الأحد، 5 أبريل 2020

قضية "جرائم قتل متسلسلة" كاملة

في هذا البوست نتحدث عن القضية الرابعة من قضايا رواية "قصر الدم وقضايا أخرى" وعنوانها "جرائم قتل متسلسلة".
لكن هذه المرة لن نقوم بوضع جزء أو فصل منها بل سيحتوي البوست على القضية كاملة.
قراءة ممتعة ولا تنسوا عمل متابعة لمدونة روايات هيرشار وللصفحة على الانستغرام والفيسبوك.
قضية جرائم قتل متسلسلة:
الفصل الأول:

دخلت المرأة عائدة إلى المبنى الذي تسكن فيه..كان يوم عمل متعب...دخلت المبنى وتوجّهت باتّجاه الدرج..شقّتها كانت في الطابق الأوّل، اعتادت أن تصعد إليها عن طريق استعمال الدرج، لكنّها اليوم متعبة..توجّهت إلى المصعد، ضغطت الزرّ وانتظرت..فتح باب المصعد، دلفت إلى الداخل، وضغطت زرّ الطابق الأوّل..صعد المصعد بها ثمّ توقّف عند الطابق الأوّل..خرجت، أخرجت مفتاح شقّتها...فتحت الباب..ودخلت..وضعت حقيبتها على الكنبة في الصالة، ثمّ دخلت مباشرة إلى غرفة نومها، بدأت بخلع ملابسها وارتدت ملابس النوم..ثمّ وضعت رأسها مباشرة،وغفت سريعا...مرّت ساعة..هبّت ريح من النافذة..كانت يد قد امتدّت إلى قفل النافذة وفتحتها..دلف شخص إلى الداخل...نظر إلى المرأة التي كانت نائمة...عيناه كانت مليئة بالشرّ والحقد...صعد السرير، تنفّس ببطء...أحسّت المرأة النائمة بالريح وبحركة، ففتحت عيناها..ثمّ ملأ الرعب قلبها، عندما رأته، همّت بأن تصرخ، أطبق فمها بيده بقوّة، قاومت قليلا، لكنّه كان قويّا، ثمّ رفع يده، وإذا بشيء يلمع، أدركتها، كانت سكّينا، ارتعبت، لم تستطع الصراخ بسبب يده القابضة على فمها، حاولت المقاومة، لم تستطع، وبعدها، هوى بالسكّين عليها، وغرزها في قلبها..اهتزّت..لكنّها أسلمت روحها...بينما وقف هو..
"هذا جزاؤك...على ما فعلت."

******************

كان هيرشار وآيرين وماريّا جالسين على كرسيّ خارج مبنى الجامعة، آيرين وماريّا فقط، بينما هيرشار كان واقفا..
"لماذا لا تجلس هيرشار؟." قالت ماريّا التي ارتدت فستانا أزرقا قصيرا..
"أنا مرتاح هكذا." ارتدى هيرشار كنزة خضراء صيفية على بنطال جينز.
"لم أر كريس اليوم.." قالت آيرين التي ارتدت كنزة صفراء على بنطال أبيض
"آه، إنّها تتغيّب كثيرا ومع هذا تحصد نتائج عالية وكاملة، ياه، ممّ يتكوّن عقل تلك الفتاة؟." قالت ماريّا
"من نفس ما يتكوّن منه عقلك، مع فرق أنّها تعرف أين وكيف تستعمله على الأقل." سخر هيرشار لنفسه
"هيّا، فلنغادر، علينا أن نستعدّ للامتحان القادم القريب جيّدا." قالت آيرين
"معك حقّ، سأدرس طول ال 24 ساعة وسأحصل على علامة أعلى من تلك الكريس." قالت ماريّا وهي تقبض بيدها
ضحكت آيرين بينما قال هيرشار ساخرا:
"24 ساعة؟!.هل هذا يعني أنّك لن تأتي إلى الجامعة مثلا؟..ولن تنامي أيضا؟."
"اصمت أنت هيرشار ولا تدقّق، إنّه تعبير مجازي فقط أيها المهووس بالقضايا."
"تبا لك!."قال لنفسه..
"حتى لو درست هكذا لن تحصلي على علامة أعلى منها..العلّة في عقلك."
وغادر الثلاثة مكان المقعد، ساروا قليلا..
قالت ماريّا أثناء سيرهم:
"غير معقول!!..إنّها الثالثة." وكانت تنظر إلى هاتفها..
"الثالثة؟!.." تسائلت آيرين
"ما الذي تهذين به؟.." قال هيرشار... "إنّها ما زالت الواحدة والنصف!."
"لا أتحدّث عن الوقت أيّها الذكيّ...بل عن هذا الخبر!."
ووجّهت شاشة هاتفها إلى وجه هيرشار فأمسكه وقرأ بصوت عال:
"الضحيّة الثالثة، ماتت امرأة كضحيّة اقتحام لمنزلها..أين الشرطة ممّا يجري هنا؟..مفتّشوا الشرطة يرفضون التعليق..ما الذي يحصل؟.."
تمتم هيرشار..."هذه الضحية قتلت البارحة."..
"هذا صحيح."
 سمعوا صوتا من خلفهم فنظروا..كانت كريس تقف وقد انتهت من محاسبة صاحب مطعم وخرجت ومعها كيس من الطعام..كانت ترتدي كنزة زرقاء غامقة على تنورة بيضاء قصيرة
"أوه كريس..أين كنت اليوم؟." قالت آيرين
"آه، لقد شعرت بتوعّك وتعب قليلين، لم أنم جيّدا فآثرت البقاء في الفراش."
"لقد قلت هذا صحيح...إذن قرأت الأخبار؟." قالت ماريّا
"آه، قرأتها....يا لها من ليلة مؤسفة لتلك المرأة كما يبدو."
ثمّ أشارت حيث سيّارتها على اليمين في أرض ترابية فارغة وقالت:
"هيّا دعوكم من المشي الآن واركبوا ال بي إم دبليو خاصّتي..." وأردفت.."حبيبي."
"أوه!!.."قالت آيرين ... "إنّها رائعة..لكن..ماذا تقصدين بحبيبك؟."
"آه، ما أقصده..هذه السيّارة هي حبيبي الشاب!."
نظرت إليها ماريّا وآيرين مندهشتين...بينما سخر هيرشار لنفسه:
"هل جنّت وفقدت عقلها؟..يبدو أنّ حسد ماريّا لها أتى بمفعول!."
نظرت إليه كريس وسألته:
"بماذا تفكّر هيرشار؟."
"آه، لا شيء."
"صحيح..لم أنت تمشي معهم؟...أعتقد بأنّك تمتلك سيّارة صحيح؟." قالتها وهي تبتسم له..
"آ-آه." ونظر إليها ثمّ أكمل لنفسه:
"وفقدت الذاكرة أيضا؟...السيّارة ما زالت قيد التصليح بسبب ما حصل وقت اختطافك من تلك المحامية!."
"هيّا اركبوا...اركبوا." قالت كريس
ركبت آيرين وماريّا..بينما قال هيرشار أنّه سيقوم بشيء ما...فتحرّكوا لوحدهم..سمع سؤال آيرين لكريس عن مكان سكنها قبل أن يغادروا بالسيّارة فقالت:
"الشارع الثلاثون!."
"هيه!...وجريمة الأمس في الشارع الثلاثون وهو شارع صغير..قرأت الأخبار قلت لي؟..أم أنّك توجّهت هناك وحصلت على معلومات؟..حضرة شارلوك هولمز الأنثوي." قالها لنفسه..

الفصل الثاني:

توجّه هيرشار إلى مبنى الشرطة ليستفسر عن القضيّة، شعر بالفضول..دخل مبنى الشرطة وبحث عن المفتّش مارك..أو المفتّش سام الأخرق..أو الضابط توم على الأقل...لم يجد أيّا منهم...سأل أحد الضبّاط فقال له:
"آه، أعتقد أنّهم خرجوا للغذاء، وقالوا أنّهم سيذهبون إلى منزل المفتّش سام بعدها."
"شكرا لك."
غادر مبنى الشرطة..أكمل سيره على الرصيف بينما كان يبتعد عن المبنى..
"الضحيّة الثالثة ماتت...امرأة...هل يعني هذا أنّ الاثنتين السابقتين لم تموتا؟.." فكّر لنفسه ثمّ قال:
"سيكون جيّدا لو كان الأمر هكذا."
وصل إلى منزل سام بعد عشر دقائق..صعد الدرج ودقّ الجرس ليدخل..

********************

كانت كريس وآيرين وماريّا في سيارة كريس..كانت السيّارة بالنسبة لماريّا لا شيء...فعائلتها يمتلكون سيّارات عديدة جدا ومن عديد الأنواع..آيرين أعجبتها السيّارة...كريس كانت تضع سمّاعات وتستمع للموسيقى..
وصلوا إلى منزل كريس..وكانت المرّة الأولى التي يدخلونه..
كان منزلا صغيرا، يختصر فتاة تعيش لوحدها، جلست آيرين وماريّا على الكنب الموضوع، دخلت كريس، وغيّرت ملابسها، عادت إليهم مرتدية بدلة رياضية وردية جميلة، ثمّ دخلت المطبخ، وضعت الطعام داخل الميكروويف، انتظرت لدقائق، وعادت إليهم، وضعت طاولة، ووضعت عليها الطعام...نظرت آيرين وماريا لبعضهما البعض ثم إلى كريس..
قالت آيرين:
"أنت اشتريت لنا أيضا؟."
"آه، لقد سمعت أصواتكم وأنتم تتكلّمون، ففعلت، أردت أن تروا منزلي وتأتوا هنا، أشعر بالوحدة والملل أحيانا."
"ولماذا لا تجعلين لك حبيبا حقيقيّا؟." قالت ماريا بنبرة سخرية على ما قالته كريس سابقا عن سيارتها
"آ-آه، ليس الآن..فيما بعد..ربّما."
نظرت آيرين إلى كريس...ملامح وجه كريس أظهرت شيئا لكن آيرين لم تفهمه ولم تفكّر بسؤالها..
تناولوا الطعام معا وهم يدردشون ويضحكون..ثمّ اقترحت كريس أن تريهم المنزل فدخلوا غرفة نومها...كانت غرفة، زيّنتها كريس بالكثير من الأمور، لم يكن من يدخل الغرفة ويراها ويرى ما تظهره كريس يتوقّع هذا، كانت غرفة مليئة بفرو معلّق على الجدران، أحمر وورديّ، مليئة بالدمى والدببة، استغربت آيرين وماريّا لكنّ آيرين أحبّت الغرفة جدّا...وقفت كريس وفتحت الخزانة، وبدأت تنظر إلى ملابسها، ماريّا وقفت في الخارج، خرجت إلى الشرفة التي مع الغرفة، ووقفت تتأمّل...منظر الأشجار الرائع من هناك مع السماء..آيرين كانت ما تزال مأخوذة بالغرفة، ثمّ نظرت إلى منضدة، كان عليها دفتر ومفتوح على صفحة، كانت ملاحظات قد كتبتها كريس فيما بدا لآيرين عن القضيّة التي قرأتها مع هيرشار وماريّا منذ ساعات..

**************

دخل هيرشار إلى منزل سام..سام والد آيرين هو مفتش شرطة مثل مارك، طويل، أسود الشعر والعينين، أبيض البشرة، نحيل ببنية قويّة..منزله عبارة عن صالة حوّلها إلى مكتب على يسار المدخل مباشرة بينما تتواجد غرفتي نوم وحمام ومطبخ من يمين المدخل ومواجها له..كان قد انفصل عن والدة آيرين المحامية ماري منذ فترة لا بأس بها وهو وآيرين يعيشان لوحدهما..قال سام:
"ماذا تفعل هنا صعلوك التحرّيات؟..وأين آيرين؟." كان جالسا خلف طاولة مكتبه مرتديا قميصا غير مرتب على بنطال..وفي يده زجاجة بيرة...جلس مقابله مارك وتوم متجاورين.
"آ-آه، لا شيء.." ثمّ أضاف لنفسه.."لا تقل صعلوك التحرّيات.."قبل أن يكمل..
"آيرين وماريّا معا.."
"أوه، هيرشار..ما الذي أتى بك هنا يا ترى؟..ومن دون آيرين." قال مارك الذي ارتدى بدلة بنية.
"آه، لا، أعني..أردت الاطلاع على بعض التفاصيل الخاصة بالقضيّة التي تعملون عليها..." وسكت قليلا..."قضيّة المرأة الثالثة."
"أوه.." قال مارك..."إذن اجلس..."
جلس هيرشار مقابل الضابط توم الذي ارتدى بدلة سوداء.
"أولا.." قال هيرشار... "لقد قيل أنّ تلك المرأة ثالث ضحيّة..لمن؟...وكيف عرفتم أنّ الفاعل الواحد؟."
همهم مارك وسام..رفع الأخير سيجارة ووضعها في فمه في حين بادر مارك..
"في الواقع..من خلال الضحيّتين السابقتين لها."
"ضحيّتين؟."
"آه، لقد تعرّضت فتاتين أخرتين لمثل هذا..توم.."
"آه حاضر."
ونظر هيرشار إلى توم الذي قال:
"الأسبوع قبل الماضي..كانت فتاة تدعى نيكول قد عادت إلى منزلها الواقع في الشارع الرابع والثلاثين، لقد ركنت سيّارتها في موقف المبنى السكني الذي تقطنه...وعندما همّت بالدخول إلى داخل المبنى، سمعت صوتا..التفتت، لكنّها تلقّت طعنة بسكّين مباشرة في صدرها..سقطت على الأرض..وغادر الشخص الذي هاجمها بعدها..استجمعت قواها واتّصلت بالشرطة..جاء بعد خمس دقائق أحد المارةّ ورآها..حملها في تكسي إلى المستشفى...وما زالت فيه إلى الآن للعناية..لكنّ حالتها أفضل.."
سكت قليلا...قلّب ورق دفتره..ثمّ عاد من جديد..
"والأسبوع الماضي..فتاة تدعي لانا..عادت إلى المبنى السكني الذي تقطنه، وبينما كانت في داخل المبنى...سمعت وقع خطوات خلفها...خافت فالتفتت..لكنّها بوغتت بطعنة في بطنها..ثمّ فرّ هاربا.." وسكت قليلا مجددا.
"الفتاة دخلت المستشفى بعدها وحالتها جيّدة وغادرت، قالت لانا ونيكول أنّ طوله حوالي 165 سم..قارنوه بطولهما بناء على ما قالاه..وأنّه ضخم العضلات بعض الشيء.."
"و.." أكمل مارك.. "في الحالتين، رأى شهود رجلا بهذه المواصفات يحوم حول تلك المباني."
"لكن.."قال هيرشار.. "لا أراه كافيا.."
"آه.."قال مارك.. "ربّما ستراه كذلك إذا رأيت الصور."
"صور؟." ورفع حاجبا
"آه، توم!."
"حاضر." وأخرج ثلاثة صور وقدّمها لهيرشار متتاليات..
"هذه نيكول..وهذه لانا...وهذه ضحيّة الأمس..ميمي."
نظر هيرشار إلى الصور..وفهم ما كان يقصده مارك منذ قليل..
كانت الفتيات الثلاث..شقراوات..شعر طويل..وعينان زرقاوتان.

الفصل الثالث:

عادت تانيا بسيّارتها المرسيدس حيث تقطن، نزلت من انحدار موقف السيّارات الخاص بالمبنى..كانت الموسيقى عالية جدا في السيّارة...أطفأت المحرّك ونزلت..كانت عائدة من حفلة وترتدي فستانا قصيرا فوق الركبة، وشبه عار من باقي الأماكن، كانت منطربة، دخلت إلى المبنى وهي تتراقص وتتمتم مع نفسها...سمعت صوت خطوات لكنّها لم تهتم..مشت قليلا أكثر وسمعت الصوت مرّة أخرى...هذه المرّة توقفت..التفتت ببطء إلى خلفها...نظرت..لا أحد..تنهّدت بارتياح..والتفتت إلى الأمام..فرأت شخصا ملثّما أمامها..أجفلت...ارتعبت..تراجعت قليلا..لكنّه عاجلها..طعنها في صدرها الأيمن العاري..تألمت..صرخت...فعاجلها..أغلق فمها بيده..ثمّ أمسك يداها...لمنعها من لمس السكّين..سقطت أرضا...جلس معها...بقي واضعا يده على فمها لمنعها من الصراخ..وبالأخرى أمسك يداها معا...بقي على هذا الحال..مرّ الوقت...وأسلمت الفتاة روحها...انتزع السكّين..وغادر..التفت إليها قليلا وقال:
"أنت مثلهم..وأسوأ.."
ثمّ فرّ هاربا.

****************

استيقظت كريس متثاقلة..نهضت من فراشها..فتحت النوافذ والستائر..وسمحت للشمس أن تدخل الغرفة..لبست ملابسها والتي كانت عبارة عن كنزة بيضاء على بنطال رياضي أسود..جهّزت القهوة وشربت فنجانا ثم سمعت أصوات جلبة..كانت صافرات إسعاف وشرطة..نهضت وفتحت باب شقّتها ومن ثم نزلت..رأت سيّارة الشرطة تعبر، استفسرت من أناس في الطريق والذين قالوا أنّ فتاة عثر عليها مقتولة...توجّهت في ذلك الاتّجاه ورأت من بعيد المفتّش مارك...راقبت من بعيد..
"مرّة أخرى!." قال مارك مغتاظا..كان يرتدي بدلة سوداء ويضع قبعته المعتادة.
ترك مارك العهدة على توم..وغادر عائدا للمركز..تقدّمت كريس..بعد أن رأت مارك يغادر...دخلت المبنى..وعثرت على الجثة..انحنت عندها، رآها توم فقال:
"ممنوع، ممنوع، لا تقتربي من الجثة يا آنسة."
"غريب!." قالت
"ماذا؟."
"هنا.." وأشارت... "هناك شيء أسود عند فمها.."
"آه، إنّه كاز بناء على قول فريق الطب الشرعي..وهذا لونه لأنه مرّ وقت طويل عليه، عثر مع الأثر أيضا على أثر جلد، لذلك نعتقد...أنّه كممها بيده التي يرتدي بها قفّاز ربّما."
ثمّ أدرك أنّه تحدّث كثيرا فنظر إليها وقال:
"م-من أنت أصلا؟..هيّا عليك المغادرة."
لم تجبه على الأوّل وقالت:
"لكن أليس هذا غريبا؟."
"ما هو الغريب؟!." قالها بنفاد صبر
"إذا كان قد طعنها في صدرها..فلماذا يقوم بتكميمها بيده؟."
"ربّما أسندها إلى الحائط فكمّم فمها بيد وطعنها بالأخرى...ثمّ هرب." قالها وهو يهزّ يديه..
"أيّ حائط؟." قالت
"إي-إيه!." ونظر حوله فرأى أنّ الجثّة في منتصف الممرّ..
"لا تقل لي أنّه حرّك الجثّة إلى المنتصف بعدما قضى عليها."
"آ-آه، لا، لا أعتقد، كان الدمّ على الأرض سيثبت.." ثمّ أضاف بعصبيّة..
"يا آنسة...ممنوع وجودك هنا...غادري!."
أطاعته كريس وهي تفكّر..
"هنالك معنى واحد..طعنها..وانتظر موتها وهو يكمّم فمها حتّى لا تصرخ...لكن...لماذا؟!."
غادرت المبنى..نظرت..ما كانت تفكّر به..هو الحلقة المهمّة..ستتأكّد..

****************

كان سام ومارك جالسين يتناقشان في منزل سام..أربع ضحايا..اثنتان قتلتا..كان هيرشار معهما لكنّه كان يفكّر بهدوء وعمق..وصل إلى نقطة معيّنة..أراد التأكّد منها..بينما كانت آيرين تعدّ القهوة..ثمّ أحضرتها وجلست معهم..
"تبّا..أربع ضحايا...إنّه يعبث بنا!." قال سام متذمّرا
"آه، علينا أن نوقفه..قبل ارتكابه المزيد."ردّ مارك
"آه، سأذهب لأتمشّى قليلا في الخارج." قال هيرشار..
"آه، حسنا." قال مارك..
بينما كانت آيرين شاردة...هنالك شيء انتبهت عليه.
غادر هيرشار...توجّه حيث أراد والتقى بشخص وسأله بضع أسئلة وقد وقف معه لنصف ساعة..ثمّ توجّه إلى مكان آخر، سأل، أمسك هاتفه، طلب رقما، انتظر بعد أن طلب طلبا من الشخص الذي تكلّم معه، بعد نصف ساعة أخرى، اتّصل به الشخص، أخبره، انهى  المكالمة وقد انشرحت أساريره..قال:
"هــــكـــــذا، كان الأمر إذن." وابتسم ابتسامة واسعة.

*************

كانت كريس جالسة على سريرها..كانت تنظر لنفسها من خلال مرآتها..قالت:
"لقد..حللتها.."
واستلقت على سريرها..وهي سعيدة..
لم تدرك، أنّها نسيت شيئا.

*****************

كان هيرشار يمشي سعيدا بما وصل إليه..ثمّ فجأة..أجفل كليّا.

******************

فتحت النافذة ببطء..دلف إلى الداخل، رأى الشقراء الأخرى، نائمة ،وجهها الملائكي لم يثنه، تقدّم، اقترب من سريرها، رفع اللحاف التي كانت تضعه فوقها، تفاجأ قليلا، لكنّه عزم الأمر، فتحت الفتاة عينيها، ارتعبت، أطبق بيده على فمها وهوى بالسكّين عليها..
كانت تلك...كريس.

الفصل الرابع:

أدرك هيرشار شيئا كان قد فاته، كريس...شقراء وبعيون زرقاوات..
"تبّا!!..كيف فاتني ذلك؟!!."
ركض مسرعا..خاف أن يكون الشخص قد رآها وظنّها من صنفه فأراد مهاجمتها..ركض بأقصى سرعة..كان قد سمعها تقول لآيرين الشارع الثلاثين مكان سكنها..المبنى لم يكن صعبا عليه..في ذلك الشارع مبنيان سكنيّان هكذا فقط..إذا كانت قد سمعت بالضحيّة الثالثة ونزلت لتتأكّد..فإنّها إمّا في نفس المبنى أو في الآخر..توجّه إلى الأوّل..رأى قائمة أسماء السكّان، لا أحد باسم كريس.
ركض باتّجاه الآخر..كان مكتوبا..كريس فينيارد عند الأسماء..رقم الشقّة 9..ركض مسرعا..لم ينتظر المصعد...قفز الدرجات...ثلاثة بثلاثة..الشقّة 5، 6 ثمّ 7 ثمّ 8...ثمّ..أجفل..كان باب الشقّة رقم 9 مفتوحا..تسارعت نبضات قلبه أكثر ولهاث صعود الدرج جعلها أكثر وأسرع، قرّر..ركض إلى الداخل حذرا..رأى بعثرة أشياء..ثمّ توجّه إلى ما اعتقد أنّها غرفة النوم..دخل..ارتعب...كاد يصرخ..رأى بقعة دماء كبيرة جدا على الأرض.."كريس!!!."
لكنّه، لم ير كريس في أيّ مكان من المنزل..وقف هائما.
"هل-هل يعقل؟!!."
نزل ليرى الدماء التي على الأرض..وحين نظر..أجفل ونهض.
"أليس دخول غرفة نوم فتاة أمرا شائنا؟."
نظر خلفه إلى الصوت..كانت كريس واقفة عند الباب..وهي تبتسم..
"أ-أنت!..كما توقّعت فهذا الدم.." قال بنبرة من نجا بأعجوبة من موت.
"صناعي!.." قالت... "أحضرته بكيس، أكثر من كيس، لكن، آآآآه، غرفتي اتّسخت بهذا الآن.." وكان وجهها تعابيره طفولية.
نظر إليها هيرشار.."أهذا ما يهمك؟..أنت من فعلها أصلا؟!." حدث نفسه ثم قال:
"ما-ما الذي حصل؟."
"آه."
وقصّت عليه..

