الثلاثاء، 22 ديسمبر 2020

أبرز مشاهد قضية "صراع الاستنتاجات" - الرواية الثالثة "أوراق الماضي وقضايا أخرى"

 اليوم نضع أبرز مشاهد القضية المميزة من رواية أوراق الماضي وقضايا أخرى..القضية التي ربما زادت غموض الأحداث بظهور أوكنان بينما شهدت صراع استنتاجات مميز بين هيرشار وأوكنان أولا ثم هيرشار وأوكنان وكريس في ذات الوقت الذي كان فيها لغز مميز أيضا.

نترككم مع أبرز المشاهد..


كان جالسا على كرسيّ عند مكتبه مشعلا تلفازه..يستمع إلى الأخبار.

"لم يعجز عن حلّ أيّ قضيّة..فتى عبقري، اسمه هيرشار."

كان المذيع هكذا يتحدّث..أطفأ التلفاز وابتسم.

"هيرشار، السارية لا تتّسع إلا لراية واحدة، وهي..

أنـــــــــــــا."


***************

مرّت لحظات بعدها وهم يتسامرون..هيرشار وآيرين وكريس وماريّا، بالرغم من الخاتم وما حصل بعدها، يبدو بأنّ آيرين ما زالت منزعجة..فقد كانت أقلّهم حديثا.

ثمّ فجأة سمعوا صوت صراخ فتاة فأجفلوا..ليركض كلّ من هيرشار وكريس مسرعين نحو مصدر الصوت..ثمّ تبعتهم آيرين وماريّا.

وصلوا إلى حيث اجتمع الطلاب في دائرة..فقال هيرشار:

"ما الأمر؟."

فأشار الطلاب أمامهم..فدخل هيرشار وكريس من بينهم فرأوا شابّا منحني على شيء ما..وقف الشابّ فظهر لهم فتاة ملقيّة على الأرض ودم ينزف من رأسها..أدار الشابّ جسده وواجههم فكان مثلهم شابّا في العشرين، طوله 180 سم، أبيض البشرة، أشقر الشعر، عيناه زرقاوتان..ارتدى بدلة زرقاء سماويّة ووقف واضعا إحدى يديه في جيبه.

نظروا إليه ثمّ بادر الشابّ فورا..في حين كان هيرشار قد وصل إلى الفتاة.

"ضربة على رأسها من الخلف، الأداة تبدو عصا، الفتاة فاقدة للوعي فقط، من خلال ما رأيته، فقد كان معها أو تحدّث معها في الفترة الماضية ثلاثة أشخاص."

وأشار إلى ثلاثة من بين الدائرة..كانوا شابّا وفتاتين.

الشاب أسود الشعر، طويل، سمين، ارتدى قميصا أزرقا وبنطال جينز، في حين إحدى الفتاتين، بيضاء، بشعر بنّي طويل، ارتدت تنّورة خضراء قصيرة وقميصا أخضر..والفتاة الأخرى، سمراء البشرة بلون البرونز، شعرها أسود طويل، ارتدت كنزة بيضاء وبنطال جينز.

"ماذا؟!." قال الشاب الذي وقف مع الفتاتين

"لقد رأيت ذلك بنفسي..لكن، لا بأس..فقد عرفت الفاعل."

فأجفل هيرشار الذي انحنى على الفتاة وطلب من كريس الاتّصال بالإسعاف وأجفلت كريس أيضا.

أكمل الشابّ الأشقر يقول:

"الضربة كانت على الجزء الخلفي الأيمن من رأسها، وهذا يعني أنّ الفاعل ضربها بالعصا باليد اليمنى..أنت أيّها الشاب أعسر، فقد كنت تلعب منذ وقت كرة القدم وتسدّد باليسرى والقدم المسيطرة من نفس اليد المسيطرة.." وسكت قليلا تاركا الدهشة على وجوه الجميع.

"وأنت-وأشار إلى الفتاة البرونزية اللون- تستعملين اليد اليمنى فقد أشرت إلى الفتاة الملقيّة أرضا هنا بعد أن مددت اليد اليمنى وهنا موقف لا إرادي تتّبع فيه اليد المسيطرة."

وسكت مرّة أخرى وحدّق بالثالثة.

"وأنت أيضا تستعملين اليد اليمنى..فقد رأيتك تكتبين بها في المحاضرة، وأنت.."

" هي الفاعلة!."

****************

استيقظ، فتح عينيه ببطء وتلفّت حوله محاولا إدراك المكان..كان المكان موحشا، حدّق أمامه فرآه..ارتعب، كان مقيّدا وحين أراد الكلام أطبق الذي أمامه على فمه ثم وضع فيه منشفة بعد تكويرها..ثمّ شريطا لاصقا فوقها.
حدّق به برعب..فقال له الظلّ:
"هل أنت مرتاح الآن؟."
وهوى بالسيف وقطع به رسغه..ثمّ هوى به وطعنه في قلبه

****************

لم يعجز عن حلّ أيّ قضيّة..ويقف عاجزا أمام قضيّته مع حبيبته."
فالتفت الجميع ورأوا أوكنان واقفا، يرتدي بدلة سوداء بقميص أبيض.
"ألا يرتدي غير البدلات هذا؟ هل يظنّ نفسه وزيرا؟." سخر هيرشار لنفسه.
نظرت آيرين إلى أوكنان وقالت:
"لا تقل حبيبته لو سمحت."
اقترب أوكنان من آيرين..ثمّ أمسك يدها وقبّلها وقال:
"هذا صحيح..فالحبيب لا يغضب الحبيبة والعكس أيضا."
"أوه، حقا؟." قال هيرشار وقد لاحظت كريس أنّ أوكنان استفزّه.
اقترب من أوكنان الذي كان ما زال يمسك يد آيرين بعد أن قبّلها ونزع يده عن يدها وقال:
"لا نحتاج تعليقاتك، كما..لا تلمسها مجدّدا."
ومرّت لحظات من التحديق بينهما بينما آيرين خلف هيرشار الذي وقف مقابل أوكنان..وكريس وماريا كانتا تراقبان بصمت.
ابتسم أوكنان وتجاوز هيرشار ثمّ أدار نفسه وقال:
"لقد تلقّيت دعوة صحيح؟."
"إيه! آ-آه."
كان هيرشار قد تلقّى دعوة من كاتب روايات وألغاز لحضور منزله.
"قال أنّه سيقدّم بعض الألغاز..من سيكون الأفضل سيقرّر."
"يقرّر ماذا؟." سأل هيرشار
"إذا كنت أنت الفائز..يحقّ لك منعي، وإذا فزت أنا..لا يحقّ لك ذلك، وعلى أي حال..تبدو الفتاة لا تريدك."
فأجفل هيرشار من كلمة "لا تريدك." ونظر إلى آيرين مستغربا من صمتها..قال لنفسه:
"ما الأمر؟." لكنّه لم يعر كلام أوكنان الكثير رغم هذا.
قالت كريس بصوت هامس:
"لقد تلقيت أنا أيضا..واحدة."

***************

حسنا..أحضرت لكم لغزا لتحلّوه." قال نيكولاس فنظروا إليه..ثمّ أخرج ورقة مكتوب فيها.
I A S A E S A B I Y W T H U R D 
M A N P E U E T M O I E R D A
D D R D S L S O U T T M E R
D E B E I H M L H R O A L
S E Y E E T D O I M T I
C O V W O N U C S H N
U E A O O G K R F G
D S S T H F O O
M O D T R O R
I O O O M G
I F M A I
T Y T V
O H E
E M
E

ونظر إليهم بابتسامة بينما حدّق الثلاثة بالرسالة ببلاهة..فقال:
"لا بأس، لديكم متّسع من الوقت، حضرة المتحرّين الشباب."

**************

طرقوا الباب مرّة واثنتين وثلاثة، لا إجابة! ثمّ جرّبوا فكان مقفلا بالمفتاح.
"فلنكسره." قال هيرشار
ومن دون تردّد قام بكسر أحد الأجزاء الأربعة، وفتح القفل من الداخل وفتح الباب، بينما كان أوكنان يصرخ:
"لا تفعل!."
لكنّه فعل وعندها..كانت أجاثا على السرير ممدّدة، اقترب منها هيرشار ولمسها.
"إ-إنّها ميّتة."
"أمّي!!." صرخ غاري بينما صعق نيكولاس.
"ا-انتحار؟." سأل نيكولاس مصعوقا.
وجاءته الإجابة من الثلاثي الواقف حيث تبعت كريس وأوكنان هيرشار..إجابة واحدة:
"لا! جريمة قتل..في غرفة مقفلة!."

********************

لقد خسرت التحدّي حضرة المتحرّي المتهوّر." قال أوكنان بابتسامة فنظر إليه هيرشار، كان قد غادر الغرفة ثمّ عاد وقال:
"ماذا؟! وماذا تعني بمتهوّر؟."
"نعم متهوّر، فقد فكّرت في كسر الباب وفعلتها مباشرة دون التفكير أنّه ربّما تكون الضحيّة خلف الباب فتشوّه مسرح الجريمة..ولقد خسرت، لأنّني حللت القضيّة."
فنظر إليه هيرشار وكريس..فقال أوكنان:
"كان شارلوك هولمز متسيّد زمانه..وكذلك، لا مكان في السارية إلا لراية واحدة." وابتسم ابتسامة كبيرة
"شارلوك." قال هيرشار
"هولمز." أكملت كريس
ثمّ ابتسم هيرشار وقال:
"أرنا استنتاجك إذن."


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق