السبت، 28 مارس 2020

تمهيد رواية "الشيطان" لأحداث الرواية الخامسة

يتناول هذا البوست الصيغة العامة لكلمة "سلسلة" في أحداث روايات هيرشار ويأخذ نهاية رواية "الشيطان" كمثال على هذا. سلسلة روايات هيرشار كتبت بطريقة تجعل الأحداث في كامل رواياتها متّصلة ومرتبطة ببعضها والذي قرأ الروايات الأربعة من السلسلة يدرك معنى هذا. أنواع الأمور التي تشملها موضوع السلسلة كثيرة ومنها:دخول شخصية جديدة على الخط وعدم انكشاف دورها أو هويتّها في ذات الرواية، مشهد لم ينتهي تفاصيله مثل المشهد بين ليسّا وهيرشار في رواية الشيطان وغيرها من التفاصيل المشابهة.
الشيء الوحيد المستثنى من التسلسل هو (انتهاء القضية)، فالقضية التي ستبدأ برواية ستنتهي بها لكن في المقابل قد تستمر تبعات القضية للرواية التالية أو ربما تكون القضية ذاتها مفتاح بدء قضية أخرى. 
في نهاية رواية "الشيطان" برز آخر مشهدين من الرواية وهما يمهّدان لأحداث الرواية الخامسة من السلسلة والتي ستنضم للقائمة خلال هذا العام بإذن الله. المشهد الأول كان لرجل بشعر أحمر يتحدث على الهاتف، هذا الرجل سيكون له دور كبير في الأحداث القادمة بينما في الواقع سيكون لديه ارتباط من نوع ما بشخصية واحدة على الأقل ظهرت خلال الروايات الأربع السابقة. هذا الرجل له دور في مشهد ظهر في أحد الروايات ولم يتمّ تفسيره أو توضيحه بعد.
المشهد الثاني والذي كان الأخير في الرواية يتعلق بجريمة القتل المرعبة التي سيكون هيرشار على موعد لمواجهتها في الجزء الأول من الرواية القادمة. 
هذا النوع من المشاهد تواجد على مدار السلسلة حتى اللحظة، فهناك الكثير من الغموض الذي لم ينكشف بعد فيما يتعلق بكريس وليسّا وشينكاي ومايكل وسيكون الأمر مشابها للشخصيات التي ستظهر تباعا في الروايات القادمة.
المشهدان المذكوران في نهاية رواية "الشيطان" هما:
بعد عدّة أيام..
خرج الرجل من المستشفى ووقف أمام بابها يحدّق إلى السماء الزرقاء والشمس المشرقة.
كان في نهاية العشرينيات..طويل وبنيته قوية، وسيم الملامح، عيناه زرقاوتان وشعره أحمر، وقف مرتديا قميصا أبيض على بنطال أسود واضعا فوق القميص كنزة بلا أكمام حمراء اللون.
رنّ هاتفه فأجاب ليستمع لكلام الطرف الآخر قبل أن يقول:
"حسنا." وأقفل الخط.
"يبدو بأنّ الفئران استغلّت عدم وجود القطّ بشكل جيّد."
وارتعشت يده.
"مازال بيننا ذلك الأمر وأنت تعبث هنا أيّها الوغد." واصطكّت أسنانه معا.

**********************

ظلام..ظلام حالك..أين أنا؟ فتحت عينيها ببطء..ماذا حصل؟ كان نظرها لأعلى..هل كانت تتخيّل؟ لم هي قريبة جدّا من السقف؟ سمعت صوتا عذبا، موسيقى، نعم..موسيقى..من أين؟ هذه النغمات..هذا الصوت، أصابع تداعب..أصابع تلعب، تحرّك مفاتيح البيانو..من؟ احتاجت دقائق لتدرك أنّها معلّقة في السقف، ويداها مقيّدتان خلفها وقدماها كذلك وفمها مغلق بشريط لاصق..استطاعت النظر لأسفل..الحبل مثبّت بشيء على الأرض..ورأته..من الأعلى، شخص جالس يعزف على البيانو..كم عزفه عذب..من؟ حاولت التذكّر..نعم صحيح..هو! لقد طرق باب المنزل وفتحته..رأت أمامها مقنّعا باغتها بمنديل مباشرة فدارت الدنيا بها..ونامت..الآن..الآن..هو..لماذا؟.
توقّف العزف.
نهض الشخص..سار نحو المسمار المثبّت أرضا، ونظر لأعلى للحظات ثم أخرج سكّينا فارتعبت وصرخت..والشريط اللاصق؟ من سيسمعها؟ مرّر السكّين على الحبل بتلذذ إلى أن قطع فسقطت بالجاذبية.
كان سقف البيانو مثبّت عليه لوحة تبرز منها سكاكين.
سقطت..واخترقت السكاكين جسدها تاركة مطرا من نوع آخر..بلون الدم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق