الأربعاء، 25 مارس 2020

رواية "الشيطان" - جزء الهروب

يتناول هذا البوست الجزء الثالث من رواية "الشيطان" بعنوان: الهروب.
اعتقد الجميع أنّ القضية أغلقت في نهاية الجزء الثاني بإلقاء القبض على الشيطان لكن..فجأة ومن دون سابق إنذار يهرب الشيطان بمساعدة من أحدهم وبينما كان الجميع يبحث عنه..تبيّن لهم أنّ هناك شيطان آخر أكبر منه بل هو رأس الأفعى الحقيقي.
من أحداث الجزء:
أغمض عينيه..لم ينس الكلام هذا أبدا..بقي يتكرّر في ذهنه وهو في السجن.
رأى كأسا يمتدّ أمامه فنظر إلى صوفيا..كانت قد ارتدت فستانا منزليا ضيّقا ومتبرجا جدا.
"ألست عطشا؟."
"بلى..أشكرك."
وأمسك الكأس وشربه دفعة واحدة..رأى ابتسامتها وهو يغمض عينيه من أثر الحبوب المنوّمة..وقبل أن يغمض عينيه تماما..تأكّد، نعم..كان هناك صوت مياه..شخص يأخذ حمّاما.
************************
جلس لوحده في شرفته..حدّق في الليل والنجوم والقمر بينما مرّر يده على شعره البنّي ونظر إلى ملابسه الرسميّة.
كان بنطاله بنّيا وقميصه أبيض وكان يمسك بسيجارته ويدخّن..سمع صوت الجرس فنهض..دخل من الشرفة إلى غرفة جلوسه الواسعة وسار في ممرّ نحو باب المنزل.
حين فتح الباب ذهل..لقد رآه! ببشرته البيضاء وشعره الفضّي اللون وطوله المناسب للاعب كرة سلّة وبنيته العضليّة الرائعة وابتسامته المشرقة الشبابية..بل الصبيانيّة! 
وذكاؤه الخارق..وقف أمامه مرتديا بنطالا أسودا وقميصا أسودا، بقي يحدّق فيه..كان يرتجف..لماذا هذه الزيارة؟.
"ألن تدعني أدخل؟."
فأفسج المجال لا إراديّا وسار أمامه وقاده نحو الشرفة ووضع كرسيّا مقابل الكرسيّ الذي كان يجلس عليه..بدا أنّه يعمل كرجل آلي، لقد ذهب عقله..جلس وجلس ضيفه.
أخرج ضيفه سيجارة ووضعها في زاوية فمه ونظر إلى مضيفه بابتسامة.
"وبعد؟." نطق الضيف
"ب-بعد؟." بدا مهتزّا بينما بقي الضيف يحدّق فيه..نطق بعدها.
"ألم تعثر عليها؟."
"ل-لا."
"كيف تقول أنّها تحت سيطرتك إذن؟."
"لقد خدعتني." 
كانت صرخة..نطق بالجملة كشخص تمّ خداعه وهو يشعر بالغيظ.
أخذ الضيف نفسا من سيجارته وبقي يحدّق مستمتعا في مضيفه الذي بدا مهتزّا وضعيفا، كان يعلم هذا..المسألة ليست هيبة وقوّة الضيف وشرّه رغم وجودها الأكيد لكن المسألة تعدّت إلى أمر آخر.
السادي إنسان جبان في المجتمع..يظهر قوّته فقط على الفريسة الضعيفة التي تنهزم أمامه..تسائل في قرارة نفسه..
"هل هذا فعلا..يستحقّ أن يكون شرطيّا؟."
نظر إليه نظرة أخيرة.
"ألا تملك أنت عقارات معيّنة بعيدة؟."
فنظر إلى الضيف..كان يتعرّق بشدّة، لقد انكشف الأمر..استجمع قوتّه ونطق.
"ألم تكن من طلب منها ذلك؟."
"لماذا سأطلب منها القيام بهذا؟."
"ل-لا أعلم..هي من أخبرتني بهذا."
"وكيف صدّقتها؟."
"ل-لا أعلم."
وقف الضيف المهيب..دخّن آخر جزء من سيجارته ثم وضعها في المنفضة ونظر إلى الرجل الذي أمامه.
"معك أربع وعشرون ساعة لتجد زوجتك..إيميل."
فابتلع إيميل لعابه وحدّق في ضيفه.
"أنت تعرف ماذا سيحصل بعدها."
ومشى الضيف خارجا من الشرفة..وقف قليلا وقال من دون أن يلتفت.
"لقد أردت إعطائك فرصة، وإلّا.." ومشى قليلا.
"الأربع وعشرون ساعة مدّة طويلة لا تستحقّها."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق