نستعرض في هذا البوست صفحات من القضية الرابعة من رواية "أوراق الماضي وقضايا أخرى" وعنوانها: صراع الاستنتاجات.
في هذه القضية برز فيها شخصية جديدة على مسار الأحداث يدعى "أوكنان". أوكنان شاب في عمر هيرشار برز فجأة في الجامعة واستطاع حلّ قضية هناك حتى قبل أن يصل هيرشار وكريس إلى المكان بعد سماعهما الصراخ. لاحقا، يجد هيرشار نفسه في قضية أخرى مع أوكنان حيث عثر على ثمانية جثث في ثمانية طوابق من مبنى وكل جثة في طابق. بعد أن تنتهي القضية يجد هيرشار وأوكنان نفسيهما برفقة كريس في دعوة إلى منزل أحد مؤلفي الروايات البوليسية وهناك..تحصل جريمة أخرى ويكون على الثلاثة الوصول إلى حلّها.
من أحداث القضية:
"لا أصدّق! ذلك مهووس التحريّات أصبح رومانسيّا!."
فضحكت آيرين ثمّ رأتا كريس تأتي من بعيد مرتدية قميصا أبيض ومعطف له أسود اللون، وبنطالا أسودا مخططا.
"مرحبا." قالت لهم حين وصلت
"كريس! لقد مرّ وقت طويل لم نرك فيه!." قالت آيرين
"فعلا! الحبّ فعل أفعاله." قالت ماريّا ساخرة
فضحكت كريس وقالت:
"فعلا، لقد اشتقت لكما، لكن..ليس للحبّ.."
"لا تكذبي كريس عزيزتي." قالت ماريّا وقد نهضت وقرّبت وجهها من وجه كريس فأجفلت كريس وقالت:
"إي-إيه!."
"لقد كنت أنت ومايكل في فندق الربيع." قالت ماريّا وهي تقهقه.
"وك-كيف عرفت؟." سألت كريس واحمرّ وجهها..ذهب الاثنان هناك للتسلّي وكان اقتراح مايكل.
"والدي مالك الفندق." وغمزتها فضحكت كريس وآيرين
"لا أرى هيرشار معكما." قالت كريس
"سيأتي بعد قليل." قالت آيرين
"مرحبا."
فالتفتوا ورأوا هيرشار قادم..كان يرتدي كنزة زرقاء غامقة مع بنطال جينز.
"أهلا سيّد مهووس." قالت ماريّا
"ها قد بدأ نقّار الخشب المزعج بالكلام." سخر هيرشار لنفسه.
نهضت كريس وهمست له.
"هل حللت الأمر؟."
"أمر؟!."
"مع آيرين."
"وهل أخبرك مايكل؟."
"آ-آه."
"تبّا له." قال هيرشار لنفسه
"آه، حللته." وابتسم
"ما الأمر؟."
"آه، لا شيء."
مرّت لحظات بعدها وهم يتسامرون..هيرشار وآيرين وكريس وماريّا، بالرغم من الخاتم وما حصل بعدها، يبدو بأنّ آيرين ما زالت منزعجة..فقد كانت أقلّهم حديثا.
ثمّ فجأة سمعوا صوت صراخ فتاة فأجفلوا..ليركض كلّ من هيرشار وكريس مسرعين نحو مصدر الصوت..ثمّ تبعتهم آيرين وماريّا.
وصلوا إلى حيث اجتمع الطلاب في دائرة..فقال هيرشار:
"ما الأمر؟."
فأشار الطلاب أمامهم..فدخل هيرشار وكريس من بينهم فرأوا شابّا منحني على شيء ما..وقف الشابّ فظهر لهم فتاة ملقيّة على الأرض ودم ينزف من رأسها..أدار الشابّ جسده وواجههم فكان مثلهم شابّا في العشرين، طوله 180 سم، أبيض البشرة، أشقر الشعر، عيناه زرقاوتان..ارتدى بدلة زرقاء سماويّة ووقف واضعا إحدى يديه في جيبه.
نظروا إليه ثمّ بادر الشابّ فورا..في حين كان هيرشار قد وصل إلى الفتاة.
"ضربة على رأسها من الخلف، الأداة تبدو عصا، الفتاة فاقدة للوعي فقط، من خلال ما رأيته، فقد كان معها أو تحدّث معها في الفترة الماضية ثلاثة أشخاص."
وأشار إلى ثلاثة من بين الدائرة..كانوا شابّا وفتاتين.
الشاب أسود الشعر، طويل، سمين، ارتدى قميصا أزرقا وبنطال جينز، في حين إحدى الفتاتين، بيضاء، بشعر بنّي طويل، ارتدت تنّورة خضراء قصيرة وقميصا أخضر..والفتاة الأخرى، سمراء البشرة بلون البرونز، شعرها أسود طويل، ارتدت كنزة بيضاء وبنطال جينز.
"ماذا؟!." قال الشاب الذي وقف مع الفتاتين
"لقد رأيت ذلك بنفسي..لكن، لا بأس..فقد عرفت الفاعل."
فأجفل هيرشار الذي انحنى على الفتاة وطلب من كريس الاتّصال بالإسعاف وأجفلت كريس أيضا.
أكمل الشابّ الأشقر يقول:
"الضربة كانت على الجزء الخلفي الأيمن من رأسها، وهذا يعني أنّ الفاعل ضربها بالعصا باليد اليمنى..أنت أيّها الشاب أعسر، فقد كنت تلعب منذ وقت كرة القدم وتسدّد باليسرى والقدم المسيطرة من نفس اليد المسيطرة.." وسكت قليلا تاركا الدهشة على وجوه الجميع.
"وأنت-وأشار إلى الفتاة البرونزية اللون- تستعملين اليد اليمنى فقد أشرت إلى الفتاة الملقيّة أرضا هنا بعد أن مددت اليد اليمنى وهنا موقف لا إرادي تتّبع فيه اليد المسيطرة."
وسكت مرّة أخرى وحدّق بالثالثة.
"وأنت أيضا تستعملين اليد اليمنى..فقد رأيتك تكتبين بها في المحاضرة، وأنت.."
" هي الفاعلة!."
"إي-إيه!!." صرخت الفتاة
"أنت تبكين مذ عثرنا على الفتاة..لكن للأسف، لا أنخدع بدموع التماسيح، كما.."
واقترب خطوات منها حتّى أصبح ملاصقا تقريبا ثمّ قال:
"أنت ترتدين تنّورة أشبه بالملابس الداخليّة من قصرها..مع ذلك، فأنت تزرّرين قميصك حتّى الزرّ العلويّ..أليس هذا غريبا؟."
ثمّ فتح أزرار القميص وسط اندهاش الجميع وانفغار فم الفتاة وأخرج من الداخل..عصا سوداء بطول 30 سم.
"ربّما مسحت الدماء..لكنّ اللومينول لاحقا سيثبت وجوده."
وقف هيرشار وكريس مصعوقين..قال هيرشار:
"م-من ه-هذا الفتى؟!!."
بينما كانت آيرين وماريّا مثلهما مصعوقين ومثل الآخرين..قالت ماريّا:
"يا له من وسيم عبقري!."
"ف-فعلا." أيّدتها آيرين
أدار الشابّ رأسه إلى الخلف حيث هيرشار وكريس وقال:
"أليس استنتاجي صحيحا؟ حضرة متحرّي الجامعة هنا."
فأجفل هيرشار وحدّق في الشابّ الذي بادله التحديق فقال هيرشار:
"من أنت؟." فابتسم الشاب وقال:
"أوكنان..متحرّي."
"م-ماذا؟!."
"سررت بمعرفتك..هيرشار."
"و-وأنا أيضا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق