الجمعة، 20 مارس 2020

رواية أوراق الماضي وقضايا أخرى - قضية "لاتكس وومان"


يتناول هذا البوست القضية الخامسة من رواية "أوراق الماضي وقضايا أخرى" وهي بعنوان: لاتكس وومان.
لاتكس وومان أو المرأة التي ترتدي اللاتكس هي لصّة عالمية عجز رجال الشرطة عن إلقاء القبض عليها. اشتهرت بسرقتها الجواهر والألماس وغيرهما من الأشياء الثمينة..لكن من هي لاتكس وومان؟ وما هدفها بالضبط؟. هذه القضية منقسمة إلى جزأين اثنين، جزء مواجهة لاتكس وومان لكريس قبل عدة سنوات. وجزء مواجهتها لهيرشار.
من أحداث القضية:
برج ضخم مكوّن من أربعين طابقا..في مركز المدينة، رجال الشرطة يحوّطونه من كلّ جانب كيف ولا..وهم يعلمون أنّها تستهدفها..جوهرة كبيرة مرصّعة بقطع من الألماس حولها تبلغ قيمتها حوالي مئتي مليون دولار تستهدفها..
The Latex Woman
جلس المفتّش جينياك في مكتبه في قسم الشرطة..كان رجلا في الأربعين من عمره، أسمر البشرة، شعره أسود قصير، عيناه حادّتان كالصقر..ارتدى بدلة بنّية اللون بقميص أبيض..كان مكتبه عبارة عن طاولة وكرسي وخزانة للملفات ولم يفرش بالسجّاد..كان يتصفّح الصحيفة ويداه تنقبضان وتشدّان عليها من غيظه..لقد كان المفتّش المسؤول عن القضايا من نوع السرقات، عرف ببراعته في إمساك اللصوص..واحد فقط وقف في طريقه، بل واحدة! كانت امرأة! لاتكس وومان!! كان هذا لقبها..لقّبت هكذا، لأنّها لا ترتدي سوى لباس من اللاتكس (المطّاط)..كانت تضع ضمادات تغطّي بها وجهها وتسرق بخفّة..تعدّت جميع أنظمة الحماية بإتقان، كانت الصحيفة تتحدّث عن جوهرة ستعرض في البرج الأكبر في البلاد، برج السلام، وتسائل المحرّر.
"هل ستستهدف لاتكس وومان الجوهرة؟."
ألقى جينياك بالصحيفة على الطاولة غاضبا ثم أخرج سيجارة، ووضعها في فمه وأشعلها..بعدها وقف أمام النافذة يفكّر.
"أنا المفتّش جينياك..لم يستطع أحد الوقوف أمامي، فتأتي امرأة وتفعلها؟." ثمّ أخذ نفسا من سيجارته وفكّر.
"تلك المرأة تقوم بسرقة كل أنواع الأشياء الثمينة..الجواهر، الذهب، الألماس حتى اللوحات الثمينة أحيانا..تبا لها!."
طرق أحدهم الباب.
"ادخل." قال جينياك فدخل رجل في الخمسين من عمره، أبيض البشرة، أشقر الشعر، عيناه زرقاوتان..ارتدى بدلة سوداء.
"المفوّض نيك! أهلا بك."
"جينياك..دعنا من الترحيب، هناك شيء واحد أريده."
"وما هو حضرة المفوّض؟."
"يجب إيقافها عند حدّها، هذا يكفي!."
"إيقافها؟ آ-آه..تلك المرأة."
"نعم..أنت أهل لهذه المهمّة وأنا أعتمد عليك."
"لا تقلق سيّدي! سأجعلها تنام في السجن قريبا." ورفع يده وأدّى التحيّة.
"أنا واثق من هذا لكنّ المسؤولين الكبار من يلحّون."
"لا تقلق سيّدي، برج السلام سيكون قبرها النهائي إن حاولت."
فأومأ نيك برأسه وخرج.
وقف جينياك ينظر إلى الباب الذي أقفله نيك..ثمّ أطفأ السيجارة في المنفضة وهو يقول:
"لا مجال للشك..نهايتها قريبة."
**********************
في اليوم التالي..وصلت إلى المفتّش جينياك رسالة، كان جالسا في مكتبه حين دخل عليه ضابط وأعطاه رسالة موجهة له..كان جينياك يرتدي البدلة ذاتها..نظر إلى الرسالة مستغربا ثمّ فتحها وقرأ.
“ The Jewel is mine…xxx.”

"ه-هذا!!.." وضغط الرسالة بشدّة من غيظه..لقد علم المرسل، لاتكس وومان! وعلم أنّها لم تسرقها بعد لكن..تعني أنّ النجاح حليفها بشكل مؤكّد.

في المساء..جهزّ المفتّش جينياك جميع أفراد الشرطة وطوّقوا البرج، وضعت الجوهرة في الطابق السابع والثلاثين مع أجهزة حماية متطوّرة منها الليزر الحسّاس لأي جسم يلمسه والعديد من الأمور الأخرى، ترأّس المفتّش أفراد الشرطة الذين كانوا بالمئات وكان المفتّش يصرخ بهم يحمّسهم، اجتمعوا جميعا في الطابق السابع والثلاثين الذي كان طابقا كبيرا جدّا مزخرف بطريقة رائعة وبلا سجّاد بينما كانت الجوهرة موضوعة في حافظة في منتصف الغرفة.
وفي لحظة..خرج غاز وملأ الغرفة في الطابق السابع والثلاثين فسقط الجميع نياما.
ضحكت لاتكس وومان، وقفت..كانت امرأة في الثلاثينيات تضع ضمادات تغطّي رأسها وشعرها..ترتدي ملابس من اللاتكس الأحمر هذه المرةّ من أسفل إلى أعلى حتى رقبتها يصل السحاب الخاص به، طولها 170 سم، ووزنها أقل من 60 كلغ..هبطت من السقف ثمّ وقفت، وضعت نظارة للموجات تحت الحمراء..فرأت المكان محاطا بالليزر، شبكة من الليزر! 
وبخفّة ورشاقة بدأت من خلال رؤيتها الشبكة بالنظارة تفادي الليزر بالقفز والانحناء والدخول من بينهم كراقصة باليه..وصلت عند الجوهرة، كانت قد عطّلت جهاز الإنذار، فتحت الغطاء وأخرجت الجوهرة وعندها.
"توقفي." قال جينياك الذي وضع قناعا حماه من المخدّر.
نظرت إليه، كان يوجّه المسدّس نحوها فابتسمت..وفي لحظة، أخرجت مسدّسا وفي أقلّ من ثانية أطلقت رصاصة تخدير أصابت المفتّش الذي قاوم الرصاصة..وفي أثناء ذلك، كانت تطبع قبلة في الهواء كسخريّة..ثمّ لم يستطع رؤيتها، فقد أغمضت عيناه تماما.










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق