الأربعاء، 29 أبريل 2020

شخصيات السلسلة (4) - أوكنان وليسّا

أوكنان. ظهر لأول مرة في الرواية الثالثة "أوراق الماضي وقضايا أخرى" في قضية "صراع الاستنتاجات" حيث لفت انتباه هيرشار وكريس حين قام بحلّ القضية في وقت قصير جدا بين سماع هيرشار وكريس صراخ فتاة في الجامعة فعلما بحصول شيء ما ليركضا نحو مكان الصراخ ويجدوا أوكنان واقفا وقد بدأ بالحديث عن حلّ القضية. لاحقا يكتشف هيرشار أنّ والد أوكنان مفتش شرطة فيتشارك هيرشار وأوكنان التحقيق في قضية أخرى غريبة ويصلا إلى الحلّ كلّ على طريقته ولفتت طريقة أوكنان انتباه هيرشار وكريس.
لكن..بعد ذلك يتمّ دعوة هيرشار وكريس وأوكنان إلى منزل أحد مؤلفي الروايات البوليسية الذي يعطيهم لغزا لحلّه وفي ذات الوقت تحصل جريمة قتل هناك لكن هذه المرة..يقوم هيرشار وكريس بالوصول إلى الحلّ الصحيح للقضية ويخطىء أوكنان.
في نهاية الرواية يجد هيرشار نفسه أمام موقف غريب حيث وجد نفسه يقف في مكان انتهى للتوّ أربع حوادث غريبة فيه. الأول هو محاولة فتاة بشعر أحمر قتل أوكنان والثاني أنّ فتاة تشبه تماما الفتاة الأولى وتمتلك ذات لون الشعر - ما عدا لون العينين - قد أنقذت أوكنان من الموت والثالث أنّ هذه الفتاة التي أنقذت أوكنان للتوّ تطلب من أوكنان المواعدة! بينما الرابع..هو نظرات والد آيرين سام نحو الفتاة التي حاولت قتل أوكنان والتي كانت غريبة جدا. 
ليفهم هيرشار كل شيء في رواية "الشيطان".
أوكنان كان شخصية مميزة وذكية جدا لكنّه في طريقه الخاص نحو ما يسعى إليه انحرف عن المسار الصحيح..وحين أراد العودة كان الأمر متأخرا نوعا ما لأنّ هناك من وقف بالمرصاد له ومنعه من طريق العودة..للأبد.

ليسّا في المقابل ظهرت أيضا في الرواية الثالثة في نهايتها وليسّا هي من أنقذ أوكنان وطلب مواعدته كما ذكر في الأعلى. جميع تصرّفاتها يتمّ فهمها في رواية "الشيطان" لتظهر الكثير من المعلومات عنها. وبينما تبيّن أنّ ليسّا وضعت تحت (برنامج حماية الشهود) بعد أن شاهدت في صغرها والدها وهو يقتل ويتمّ حرقه على يد شخص ما، كان برنامج حماية الشهود هو من أوصلها لعملها الحالي كما ظهر في رواية "الشيطان" لكن..هناك ماض أسود جدّا ومحزن جدّا لليسّا في برنامج حماية الشهود وهو أمر مازال لم يتمّ الحديث عنه في الروايات وسيتمّ التطرق له بالتفصيل في رواية لاحقة منفصلة.
  

الثلاثاء، 28 أبريل 2020

شخصيات السلسلة (3) - كريس

كريس أحد الشخصيات الرئيسية والتي بدأ ظهورها في الرواية الثانية "قصر الدم وقضايا أخرى" تحديدا في قضية "شارلوكيّان". خلال ثلاثة روايات ظهرت الكثير من التفاصيل حول كريس نلخّصها فيما يلي:
1) عاشت في كلّ من بريطانيا والولايات المتحدة وجاءت إلى بلد هيرشار بهدفين. أحدهما رئيسي وهو الأساسي وهو البحث عن مايكل. والآخر مرتبط بهويتها ومهمتها التي انكشفت في رواية "الشيطان".
2) خسرت والدها الذي كان شرطيا في الثانية عشر من عمرها وبعدها تحولت والدتها إلى...(لمن لم يقرأ رواية "أوراق الماضي وقضايا أخرى" لن نقوم بالحرق 😁😎).
3) التفاصيل المرتبطة بماضي كريس ما زالت كثيرة وسيتمّ الكشف عنها خلال الروايات القادمة بشكل تدريجي منها معلومة ذكرت في الرواية الثانية "قصر الدم وقضايا أخرى" والتي سيتمّ الكشف عنها في الرواية القادمة "جنون الانتقام" والتي مرتبطة أيضا بما تمّ الإشارة له في الرواية الثالثة "أوراق الماضي وقضايا أخرى" والذي هو..بين إنقاذ مايكل لكريس وسفرها إلى بلد هيرشار وعثورها عليه سنتان. فماذا حصل فيهما من أحداث؟. هذه المعلومة التي ستظهر في الرواية القادمة ستشكّل صدمة لكلّ من هيرشار ومايكل.

في النهاية..ما زال هناك الكثير ليتمّ الحديث عنه بخصوص كريس فهي إلى جانب ليسّا مازالا حتى الآن صندوق باندورا  مغلق بشكل جزئي لم تظهر جميع محتوياته بعد.

الاثنين، 27 أبريل 2020

شخصيات السلسلة (2) - مايكل

نستعرض في هذا البوست بعض التفاصيل عن أفضل أصدقاء هيرشار وواحد من الشخصيات المميزة عقليا وجسديا في السلسلة، مايكل.
ظهر مايكل منذ بداية السلسلة في رواية "السمّ الكلامي" حين استعان به هيرشار في تنفيذ خطته. وكما تمّ الإشارة بشكل مفصل في رواية "أوراق الماضي وقضايا أخرى" فهيرشار أنقذ مايكل من موت محقق في لندن وهناك بدأت صداقتهما الوطيدة.
كما برز في الروايات حتى اللحظة فهناك العديد من الصفات والأمور التي يمكن وصف مايكل بها أو الحديث عنه بها مثل:
1) مايكل قوي جسديا وذكيّ.
2) لمايكل ماضيين سلبييّن، أحدهما برز واضحا وهو علاقاته النسائية الكثيرة والآخر ربما ألمح به أو كان هناك إشارة بسيطة له في الروايات وهو..مايكل كان في يوم من الأيام يترأس عصابة صغيرة من نوع ما (سيتمّ الحديث عن هذا لاحقا في السلسلة).
3) مايكل كما وصفه أوكنان (صاحب الدم الحارّ) فهو سريع الغضب قد لا يسيطر على ردّة فعله. هذا الأمر سيقود لشيء ما لاحقا في الروايات قد لا تكون عواقبه محمودة.
4) كريس ليست حبّ مايكل الأول! تمّ التطرق لهذا الأمر في رواية "الشيطان" بحوار في الماضي بين هيرشار ومايكل تذكّره هيرشار. حبّ مايكل الأول سيظهر في رواية "جنون الانتقام" وسيكون ظهورها كصبّ الزيت على النار وسيستمرّ لبعض الوقت.

الأحد، 26 أبريل 2020

شخصيات السلسلة(1) - هيرشار وآيرين

نستعرض في هذا البوست وخلال البوستات القادمة بعض التفاصيل عن شخصيات السلسلة الرئيسية والتي ظهرت حتى اللحظة في الروايات وسنتحدث اليوم باختصار عن كل من هيرشار وآيرين.
هيرشار البطل الرئيسي في الأحداث، 20 سنة، يدرس في الجامعة - كلية الهندسة (يقولون في أحد الدراسات أنّ الكثير ممن ارتكبوا جرائم كانوا مهندسين. على الأقل لدينا هذه المرة متحرّي 😂😎). والدا هيرشار لم يتمّ الإشارة لهما حتى الآن وهم أغلب الوقت مسافران. لكن سيكون هناك ظهور لهما على مدار السلسلة (والدته بشكل أكبر) وسيكون لوالده دور محوري نوعا ما في أحد القضايا لاحقا.
بدل من الحديث عن شخصية هيرشار يمكنكم ملاحظة تفاصيل الشخصية وصفاتها من خلال أحداث الروايات لكن يمكن الحديث عن المبادىء التي يؤمن بها وأهمها حرمة النفس البشرية في غير حق. هذا المبدأ سيكون هيرشار في صراع معه حين يتورط في أمر خارج عن إرادته خلال الرواية القادمة الخامسة. هذا الأمر سيجعل هيرشار في موقف صعب جدا وسيقوم بتقييد تفكيره الاستنتاجي في مواجهة قاتل من نوع آخر.
آيرين في المقابل هي في ذات عمر هيرشار وكلاهما يعرف بعضه البعض منذ الصغر وحتى والديهما يعرفان بعضهما البعض (لن يكون هناك تطرق كبير في هذا الإطار). تفاصيل أكثر عن حياتهما وبعض الأحداث التي حصلت في الماضي سيتمّ التطرق إليها على مدار الروايات لاحقا. والدا آيرين مطلّقان وهي تعيش مع والدها، الصفات الشخصية لآيرين يمكن ترك الحديث عنها لرؤية ذلك من خلال الروايات لكن باختصار هي النوع الذي لا يمكنك الاستغناء عنه وتعتبر وجوده في حياتك نعمة بحدّ ذاته.
في تعامل هيرشار مع المجرمين على مدار الروايات الأربعة الأولى كانت آيرين بعيدة عن الخطر - بشكل أو بآخر فما حصل في رواية الشيطان كان مدروسا نوعا ما - بل ساهمت بشكل فعال في مساعدة هيرشار كما حصل في قضية "القاتل هو كريس" في رواية "قصر الدم وقضايا أخرى" حين أعطته التلميح المناسب للدليل القاطع. وكما فعلت في قضية "أوراق الماضي" من رواية "أوراق الماضي وقضايا أخرى" حين كانت من أنقذ كريس فعليا. لكن..الخطر الفعلي قادم! فبينما يكون هيرشار في صراعه مع القاتل كما ذكرنا في الاعلى سيكون على موعد مع خطر حقيقي فعلي يمسّ حياة آيرين.
ترقبوا "جنون الانتقام" قريبا!

السبت، 25 أبريل 2020

الدولة والأسماء في روايات هيرشار

نستعرض في هذا البوست إجابة السؤال الذي تمّ سؤاله من قبل في حفل إشهار رواية "قصر الدم وقضايا أخرى" في مارس 2019 وكان السؤال محدد بالذات عن الأسماء. لماذا أسماء الشخصيات ليست عربية؟ وهنا سنقوم بالحديث  عن السبب بشكل شبه مفصّل كما سنجيب عن سؤال ما هي الدولة التي تدور فيها أحداث روايات هيرشار؟

أولا: بالنسبة لأسماء الشخصيات والتي في مجملها أسماء غير عربية كما هو واضح. بدأ الأمر حين تمّ اختيار اسم هيرشار بالطريقة التي تمّ شرحها سابقا وهي (هيركيول بوارو + شارلوك هولمز) وبعدها سار الاتجاه في جعل الأسماء أجنبية بشكل كامل ويمكن تلخيص الأسباب كما يلي:
1) كانت الطريقة الأنسب لمناسبة نمط الحياة وسير الأحداث. كان من الصعب وجود اسم "هيرشار" كبطل بينما تكون باقي الأسماء عربية مثلا.
2) هناك أسماء مشتركة بين اللغات في الواقع. ف (ليلى) على سبيل المثال هو اسم مشترك موجود في اللغة العربية ويوجد في اللغة الانجليزية أيضا. الأمر ذاته ينطبق على ليسا.
3) في العالم العربي هناك مشكلة مع الأسماء أو الشخصيات. فربما يكون هناك من ينزعج في الواقع من جعل الشخصيات تحمل بعض الأسماء المرتبطة بقدسية نوعا ما ولن يتخيّل السماح مثلا بوجود مجرم قاتل يحمل اسما من هذه الأسماء (بالرغم من وجود شخصيات تحمل أسماء قدسية في حياتنا الحالية وقد ارتكبوا أفعالا شائنة) وعليه كانت ستكون عملية اختيار الأسماء معقدة وبحاجة لتريّث شديد لا داع له بالإضافة لذلك..ربما يكون الأمر غير مرتبط بالقدسية بل بأسماء أو مناصب تحمل ما قد يكون مشابها مع أسماء ومناصب شخصيات حقيقية. هذا الأمر كان سيخلق جدلا لا داع له مما سيجعل الروايات تنحرف عن مسارها المرتبط ب (روايات خيالية بوليسية) وتنجرّ الأمور نحو مسار آخر كليّا.

ثانيا: الدولة. الدولة التي تحصل فيها أحداث روايات هيرشار هي دولة تخيليّة، اسمها لم يتمّ ذكره ولن يتمّ الإشارة لاسمها في الروايات. الشوارع في الغالب مرتبطة بأرقام مثل (الشارع الخمسين) وهكذا. في المقابل فالشخصيات زارت وستزور بلدان حقيقية على مدار الروايات.

الجمعة، 24 أبريل 2020

أحداث وانكشافات غير متوقعة

سنسرد في هذا البوست مجموعة من الأحداث والانكشافات غير المتوقعة أو التي انتهت بخدعة ما و التي حصلت على مدار الروايات الأربعة (ستكون عبارة عن ذكر لهذه الأمور فقط ومن دون حرق لمن لم يقرأ الروايات بعد). وبالنسبة لمن قرأ الروايات يمكنه\ها مشاركتنا بما اعتقد أو تصوّره لكل مشهد قبل انكشاف الحقيقة. فلنبدأ:

1) في الرواية الأولى "السمّ الكلامي" كان هناك المشهد حيث قام الفاعل باختطاف هيرشار داخل سيارة قبل أن يلقي به برفقة شخص آخر من أعلى وادي سحيق قبل أن يشعل النار بالسيارة. لكن هيرشار كان مستعدا للخطوة بخطة احتياطية.

2) أيضا في "السمّ الكلامي" حين تمّ تحليل لغة الزهور وانكشفت الحقيقة المرتبطة بمقتل صديق هيرشار شينجي. النهاية الحزينة لصديقه الذكي.

3) حقيقة الكنز المدفون المميزة في رواية "قصر الدم وقضايا أخرى" قضية "قصر الدم". ربما كانت أفضل من كنز حقيقي ملموس.

4) الخدعة خلف اتهام كريس بجريمة قتل والدليل القاطع الذي حسم الأمر في جريمة استغلّ طبيب فيها حاجة مريض له للقيام بجريمته. من قضية "القاتل هو كريس" في رواية "قصر الدم وقضايا أخرى".

5) انكشاف أول ورقة من أوراق غموض كريس وعلاقتها بمايكل التي بدأت قبل أن يدرك كلاهما ربما هذا الأمر أو على الأقل قبل أن يدرك مايكل ذلك. من قضية "أوراق الماضي." في رواية "أوراق الماضي وقضايا أخرى."

6) القاتل الحقيقي والتفسير الكامل لقيام رجل بقتل امرأة بعد الاعتداء عليها جنسيا من قضية "جريمة بشعة" في رواية "أوراق الماضي وقضايا أخرى."

7) انكشاف هوية لاتكس وومان وسبب قيامها بما تقوم به وانكشاف علاقتها بأحد الشخصيات في الروايات. من قضية "لاتكس وومان" في رواية "أوراق الماضي وقضايا أخرى."

8) انكشاف هوية الطالب الجديد الذكي "أوكنان" وحقيقته من رواية "الشيطان."

9) انكشاف هوية "ليسّا" وبعض من ماضيها في رواية "الشيطان."

10) انكشاف كبير جدا يتعلق ب "كريس" في رواية "الشيطان" فسّر تقريبا أغلب المشاهد الغامضة التي تواجدت فيها على مدار الرواية الثانية والثالثة.

الانكشافات لم ولن تنتهي بعد في سلسلة روايات هيرشار وما زال هناك الكثير فيما يتعلق بجميع الشخصيات تقريبا مع دخول شخصيات أخرى على الخط. الرواية الخامسة "جنون الانتقام" القادمة قريبا 😎ستقوم بتسليط الضوء على بعض من هذا الأمور ونذكر هنا أمثلة.
- من قرأ الروايات الأربعة لاحظ انكشاف الكثير من التفاصيل الغامضة حول كريس كما ذكرنا في النقطة الأخيرة في الأعلى لكن هناك أمرين اثنين ذكرا من قبل في الأحداث فيما يتعلق بها ولم يتمّ تفسيرهما بعد. أحدهما سيتمّ تفسيره في الرواية الخامسة.
- سنكون على موعد مع أول قضية قام هيرشار بحلّها. هذه القضية التي كانت حزينة جدا ستعود في المستقبل لهيرشار بطريقة انتقام مجنونة تجعله في موقف لا يحسد عليه.
- ستظهر شخصية جديدة على مستوى الأحداث. صاحب الشخصية هو من ظهر في آخر رواية "الشيطان" وقد خرج من المستشفى، هذا الرجل هو الأذكى في سلسلة هيرشار ولديه ارتباط في الماضي مع شخصين رئيسيين ظهرا في الأحداث حتى اللحظة.

الخميس، 23 أبريل 2020

النهايات غير المتوقعة

سلسلة روايات هيرشار هي بوليسية في المقام الأول وحين تتناول الروايات البوليسية فأنت تعلم تماما أنّ هناك أمرا ما غير متوقع قد يحصل. لكن في هذا البوست سنتحدث عن بعض النهايات غير المتوقعة من الناحية المنطقية أو الناحية الفكرية للموضوع ( سنذكر بالطبع أمثلة بلا حرق كامل 😉😎). ما نحاول الإشارة إليه أمثلة مثل التالي:

1) قصر قديم ولغز يتحدث عن كنز مدفون. إذن نحن نتحدث ربما عن ذهب؟ مجوهرات؟ نقود؟ ألماس؟ هذه الأمور التي تقفز إلى عقل الشخص مباشرة لكن..ربما يكون الكنز أمرا آخر. نعم، كنز خاص. كنز مرتبط بك. كنز ربما يعطيك ما هو أفضل من المذكورين في الأعلى من يعلم؟. هذا بالضبط ما كان عليه الأمر في قضية "قصر الدم" من الرواية الثانية "قصر الدم وقضايا أخرى".

2) تسمع عن جريمة قتل مقترنة باعتداء جنسي، هناك من شاهد الفاعل وهو يهرب بل حتى من هرب اعترف بفعلته. لكن..هل هي القصة كاملة؟ هل كل ما ذكر أنهى القضية كما يجب؟ هل يمكن أن يكون هناك أمر مخفي؟. هذا بالضبط ما كان عليه الأمر في قضية "جريمة بشعة" من الرواية الثالثة "أوراق الماضي وقضايا أخرى".

3) إلى أي مدى أنت تعرف معلومات عن أي شخص؟ إلى مدى يمكنك أن تقول أنّ هذا الشخص معروف وموثوق ولا يوجد ما يخفيه؟ البجميع يخفون إلى حدّ ما بعض الأسرار لكن..هل هذه الأسرار قد تكون كارثية النتيجة؟ هل يمكنك أن تستيقظ فجأة لتعرف أنّ الشخص الذي معك ليس شخصا عاديا؟ أو ربما ليس مذنبا؟. الرواية الرابعة "الشيطان" تكفّلت بتقديم صورة مشابهة عن هذا النوع من الأشخاص بأكثر من مثال.

4) البشر مخلوقات تحبّ وتكره وتحسد وتغبط وتشعر بمشاعر جيّاشة من شتّى الأنواع. فلنفترض أنّ هناك من وصل إلى مرحلة عدم الاحتمال وقرّر (الانتقام) ربما..فإلى أيّ مدى يمكن لانتقامه أن يصل؟ وما هي الأفعال التي سيقوم بها ليشبع هذه المشاعر السلبية التي ملأت قلبه. حسنا..هذا المثال ربما ينطبق على أغلب جرائم القتل. لكن هنالك ربما ما هو أكثر جنونا من مجرد القتل. الرواية الخامسة "جنون الانتقام" القادمة قريبا ستقدم أمثلة على هذا النوع من الأفعال. ترقبوها!😎

الأربعاء، 22 أبريل 2020

لغة الزهور

تناولت الرواية الأولى "السمّ الكلامي" لغة الزهور في أحداثها من حيث اسم الزهرة ولونها وما ترمز إليه. وكان الأمر مرتبطا بالرسالة الغامضة التي تركها صديق هيرشار شينجي قبل موته والتي ارتبطت بجملة عنوان الرواية (السمّ الكلامي) بالحوار التالي:

"احذر..سمّ..كلامي" كان ينطق بها ثم ضغط على نفسه أكثر.
"لقد.." وسكت لاهثا.
"قدّمت.." صمت مرة أخرى ولهث أكثر.
"أك-أكاسيا."
"ثم.."
"أ-أمارانث."
"والردّ كان..ب.." صمت مجددا ودمع والدم يسيل منه.
"تماسك شينجي." هتف هيرشار في حينها.
"ب..أك-أكونايت." وصمت مجددا لكن هذه المرة..
للأبد.

ترمز ال (أكاسيا) وخصوصا الأصفر منها إلى "الحبّ المخفي" أما ال (أمارانث) فترمز إلى "الحبّ الأبدي" وال (أكونايت) ترمز إلى "الكراهية".

أما لمعرفة التفسير الكامل خلف هذه الكلمات الغامضة والرسالة التي أراد شينجي إيصالها لهيرشار فعليكم قراءة الرواية  😉


الاثنين، 20 أبريل 2020

ألغاز روايات هيرشار

سنقوم في هذا البوست باستعراض الألغاز التي تواجدت في روايات هيرشار حتى الآن كاملة. في المقابل سنعطي الفرصة ل اختيار لغزين من هذه الألغاز لاستعراض طريقة حلّهما في بوستين منفصلين خلال الأيام القادمة. ما اللغزين اللذان ترغبون في استعراض حلّهما من القائمة التي في الأسفل؟

1) أول الألغاز كان في رواية "قصر الدم وقضايا أخرى" وهو اللغز المرتبط بالقضية الأولى "قصر الدم" وهو:

"سريع كالريح، هادىء كالغابة، عنيف كالنار، ثابت كالجبل...اتبع هذه المبادىء واستمع لقلبك..تصل إلى الكنز المدفون."

لكن هذا اللغز كان مرتبط ارتباط كامل بمغامرة قصر الدم لذلك ليس من المناسب أو من المجدي شرح حلّه بعيدا عن قراءة الرواية.

2) ثاني الألغاز كان أيضا في رواية "قصر الدم وقضايا أخرى" وتحديدا في القضية الثالثة "حبّ ومتحرية في خطر" وهو:

Tues night
The bright
Engy moran
Divine beauty
Be nice
Soon message
On seven
Awful lamia
To be a wolf  و التلميح كان..اربط حبوك طفلا مع شبابك.

3) اللغز الثالث كان في القضية الأولى من رواية "أوراق الماضي وقضايا أخرى" وعنوانها "أوراق الماضي" وهو:

"عند الالتقاء بالستّة والستّين، حرّك ملعبا بستّ قرابين، H to the right and C,X to the left."

4) اللغز الرابع كان في أيضا في رواية "أوراق الماضي وقضايا أخرى" في قضية "نوايا مشفرة." وهو:

Q 6 K 4 J 5
J A A J A A
6 A J K A 2
5 A 4 5 5 5
5 5 5 5 5 5
Q J 9 J K A
2 1 6 7 8 5
Q A A J J A
1 7 A J 1 J
A 1 6 J 2 1
3 1 4 A 8 7

5) اللغز الخامس كان أيضا في رواية "أوراق الماضي وقضايا أخرى" في قضية "صراع الاستنتاجات" وهو:

I A S A E S A B I Y W T H U R D 
M A N P E U E T M O I E R D A
D D R D S L S O U T T M E R
D E B E I H M L H R O A L
S E Y E E T D O I M T I
C O V W O N U C S H N
U E A O O G K R F G
D S S T H F O O
M O D T R O R
I O O O M G
I F M A I
T Y T V
O H E
E M
E

6) اللغز السادس كان أيضا من رواية "أوراق الماضي وقضايا أخرى" في قضية "لاتكس وومان - جزء قضية كريس الأولى" وهو:

0 3695147 32147654 14723659 258 12698741 2729 15357 123258 147369654 3214789654 1232587 3214789654 1475963 
3214789654 14789 1475963 258 14789 14789 14723654456987 3214789654 7415369 258 3695147 3214789654 321478965 0 0 126987 14789 1478963 
3214789 147359 357159 357159 357159

7) اللغز السابع كان أيضا من رواية "أوراق الماضي وقضايا أخرى" في قضية "لاتكس وومان - جزء لاتكس وومان ضد هيرشار" وهو:

“ Tomorrow at 10 p.m, When I say Hi…I’ll appear in a position where I can see the jewel.”
Note: saying Hi takes one second.
حسنا، هذا اللغز أيضا مرتبط بالقضية بشكل كامل لذلك لن يكون من المجدي طرح حلّه بعيدا عن قراءة الرواية والقضية.

وبالتالي، أيّ اثنين من الخمسة (الأول والسابع ليسا معتبرين) في الأعلى ترغبون في وضع  طريقة حلّهما خلال الأيام القادمة؟






الأحد، 19 أبريل 2020

السبت، 18 أبريل 2020

الهروب من رواية "الشيطان"

نستعرض في هذا البوست صفحات من الجزء الثالث والأخير من الرواية الرابعة "الشيطان" وعنوانه الهروب
بعد انتهاء الجزء الثاني كان الجميع بما فيهم هيرشار يتطلع نحو المستقبل لكن..كان اعتقادهم خاطئا وكانت القضية لم تنتهي بعد واكتشفوا هذا حين هرب رأس الأفعى من زنزانته وبينما كانوا يبحثون عنه ليعيدوه إلى السجن..تبيّن لهم أنّه ليس رأس الأفعى الحقيقي وأنّ هناك أمورا أخرى لم يتمّ اكتشافها في هذه القضية.

من صفحات هذا الجزء:
جلس هيرشار بملابس النوم من كنزة بيضاء وبنطال رياضي أسود على كرسيّ مكتبه...تنهّد وهو يتذكّر القضيّة السابقة..نعم، كان أمرا خطيرا..قضيّة صعبة، لكن بالرغم من كلّ شيء كان سعيدا.
النهاية كانت كما أراد..وتعرّف على أناس أكفياء رائعين مثل ليسّا وشينكاي والأهمّ..آيرين..لقد كان مهموما من أجلها..كان عليه أن يجعلها تواجه الصدمة بالرغم من أنّه موجود..هل كانت جملة شارلوك هولمز الشهيرة.. 
"المشاعر مناقضة للاستنتاج المنطقي."
هل كانت السبب؟ أم أنّه أراد أن يتأكّد من إلقاء القبض على أوكنان؟ لقد كان قرارا صعبا وما أكثر القرارات الصعبة في الحياة..نهض وذهب إلى المطبخ وشرب كأسين من الماء..كان عطشا..تنهّد..لقد انتهى الأمر.
أو هذا ما اعتقده على الأقل!.

************

الساعة الحادية عشر مساء..في ليلة شتويّة باردة من دون مطر..قادت سيّارتها البورش الزرقاء منطلقة، ضوء السيّارة الأمامي والخلفي هو من يشعل الطريق بالنور..زادت سرعة السيّارة إلى مئة كيلومتر في الساعة.
عند الحادية عشر والربع..كانت تقف أمام مبنى محاط بأسياج..أطفأت السيّارة وأنوارها..ثمّ ترجّلت منها ببطء ووقفت بجانبها، بطولها المئة وسبعين سنتمترا وعينيها الخضراوتين الواسعتين، وشعرها الأزرق اللون والقصير بحيث يصل إلى رقبتها..قوامها ممشوق وصدرها المكتنز، ارتدت لاتكس أسود ووضعت مسدّس عند خصرها الأيمن..نظرت إلى المبنى وقرّرت المضيّ قدما في ما جاءت من أجله.
مشت ببطء وهي ملتصقة بالجدار إلى أن وصلت إلى نهايته..وقفت قليلا ثمّ اختلست النظر من الزاوية إلى اليمين ورأته يتثاءب وهو يجلس في غرفته الصغيرة..كان حارس هذا المبنى.
مبنى يحوي زنازين لمساجين من شتّى الأنواع، والجنائية خاصة..ابتسمت مع نفسها حين رأته مرّة أخرى بوضوح أكبر..حارس نحيل ذو وجه متعب من الحراسة.
مشت في الظلمة بعدما انحنت يمينا وسارت باتّجاهه، لم يرها فالضوء كان يعكس الجهة البعيدة..مشت وتقدّمت ثمّ وقفت أمام باب غرفته..كان يصنع لنفسه فنجان قهوة من آلة حديثة ثم عاد وجلس على كرسيّه..لم ينتبه بعد..لحظات فقط وامتلأت غرفته بدخّان ففزع، نهض ونظر حوله فلم ير إلا دخانا..ليسقط بعد لحظات على الأرض مغشيّا عليه.
دخلت وقد وضعت كمّامة ونظرت حولها في الغرفة..رأت المفاتيح معلّقة فأخذتهم وخرجت منها ثمّ التفتت إليه ممدّدا على الأرض.
“ Good Night.”
تأكّدت من كلّ شيء..لم تسجّل الكاميرا شيئا.

********************

عاد هيرشار إلى كرسيّه وحدّق في الفراغ..إنّه لوحده في المنزل..منذ متى؟ والده ووالدته بعيدان.
تنهّد..وقطع عليه الأمر صوت الهاتف فرفع سمّاعة الهاتف.
"هيرشار." بصوت رقيق عذب يكشف مشاعرها.
"آيرين..ما الأمر؟." كان وقت المكالمة غريبا.
"أنت هنا؟." فصمت.
لقد كانت المرّة الرابعة في أربع أيّام تسأله هذا السؤال وفي كلّ مرّة يشعر بغصّة.
"أنا هنا..آيرين."
"لن تذهب."
"لن أذهب..لا تقلقي."
"تصبحين على خير."
"هيرشار."
"نعم؟."
"أحبّك..لا تتركني."
"وأنا كذلك..لن أتركك."
"تصبح على خير."
وانتظر صوت وضع السمّاعة ليضعها.
"آيرين.." قال لنفسه متألّما.

**********************

فتحت باب المبنى بأحد المفاتيح..دخلت وسارت بحذر..لقد استطاعت معرفة المكان الذي وضع فيه.
أخرجت من حقيبة صغيرة معلّقة على خصرها مصباحا يدويّا صغيرا وأشعلته وتحرّكت وهي توجّهه..لقد كان هناك..في التسوية الثانية.
نزلت الدرج بلا أيّ صوت لأقدام بينما الريح تلفح الأشجار في الخارج..وصلت إلى الأولى ثمّ نزلت مجدّدا ووصلت إلى الثانية فسمعت صوت شخصين يتكلّمان، إنّهما الحارسين هنا..عليها أن تكون حذرة..نظرت حولها..ماذا ستفعل؟ هذه المرّة اثنان هنا، حسنا..ليس بالنسبة لها.
أخرجت قطعة نقديّة ورمتها أرضا فأصدر تدحرجها صوتا خفيفا كان كفيلا بجعل أحد الاثنين يتحرّك نحو مصدر الصوت..كان يصرخ:
"من هنا؟."
سمعت وقع أقدامه ثمّ رأت ضوءا يوجّه إلى جهتها ورأت وجهه من الضوء بينما لم ير هو سوى وجها مزيّفا، فقد كانت قد أخرجت قناعا ووضعته..أدارت الدائرة التي في المصباح فخرج دخّان منه.
"م-ما هذا؟."
لكنّه استنشق وسقط أرضا فركض الآخر مسرعا نحوه وحين وصل تلقّى ضربة بالمسدّس على رأسه فسقط فوق زميله.
ابتسمت ومشت، قفزت من فوقهما برشاقة ومشت في الممرّ باحثة..لقد عرفت أنّها الزنزانة رقم تسعة وثلاثون.
حين وصلت إليها خفق قلبها..لم يبد أنّ من بالداخل قد سمع صوتا لكنّه سمع بالتأكيد صوت تجريب المفاتيح.
أخيرا فتح الباب..وجّهت المصباح ونظرت إلى وجهه الشاحب..وابتسمت.
"مكانك ليس هنا." قالت بابتسامة.

الجمعة، 17 أبريل 2020

الموت والحقيقة من "الشيطان"

في هذا البوست نترككم مع صفحات من الجزء الثاني من رواية "الشيطان" حيث بدأت الحقائق تتضح والمؤامرة تصبح أوضح لكن هيرشار كان على موعد مع أمر غير متوقع وشرّ يقترب بخطوات متسارعة منه وممّن يحبّ. وبينما تلقى اتصالا من شخص يخبره أنّه يودّ مشاركته بمعلومات عن الفاعل..يجد هيرشار نفسه وجها لوجه أعلى وادي سحيق..في مواجهة رأس الأفعى.

من أحداث هذا الجزء:
 "ماذا تعني بمفاجآت؟." قالت ليسّا
 "لقد قتلت بيريس بعد أن جاء من مكان ما." قال بابتسامة خبيثة ففهمت.
 "ماذا تعني؟." ادّعت الغباء بينما ابتسم ابتسامة واسعة.
 "يعجبني التظاهر بالغباء." فكشّرت.
 "إلى أيّ مدى وصل الساحر؟."
 "الساحر؟!."
 "نعم..هيرشار."
 وشرب من كأس العصير التي وضعها على الطاولة..بدأت ترتعش.
الأفعى لا تلتهم شخصا واحدا ويبدو أنّه أفعى.
 "وما أدراني إن كان أصلا سيصل أو وصل؟."
 "أوه..حقا؟." ابتسم وأظهر وجهه خبثا.
 "ذلك الوغد..لقد فعلتها شقيقتك الحمقاء."
 "ماذا؟!."
"الذي فعلته شقيقتك البلهاء وضعنا تحت المجهر، فبالرغم من أنّها استعانت بسام وهو ثمل إلّا أنّ ذلك الفتى وصل إلى الحانة التي لم أرد أن يصل إليها وكان ذلك بعد المواجهة الماضية وفضوله حول شقيقتك، لذلك أعتقد أنّه وصل لشيء لكن.."
"لا أدري مقدار ما وصل إليه إلى الآن."
 "أ-أتعني؟."
 "نعم..لقد عملت مع شقيقتك."
 "ل-لكن..لقد حاولت قتلك." كان هذا الجزء بالنسبة لليسّا الوحيد الذي لم تفهمه، لماذا سعت شقيقتها لقتله؟.
"نعم، لأنّني لم أعطها في آخر عملية الكثير من المعلومات ومع ذلك أخذت نقودي كاملة."
"حين اكتشفت أنّني خدعتها قليلا، جنّ جنونها..لا تنسي أنّها تعرضت لخيانة من حبيبها فأصبح عقلها كالمجانين، ويبدو بأنّني قمت بالضربة القاضية."
"حسنا ما تمّ الحديث عنه أمامك كان خداعا وكذبا." وابتسم بينما توترت ليسّا تماما.
 "لنعد إلى هيرشار." أكمل
 "أتهتمين لأمره؟."
 "لا."
 "حقا؟."
وقف واقترب منها خطوة بخطوة، كان قد عاد إلى كرسيّه بعيدا عنها، وبينما كان يسير إليها كان يقول:
 "لقد سمعتك تتكلمين معه."
فارتعبت بينما أمسك القلادة التي على عنقها ولها جوهرة عند صدرها.
"داخل هذه الجوهرة التي أهديتك إياها جهاز تنصّت..عميلة اف بي آي يوضع جهاز تنصّت معها بسهولة." وقهقه عاليا
 فنظرت إليه مصعوقة وعادت الرعشة لها.
"ل-لماذا؟."
 "لأنّ شخصا قال لي مرة..لا يمكن لامرأة أن تحبّك." ونظر إليها ساخرا.
 "بل لأنّك بلهاء."
 "ماذا؟."
"لقد أحببت وأظهرت ذلك، نعم! لكن لشقيقتك، والتي نظرت إلي وبادلتني النظرات والحبّ طول الوقت هي أفروديت، بينما طلبت منّي الخروج معا بشكل سريع وغريب."
"عندها شككت أنّك اقتربت منّي لغاية، فلعبت الدور وراقبتك ببراعة..ويبدو بأنّ هيرشار وصل إلى  بعض الأمور."
 ونظر إليها..تذكّرت وهي ترتعش.

مشت متجاوزة هيرشار والاثنان يديران ظهرهما لبعضهما البعض.
 "هناك شيء أريد أن أناقشك فيه." فتوقفت.
"عميلة اف بي آي تقع في حبّ شخص من أول نظرة وتتعامل معه..بالرغم من إمكانية حصول 
هذا، لكن..شقيقتك." وسكت
"شقيقتي؟! ما أدراك أنّها شقيقتي؟!."
"أنتما توأمان، لا يمكن أن يكون هناك تشابه أو تطابق بالأحرى بهذه الدرجة بين شخصين على غير قرابة."
"على أي حال، أنا من يعرف عمي سام، لا أحد أكثر منّي يعرفه..حصولها على معلومات منه ثملا تدلّ على  أنّها لديها أسبقية من قبل." 
سكت قليلا واستدار ليواجه ظهرها..كان هيرشار قد تحرّى عمّا خبّأه سام لفضوله حول الأمر ووصل إلى هذا الأمر الغريب لذلك آثر الابتعاد قليلا عن منزل سام كما حاول إخفاء معرفته بهذا أمام سام في تحقيق الاختفاء.
"لقد أجرى تحقيقا سريّا مميزا عن شقيقتي." قالت لنفسها معجبة.
"هل العصابة التي تلاحقونها عصابة تقدّم تسهيلات للمجرمين؟." سألها.
 لم تجبه بينما رنّ هاتفها.
 "آلو."
"حسنا..إيه؟! سأذهب إلى النافذة ما دام صوتي  متقطع."
 "حسنا..لا بأس، استمرّ في هذا."
 "ماذا كنت تقول؟." قالت بعد أن انتهت من المكالمة
"لديّ شكوكي فقط..سأعطيك رقم هاتفي، إن أردت أن  تناقشي معي شكوكي لاحقا اتّصلي بي."
"لا تقحم نفسك في الأمر." فهزّ كتفيه.
 "حسنا..وداعا."
وتجاوزها مغادرا وخرج..ثمّ عاد إليها ووضع الورقة  التي فيها رقمه في يدها.

 انتهت من تذكّر الحوار لتراه يحدّق فيها.
 "أليس ذكيا؟."
 "لم يقل أنّه يشتبه بك، ثمّ.."
 "لا دليل قد يجده." أكمل مفتخرا
 "إذن..ماذا تعني؟."
"ببساطة..إذا كانت أفعى تحوم في حديقة منزلك، فلا تنتظري دخولها داخل المنزل."
 فاتّسعت عيناها وقد توترت.
 "نعم..يجب أن أتخلص من مصدر سيكون مزعجا. لا تنسي أنّه شكّ بشقيقتك وعليه فهو سيشكّ في أمري ربما إن بحث حول الأمر قليلا."
 "لكن..لو قتلته، ف.."
"الدافع؟ لا بأس." وضحك
"هو متحري وللمتحري أعداء..هناك شخص جاهز ليأخذ التهمة."
"سأجعلها تناسبه، وللصدفة..خرج اليوم من السجن."
 كان يبتسم.
 "تقصد أنّك من أخرجه." فهزّ كتفيه.
عاد إلى الخلف إلى الطاولة وفتح درجا ثم أخرج هاتفا خلويا أحمر اللون فنظرت ليسّا إلى هاتفها ولم تفهم.
اقترب منها وبدأ يضرب أرقاما على الهاتف.
"هذا رقم هاتف هيرشار، سأتصل وستتكلمين." فأجفلت 
"ستخبرينه بأنّك بحاجة لمساعدته وأنّك تريدين اللقاء به في منحدر السانا..مفهوم؟."
 "م-ماذا ستفعل؟." كانت ما تزال ترتعش.
لكنّه طلب الرقم ووضع الهاتف على أذنها والمسدس على قلبها.

الخميس، 16 أبريل 2020

جزء اختفاء من رواية "الشيطان"

نستعرض اليوم في هذا البوست صفحات من الجزء الأول من رواية الشيطان والذي كان يتحدث عن حالة اختفاء. يتفاجأ هيرشار بزيارة من امرأة تخبره أنّها تريد منه البحث عن زوجها بعد فشل الشرطة في الوصول إليه. مرّ وقت لا بأس به على اختفائه ولم يعثر عليه أحد. هيرشار يضع جميع الاحتمالات بما فيها الموت لكن إطلاقا لم يكن يتوقع أن يكون أمر الاختفاء هذا بداية لشيء أكبر بكثير مما كان يمكنه أن يتخيّله.

نترككم الآن مع صفحات من هذا الجزء وقراءة ممتعة:
مشى هيرشار في الاتّجاه الذي أشار إليه العجوز.
"هل هذا الاتّجاه يخفي الحقيقة؟ رجل غادر منزله قائلا أنّه ذاهب إلى العمل في شركته..لا يدخل الشركة بل يمشي بالقرب منها ثمّ يختفي ولا يعود؟."
"شاردا ومتوترا؟ ماذا كان سيفعل هناك؟."
مشى هيرشار أكثر..كان الاتّجاه الذي يمشي فيه كالصحراء، لكنّه رأى بعدها البحر على يمينه..لم يكن يراه بسبب الضباب كما بدا له، ورأى فندقا وشاليها هناك.
"هل أتى إلى هنا؟." وقصد الفندق.
كان فندقا من أربع طوابق اسمه فندق البحر الاحمر، شاهد أناسا من الجنسين يجلسون عند الشاطىء..دخل إلى الفندق بعد أن صعد عدّة درجات عند مدخله ثمّ دلف المدخل الواسع..كان هناك قسما استقبال واحد إلى اليمين والآخر إلى اليسار..على اليمين، كانت موظفة بيضاء البشرة، شعرها بنّي بدت في الثلاثين أو نهاية العشرينيات، ارتدت قميصا أبيضا وبنطالا أسودا وكان القميص بحمّالة.
"ما أشبهها بماريا!."
بينما كان هناك رجل في الآخر، أبيض البشرة، أسود الشعر، طويل القامة، ارتدى قميصا أبيضا وبنطالا أسودا.
نظر هيرشار إليهما بالتناوب..ثمّ قرّر.
"أفضّل الرجل على شبيهة ماريا المزعجة!."
وتوجّه نحو الرجل فاستقبله الرجل بابتسامة جميلة.
"أهلا بك..كيف أساعدك؟."
"عفوا..أنت استقبال لأي شيء؟." بدا أنّه أدرك 
"للحفلات."
"والحجوزات؟."
"للفتاة هناك." وأشار إلى شبيهة ماريا
"كما توقّعت!." سخر لنفسه
فشكره ودار حول نفسه وذهب نحو شبيهة ماريا.
استقبلته الأخرى بابتسامة أظهرت جمال أسنانها..ابتسم لها وسألها:
"مرحبا، هل لي أن أسألك شيئا؟."
"تفضّل."
وقبل أن يتكلّم كانت قد بدأت في حديث حول الفندق وغرفه وإطلالة الشاطىء وأسعار الغرف والمميّزات التي توجد في هذا الفندق ولا توجد في غيره..استمع
هيرشار مدهوشا ومنزعجا.
"تبّا! لا تشبهها فقط، بل ثرثارة أيضا مثلها!." قال لنفسه.
وبعد أن أنهت كلامها..قالت:
"هل أحجز لك غرفة؟."
"هل تسجّلين أسماء الزوّار؟."
"نعم."
"هل مرّ عليك شخص باسم بيريس؟."
"بيريس؟!."
"نعم."
"سأرى..متى نزل هنا؟."
"آ-آه..لست متأكّدا أنّه نزل، إذا كان قد نزل فربّما منذ شهرين."
"شهرين؟!."
ونظرت إليه نظرة وكأنّها تقول له:
"هل تعبث معي؟." ففهم من النظرة ووضّح.
"إنّه مختف منذ شهرين."
"ف-فهمت."
"هل تستطيعين معرفة ذلك؟."
"أعتقد هذا..سأرى الحاسوب."
وبينما كانت تمشي نحو غرفة..قال آليا:
"نعم..احجزي لي غرفة."
فنظرت إليه نظرة من يعتقد أنّه يجب أن يحجز لك غرفة في مستشفى المجانين.
وقف هيرشار أمام المكتب منتظرا..عادت الفتاة بعد خمس دقائق قائلة:
"لا يوجد شخص بهذا الاسم قد نزل هنا."
"هل لم ينزل حقا؟ أم أنّه نزل باسم مستعار؟." قال لنفسه.
"وإذا كان قد فعلها..لماذا؟!." أكمل لنفسه بينما تراقبه هي.
"ما اسمك؟."
"ماذا؟." أجفل
"ألا تريد أن أحجز لك؟."
"آ-آه..بلى."
"إذن أعطني اسمك أم سأحجز لك بشكلك."
فضحك هيرشار ساخرا.
حجز غرفة في الطابق الثاني..صعد إليها يفكّر ودخلها فكانت غرفة من سرير وحمّام..مدّد نفسه على السرير وخلال دقائق كان قد نام.
في نومه، حلم..كان حلما غريبا..
حلم أنّه هو وآيرين كانا يقفان معا، يضحكان على تلّة أسفلها بحر وفجأة..حدثت هزّة فانقسمت التلّة لنصفين وكلّ واحد في نصف، حاولا الوصول إلى بعضهما البعض عندها سقط وهو ينظر إلى آيرين تبكي، سقط، وللغرابة..كان كلّ من يعرفهم يضحكون على سقوطه وحين وصل القاع وارتطم، استيقظ لاهثا..كان الفندق يهتزّ..أم أنّه كان حلما؟ لا! كان يهتزّ..حدّق إلى النافذة..كانت تتراقص.

***************************

استيقظ هيرشار في الصباح على نور الشمس الذي ضرب وجهه..فكّر في الحلم الغريب ثم نهض واغتسل، كانت الساعة الثامنة صباحا..ارتدى قميصا أسودا وبنطال جينز وسرّح شعره بالمشط..فتح باب الغرفة ونزل ليتناول الفطور في الفندق..نزل إلى مطعم الفندق وبدأ يضع من مختلف الأصناف، بيضا مسلوقا وجبنة بيضاء وصفراء وكأس شاي..جلس على إحدى الطاولات ونظر حوله فوجد أنّه الوحيد من الرجال بلا امرأة معه..تذكّر آيرين ثمّ الحلم فاغتمّ لكنّه واصل الأكل، وبعد أن انتهى من طعامه والشاي، ذهب وصبّ شايا مجدّدا ثم عاد وجلس..كان اثنان وراءه على طاولة..لم يدر ظهره ليرى هيئتهما وسمعهما يقولان:
"هل شعرت بها؟."
"آه..لم تكن هزّة خفيفة."
"غرفتي كانت تتحرّك."
"وأنا أيضا."
"لقد أخرجت الهزّة أخبارا."
"ماذا تعني؟."
"سمعت أخبارا من الخارج."
"حول ماذا؟."
"لا أعلم..هناك لغط وجمع في الخارج."
فكّر هيرشار..نهض مسرعا إلى الخارج وعندها سمع أصواتا لجمع كبير بدت تأتي من خلف الفندق..دار حول الفندق فرأى أشجارا بدت كغابة، ثمّ رأى حشدا من الناس فاقترب منهم متوتّرا.
مرّ من بينهم وهم يتحدّثون..حينها رآها..
جثّة رجل يرتدي قميصا وبنطالا أسودين..وأثر رصاصة في رأسه..تسائل ثمّ سمع الإجابة من الناس:
"لقد كانت الهزّة كفيلة بإخراجه من مدفنه..لقد اهتزّت الأرض فظهر بعض من هذا الرجل الذي لم يدفن على عمق كبير كما يبدو."
أمرهم هيرشار بالابتعاد لينحني عند الجثة ويتأمّلها.
بحث في الجيوب في بنطاله وفي قميصه فلم يجد محفظة أو أيّ شيء..لم يكن يملك صورة لبيريس..هل هو نفسه؟ لم يستطع أن يكون متأكّدا، كان عليه أن يعرف سريعا فأمسك هاتفه بينما ما زال يمنع الناس من الاقتراب وطلب رقما..كان قد أخذ خلسة بطاقة خاصة بالمفتّش كلارك من مكتبه..انتظر قليلا ثمّ أجابه.
"مفتّش كلارك؟."
"أنت أيّها الفتى..ماذا تريد؟."
"لقد عرفتني بسرعة."
"أميّز الأصوات مباشرة."
"جيّد."
"ماذا تريد؟."
"لقد عثرت على جثّة."
"وماذا في هذا؟ لست المعنيّ بهكذا مواضيع..اتّصل على.." لكنّه صمت وقد أدرك.
"هل تعني؟."
"ربّما."
"ربّما؟."
"هل تملك صورة له؟."
"نعم."
"هل تمانع بإرسالها لي؟."
لحظات صمت.
"اتّصل بمارك."
"هل سترسلها؟."
"أين أنت؟."
"فندق البحر الأحمر."
"جيّد."
"هل سترسلها؟."
"سأفعل." وأقفل الخط.
انتظر هيرشار وهو يتأمّل الجثّة..سمع الناس يتكلّمون عن أنّ الشرطة في الطريق..لقد اختصروا عليه مكالمة مع مارك وسماع الموشّح الخاص حول ال بوم هيرشار.
بعد دقائق..تلقّى رسالة ففتحها فكانت الصورة من كلارك..حدّق فيها طويلا ثمّ في الجثة..لم يكن هذا بيريس..إذن، من؟ ولماذا؟.

***********************

تسمّر هيرشار في مكانه..بعد لحظات سمع صوت صفّارات سيّارات الشرطة ورأى مارك وسام يقتربان معا..كان مارك يرتدي بدلة بنية وسام سوداء..أشعل سام سيجارا عندما اقترب من هيرشار..رأى هيرشار بعدها توم وضبّاط يبعدون الناس ويسوّرون المنطقة.
"ها قد عدت إلى أخبارك الشؤم." قال مارك بانزعاج
"ماذا تفعل هنا أيّها الصعلوك؟ فندق كهذا، أشمّ رائحة.." وقرّب وجهه من هيرشار الذي أجفل.
"ل-لا توجد رائحة..نمت هنا فقط."
"حقا؟."
"ن-نعم."
"حسنا..هل هو ضالّتك؟." قال مارك وهو ينحني عند الجثة.
"ضالّته؟!." قال سام
"آ-آه، لا..ليس هو."
"حقا؟." قال مارك
"نعم."
ثمّ شرح هيرشار الأمر لسام.
"هيه..تغوص في قضية اختفاء شخص فتعثر على جثة شخص آخر..جميل جميل." ردّ سام
"ما هو الجميل أيّها المغفّل؟!." قال هيرشار لنفسه
"حسنا..لا محفظة ولا إثباتات." قال مارك بعد أن انتهى من التفتيش.
"توم..صوّر هذا الرجل وابدأ في السؤال عنه هنا." قال سام
"حاضر."
"ونحن سنسأل في الفندق." قال مارك
فمشى هو وسام..تبعهما هيرشار بعينيه ثم اقترب من الجثة ببطء..نهره أحد فريق الطب الشرعي.
"آ-آه..لقد أسقطت شيئا هنا."
انحنى مديرا ظهره..أمسك حذاء الرجل، كان هناك كعب في إحدى القطعتين فقط فأزالها ببطء فرأى ورقة مثنيّة..وضعها بسرعة في جيبه وأعاد الكعب، حينها..
أجفل..نظر خلفه سريعا واتّسعت عيناه.
"ه-هناك..من يراقبني." ووقف وهو يرتعش.
نظر حوله مجدّدا..لا أحد غريب فمشى نحو باب الفندق.
"ماذا ستكشف هذه الورقة يا ترى؟." حدّث نفسه
دخل الفندق ورأى مارك وسام يستجوبان أشخاصا مجتمعين..سار نحو المصعد لكنّ مارك ناداه.
"أوي هيرشار..هذا الرجل كان هنا."
وقف..دار حول نفسه ومشى نحو مارك.
"ماذا؟." قال وهو يقترب.
"يقول هذا الموظف أنّه رأى هذا الرجل يقيم هنا."
وأشار لموظّف آسيوي المنظر يرتدي زيّ الفندق من قميص أبيض وبنطال أسود.
"منذ متى؟." وجّه هيرشار سؤاله إلى الموظف
"منذ شهرين تقريبا."
"شهرين؟!."
"ما الأمر أيّها الصعلوك؟." قال سام وهو ينفث دخان سيجارته فنظر إليه هيرشار نظرة ازدراء.
"لقد اختفى الذي أبحث عنه منذ شهرين."
"أوه." قال سام ومارك معا
"ما اسمه؟." سأل هيرشار مارك
"سألت موظفة الاستقبال..قالت أنّها تذكّرته لكنّها لا تذكر اسمه، إنّها تحاول الرجوع إلى الأسماء الآن لعلّها تتذكّره."
فتذكّر هيرشار شبيهة ماريا شكلا وثرثرة.
"هذا يبعث عندنا بعض الاحتمالات." قال سام وهو يطفىء سيجارته في منفضة.
"الأوّل..أنّ هذا الرجل والرجل المختفي يعرفان بعضهما البعض وكلاهما قتلا أو حصل شيء للآخر."
"الثاني..أنّ المختفي هو المسؤول عن قتل رجلنا هنا."
"والثالث..أن تكون لدينا قضيّتين منفصلتين."
فأومأ هيرشار ومارك مؤيّدان.
ابتعد هيرشار عنهما..ذهب نحو المصعد وضغط الزرّ وانتظر شاردا..فكّر كيف أراد الله بهزّة أن يخرج الجثة..هزّة! تذكّر الحلم..كان حلما مزعجا جدّا، لكن ما جعله أقلّ اهتماما به كان أنّه من يتعرّض للخطر لا آيرين.
"شرود الحبيبة."
فأجفل..نظر إلى يمينه فوجد شبيهة ماريا فابتسمت له.
"ماذا تعنين؟."
"وجهك كان كتابا مفتوحا الآن..تفكّر في حبيبتك."
فاحمرّ وجهه.
"ل-لا." فابتسمت.
"ما اسمك؟."
"ليليانا."
"اسم جميل."
"أشكرك." ثمّ مشت قليلا لتتجاوزه.
"هل لديك حبيب؟."
"لماذا تسأل؟." كانت قد وقفت مديرة ظهرها له
"كيف عرفت بشرودي وتفكيري؟."
"كان لديك نفس وجهه..الرجل الذي أحببته، حين التقيت به أوّل مرّة، كان يفكّر في حبيبته التي ماتت."
"وماذا حصل له؟."
مشت نحو مارك وسام.
"لقد مات."
"آسف."
"أنا من فتح الأمر."
فتابعها وهي تسير باتّجاههم.
"هل عرفت اسم الرجل؟." صرخ
"للأسف لا."
فانفتح باب المصعد..دلف إليه هيرشار وصعد إلى غرفته ودخلها شاردا ثم جلس على السرير..أخرج الورقة وأعاد فردها..كان مكتوبا فيها كلمة واحدة فقط.
NOC
حدّق بها هيرشار طويلا..
"جثّة رجل مدفونة، والرجل يخفي رسالة في كعب الحذاء..ليس تفكيرا من رجل عادي."
"نوك..إذا كانت ما أفكّر فيه.." كان يحدّث نفسه.
ارتعش وهو يرى الأحداث القادمة المتوقعة..كانت نافذة الغرفة مفتوحة..الهواء اللطيف داعب الستارة..كانت النافذة خلف هيرشار.
لم يلحظ أنّ شخصا كان خلف الستارة يقف..لاحظه فقط، حين شعر بمسدّس..يوضع خلف رأسه.


الثلاثاء، 14 أبريل 2020

أسماء الشخصيات

سنتناول في هذا البوست أسماء الشخصيات الرئيسية وذات التأثير التي ظهرت حتى اللحظة في مسار الأحداث. من أين أتت هذه الأسماء وكيف اختارها الكاتب؟
1) هيرشار: تمّ التعريف عن كيفية اختيار اسم البطل الرئيسي في الأحداث والتي كانت عن طريق دمج جزأين من اسمي أشهر وربما أفضل محققي الروايات البوليسية "هير" من "هيركول بوارو" و "شار" من "شارلوك هولمز".

2) آيرين: جاء الاسم من "آيرين إدلر" وهي المرأة وإن لم تظهر كثيرا في روايات شارلوك هولمز لكن كان هناك من الاثباتات أنّها المرأة الوحيدة التي أحبّها شارلوك هولمز.

3) كريس: هناك تفسيران خلف الاسم. الأول مرتبط أنّ الاسم مفضّل للكاتب من الأسماء الأنثوية الانجليزية والثاني أنّ هذا الاسم هو عبارة فعليا عن الجزء "كريس" من اسم أجاثا كريستي.

4) مايكل: من الأسماء الإنجليزية المفضلة لدى الكاتب.

5) ليسّا: من الأسماء الإنجليزية الأنثوية المفضلة لدى الكاتب. هناك تفسير آخر أيضا لهذا الاسم يحتفظ به الكاتب لنفسه.

نأتي الآن لاسمين آخرين وهما نمط اختيارهما مشابه لنمط اسم هيرشار لكن هذه المرة من شخصيات في عالم الأنمي وتحديدا أنمي المحقق كونان وهما:

6) أوكنان: الاسم جاء من دمج جزأين من الاسمين التاليين "أوك" من "أوكيا سوبارو" وهو شخصية ظهرت في أنمي المحقق كونان والجزء الآخر هو "نان" والذي جاء من نهاية اسم "كونان."

7) شينكاي: الاسم جاء من دمج جزأين من الاسمين التاليين "شين" من الاسم الياباني "شينيتشي" (كونان قبل التقلص) والجزء الآخر "كاي" من الاسم "أكاي شويتشي" وعميل فيدرالي مميز ظهر في أنمي المحقق كونان.

الأسماء الأخرى للشخصيات التي ظهرت مثل: مارك، توم، سام، وماريا و لوسي (لاتكس وومان) جميعها كان اختيارها وليد اللحظة من دون أي سبب معيّن خلفها.

في المقابل..الرواية الخامسة التي ستصدر قريبا سيظهر فيها شخصية جديدة كما تمّ الإشارة في نهاية رواية "الشيطان" واسم الشخصية هو "ليون" وهذا الاسم اختاره الكاتب لسببين اثنين: الأول من برج الأسد الذي ينتمي الكاتب له. والآخر أنّ هذا الاسم هو المرتبة الأولى في التفضيل للكاتب من الأسماء الإنجليزية. ترقبوا ظهور هذه الشخصية "العبقرية" قريبا.


الاثنين، 13 أبريل 2020

قضية "ذات الشعر الأحمر"

في هذا البوست نستعرض القضية الأخيرة من الرواية الثالثة "أوراق الماضي وقضايا أخرى" وعنوانها: ذات الشعر الأحمر.
هذه القضية كانت التمهيد لأحداث رواية "الشيطان" الرابعة من السلسلة وهنا بدلا من استعراض صفحات من القضية سنضع القضية كاملة.
في هذه القضية تخبر آيرين هيرشار عن لقاء بين أوكنان وفتاة بشعر أحمر تدعى أفروديت. يبدو الأمر لقاء حبّ لا أكثر لكن ردّة فعل سام والد آيرين تقلق هيرشار حين شرد بسماع اسم الفتاة.

قضية ذات الشعر الأحمر كاملة:
الفصل الأول:
كان أوكنان يسير في الشارع ليلا بالقرب من حديقة بينما كان يرتدي بدلة رياضية سوداء..كانت الساعة العاشرة مساء ولا يوجد الكثير من الأشخاص في الشارع..سار أوكنان حتى وصل إلى منزل ما.
شعر بشعور غريب فتراجع خطوات للوراء ونظر إلى الزقاق ليتفاجأ في مكانه.
"م-مساء الخير." قالت آيرين وهي منحنية أرضا وتلتقط مجموعة من الأعراض.
"م-ماذا تفعلين هنا؟." قال متفاجئا..نهضت آيرين وكانت ترتدي كنزة بيضاء على بنطال أسود.
"حسنا..كنت عائدة إلى المنزل لكنني في الواقع ضللت الطريق فلدي أحيانا مشكلة مع حفظ الطرقات وبينما كنت أقف هنا تائهة وجدتك تقترب و.." أشاحت بوجهها خجلة
"آه..في الواقع هذا ليس منزلي لكنني آتي إلى هنا في زيارة." وحكّ خدّه
"أوه..آسفة على إزعاجك إذن."
"لا بأس..هل أوصلك؟."
"ل-لا ل-لا!." هتفت منحرجة من فعلتها 
"سأتكفل نفسي..لا تقلق." وابتسمت له شاكرة
"كما تريدين."
"لا يجب أن تكون أحمقا هكذا أوكنان..عليك إيصالها."
فأدار أوكنان وجهه بينما نظرت آيرين من خلفه لترى آية من آيات الجمال حقا..فتاة بطولها، شعرها أحمر طويل فاتن وعيناها خضراوتان ساحرتان بينما كان قوامها ممشوقا جدا..ارتدت كنزة بيضاء على بنطال رياضي أحمر.
"أ-أفروديت!." قال أوكنان فهتفت آيرين:
"أفروديت! كل شيء فيك جميل ورائع! حتى اسمك!."
"أشكرك!." وصفقت بيديها.

الفصل الثاني:
جلس هيرشار مرتديا كنزة زرقاء على بنطال جينز أمام مكتب سام في منزله..بينما كان سام يدخن وقد ارتدى قميصا أبيض على بنطال أسود وجلس أمام حاسوبه.
"لقد تأخرت آيرين! طلبت أن أنتظرها لنتناول العشاء سويا والساعة الآن قاربت على الحادية عشر!." قال هيرشار منزعجا
"ولا تجيب على الهاتف بل مغلق أيضا! لقد أقلقتني."
"لا داعي للقلق..ستأتي الآن."
"يا لك من أب مهتم جدا." سخر هيرشار لنفسه ثم أجفلا بانفتاح الباب ودخول آيرين التي بدأت بالاعتذار عن التأخر وأخبرتهم بكل التفاصيل حتى وصلت إلى أوكنان فقالت بينما جلست مقابل هيرشار وقد وضعت الطعام بينهما:
"أتعلم؟ أوكنان لديه حبيبة."
علق الطعام في فم هيرشار فسعل وشرب ماء ثم قال:
"م-ماذا قلت؟!."
"ما بك؟ هل الأمر غريب لهذه الدرجة؟."
"ح-حسنا..لا." وابتسم لها بينما تذكر سابقا حوارا بينه وبين أوكنان قال فيه أوكنان:
"أكره النساء."
"ماذا؟."
"الوقوع في حبّ النساء أمر مكروه..إنّه يجبرك على الانصياع لهنّ ويسلبك عقلك!."
"أوه..يبدو بأنك متأثر بشارلوك هولمز جدا."
"نعم." قال بحماسة بينما كانا عائدين من الجامعة
"حسنا..هولمز وقع في حبّ آيرين إدلر في النهاية." فلم يعلق أوكنان

"ومن الفتاة التي أحبها؟." قال سام
"لن أخبرك."
"ل-لماذا؟." تفاجأ سام وهيرشار أيضا
"لأنّه.." وأشاحت بوجهها عن جهة سام
"فتاته جميلة جدا وفاتنة للغاية."
"أوه.." قال سام بحماس
"حقا؟." قال هيرشار
"نعم! شعرها أحمر تفاحي اللون وطويل حتى منتصف ظهرها كما أنّ اسمها أيضا مذهل."
"اسمها مذهل؟ كيف؟." قال هيرشار
"اسمها..أفروديت!."
"أوه." قال هيرشار بينما لم يعلق سام
نهضت آيرين من مكانها نحو المطبخ فقال هيرشار:
"هل ستذهب وتحاول العبث معها يوما ما عمي؟." ساخرا قالها لكن سام لم يعلق فنظر هيرشار إليه ووجده..شاردا كليا.
"ع-عمي؟." قال هيرشار فلم يسمعه
"عمي!." فنظر سام نحوه
"ماذا هناك؟."
"كنت أتحدث معك!."
"آ-آه..سأستغل أقرب فرصة للقيام بهذا." وقهقه سام بينما قال هيرشار لنفسه:
"شيء ما..خاطىء."

***************************

في اليوم التالي صادف هيرشار أوكنان في الجامعة وكان هيرشار يرتدي كنزة سوداء على بنطال جينز بينما ارتدى أوكنان بدلة سوداء اللون.
"كالعادة بدلات." قال هيرشار ساخرا لنفسه بينما اقترب من أوكنان الذي كان ينظر حوله
"هل تبحث عن شخص ما؟." فأجفل أوكنان وأدار نفسه نحو هيرشار وقال:
"نوعا ما."
"سمعت أنك وقعت في الحب." قال هيرشار بخبث
"إ-إيه؟ نوعا ما." وضحك
"حقا؟ ألم تقل أنّك لن تقع فيه؟."
"الفتاة التي وقعت معها فيه مختلفة كليا."
"أوه."
"أوكنان!." أجفل الاثنان بصوت هتاف فالتفتا ورأى هيرشار آية الجمال أفروديت تقترب مرتدية كنزة صفراء على بنطال أبيض.
"ي-يا له من جمال حقا!." قال لنفسه بينما اقتربت أفروديت وشبكت ذراعها بذراع أوكنان
"من هذا الشاب؟." 
"آ-آه..صديق لي يدعى هيرشار."
"مم..أهلا بك، سررت بلقائك، أدعى أفروديت وأنا حبيبة أوكنان."
"أهلا بك، سررت بلقائك أيضا." وابتسم لها بينما قال أوكنان:
"عن إذنك هيرشار." وابتعدا سوية..تابع هيرشار الموقف وقال:
"شيء ما يثير فضولي..تماما كما أثارت ردة فعل عمي البارحة فضولي."

***************************

في المساء..
كان أوكنان قد خلع معطف البدلة وجلس على السرير في غرفة نوم جميلة بطابع أنثوي بينما كان صوت المياه في دش الحمام قويا..انتظر وهو يفكر بينما خرجت أفروديت من الحمام تضع منشفة حول جسدها..جففت شعرها الأحمر بمنشفة أخرى ونظرت نحو أوكنان الذي قال:
"هل لنا أن ننتهي من أمر الحبيب والحبيبة هذا؟."
"لماذا؟ أيزعجك؟." وابتسمت بخبث
"أنت تعلم هدفي تماما مع ذلك مشيت في طريقي لماذا؟." أكملت بينما نظر أوكنان نحوها
"اسمعي..أنا أعلم كل شيء وتم اعتقالك سابقا لذلك لا داعي للحديث في هذا الأمر..عليك الإقلاع ولا تحاولي معي، فلن أقنع أبي أنك تغيرت بعد الآن."
"حقا أوكنان؟." واقتربت منه بغنج
"ن-نعم.." لكنه توتر فرائحتها عطرة للغاية وجسدها مثير.
"ل-لكن، السجن..ليس لأمثالي أوكنان وأنت طيب." أكملت بغنج.
"أ-أخبرتك في المرة السابقة أنها الأخيرة."
"أنت لئيم." قالت وقد وقفت أمامه جانبيا ثم أدخلت يدها في المنشفة التي تلف جسدها لتخلعها بقوة هاتفة:
"فلنمارس الجنس." وأصبحت عارية تماما فأجفل أوكنان لكنه أجفل لشيء آخر.
أصبح هناك سكين في يدها.

**************************

سار سام وهو يدخن وقد ارتدى قميصا أبيض على بنطال أسود..كان بالقرب من حديقة عامة.
"هل قررت اللعب مع الفاتنة؟."
أجفل وشعر بقشعريرة تسري في جسده كليا..أدار وجهه وجسده ليرى هيرشار يقف أمامه مبتسما ابتسامة صبيانية بينما كان يرتدي كنزة بيضاء على بنطال أسود..أشارت الساعة إلى منتصف الليل.
"ماذا تفعل هنا أيها الصعلوك؟!!."
ابتسم هيرشار فقط وقال:
"البارحة كانت ردة فعلك غريبة." ووقف بجواره
"واليوم أنت في ذات المكان الذي تحدثت عنه آيرين..يا للمصادفة."
"اللعنة عليك!." ووقف الاثنان تماما دون علم أمام منزل أفروديت.
ليسمعا صوت صراخ وتكسير فأسرعا نحو الباب وكسره سام فورا.

الفصل الثالث:
هرع سام وهيرشار ودخلا المكان متوجهين إلى الداخل حتى وصلا إلى غرفة النوم..ليتوقفا أمام مشهد غريب كليا.
كان أوكنان مصعوقا ومتوترا بينما تقف أمامه فتاة بشعر أحمر طويل فاتن وبطول آيرين..كانت ترتدي قميصا أبيض مخطط بالأسود على بنطال كتان أسود.
إلى هذا الحد لم يكن هناك مشكلة..سوى أنّها تثبت فتاة بشعر أحمر أيضا وتضع رأسها على السرير وتنتزع السكين منها.

**************************

قبل عدة دقائق..
هجمت أفروديت على أوكنان بالسكين فتراجع خائفا ومصعوقا ليجفل الاثنان بصوت انفتاح شيء وقد كان الخزانة لتبرز فتاة فاتنة للغاية بشعر أحمر وعينان زرقاوتان ساحرتان بينما بشرتها بيضاء ناصعة.
"أ-أنت!." هتفت أفروديت لتقوم الفتاة بثبيتها بينما أخبرت أوكنان:
"أنا شقيقتها التوأم وقد أرادت قتلك وجعل التهمة علي لذلك قامت بتخديري وإحضاري إلى هنا."
"م-ماذا؟." قال ومازال مصعوقا
"اللعنة! ما الذي أيقظك؟!." هتفت أفروديت
ودخل هيرشار وسام بعدها

*************************

"م-ما هذا بالضبط؟." هتف سام وهيرشار معا بينما استطاعت الفتاة انتزاع السكين والسيطرة على أفروديت
بعد ساعة..كانت الشرطة قد وصلت واعتقلت أفروديت فقال هيرشار:
"لماذا كانت تستهدفك؟."
"إنها تتاجر بالمخدرات وأمسكت أكثر من مرة لكنني كنت أرى أنها تتحسن فأطلب من والدي المساهمة في إخراجها..يبدو بأنها لا تتعلم."
"أوه..هل قابلت لطفك بمحاولة القتل؟."
"ليس تماما..لقد أرادت مني أن أتغاضى مجددا عن الأمر حين اكتشفتها."
"فهمت." لكن هيرشار نظر نحو سام الذي كان يتحدث مع مارك.
"وما علاقة عمي بهذا يا ترى؟."
ليجفل هيرشار بنظرات بين سام وأفروديت غريبة نوعا ما.
"ما اسمك؟." سمع هيرشار بعدها سؤال أوكنان للفتاة ذات الشعر الأحمر الأخرى
"ليسّا." قالت بوجنتين محمرتين
"اسم جميل مثلك."
"أوي أوي! منذ متى يتغزل هذا؟ أهو الخوف من الموت؟." قال هيرشار لنفسه ساخرا
"أ-أشكرك." قالت ليسّا ثم حركت معصميها بتوتر أمام حضنها.
"ه-هل أنت..على علاقة مع أحدهم؟." وأخفضت وجهها الخجل.
"لا." قال بابتسامة
"ه-هل تمانع إذن..أن نخرج سوية؟."
"ولم لا؟."
فنظر هيرشار مصعوقا وقال لنفسه:
" hey hey..that escalated quickly!."
في حين كان هناك نظرات غريبة جدا بين سام وذات الشعر الأحمر الأخرى أفروديت.
في المقابل..لم يكن يعلم هيرشار أنّ القضية القادمة ستكون كارثية وصادمة بامتياز.

الأحد، 12 أبريل 2020

قضية "المرشد الأخرس"

سنتحدث وسنستعرض  في هذا البوست صفحات من القضية قبل الأخيرة من رواية "أوراق الماضي وقضايا أخرى" وعنوانها " المرشد الأخرس."
يستيقظ هيرشار فجأة ليجد نفسه في مكان لا يعرفه ويدرك بأنّه تعرّض للسرقة. وبينما كان يستعدّ للعودة يجفل بآثار دماء صغيرة مختلطة مع  آثار حيوانية تقوده إلى كلب ينزف وآثار ضرب عليه. يذهب هيرشار به إلى المستشفى وهناك يعالجه ثم يعود به إلى المكان ويقرر المغادرة فيرفض الكلب ويبدأ بالعواء قبل أن ينبش الأرض. وهناك يعثر هيرشار على ملابس نسائية مدفونة. فما الذي سيقود هذا المرشد الذي لا يتكلم لغة البشر لانكشافه؟. حقيقة مدفونة محزنة كانت هناك.

من صفحات القضية:
بدأ يفتح عينيه ببطء...كان رأسه يؤلمه، كان ممدّدا على بطنه على الأرض..تحسّس رأسه ونهض ببطء وهو يتألّم..كان هذا قبل أربعة أيام.
"أ-أين أنا؟." سأل هيرشار نفسه
ثمّ وقف..كان يرتدي قميصا أبيضا وبنطالا من الجينز..ظهر القميص أصبح في جزئه العلويّ أحمرا..حاول تذكّر ما حصل..كان الآن يقف في زقاق مبلّط..ولم يستطع التعرّف على المكان.
بحث في جيوبه فلم يجد هاتفه..أخرج محفظته فوجد فيها فقط بطاقة الهويّة وبطاقات أخرى..لا نقود!.
"لقد تعرّضت للسرقة!!." وعندها تذكّر.
كان يسير نحو البنك..كان قد اقترب منه من الجهة الخلفيّة حين أجفل برؤية رجل ملثّم ويضع نظارات شمسيّة وقبّعة درّاجة على رأسه..ارتدى ملابس رماديّة من قميص وبنطال..وكان يخرج مسرعا بحقيبة من البنك ومعه مسدّس..فأدرك هيرشار حينها.
"سرقة بنك!."
وعندها..بسرعة، ضرب هيرشار المسدّس فطار من يد الرجل..لكنّ الرجل بقي يركض بسرعة فقام هيرشار باللحاق به..كان ركضا غير طبيعي.
"أهو عدّاء؟!."
من زقاق إلى زقاق ومن شارع إلى شارع..وفي أحد الأزقّة التي انعطف فيها الرجل، انعطف هيرشار مثله..وحينها.
"أ-أين اختفى؟!."
وسار هيرشار في الزقاق الضيّق بحذر..وبعد لحظات أنارت النجوم حوله..كان قد تلقّى ضربة على رأسه من الخلف فسقط مغشيّا عليه.

"تبّا! لقد هرب..وسرقني أيضا!." قال ساخطا.
ثمّ وضع يده في جيب قميصه..فعثر على بطاقة صرّاف آلي.
"جيّد..إذا رأيت فرعا للبنك قريبا، سأسحب نقودا."
ومشى داخل الزقاق محاولا التعرّف على المكان..إلى أن خرج فوجد نفسه في أرض ترابيّة وسور أمامها..ومنزل من طابقين واجهاته ومنظره المعماري غاية في الجمال فنظر إلى جانبه فرأى على الشارع الآخر فرع البنك الذي يتعامل معه وقبل أن يهمّ بالتوجّه إليه..رأى ما لفت انتباهه أمامه.

*************

"م-ما هذا؟."
وانحنى هيرشار على الأرض..فرأى آثار دماء عليه.
"هل ما زلت أنزف؟." وتحسّس رأسه فكان الدم قد جفّ.
"وأيضا..لم أمش هنا أصلا." ودقّق النظر.
"إنّها آثار أقدام حيوانيّة..قطّة؟ لا تبدو أكبر..كلب كما يبدو لي." ثمّ نظر إلى آثار الأقدام.
"تبدو تسير باتجاه معيّن."
فتبع الآثار فأوقفته بالقرب من المنزل الذي رآه..فنظر حوله ولم يجد شيئا ثمّ سمع صوتا حزينا..كشخص يتألّم..لكنّه صوت حيواني.
"من هنا." وسار إلى يساره.
وبعد قليل..رأى كلبا أبيضا جريحا أمام منزل خاص به كما بدا والكلب يصدر أصوات ألم.
اقترب منه هيرشار فرأى آثار ضرب وجروحا عليه.
"م-من فعل هذا؟." وغضب واقترب أكثر من الكلب فأجفل الكلب واهتزّ.
"لا تخف..سأساعدك." 
وحمل الكلب ثمّ أوقف سيّارة أجرة..وطلب منه الذهاب إلى مستشفى قريب..ففعل.
حين وصل السائق إلى أقرب مستشفى..كان هيرشار قد نسي أنّه لا يحمل نقودا فبدأ يتوتّر بينما يخبر السائق بالتوقف..وحينها كان الحظ بجانبه حين رأى صرّافا آليا للبنك الذي يتعامل معه فأخبر السائق..فوافق.
ذهب هيرشار إلى الصرّاف وسحب نقودا من حسابه وعاد وحاسب السائق ثم حمل الكلب وصعد به إلى المستشفى.
أوقفته ممرّضة شقراء، بيضاء، عيونها خضراء، ارتدت روب الممرّضات.
"ماذا تفعل أيها الشاب؟."
"أريد أن أطمئنّ على هذا الكلب."
"لحظة..لسنا مستشفى للحيوانات."
"أعلم هذا، لكن..انظري."
وجعلها تنظر إلى الكلب الذي كان يصدر صوت ألم..فرقّ قلبها.
"اتبعني."
وأخذته إلى غرفة خاصة..وضعت الكلب على السرير وحاولت فحصه..ثمّ خرجت لاستدعاء طبيب فشكرها هيرشار.
عادت بعد دقائق وهي برفقة طبيب سمين بنظارات وشعر أسود وقصير القامة ويرتدي روب الأطباء فوق قميصه الأبيض وبنطاله الرمادي.
فحص الطبيب الكلب متأففا..ثمّ قال:
"هذا غريب ومستهجن."
"ما الأمر؟." سأله هيرشار
"هناك جروح وآثار تعذيب واضحة..هناك من عذّب الكلب هذا وآذاه."
"كما توقعت." قال هيرشار لنفسه
"لقد عالجت جروحه على أي حال..لكن أين عثرت عليه؟ أم..؟."
"آ-آه..لا." وأدرك هيرشار قصد الطبيب بأنّه مالكه.
"لقد عثرت عليه مصادفة وأنا أسير إلى مكان أقصده."
"فهمت."
ومشى الطبيب مغادرا الغرفة..وهو يقول:
"تستطيع أن تخرجه بعد قليل..اعتني به."
"آ-آه..حسنا."
وخرج الطبيب ووقف هيرشار والممرّضة معا..قالت الممرّضة:
"أخبرني..ألست أنت ذلك الهيرشار؟."
"إي-إيه! آآه..نعم."
"رائع!." 
وأحضرت دفترا وقلما وقالت:
"وقّع لي من فضلك."
"إي-إيه! من دواعي سروري." قالها مبتسما بخجل
فوقّع وضحكت الممرّضة.
"ألا تعتقد أنّك أيضا تحتاج إلى علاج؟."
"إيه؟!."
"هناك دم على قميصك من الخلف."
"آآه..لقد تعثّرت فقط."
"حقا؟."
"نعم."
"إذن اجلس هنا وسأرى رأسك."
"ماذا؟!."
"لن تخدعني..لقد تلقّيت ضربة على رأسك، هيّا اجلس."
ففعل مشدوها..وبعد لحظات، كانت تلفّ رأسه بضمادات..شكرها ثمّ حمل الكلب وحاسب وغادر المستشفى.

*******************

عاد هيرشار بسيارة أجرة أيضا إلى حيث وجد الكلب..ترجّل من سيّارة الأجرة حاملا الكلب ثم أعاده حيث وجده وجلس معه قليلا..بدا الكلب أفضل حالا وكان ممتنّا لهيرشار.
وقف هيرشار بجانبه قليلا ليطمئنّ عليه..ثمّ ذهب نحو بقّالة قريبة كان فيها طعام للحيوانات..اشترى هيرشار شيئا للكلب وعاد وفتح العلبة وجعله يأكل..وبعد لحظات بدأ الكلب بالتشنّج فنظر هيرشار إليه فرأى ملامح وجهه تتغيّر لنحو أشرس فنظر هيرشار خلفه ليرأى امرأة في نهاية العشرينيّات، بيضاء بشعر أسود طويل، عيونها عسليّة، ارتدت بنطالا بنّيا وكنزة بيضاء..كان الكلب ينظر إليها بطريقة غريبة وهي لم تعره اهتماما..سارت ودخلت المنزل الذي رآه هيرشار سابقا.
فتحوّل هيرشار إلى الكلب فرآه يهدأ باختفائها..ثمّ فجأة، ركض الكلب باتجاه المنزل فنظر إليه هيرشار متفاجئا..ثمّ تبعه ليبدأ الكلب يضرب الباب وهيرشار ينظر إليه من بعيد..فتح الباب رجل سمين أبيض البشرة، شعره أسود قصير، يرتدي بدلة بنّية، عيناه كانتا تقدحان شرّا..بمجرّد أن نظر إلى الكلب هدأ الكلب وخاف وابتعد عن الباب فنظر هيرشار إلى وجهه ورأى خوفا شديدا..أقفل الرجل الباب بقوّة ليجلس الكلب على الأرض الترابية بعيدا عن الباب..فكّر هيرشار بالاقتراب منه وإذ بالكلب فجأة يهبّ وبدأ ينبش في الأرض..ركض هيرشار نحوه وحين اقترب منه..كان الكلب قد أخرج ملابس من الأرض.
انحنى هيرشار وأخذ الملابس من فم الكلب..كانت كنزة حمراء وبنطال رمادي.
"ملابس نسائية."
وبدأ الكلب يعوي بشكل متواصل وهو ينظر إلى الملابس..فنظر هيرشار إليه، انقضّ الكلب ولعق الملابس ليفكّر هيرشار للحظات.
"ه-هل يعقل؟!."
ونظر حوله في الأرض الترابية.
"هل تخفي هذه الأرض سرّا لم يبح به بعد؟ لكن عليّ التأكّد من أمر أوّلا."
وركض نحو باب المنزل بعد أن أخذ الملابس.
طرق الباب..ففتح له الرجل ذاته.
"ماذا تريد؟."
"عفوا يا سيد..أريد أن أسألك سؤالا."
"ومن أنت أصلا؟."
"شاب عادي."
"وما هو السؤال؟ أنا مشغول عن ترّهات الشباب."
"لن أعطّلك كثيرا..هل تعرف لمن هذه الملابس؟."
ورفع الكنزة والبنطال وأراه إيّاهما.
"لا."
"حقا؟ لقد كانوا في أرضك."
"وماذا يعني هذا؟."
"لا شيء."
وفي هذه اللحظة..أتت من خلف الرجل المرأة التي رآها هيرشار وتغيّر الكلب برؤيتها.
"هل تعرفين هذه الملابس يا سيّدتي؟."
"لا."
ونظر هيرشار إليهما..كان وجه الرجل قد تغيّر قليلا.
ابتسم هيرشار وقال:
"سيّدتي..هل أنت؟.." وسكت قليلا..ابتسم أكثر.
"الزوجة الثانية؟."
فأجفل الرجل والمرأة معا.

السبت، 11 أبريل 2020

قضية "لاتكس وومان"

قضية "لاتكس وومان" هي القضية الخامسة من قضايا رواية "أوراق الماضي وقضايا أخرى" والتي تتناول لصّة على نمط بات وومان تقريبا أو ربما أرسين لوبين أو كمثال أقرب كايتوكيد من المحقق كونان. المرأة التي ارتكبت عدة جرائم سرقة في أكثر من دولة تظهر في القضية على مواجهتين. مواجهة ضد كريس وأخرى ضد هيرشار وفي نهاية القضية سيكتشف هيرشار أمرا ما بخصوص هويّة هذه المرأة.

من أحداث القضية:
جلس هيرشار وآيرين وسام معا في مكتب سام في منزله..ارتدى هيرشار قميصا أبيضا مع بنطال جينز في حين ارتدت آيرين كنزة صيفيّة حمراء وبنطال من الكتّان الأسود وارتدى سام قميصا أبيضا وبنطالا أسودا.
بعد أن انتهوا من العشاء..تحدّثوا قليلا معا ثمّ همّ هيرشار بالمغادرة إلى منزله وسام إلى النوم..كانت آيرين تمسك هاتفها الخلوي ثمّ قالت:
"ماريا تتحدّث عن لصّة أرسلت رسالة إلى الشرطة، تقول ماريّا أنّ هذه اللصة تستهدف جوهرة من الألماس زرقاء اللون، وهذه الجوهرة ملك لعائلتها."
"أوه حقا؟ فلتدع الأمر للشرطة وستلقي القبض على هذه اللصة." قال سام
"رسالة؟." قال هيرشار 
"رسالة تحدّي إلى الشرطة كما يبدو."
"لا يهم..لا أحد يهتمّ باللصوص." قال هيرشار لنفسه.
ثمّ مشى إلى الباب وأمسك المقبض وهو يودّع..لكنّه توقف، كانت آيرين تقرأ نصّ الرسالة.

“ Tomorrow at 10 p.m, When I say Hi…I’ll appear in a position where I can see the jewel.”
Note: saying Hi takes one second.
The Latex Woman…xxx

"ما هذا؟!." قال سام
في حين أثار نصّ الرسالة فضول هيرشار.

***********************

في اليوم التالي..توجه هيرشار وآيرين إلى مبنى شركة ميكيللي والد ماريا لرؤية الجوهرة بناء على دعوة ماريا..ارتدى هيرشار قميصا أزرقا وبنطالا أسودا في حين ارتدت آيرين كنزة خضراء بلا أكمام وبنطال أبيض..دخلا المبنى المكوّن من ستّة طوابق وتوجّهوا مباشرة إلى المصعد وصعدوا إلى الطابق السادس..بمجرّد أن وصلوه استقبلتهم امرأة في الثلاثين من عمرها ارتدت بدلة نسائية سوداء مع كنزة حمراء بداخلها..كانت بيضاء، طولها 165 سم، شعرها بنّي طويل..وارتدت حذاء بكعب..قالت:
"معكم كوزونوفا..سررت بلقائكم."
"ونحن أيضا." قالت آيرين
"كلّ هذا اسم؟." قال هيرشار لنفسه ساخرا
وحين دخلوا من الباب الزجاجي إلى قاعة مفروشة بالسجاد الأحمر فيها طاولات وأواني تحوي نباتات وأزهار..وجدوا الجوهرة وقد عرضت في حافظة في المنتصف، كانت جوهرة من الألماس زرقاء اللون مرصّعة بالياقوت.
"كم هي جميلة!." قالت آيرين
"أليس كذلك؟." قالت ماريا التي برزت من جانبهم وكانت ترتدي فستانا أحمر طويل عاري الكتفين.
"ماريا! كيف حالك؟." قالت آيرين
"بخير..اشتقت لك يا عزيزتي."
"وأنا كذلك."
"ما مناسبة هذا الفستان؟." سأل هيرشار ساخرا
"ما الذي يمكن أن يفهمه مهووس القضايا حول الموضة والأناقة؟." ردّت بسخرية
"أوه..حقا؟."
ثمّ دخل رجل عجوز..كان أصلعا نحيلا وارتدى بدلة رمادية اللون وبرفقته شاب أبيض البشرة بشعر أسود قصير وطوله 170 سم..ارتدى بدلة زرقاء اللون غامقة.
"هذا السيّد ريس المدير التنفيذي لشركة بابا..وهذا براون مدير مكتب السيد ريس..وهذه كوزونوفا سكرتيرة بابا."
"سررنا بلقائكم." قالت آيرين
"إنّه يغيّر سكرتيرات بكثرة، من ماري التي تنكّرت قاتلة شينجي بهيئتها إلى هذه..نقود! النقود تفعل الكثير." سخر هيرشار لنفسه.
"ماذا نعرف عن لاتكس وومان؟." سأل براون
"لا أعرف الكثير عنها..سوى أنّها كانت لصّة مشهورة سابقا." قال ريس
"إذن..علينا أن نكون حذرين تماما ولا نستخفّ." قالت كوزونوفا
"بالتأكيد." قال ريس
"هل ستبقون الجوهرة هنا؟." سأل هيرشار
"لا..سينقلوها." أجابه صوت فالتفتوا جميعهم إلى شخص يدخل مع أفراد الشرطة..كان طويلا، قويّ البنية، أبيض البشرة، أسود الشعر..طوله مئة وثمانون سنتمترا.
"أنا المفتّش ستيفين..من قسم مكافحة الجرائم من الفئة الثالثة المتعلّقة باللصوص."
ومدّ يده وصافح ريس وبراون والجميع.
"سينقلوها؟." سأل هيرشار
نظر إليه ستيفين وقال:
"أعتقد أنّني رأيتك من قبل." واقترب من هيرشار وأكمل:
"لأنّك من أصحاب السوابق صحيح؟."
"إ-إيه!." 
"إنّه هيرشار." قالت آيرين
"هيرشار؟ آآه، مارك اللعين قال لي هذا الاسم وقال أنّه فتى ذكي..لكنّني لا أحتاج إليك أبدا."
"هيه!." سخر هيرشار لنفسه
"نعم..سننقلها." أجاب ريس "إلى برج العقرب الذي بنيناه نحن وهو ملكنا."
"حضرة المفتش..ماذا لديك من معلومات حول هذه المرأة؟." قال براون
"لقد راسلنا الانتربول وعرفنا أنّ هذه المرأة كان لها نشاط كبير قبل أربع سنوات من الآن في باريس ولندن والعديد من المدن..لم تستطع أيّ شرطة إلقاء القبض عليها."
"لاتكس وومان..رسالتها مبهمة مكانيا وواضحة زمانيا، لقد قالت (لأرى الجوهرة) فهل تعني أنّ اليوم مجرّد..بروفة." فكّر هيرشار لنفسه.
ثمّ تذكّر نصّ الرسالة.
"هل عرفت حضرة المفتّش حلّ الرسالة؟." سأل هيرشار
"حلّ؟!."
"نعم."
"لا أفهم..رسالتها واضحة."
"والمكان؟."
"هو برج العقرب حيث ستعرض الجوهرة."
"وهي تعلم هذا؟."
"بالطبع..الخبر أذيع منذ أسبوعين أصلا فالكلّ يعرف."
"هل الأمر بهذه البساطة؟ لا أبدا! ففي هذه الحالة فرسالتها تحوي كلمات لا داعي لها، ومن وصفها وعدم استطاعة الشرطة إمساكها..هذا غير منطقي! هناك لغز..داخل كلمات رسالتها."
وتحمّس هيرشار..فأكمل لنفسه:
"لقد أثارت فضولي..لرؤيتها."

*********************

خرجت لوسي من الحمّام فقد كانت قد أخذت دشّا..ارتدت منشفة فوق جسدها وجلست تجفّف شعرها على كرسي هزاز..كانت في شقة متوسّطة الحجم لكنّها جميلة، فكّرت وهي جالسة:
"كريس هنا..يا للمصادفة! ماذا ستفعلين يا ابنتي؟ هل ستظهرين أمامي؟." وابتسمت.
وفجأة..رنّ هاتف الشقّة فأجفلت قبل أن ترفع السمّاعة.
"آلو." قالت
"لاتكس وومان الجميلة..ابتعدي عن طريقي، وإلا..ستموتين."
وأقفل الخط..كان صوتا ذكوريا واضحا.
وضعت لوسي السمّاعة ثم فكّرت.
"هل..هل نجحت في إخراجك من جحرك..أيّها القاتل؟."
لكنّ قلبها..خفق بشدّة.

****************

عاد هيرشار إلى منزله وجلس في غرفته..كانت الساعة تشير إلى الخامسة مساء..بعد خمس ساعات موعد ظهورها وبناء على كلام المفتّش ستيفين..ستظهر في مكان عرض الجوهرة لكنّ هيرشار لم يعتقد أنّ الأمر بهذه البساطة.
رنّ هاتفه الخلوي فنظر فرأى اسم آيرين..أجاب:
"نعم آيرين."
"لماذا عدت إلى المنزل؟."
"لقد أخبرتك أنّني عائد..فقلت أنّك ستشهدين الأمر."
"آ-آه."
"لماذا تسألين؟."
"ل-لقد نسيت أنّك أخبرتني."
"أوي أوي..هل أصبحت عجوزة؟."
"ماذا؟! لم أسمع."
فضحك هيرشار ثمّ أجفل..قال لنفسه:
"ه-هل يعقل؟."
"هيرشار؟."
"هيرشار؟."
"هيرشااااار؟."
"شكرا لك آيرين..اعتني بنفسك."
"آ-آه..لح.." لكنّه أقفل الخط.
وضع قدما على قدم وقال:
"لغز سهل نسبيّا لكن..هذه المرأة أثارت اهتمامي..لأوّل مرّة عن لصّ!."
ثمّ خرج من المنزل وركب سيّارته اللانسر وتوجّه إلى عنوان معيّن..قاد سيّارته في الطريق السريع وبعد نصف ساعة أوقفها مخفيّة في حديقة..ترجّل منها ونظر إلى برج يسمّى برج الساكورا حيث من بناه كان معجبا بالساكورا اليابانيّة..كان برجا ضخما!
دخل من الباب الخلفي خلسة ثمّ ركب المصعد وصعد إلى السطح..خرج إلى السطح ووقف يرى.
"كما توقعت."
ونظر إلى ساعته..كانت تشير إلى الثامنة فقال لنفسه:
"بقي ساعتان..سأستغلّ هذا الوقت في البحث عن معلومات عنها."
وفتح شبكة الانترنت وبدأ يبحث..رأى بعض النتائج باللغة الفرنسية..فترجم الصفحة إلى الانجليزية.
فكان مكتوبا.
Latex Woman is a woman in thirties, her height is about 168-170 cm..a woman thief who put the police in many countries in problems..they were not able to arrest her…she stole over than 120 jewels…she is known also by the choke of police detectives and marking L on the face of them in some cases.
"أوه..تبدو ليست سهلة." قال هيرشار
ونظر إلى ساعته..كانت قد قاربت على العاشرة فاستعدّ وانتظر..ثمّ قرّر بفضوله الحصول على معلومات أكثر فاتّصل على المفتّش مارك..كان يعلم أنّه متخصّص بالقضايا الجنائية للقتل فقط، لكنّه ظنّ أنّه يملك معلومات.
"آلو." ردّ مارك
"كيف حالك حضرة المفتّش؟ هيرشار معك."
"أوه هيرشار...ما الأمر؟."
"أريد أن أطلب منك طلبا."
"وما هو؟."
"هل تستطيع تزويدي بمعلومات حول لاتكس وومان."
"لاتكس وومان؟ ولماذا؟."
"فضول لا أكثر."
"تبّا! أنا لا أعرف عنها الكثير لكنّني سأحصل على معلومات وأخبرك."
"أشكرك حضرة المفتّش."
وانتظر قليلا، مرّت خمس دقائق ثمّ رنّ هاتفه..وحين فتح الخط ليجيب على المفتّش شعر بشخص خلفه..كان قد فتح الخط بعد أن التفت ونظر وحينها.
 رآها! لاتكس وومان! بلاتكس أبيض مفتوح من الأعلى والضمادات حول رأسها ونظارات ليلية على عينيها، وقفت مقابله فأجفل..بينما كان مارك يقول على الهاتف:
"هيرشار! هيرشار!."
فأقفل هيرشار الخط ووقف مقابلها فنظرت إليه وقالت:
"ماذا تفعل هنا؟ بيبي."
"كنت في انتظارك..لاتكس وومان." وابتسم
"أوه، وكيف هذا؟."
"لقد فهمت معنى رسالتك السهل نسبيا." فابتسمت.
"أصبحت تثير اهتمامي، وما هو الحلّ؟."

لمعرفة تفسير اللغز عليكم قراءة الرواية :)