فمشى هو وسام..تبعهما هيرشار بعينيه ثم اقترب من الجثة ببطء..نهره أحد فريق الطب الشرعي.
انحنى مديرا ظهره..أمسك حذاء الرجل، كان هناك كعب في إحدى القطعتين فقط فأزالها ببطء فرأى ورقة مثنيّة..وضعها بسرعة في جيبه وأعاد الكعب، حينها..
أجفل..نظر خلفه سريعا واتّسعت عيناه.
فانفتح باب المصعد..دلف إليه هيرشار وصعد إلى غرفته ودخلها شاردا ثم جلس على السرير..أخرج الورقة وأعاد فردها..كان مكتوبا فيها كلمة واحدة فقط.
NOC
حدّق بها هيرشار طويلا..
"جثّة رجل مدفونة، والرجل يخفي رسالة في كعب الحذاء..ليس تفكيرا من رجل عادي."
"نوك..إذا كانت ما أفكّر فيه.." كان يحدّث نفسه.
ارتعش وهو يرى الأحداث القادمة المتوقعة..كانت نافذة الغرفة مفتوحة..الهواء اللطيف داعب الستارة..كانت النافذة خلف هيرشار.
لم يلحظ أنّ شخصا كان خلف الستارة يقف..لاحظه فقط، حين شعر بمسدّس..يوضع خلف رأسه.
*************
"هل الرجل المقتول..يخصّك؟." فنظرت إليه.
"لقد قتله شخص ما..عثرت على ورقة مكتوب عليها كلمة، وعلى ساعة مكتوب عليها كتابات..أنت تريدين الورقة وهي معك الآن والساعة أيضا..من يكون الرجل؟ وما علاقتك به؟."
"لا شأن لك بهذا..أعطني الساعة فقط."
“ Non-Official Cover.”
"ماذا؟."
"أليس هذا ما تختصره ال نوك؟." قال مبتسما فحدّقت فيه.
"الأشخاص الذين يعملون في منظمة ما ولا تربطهم بها علاقة، بمعنى آخر..عملاء سريّين لجهة أخرى أو جواسيس، هل أنا مخطىء..سيّدتي؟."
**************
كان يتحدّث وهو يبحث ليسمع أنينا وصرخة مكتومة.
أدار رأسه ببطء ورآها تتألّم.
"ه-هل أنت بخير؟." ثمّ رآه.
كان الدم يسيل على الفراش الأبيض.
"ما الأمر؟!."
"ا..ه..ر..ب."
"ماذا؟."
وقبل أن يكملها، رصاصة..ثم أخرى..ثم ثالثة اخترقت الغرفة فانبطح أرضا.
"هل أنت بخير؟!." صرخ وهو منبطح لكن لا إجابة.
"سيّدة سانيا!!."
توقّف الإطلاق فرفع رأسه وركض نحوها..كانت تنازع..الدم يسيل من ظهرها وهي تتعرّق بشدّة.
"تماسكي." وبدأ في رفعها.
"ا..ه..ر..ب." وقد أمسكت يده.
وفي لحظة..سلّمت روحها.
وقف هيرشار مصعوقا..وأجفل برصاصة أخرى أصابت رف كتفه فنظر إلى النافذة.
"من؟!!." صرخ
رأى مسدّسا معها، أخرج المسدّس وأطلق طلقة إلى النافذة وانتظر قليلا لكن لم يأت الردّ..نظر إلى سانيا..ثم أجفل.
أنزل يده التي تحمل المسدّس ووقف حزينا.
اقترب من سانيا ثمّ أغلق جفنيها.
عاد مجدّدا للبحث..إذا كان هناك شكّ، فالآن اختفى كلّ شكّ!.
"هل فعلا ترك شيئا؟."
وقف يائسا ونظر إلى سانيا مجدّدا..حينها، انفتح في دماغه باب..إذا كان صحيحا..فالكارثة قريبة.
"كلّما ركّزوا على شيء ما في الكلام السلبي..يدلّ على أنّهم يتمنّون وجوده..لا تصدّق أعزبا يتكلّم بسوء على النساء ويقول أكرههن..إنّه يتمنّى وجود واحدة في حياته..وأيضا العزباء..كلّما ذكر الشخص شيئا بشكل سلبي اعلم أنّ العكس هو الموجود..من يكره النساء قولا ويكرّرها دوما يتمنّى وجود واحدة في حياته والعكس صحيح أيضا..عندما يقول لك شخص المال سيّئ جدّا ولا يحبّه ويكرّرها فهو يتمنّى وجود الكثير منه معه وهكذا."
ألم يشهد بنفسه شيئا مشابها؟ بلى..أين؟ ومتى؟ ومن كان فيه؟ تسائل.
وبينما كان واقفا ينظر إلى سانيا وهو يفكّر..سمع وقع خطوات أقدام قريبة فأجفل وفتح باب الخزانة واختفى في داخلها..أبقى جزءا صغيرا مفتوحا وحبس أنفاسه وجهّز مسدّسه..سمع الخطوات تقترب ورأى شخصا يدخل..كانت امرأة، نظر إليها هيرشار واتّسعت عيناه بينما تتقدّم نحو سانيا الميّتة..امرأة بشعر أحمر طويل ترتدي قميصا أبيضا وبنطالا من اللاتكس الأسود وتضع مسدّسا في يدها اليسرى.
"ه-هذه.."
نعم، رأى أمامه..الفتاة ذات الشعر الأحمر التي ظهرت في المرة الماضية في قضية غريبة حيث استطاعت إنقاذ أوكنان من فتاة تشبهها تماما..ماذا كان اسمها؟.
آه، ليسّا!
لكن..ماذا تفعل هنا؟! ولماذا يوجد مسدس في يدها؟.
*************
"ستكون ليلة جميلة جدا."
فأومأت بخجل.
قرّب رأسه منها ووضع فمه على أذنها.
"فاتنتي وساحرتي، مرحبا بك..في قبرك."
فأجفلت..دارت الدنيا بها بينما كان أوكنان يخرج إبرة غرزها في كتفها فيها مادة مخدّرة..رفعت رأسها ونظرت إلى عينيه..بدأت الرؤية تتضبّب وقبل أن تفقد وعيها سمعته يقول:
"أعلم لماذا أتيت هنا اليوم." ورأت ابتسامة على وجهه بعدها سقطت بين يديه.
*************
فتح درجا ثم أخرج هاتفا خلويا أحمر اللون فنظرت ليسّا إلى هاتفها ولم تفهم.
اقترب منها وبدأ يضرب أرقاما على الهاتف.
"هذا رقم هاتف هيرشار، سأتصل وستتكلمين." فأجفلت
"ستخبرينه بأنّك بحاجة لمساعدته وأنّك تريدين اللقاء به في منحدر السانا..مفهوم؟."
"م-ماذا ستفعل؟." كانت ما تزال ترتعش.
لكنّه طلب الرقم ووضع الهاتف على أذنها والمسدس على قلبها.
************
"حسنا.." قالت كريس ونهضت.
"ك-كريس." فوقفت عند الباب ثمّ التفتت.
"أنا..آسف."
"لا عليك..أنا المخطئة."
خرجت من المنزل والشتائم واللعنات تتكرر في عقلها.
انعطفت إلى الزقاق حيث ركنت سيارتها ثم ارتكزت إلى سيارتها..بكت..مع المطر المنهمر.
"لا تحتاج الأرض إلى سقاية..المطر كاف."
فزعت..التفتت إلى مصدر الصوت ولم تر إلّا مسّدسا بكاتم الصوت لتسقط أرضا برصاصة أصابت كتفها..انهمر المطر وانهمرت الرصاصات المتتالية..سقطت أرضا..وأصبح هناك بركة من الدماء فوق بركة الماء.
"لا مكان في هذه الحياة لا لطيّب..ولا لخائن."
**************
نظر جيمس إلى السماء ورأى من مسافة بعيدة جدّا في الأعلى في سقف ناطحة سحاب بعيدة شيء يلمع..لحظات فقط، صعق حين رأى رصاصة تخترق حنجرته وحلقه.
أجفل الجميع فقد رأوه ينحني على ركبتيه والدم يسيل منه.
"م-مستحيل! لا أحد..لا أحد قادر على التصويب من مسافة كهذه.." قال لنفسه متألّما
واتّسعت عيناه ألما وخوفا.
"إلّا، إلّا.."
ابتسم شينكاي من السقف..وقف لينزل ويتوجّه نحوه وهو يقول:
"كانت رصاصة انتقام والدي."
لهث جيمس على الأرض، رصاصة هنا في الحنجرة تعني ثلاثين دقيقة وسيموت..عليه طلب الإسعاف لكن..
سمع الباب يفتح ببطء..إنّه هو! هنا! كان عاجزا عن الحركة.
أجفل هيرشار ومايكل وكريس.
ترقّبوا..حينها رأوا شينكاي يدخل ببندقيّة على كتفه فابتسم وهو يرى جيمس على الأرض.
"مرحبا..يا من اتّخذ نفسه عدوّا لي منذ كنت في الرابعة عشر من عمري." لم يره..كان يلهث ويبصق دما.
اقترب منه شينكاي وركل بقدمه المسدّس من يديه.
أوقفه ببطء بينما راقب هيرشار والجميع الأمر..التقت عينا شينكاي الخضراوتين بعيني جيمس الزرقاوتين.
وضع البندقيّة ولامست فوّهتها جبين جيمس العاجز المتألّم.
انتظر هيرشار مرعوبا.
"رصاصة الحلق كانت انتقاما لوالدي نظرا لأنّها رصاصة لعينة ستجعلك تموت بمعاناة، أمّا الآن.."
واستعدّ للإطلاق.
"هذه الرصاصة لفتاة قتلتها وهي لا ذنب لها سوى أنّها حمقاء."
اتّسعت عينا هيرشار رعبا..صرخ غير مصدّق.
"لا!!."
لكنّ الرصاصة أطلقت وأسقطت جيمس على الأرض ميّتا فورا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق