سنضع في هذا البوست والبوستات القادمة على المدوّنة فصل معيّن من كل رواية من الروايات الأربعة التي صدرت حتى اللحظة. سيأخذ وضع الفصل بالطبع مسألة أنّ الرواية الثانية والثالثة احتوتا على مجموعة من القضايا لذلك سيتمّ وضع فصل من كل قضية أيضا.
نبدأ اليوم بالرواية الأولى "السمّ الكلامي" حيث بدأ كل شيء في السلسلة..والفصل المختار ليتمّ وضعه هو الفصل الثاني منها وهو:
بيب! بيب!! بيب!!!
"تبّا للفتيات! مواعيدهم لا تمتّ للدقة بصلة." قالها وهو جالس في السيّارة منتظرا آيرين.
"لم كل هذا الازعاج؟! لم أتأخر!." قالتها وهي تدخل السيارة.
"لا أبدا، فقط الحفلة قد شارف بدء موعدها."
"هاه؟ ما هذا الذي تقوله؟ الساعة ما زالت الخامسة إلّا ربعا."
"غبيّة! لقد تغيّر التوقيت البارحة وقدّم ساعة، هذا يعني أنّ الساعة السادسة إلا ربعا." قالها وهو ينطلق بالسيّارة.
"يا إلهي حقا؟ لم لم تخبرني بذلك؟."
"وما أدراني أنّك لا تعلمين كمن يسكن في دولة أخرى."
" لا تقلق، سنصل مع بدايتها."
"لست قلقا إلّا من لسان ابنة عائلة ميكيللي الثريّة."
ميكيللي هو والد ماريا وهو رجل ثري جدا، يعمل مهندسا ومقاولا، كان من أصحاب البطن البارز، أصلع الرأس. وصلا باتجاه قصر العائلة وبدأت معالم القصر بالظهور المدخل الرهيب المهيب للقصر والبوابة العالية ذات ال 5 امتار ارتفاعا وحارسين عند الباب، القصر يتكون من ثلاثة طوابق، طابق تسوية وطابق أرضي وطابق أول، مساحة الطابق الواحد 900 متر مربع...ارتدى هيرشار بدلة سوداء بينما ارتدت آيرين فستانا أزرقا سماويا.
عندما وصلا كانت ماريا تنتظرهما عند الباب، كانت بمثل عمرهما، بيضاء، بشعر بنّي فاتح، قصير، عينان بنّيتان، وبطول 168 سم، ارتدت فستانا أحمر قصير.
"آيرين لم تأخرت؟ من المؤكّد أنّ السبب هيرشار."
"اصمتي." قالها لنفسه.
"أنا آسفة ماريا، أنا السبب، لقد نسيت كليّا أن التوقيت قد تغيّر وتمّ تقديمه ساعة."
"اوه، حقا؟ لا عليك يا صديقتي، هيّا فلندخل إلى الحفل."
كان الحفل يقام في الطابق الأرضي وكان عدد المدعوّين يفوق الخيال، قال هيرشار لنفسه:
"تبّا، كلّ أولئك الناس من أجل حفلة عيد ميلاد؟!!."
كان من ضمن المدعوّين كبار وعلية القوم في البلد، فمثل هذه المناسبات وإن كان تافهة تعتبر فرصة لأصحاب المصالح والاستثمارات الذين يلتقون مع بعضهم البعض.
جلس هيرشار وآيرين وماريا على طاولة لوحدهم، لاحظ وقوف امرأة بالقرب من النافذة لوحدها فسأل:
"اوي ماريا، من هذه المرأة؟."
"آه، إنّها سكرتيرة بابا الجديدة، لقد عيّنها فقط من يومين لذلك فهي لا تعرف الكثيرين هنا، ويبدو أنّها ليست اجتماعية."
"ممم."
كانت السكرتيرة شقراء وبيضاء وبعيون عسلّية، طولها 170 سم، فمها صغير، ارتدت فستانا بنفسجيا بينما وقفت جانبيا بحيث رأوا نصفها.
"سأذهب للحمام، أين هو ماريا؟." قالت آيرين وهي تنهض.
"آه، في نهاية الممر على يمينك."
"آه آيرين انتظري سآتي معك." ونهضت هي الأخرى وتبعتها.
"تبدو جميلة على أي حال." قالها هيرشار ساخرا.
"هاه؟ بالطبع إنّها جميلة، هل انتبهت على أنّ آيرين كذلك الآن فقط هيرشار؟." توقفت ونظرت إليه بغضب.
احمرّ وجهه وقال: "غبية! لا أتكلم عن آيرين بل عن سكرتيرتكم الجديدة، ما اسمها؟."
"آه، ماري روز، أوه ماذا؟! هل وقعت في غرامها؟."
"غبيّة! ليس الامر كذلك."
"اممم، ما رأيك أن أخبر آيرين بهذا؟." ونظرت نظرة خبيثة إليه.
"أوي توقفي عن هذا."
"حسنا حسنا، سأتبع آيرين، أمّا أنت فإيّاك أن تحاول الذهاب للحديث معها هيرشار." واستدارت وابتعدت.
"غبية!!." ونظر باتجاه ماري روز مجددا.
"مخطئة، شيء ما..شيء ما يخبرني أنّني رأيتها من قبل، لكن أين؟!."
"والآن! مفاجأة الحفل! سيداتي سادتي استعدوا لمتابعة عرضنا التالي، لدينا هنا هيروشيما، هيروشيما يدّعي أنّه قادر على قتل شخص ثمّ احيائه من جديد! وبما أنّ هذا أمر لا يمكن لأصحاب المنطق أن يصدّقوه فقد أراد أن يقوم بذلك أمامنا هنا وبالذات لوجود (شارلوك هولمز العصر الحديث) هيرشار في الحفل هنا." هكذا صرخ منظم الحفل معلنا ذلك بينما وقف على مسرح بدا معدّا خصيصا لهذا بينما وجّه الضوء نحو هيرشار.
"اوي اوي! ما معنى هذا؟!." هتف هيرشار.
"أنا من طلب ذلك." قالت ماريا وهي تجلس بعد عودتها مع آيرين من الحمام.
"لقد سمعت بما يقوله ورأيت ذلك في عرض فأردت أن أريك ذلك حتى أرى ما قد تقوله هنا هاهاهاها."
"تبّا لك أيّتها المزعجة." تذمّر هيرشار لنفسه.
"ماذا أرى؟ هل أنت خائف من التحدي هيرشار؟."
"غبيّة! لا يوجد شيء مما يدّعيه هذا الأحمق وسنرى الآن ماذا سيفعل."
تقدّم هيروشيما، كان أصلع الرأس وقصير القامة وقد ارتدى بدلة بيضاء اللون واضعا وردة في جيب معطف البدلة لونها أحمر.
"سيداتي سادتي، دعوني أقدّم لكم عرضا لن تنسوه أبدا، إنّه من دواعي سروري أن أكون بينكم الآن. والآن دعوني أقدم لكم فتا.."
"لحظة! أنا من سيكون في الاختبار اليوم." قاطعه أحدهم من بين الحضور وتقدّم إلى المنصة وتبيّن أنّه مدير هذا الحفل ومنسّق وجود هيروشيما هنا.
"أوه سيد مايك! لكن فتاتي مساعدتي موجو.."
"لا!." قاطعه مرة أخرى "أحبّ أن أرى ماذا ستفعل بنفسي." كان مايك أشقرا، بعيون زرقاء، طويل وضخم، ارتدى بدلة بيضاء أيضا مع ربطة عنق سوداء.
"أوه، لك ذلك." وابتسم له.
ثم طلب هيروشيما من مايك أن يدخل داخل غرفة صغيرة شفافة تتسّع لشخص واحد فقط بالكاد.
"إيه، ما هذا الجهاز الذي يحمله بيده؟!." قال هيرشار
بعد لحظات ضغط هيروشيما من على الطاولة بجانبه زرّا ليبدأ دخان بتعبئة الغرفة التي تواجد فيها مايك حتى لم يعد مايك ظاهرا للحضور.
"أوي ما الذي يحصل هنا؟!." أصبح هيرشار قلقا.
وبعد دقائق ضغط هيروشيما زرّا آخر فانفتحت الغرفة واختفى الدخان وكلّ ما بقي كان هو السيد مايك لكن..
كان ممدّدا على الأرض وبلا حراك.
"هل يعقل؟!." توتّر هيرشار.
" لا اهدأ، ربما يكون شريكه ويمثّل..اهدأ، اهدأ." أكمل لنفسه.
"والآن سيداتي سادتي، بامكانكم الاقتراب منه والتأكد أنّه ميت." قال هيروشيما.
وفي هذه اللحظة هرع أربعة من طاقم العمل لدى المدير مايك ومعهم هيرشار باتجاهه وهنا لاحظ هيرشار أنّ الجهاز الذي في يد هيروشيما قد أضاء بنقطة حمراء. "ما هذا الجهاز؟! وما الذي قام به بالضبط؟! إنّه لا يبدو متوترا أبدا وكأنّه واثق مما يقوم به." قال لنفسه وهو يهرع.
اقترب الأربعة من طاقم العمل من المدير مايك وانحنوا عنده..وفجأة اهتزّ المدير وارتفعت يده باتجاه جسده قبل أن تسقط مرتطمة بالأرض من جديد.
"حضرة المدير! سيّد مايك!."
"حضرة المدير!! سيد مايك!!."
اقترب هيرشار من المدير مايك ولمسه فلاحظ أنّ جسده بارد.
"هل يعقل؟!." أجفل تماما وتوتّر أكثر.
"هاهاها، والآن سيداتي سادتي أرجو أن تعودوا من جديد إلى أماكنكم سريعا."
فطاوعوه جميعا وتردّد هيرشار لكنّه عاد في النهاية ثمّ اغلق هيروشيما الغرفة من جديد وما زال الجهاز بيده وبعد فترة قال بعد أن أعاد فتحها:
" والآن سيد مايك، من فضلك قف!."
وترقب الجميع الأمر لكن..مايك لم يجب.
"سيّد مايك! هيّا قف يا رجل لقد انتهى الأمر..أر الجميع ما وعدتهم به." لكن مايك لم يأتي بأيّ حركة.
"إيه! سيد مايك!!." هنا توتّر هيروشيما.
ولم يتحرك مايك أبدا.
"اللعنة!." هتف هيرشار وركض باتجاه مايك ولمسه.
"لا فائدة! إنّه ميّت!." صرخ مرعوبا