رواية "الشيطان" هي الرواية الرابعة من سلسلة روايات هيرشار وآخر ما تمّ إصداره حتى اللحظة منها. الرواية شكّلت ما يعرف بنهاية (أرك) أو جزء متّصل كلّيا من الأحداث وهي في ذات الوقت ستمثل بداية ل (أرك) آخر سيبدأ بعدها. هنا سنقوم بتقسيم الرواية إلى ثلاثة أجزاء، فالرواية تتمحور حول قضية واحدة رئيسية مقسّمة على ثلاثة أجزاء وهنا في هذا البوست سنتحدث عن الجزء الأول وعنوانه: حالة اختفاء.
تبدأ أولى خيوط القضية في قضية اختفاء شخص، فيعثر "هيرشار" من خلال تحريه عن مقتله على جثة شخص آخر. ومن هنا يدخل في لعبة بوليسية كبيرة، تتمظهر روائياً عبر سلسلة من الوقائع المفاجئة والمطاردات الخطيرة لعملاء "أف بي آي"؛ وخاصة النساء اللواتي سيكون لهن الدور الأكبر في إخفاء العديد من الحقائق بينما تقود الأحداث إلى الشيطان أو الرأس المدبّر لكلّ ما يجري.
من أحداث الرواية:
انتظر هيرشار وهو يتأمّل الجثّة..سمع الناس يتكلّمون عن أنّ الشرطة في الطريق..لقد اختصروا عليه مكالمة مع مارك وسماع الموشّح الخاص حول ال بوم هيرشار.
بعد دقائق..تلقّى رسالة ففتحها فكانت الصورة من كلارك..حدّق فيها طويلا ثمّ في الجثة..لم يكن هذا بيريس..إذن، من؟ ولماذا؟.
****************
تسمّر هيرشار في مكانه..بعد لحظات سمع صوت صفّارات سيّارات الشرطة ورأى مارك وسام يقتربان معا..كان مارك يرتدي بدلة بنية وسام سوداء..أشعل سام سيجارا عندما اقترب من هيرشار..رأى هيرشار بعدها توم وضبّاط يبعدون الناس ويسوّرون المنطقة.
"ها قد عدت إلى أخبارك الشؤم." قال مارك بانزعاج
"ماذا تفعل هنا أيّها الصعلوك؟ فندق كهذا، أشمّ رائحة.." وقرّب وجهه من هيرشار الذي أجفل.
"ل-لا توجد رائحة..نمت هنا فقط."
"حقا؟."
"ن-نعم."
"حسنا..هل هو ضالّتك؟." قال مارك وهو ينحني عند الجثة.
"ضالّته؟!." قال سام
"آ-آه، لا..ليس هو."
"حقا؟." قال مارك
"نعم."
ثمّ شرح هيرشار الأمر لسام.
"هيه..تغوص في قضية اختفاء شخص فتعثر على جثة شخص آخر..جميل جميل." ردّ سام
"ما هو الجميل أيّها المغفّل؟!." قال هيرشار لنفسه
"حسنا..لا محفظة ولا إثباتات." قال مارك بعد أن انتهى من التفتيش.
"توم..صوّر هذا الرجل وابدأ في السؤال عنه هنا." قال سام
"حاضر."
"ونحن سنسأل في الفندق." قال مارك
فمشى هو وسام..تبعهما هيرشار بعينيه ثم اقترب من الجثة ببطء..نهره أحد فريق الطب الشرعي.
"آ-آه..لقد أسقطت شيئا هنا."
انحنى مديرا ظهره..أمسك حذاء الرجل، كان هناك كعب في إحدى القطعتين فقط فأزالها ببطء فرأى ورقة مثنيّة..وضعها بسرعة في جيبه وأعاد الكعب، حينها..
أجفل..نظر خلفه سريعا واتّسعت عيناه.
"ه-هناك..من يراقبني." ووقف وهو يرتعش.
نظر حوله مجدّدا..لا أحد غريب فمشى نحو باب الفندق.