هوى الشخص بالسكّين على كريس وهو يطبق فمها بيده..طعنها في صدرها فبرز الدم..لكنّ السكّين غرزت في شيء...أجفل..كانت مخدّة فوق صدرها ثمّ فوقها كيسين من الدم الصناعي..أجفل...بينما ركلته كريس بحذائها...كان هذا ما فاجأه، تنام بحذائها؟ تسائل..ركلته كريس بحذائها فتراجع ثمّ أخرى فاصطدم بالحائط..بينما قفزت هي برشاقة وخفّة ووقفت على بعد أمتار..قالت:
"هل صدمت؟...تيم..حارس المبنى السكنيّ هذا!."
نظر إليها...كان ملثّما...كيف عرفت؟ تسائل لكنّه لم يتكلّم
نظرت إليه وابتسمت..قالت:
"فتيات يتعرّضن لهجوم..أولّا..الرابط بينهم...شقراوات وعيونهنّ زرقاوات...يقطنون مبان سكنيّة.." سكتت قليلا.. ونظرت إليه.
"إذا كان هناك شخص قادر على مهاجمة فتيات في المباني السكنيّة ويريد جعلها قتل الشقراوات، كيف يمكنه أن يعرف بدقّة أنّ هذه الفتاة الشقراء تسكن هنا؟..لكن.."وسكتت مجددا.
"حارس المبنى...يعرف قاطنيه تماما.."
سكتت من جديد ونظرت إليه
"و..وصفت الفتاتان الأوليتان المهاجم بطول 165 سم..وقارناه بطولهما...لكنّهما في حينها كانتا ترتديان حذاءا بكعب عالي..وارتفاع الكعب حوالي 3 سم..وهي يعني طولك أنت الواقف أمامي.."
نظرت إليه و كان مصدوما حتى وهو ملثم..أكملت:
"أنت أردت جعلها مهاجمة الشقراوات لكنّ هدفك كان منذ البداية...الضحيّة الثالثة.."
"ماذا؟." قال أخيرا
"هي الوحيدة التي هاجمتها في منزلها من بينهنّ..هاجمت البقيّة خارج منزلهنّ..لذلك أعتقد هذا."
"وماذا عنك؟...وكيف عرفت بسكن الفتيات وكلّ واحدة في مبنى؟."
"بالنسبة للفتيات وسكنهنّ، فأنت كنت الحارس في كلّ مبنى سكني من تلك المباني وهي في شوارع متقاربة أصلا.."ونظرت إليه.
"وآخر مبنى أصبحت حارسا له هو المبنى الذي أقطنه هنا...لقد تأكدت من هذا..كنت حارس مبنى كلّ واحدة منهنّ وبالتالي عرفت هذه الأمور وجهّزت لمهاجمتهم..أمّا أنا..فلأنّك لاحظت أنّني شقراء وعيناي زرقاوتان...لكنّك لم ترني أخرج في وقت متأخّر مثلهنّ..."وسكتت
"لقد أردت طعن كلّ واحدة منهنّ فقط، بطريقة غير قاتلة..لذلك فالوحيدة التي طعنت في منطقة قاتلة وهي القلب..ضحيّتنا الثالثة..السبب الذي جعل الأولى تدخل المستشفى لفترة طويلة...أنّها تعاني من فقر الدم..فنزيفها أثّر عليها مباشرة..الباقي نجى.."
وسكتت لثوان...."ما عدا الأخيرة."
"ولماذا في رأيك؟."
"لأنّها..نمط حياتها مزعج جدا..عندما عادت يوم مقتلها، كانت موسيقى سيّارتها مسموعة من المبنى هذا الذي أسكنه..لذلك قتلتها..لأنّك شعرت أنّها تستحق هذا."
نظر إليها..."ولماذا قتلت الثالثة وكانت هدفي؟."
"لقد تحرّيت عن الأمر...لقد توفّيت ابنتك في حادث سيّارة، ومن دهسها كانت فتاة، أعتقد.."
"آه، تلك الغبية...كانت تسير بسرعة 120 في شارع سكني..." وارتعش تماما
"لكن..حتى لو.."
"اخرسي..أنت لم تري ابنتي وهي تطير في الهواء بعد أن صدمتها!!!." أجفلت كريس تماما.
وسكت قبل أن يكمل:
"أنتم..أنتم الفتيات الشقراوات..مغرورات بجمالكنّ..سيّئات...عديمات الفائدة!!!!."
ثمّ بكى بعد أن أخرج صورة ابنته وأراها لكريس وقال:
"لقد ماتت من تهوّر فتاة حمقاء!!!."
"لكن..أنت...هاجمت فتاتين وكدت تقتلهما..قتلت أخرى ليس لها علاقة..أنت مجرم أكثر منها!."
"تلك الرابعة تستحق!..من يقود وصوت الموسيقى مرتفع وسرعته كالصاروخ..سيدهس البشر!!."
"لست من يحكم بيستحق أو لا..أنت مجرّد قاتل!.."
اشتعل غضبه فقفز..حاول مهاجمتها بالسكّين..لكنّها راوغت..لعن ومن ثم قفز من النافذة بينما ركضت هي وفتحت باب شقّتها لحقته..ثمّ أسقطته أرضا..وأمسكت به.

****************

"وها هو." أشارت إليه وهو خلف باب غرفتها فاقد للوعي.. ثمّ أضافت:
"ماذا عنك أنت؟ هيرشار."
"آه، لقد حللت القضيّة وتتبّعت كلّ شيء، أدركت أنّه الفاعل، أردت أن أباغته اليوم، لكنّني كنت قد أخذت وقتي..ثمّ تذكّرت فجأة أنّك شقراء بعيون زرق، فأتيت سريعا تحسّبا...لكن.." ونظر إليها..ثمّ إلى الرجل الفاقد للوعي..سكت قليلا وقال:
"يبدو أنّك كنت متحضّرة وتوقّعت قدومه!." وابتسم
هزّت كريس رأسها نافية..فقال:
"ماذا؟."
لم تجبه..فقط، 
أخرجت هاتفها...فتحت الرسائل على رسالة..أرتها له...قرأ:
"كريس..أنت شقراء بعيون زرقاء..كوني حذرة عزيزتي.." وقلب حبّ في نهايتها
"أوه!..آيرين!."
"آه، إنّها رائعة!...أنا نفسي نظرت إلى المرآة وأنا أحلّ اللغز ولم أنتبه!...ولولا رسالتها..ربّما كنت سأكون ضحيّة له!."
وضحكت، وضحك هيرشار آيضا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق