا من جاوز خمس سنين في السجن لكن، عندما يكون لديك الكثير من المعارف والأصدقاء يكون الأمر سهلا نسبيّا."
وأخذ نفسا من سيجاره منتشيا.
نظرت كريس إليه..كانت شبه عاجزة عن الكلام فالألم أقوى لكنّها كانت تتمنّى ضربه.
وفجأة..تلقّى سام ضربة على رأسه.
كان مايكل قد قفز من النافذة واستعمل حبلا وطار به..فركل بقدمه سام على رأسه ثمّ هبط أرضا وضرب أندرسون عدّة لكمات على بطنه ووجهه فأسقطته أرضا.
في أثناء ضرب مايكل له..أخرجت جيسي مسدّسها وهمّت أن تطلق وحين رأتها كريس استجمعت شيئا من قوّتها فركلتها بقدمها على أسفل قدمها فأسقطتها أرضا وسقط المسدّس.
ثمّ دخل هيرشار وأوكنان وآيرين مسرعين وخلفهم مجموعة من الضباط..ذهب مايكل تجاه كريس وساعدها لتقف فكان الأمر صعبا جدّا..وحين وقفت كانت تهتزّ فعانقها مايكل عناقا كاملا.
"ك-كريس."
"أ-أنا ب-بخير."
فعانقها أكثر بينما كان هيرشار وأوكنان ينظران بقلق وآيرين خائفة ومتوترة.
وحين همّ مايكل أن يحمل كريس أجفل..فقد تحقّق حلمه..اخترقت رصاصة كريس من ظهرها.

الفصل الثاني عشر:

"كريس!!." صرخ مايكل بينما رأى كريس تسقط على بطنها والدماء بركة من حولها..وصرخت آيرين كذلك بينما نظر هيرشار وأوكنان مصعوقان..أدار مايكل رأسه فرأى سام واقفا والشرّ في عينيه وابتسامة على وجهه وهو يوجّه المسدّس.
أخرج مايكل مسدّسا ووجّهه نحوه وقد اشتدّ غيظه..قال:
"أيّها اللعين!! سأقتلك."
"لا مايكل!." صرخ هيرشار
بينما بدأ سام بالإطلاق كالمجنون فأصاب الجدران وعندها أطلق مايكل وأطلق ضبّاط الشرطة. كان الإطلاق عنيفا ومتبادلا..استمرّ لبعض الوقت وحين انتهى..
كان سام جثّة على الأرض.

*****************************

ألقت الشرطة القبض على جيسي وأندرسون وحملت جثة سام في حين اختفى مايكل بكريس..كان قد حملها وركض بأقصى سرعة وأوقف سيّارة أجرة وانطلقت به بأقصى سرعة نحو مستشفى.
تبعه كلّ من هيرشار وأوكنان وآيرين.
أدخلت كريس غرفة العناية المركّزة..وقفوا جميعا أمام الباب الخاص بالغرفة..كان مايكل يرتعش وآيرين تبكي في حين كان هيرشار وأوكنان صامتين.
"آمل أن تكون بخير لكن كانت فكرة جيّدة استعمال الهاتف لتتبع مكانها هيرشار." قال أوكنان لهيرشار لكنّه لم يعلّق.
انطفأ الضوء خارج الغرفة فسقط قلب مايكل من مكانه..خرج الطبيب من غرفة العمليّات وقال حينما رأى مايكل يهرع نحوه.
"حالتها خطيرة. لن أخفي عليك فنحن نحتاج الكثير من الدم..لقد فقدت الكثير من الدم."
"أنا أتبرع، أنا جاهز!." صرخ مايكل به.
"لكنّنا نحتاج الكثير..كم قوّة دمك؟."
"18."
"ممتاز."
"وفصيلتك؟."
“ O+ “
"و أنتم؟." سأل الطبيب هيرشار وأوكنان وآيرين
قال هيرشار وآيرين :
“ O+ “
بينما أوكنان قال:
“ A “
"جيّد ففصيلة دمها إيه بي وهو يستقبل من جميع الفصائل لكنّه لا يعطي إلا نفسه..تفضلوا معي."
وذهبوا للتبرع وكانت النسبة الأكبر أخذت من مايكل.
انتظروا بعدها..دخل الطبيب وغاب في الغرفة ثم خرج بعد ساعتين بوجه متعب موحي بعدم الخير..تنهّد ثمّ قال:
"الحمدلله..لقد انتهى الأمر بنجاح. لقد نجت."
فبكت آيرين فرحا وابتسم أوكنان وهيرشار بارتياح بينما دمع مايكل وفرح.
"حسنا. انتهى الأمر." قال هيرشار ثم نظر نحو أوكنان.
"لكن..ذلك الوغد قام باختطافها إلى هنا من أجل هذا؟ ظننت الأمر بسبب عصابة ما وليس ضابط شرطة سابق!." فنظر أوكنان نحوه وقال:
"أنت قد لا تفهم معنى أن تكون السلطة والقوة معك وتختفي."
"هاه؟." فأدار أوكنان نفسه وسار بعيدا بينما قال لنفسه:
"آه لن تفهم. أما الآن..لنعد ولنركّز على ما نسعى خلفه أيّتها الشقراء."

الفصل الثالث عشر:

بعد أسبوع.. كان هيرشار وآيرين وأوكنان قد عادوا بينما بقي مايكل. خرج مايكل بكريس من المستشفى وهو يحملها فقالت كريس:
"أنا الآن بخير..لا تحملني."
"اصمتي يا حلوتي..سأحملك دائما."
ثمّ ركض بها وهو يحملها فضحكت كريس.
تبيّن في التحقيق أنّ الرصاصات التي أطلقت على سام وقتلته كانت تطابق المسدّس الخاص بالشرطة بينما رصاصات مايكل أصابته في كتفه.

**************************

كان هيرشار جالسا في منزل سام مع آيرين لوحدهما..كان يرتدي قميصا أبيضا وبنطالا أسودا في حين ارتدت آيرين قميصا ورديّا على بنطال أبيض.
.
"ذلك الفتى أوكنان..لماذا كان في المطار بالضبط؟ ولماذا انتباني شعور أنّه كان يهدف لإنقاذ كريس ليس بهدف الإنقاذ فقط بل لهدف أعمق؟."
"أيعقل أنّه..يحبّها؟."
 وضحك بعدها وقال:
"مستحيل.."
"وماذا عنى بحديثه عن السلطة والقوة؟ بدت عيناه كمن يتحدث عن شيء أعمق." كان يفكّر بعمق لدرجة أنّه لم ينتبه أنّ آيرين جلست بجواره ووضعت كتفها على كتفه ورأسها بالقرب منه فأجفل ثم قال:
"آ-آيرين؟."
"لقد كانت ذات الوضعية في الطائرة صحيح؟." ونظرت نحوه من مكانها بوجه محمرّ بينما احمرّ وجهه فقال:
"آ-آه."
"بماذا تشعر بهذه الوضعية؟." ونظرت نحوه فأجفل تماما.
"ه-هاه؟ بماذا أشعر؟."
"نعم." وقرّبت وجهها أكثر
"اللعنة! وجهها قريب جدا وأستطيع سماع نبضات قلبها!." قال لنفسه.
"ممم؟." قالت فأشاح هيرشار بوجهه المحمرّ وقال:
"م-ما أشعر به هو.." وتلعثم بينما قال:
"تبّا! قلبي يخفق بشكل غير عادي. أنا معتاد على وجودها معي لكن.." وطرف بعينه نحوها ومازال وجهه محمرّ "قربها هكذا يجعل قلبي ينبض بسرعة كما.."
"لا بأس." ونهضت فأجفل ونظر نحوها
"تعابير وجهك كافية." قالت بابتسامة جميلة ووجهها محمرّ ثم ذهبت باتجاه المطبخ.
"م-ماذا عنك؟." قال بسرعة ثم شتم نفسه:
"اللعنة! أسألها وأنا لم أجبها بوضوح!."
"أنا؟." واستدارت ونظرت نحوه ثم وضعت سبابتها عند فمها وفكّرت.
"حسنا..ينتابني شعور بالأمان والسعادة حين أكون قريبة جدا منك." قالت وقد أشاحت بوجهها المحمرّ.
"آ-آيرين.." ونهض من مكانه ليسير نحوها بينما لم تنظر نحوه وحين وصلها نظرت نحوه وقالت:
"مع أنّك أحمق أحيانا ومهووس بالقضايا دائما، لذلك الأمر لغز بالنسبة لي قد يحتاج شارلوك هولمز." وغمزته
"تبّا! أكان هذا مديحا أم ذما." ثم نظر نحو الحائط.
"لكن الرحلة إلى لندن لم نستفد منها ولم نفرح بها! عليك تعويضي." قالت ثم استدارت وذهبت نحو المطبخ بينما وقف هيرشار مجفلا ولم يعلق.
"قربك منّي هو ما يعطيني الدافع ويجعلني أشعر أنّ هناك ما يستحق أن تحارب من أجله فعلا." همس مع نفسه لكنّها سمعته من خلف الحائط. 

**************************

في اليوم التالي..
كان مايكل نائما بينما كريس جالسة في الصالة ترتدي كنزة صفراء اللون على تنورة بيضاء قصيرة.
كانت الساعة الثامنة مساء وكانت ترتعش.
لم تخبر مايكل لكنّها ماتزال ترتعش من التعذيب الذي تعرضت له. رنّ هاتفها فنظرت وأجابت.
"نعم."
"لقد تورّطت مرغما حين شاهدت الأمر في المطار." قال أوكنان.
"ولماذا تخبرني بهذا؟."
"لأنّك عطّلتنا بهذا عن الخطوات اللازمة للصفقة القادمة."
"حقا؟ آسفة لأنّني تعرضت لاختطاف. كان عليّ توقع الأمر." فضحك أوكنان.
"على أيّ حال أعتقد أنّ ما حصل معك سيفيدنا."
"ماذا؟." ونظرت للخلف فقد شعرت أنّ صوتها مرتفع فقد يستيقظ مايكل في أيّ وقت. كان هذا قبل زواجهما لكن مايكل طلب من كريس هذا للاعتناء بها بسبب رؤيته آثار الضرب على جسدها.
"لماذا تهمسين؟ أتخافين أن يسمعك صاحب الدم الحار؟."
"أقفل فمك." فضحك.
"ماذا تعني ب ستفيدني؟."
"التعذيب سيجعلك أقسى وهو شيء أفضل. أنت تعلمين ما نحن نقوم به. أنت ذكية لكنّك طفلة عاطفية."
"هل لك أن تتوقف عن السخرية منّي أيّها الغبيّ؟." فضحك مجددا وقال:
"على أيّ حال. استعدّي."
"حسنا."
ثم أقفل الخط بينما تأملت كريس الهاتف.
"تريد منّي أن أتعلم القسوة؟ أنت لا تعرف حقيقتي أصلا." تمتمت.
"مهنتي الحقيقية..و.."
"ربما لو علم ذلك الشخص بالحقيقة وبما حصل..لظهرت أمام الجميع كأقسى إنسانة على وجه الأرض." ونهضت وتوجّهت نحو المطبخ.
"لكن..لا يمكنه بأيّ حال معرفة هذا."
"رغم أنّه..أذكى من مرّ عليّ."