"ماذا ستكشف هذه الورقة يا ترى؟." حدّث نفسه
دخل الفندق ورأى مارك وسام يستجوبان أشخاصا مجتمعين..سار نحو المصعد لكنّ مارك ناداه.
"أوي هيرشار..هذا الرجل كان هنا."
وقف..دار حول نفسه ومشى نحو مارك.
"ماذا؟." قال وهو يقترب.
"يقول هذا الموظف أنّه رأى هذا الرجل يقيم هنا."
وأشار لموظّف آسيوي المنظر يرتدي زيّ الفندق من قميص أبيض وبنطال أسود.
"منذ متى؟." وجّه هيرشار سؤاله إلى الموظف
"منذ شهرين تقريبا."
"شهرين؟!."
"ما الأمر أيّها الصعلوك؟." قال سام وهو ينفث دخان سيجارته فنظر إليه هيرشار نظرة ازدراء.
"لقد اختفى الذي أبحث عنه منذ شهرين."
"أوه." قال سام ومارك معا
"ما اسمه؟." سأل هيرشار مارك
"سألت موظفة الاستقبال..قالت أنّها تذكّرته لكنّها لا تذكر اسمه، إنّها تحاول الرجوع إلى الأسماء الآن لعلّها تتذكّره."
فتذكّر هيرشار شبيهة ماريا شكلا وثرثرة.
"هذا يبعث عندنا بعض الاحتمالات." قال سام وهو يطفىء سيجارته في منفضة.
"الأوّل..أنّ هذا الرجل والرجل المختفي يعرفان بعضهما البعض وكلاهما قتلا أو حصل شيء للآخر."
"الثاني..أنّ المختفي هو المسؤول عن قتل رجلنا هنا."
"والثالث..أن تكون لدينا قضيّتين منفصلتين."
فأومأ هيرشار ومارك مؤيّدان.
ابتعد هيرشار عنهما..ذهب نحو المصعد وضغط الزرّ وانتظر شاردا..فكّر كيف أراد الله بهزّة أن يخرج الجثة..هزّة! تذكّر الحلم..كان حلما مزعجا جدّا، لكن ما جعله أقلّ اهتماما به كان أنّه من يتعرّض للخطر لا آيرين.
"شرود الحبيبة."
فأجفل..نظر إلى يمينه فوجد شبيهة ماريا فابتسمت له.
"ماذا تعنين؟."
"وجهك كان كتابا مفتوحا الآن..تفكّر في حبيبتك."
فاحمرّ وجهه.
"ل-لا." فابتسمت.
"ما اسمك؟."
"ليليانا."
"اسم جميل."
"أشكرك." ثمّ مشت قليلا لتتجاوزه.
"هل لديك حبيب؟."
"لماذا تسأل؟." كانت قد وقفت مديرة ظهرها له
"كيف عرفت بشرودي وتفكيري؟."
"كان لديك نفس وجهه..الرجل الذي أحببته، حين التقيت به أوّل مرّة، كان يفكّر في حبيبته التي ماتت."
"وماذا حصل له؟."
مشت نحو مارك وسام.
"لقد مات."
"آسف."
"أنا من فتح الأمر."
فتابعها وهي تسير باتّجاههم.
"هل عرفت اسم الرجل؟." صرخ
"للأسف لا."
فانفتح باب المصعد..دلف إليه هيرشار وصعد إلى غرفته ودخلها شاردا ثم جلس على السرير..أخرج الورقة وأعاد فردها..كان مكتوبا فيها كلمة واحدة فقط.
NOC
حدّق بها هيرشار طويلا..
"جثّة رجل مدفونة، والرجل يخفي رسالة في كعب الحذاء..ليس تفكيرا من رجل عادي."
"نوك..إذا كانت ما أفكّر فيه.." كان يحدّث نفسه.
ارتعش وهو يرى الأحداث القادمة المتوقعة..كانت نافذة الغرفة مفتوحة..الهواء اللطيف داعب الستارة..كانت النافذة خلف هيرشار.
لم يلحظ أنّ شخصا كان خلف الستارة يقف..لاحظه فقط، حين شعر بمسدّس..يوضع خلف رأسه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق