السبت، 21 مارس 2020

رواية أوراق الماضي وقضايا أخرى - قضية "المرشد الأخرس"

يتناول هذا البوست القضية السادسة من رواية أوراق الماضي وقضايا أخرى وعنوانها: المرشد الأخرس.
يستيقظ هيرشار من نومه أو ما كان يعتقد أنّه نومه ليكتشف أنّه في الشارع! وبينما يحاول استيعاب الأمر يكتشف أنّه تعرض للسرقة وفقد وعيه على إثرها. باحثا عن وسيلة يكتشف بها المكان يجد كلبا يعوي ليجفل برؤية آثار ضرب وكدمات عليه فيقوم بإرساله إلى المستشفى ثم العودة به بعد علاجه..لكن..حين عاد بالكلب وقرر العودة بدأ الكلب بالعواء ورفض إفلات هيرشار قبل أن يقوم بالحفر في الأرض مخرجا مجموعة من الملابس. هنا يبدأ هيرشار بالتوتر ويدرك أنّ الكلب سيقوده لاكتشاف ما فيبدأ بالتحري ليكتشف لاحقا جثة امرأة بفضل الكلب. فمن هي هذه المرأة؟ وما حقيقة ما حصل؟ ومن قتلها؟.
من أحداث القضية:
عاد هيرشار بسيارة أجرة أيضا إلى حيث وجد الكلب..ترجّل من سيّارة الأجرة حاملا الكلب ثم أعاده حيث وجده وجلس معه قليلا..بدا الكلب أفضل حالا وكان ممتنّا لهيرشار.
وقف هيرشار بجانبه قليلا ليطمئنّ عليه..ثمّ ذهب نحو بقّالة قريبة كان فيها طعام للحيوانات..اشترى هيرشار شيئا للكلب وعاد وفتح العلبة وجعله يأكل..وبعد لحظات بدأ الكلب بالتشنّج فنظر هيرشار إليه فرأى ملامح وجهه تتغيّر لنحو أشرس فنظر هيرشار خلفه ليرأى امرأة في نهاية العشرينيّات، بيضاء بشعر أسود طويل، عيونها عسليّة، ارتدت بنطالا بنّيا وكنزة بيضاء..كان الكلب ينظر إليها بطريقة غريبة وهي لم تعره اهتماما..سارت ودخلت المنزل الذي رآه هيرشار سابقا.
فتحوّل هيرشار إلى الكلب فرآه يهدأ باختفائها..ثمّ فجأة، ركض الكلب باتجاه المنزل فنظر إليه هيرشار متفاجئا..ثمّ تبعه ليبدأ الكلب يضرب الباب وهيرشار ينظر إليه من بعيد..فتح الباب رجل سمين أبيض البشرة، شعره أسود قصير، يرتدي بدلة بنّية، عيناه كانتا تقدحان شرّا..بمجرّد أن نظر إلى الكلب هدأ الكلب وخاف وابتعد عن الباب فنظر هيرشار إلى وجهه ورأى خوفا شديدا..أقفل الرجل الباب بقوّة ليجلس الكلب على الأرض الترابية بعيدا عن الباب..فكّر هيرشار بالاقتراب منه وإذ بالكلب فجأة يهبّ وبدأ ينبش في الأرض..ركض هيرشار نحوه وحين اقترب منه..كان الكلب قد أخرج ملابس من الأرض.
انحنى هيرشار وأخذ الملابس من فم الكلب..كانت كنزة حمراء وبنطال رمادي.
"ملابس نسائية."
وبدأ الكلب يعوي بشكل متواصل وهو ينظر إلى الملابس..فنظر هيرشار إليه، انقضّ الكلب ولعق الملابس ليفكّر هيرشار للحظات.
"ه-هل يعقل؟!."
ونظر حوله في الأرض الترابية.
"هل تخفي هذه الأرض سرّا لم يبح به بعد؟ لكن عليّ التأكّد من أمر أوّلا."
وركض نحو باب المنزل بعد أن أخذ الملابس.
طرق الباب..ففتح له الرجل ذاته.
"ماذا تريد؟."
"عفوا يا سيد..أريد أن أسألك سؤالا."
"ومن أنت أصلا؟."
"شاب عادي."
"وما هو السؤال؟ أنا مشغول عن ترّهات الشباب."
"لن أعطّلك كثيرا..هل تعرف لمن هذه الملابس؟."
ورفع الكنزة والبنطال وأراه إيّاهما.
"لا."
"حقا؟ لقد كانوا في أرضك."
"وماذا يعني هذا؟."
"لا شيء."
وفي هذه اللحظة..أتت من خلف الرجل المرأة التي رآها هيرشار وتغيّر الكلب برؤيتها.
"هل تعرفين هذه الملابس يا سيّدتي؟."
"لا."
ونظر هيرشار إليهما..كان وجه الرجل قد تغيّر قليلا.
ابتسم هيرشار وقال:
"سيّدتي..هل أنت؟.." وسكت قليلا..ابتسم أكثر.
"الزوجة الثانية؟."
فأجفل الرجل والمرأة معا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق