في هذا البوست نترككم مع صفحات من الجزء الثاني من رواية "الشيطان" حيث بدأت الحقائق تتضح والمؤامرة تصبح أوضح لكن هيرشار كان على موعد مع أمر غير متوقع وشرّ يقترب بخطوات متسارعة منه وممّن يحبّ. وبينما تلقى اتصالا من شخص يخبره أنّه يودّ مشاركته بمعلومات عن الفاعل..يجد هيرشار نفسه وجها لوجه أعلى وادي سحيق..في مواجهة رأس الأفعى.
من أحداث هذا الجزء:
"ماذا تعني بمفاجآت؟." قالت ليسّا
"لقد قتلت بيريس بعد أن جاء من مكان ما." قال بابتسامة خبيثة ففهمت.
"ماذا تعني؟." ادّعت الغباء بينما ابتسم ابتسامة واسعة.
"يعجبني التظاهر بالغباء." فكشّرت.
"إلى أيّ مدى وصل الساحر؟."
"الساحر؟!."
"نعم..هيرشار."
وشرب من كأس العصير التي وضعها على الطاولة..بدأت ترتعش.
الأفعى لا تلتهم شخصا واحدا ويبدو أنّه أفعى.
"وما أدراني إن كان أصلا سيصل أو وصل؟."
"أوه..حقا؟." ابتسم وأظهر وجهه خبثا.
"ذلك الوغد..لقد فعلتها شقيقتك الحمقاء."
"ماذا؟!."
"الذي فعلته شقيقتك البلهاء وضعنا تحت المجهر، فبالرغم من أنّها استعانت بسام وهو ثمل إلّا أنّ ذلك الفتى وصل إلى الحانة التي لم أرد أن يصل إليها وكان ذلك بعد المواجهة الماضية وفضوله حول شقيقتك، لذلك أعتقد أنّه وصل لشيء لكن.."
"لا أدري مقدار ما وصل إليه إلى الآن."
"أ-أتعني؟."
"نعم..لقد عملت مع شقيقتك."
"ل-لكن..لقد حاولت قتلك." كان هذا الجزء بالنسبة لليسّا الوحيد الذي لم تفهمه، لماذا سعت شقيقتها لقتله؟.
"نعم، لأنّني لم أعطها في آخر عملية الكثير من المعلومات ومع ذلك أخذت نقودي كاملة."
"حين اكتشفت أنّني خدعتها قليلا، جنّ جنونها..لا تنسي أنّها تعرضت لخيانة من حبيبها فأصبح عقلها كالمجانين، ويبدو بأنّني قمت بالضربة القاضية."
"حسنا ما تمّ الحديث عنه أمامك كان خداعا وكذبا." وابتسم بينما توترت ليسّا تماما.
"لنعد إلى هيرشار." أكمل
"أتهتمين لأمره؟."
"لا."
"حقا؟."
وقف واقترب منها خطوة بخطوة، كان قد عاد إلى كرسيّه بعيدا عنها، وبينما كان يسير إليها كان يقول:
"لقد سمعتك تتكلمين معه."
فارتعبت بينما أمسك القلادة التي على عنقها ولها جوهرة عند صدرها.
"داخل هذه الجوهرة التي أهديتك إياها جهاز تنصّت..عميلة اف بي آي يوضع جهاز تنصّت معها بسهولة." وقهقه عاليا
فنظرت إليه مصعوقة وعادت الرعشة لها.
"ل-لماذا؟."
"لأنّ شخصا قال لي مرة..لا يمكن لامرأة أن تحبّك." ونظر إليها ساخرا.
"بل لأنّك بلهاء."
"ماذا؟."
"لقد أحببت وأظهرت ذلك، نعم! لكن لشقيقتك، والتي نظرت إلي وبادلتني النظرات والحبّ طول الوقت هي أفروديت، بينما طلبت منّي الخروج معا بشكل سريع وغريب."
"عندها شككت أنّك اقتربت منّي لغاية، فلعبت الدور وراقبتك ببراعة..ويبدو بأنّ هيرشار وصل إلى بعض الأمور."
ونظر إليها..تذكّرت وهي ترتعش.
مشت متجاوزة هيرشار والاثنان يديران ظهرهما لبعضهما البعض.
"هناك شيء أريد أن أناقشك فيه." فتوقفت.
"عميلة اف بي آي تقع في حبّ شخص من أول نظرة وتتعامل معه..بالرغم من إمكانية حصول
هذا، لكن..شقيقتك." وسكت
"شقيقتي؟! ما أدراك أنّها شقيقتي؟!."
"أنتما توأمان، لا يمكن أن يكون هناك تشابه أو تطابق بالأحرى بهذه الدرجة بين شخصين على غير قرابة."
"على أي حال، أنا من يعرف عمي سام، لا أحد أكثر منّي يعرفه..حصولها على معلومات منه ثملا تدلّ على أنّها لديها أسبقية من قبل."
سكت قليلا واستدار ليواجه ظهرها..كان هيرشار قد تحرّى عمّا خبّأه سام لفضوله حول الأمر ووصل إلى هذا الأمر الغريب لذلك آثر الابتعاد قليلا عن منزل سام كما حاول إخفاء معرفته بهذا أمام سام في تحقيق الاختفاء.
"لقد أجرى تحقيقا سريّا مميزا عن شقيقتي." قالت لنفسها معجبة.
"هل العصابة التي تلاحقونها عصابة تقدّم تسهيلات للمجرمين؟." سألها.
لم تجبه بينما رنّ هاتفها.
"آلو."
"حسنا..إيه؟! سأذهب إلى النافذة ما دام صوتي متقطع."
"حسنا..لا بأس، استمرّ في هذا."
"ماذا كنت تقول؟." قالت بعد أن انتهت من المكالمة
"لديّ شكوكي فقط..سأعطيك رقم هاتفي، إن أردت أن تناقشي معي شكوكي لاحقا اتّصلي بي."
"لا تقحم نفسك في الأمر." فهزّ كتفيه.
"حسنا..وداعا."
وتجاوزها مغادرا وخرج..ثمّ عاد إليها ووضع الورقة التي فيها رقمه في يدها.
انتهت من تذكّر الحوار لتراه يحدّق فيها.
"أليس ذكيا؟."
"لم يقل أنّه يشتبه بك، ثمّ.."
"لا دليل قد يجده." أكمل مفتخرا
"إذن..ماذا تعني؟."
"ببساطة..إذا كانت أفعى تحوم في حديقة منزلك، فلا تنتظري دخولها داخل المنزل."
فاتّسعت عيناها وقد توترت.
"نعم..يجب أن أتخلص من مصدر سيكون مزعجا. لا تنسي أنّه شكّ بشقيقتك وعليه فهو سيشكّ في أمري ربما إن بحث حول الأمر قليلا."
"لكن..لو قتلته، ف.."
"الدافع؟ لا بأس." وضحك
"هو متحري وللمتحري أعداء..هناك شخص جاهز ليأخذ التهمة."
"سأجعلها تناسبه، وللصدفة..خرج اليوم من السجن."
كان يبتسم.
"تقصد أنّك من أخرجه." فهزّ كتفيه.
عاد إلى الخلف إلى الطاولة وفتح درجا ثم أخرج هاتفا خلويا أحمر اللون فنظرت ليسّا إلى هاتفها ولم تفهم.
اقترب منها وبدأ يضرب أرقاما على الهاتف.
"هذا رقم هاتف هيرشار، سأتصل وستتكلمين." فأجفلت
"ستخبرينه بأنّك بحاجة لمساعدته وأنّك تريدين اللقاء به في منحدر السانا..مفهوم؟."
"م-ماذا ستفعل؟." كانت ما تزال ترتعش.
لكنّه طلب الرقم ووضع الهاتف على أذنها والمسدس على قلبها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق