كما وعدناكم في الأمس نبدأ بوضع القضايا التي تعتبر خارج إطار السلسلة ولن تجدوها في الروايات. يمكنكم قراءة البوست من خلال المدونة هنا من دون الحاجة للاشتراك او تسجيل الدخول لكن من الأفضل عمل متابعة للمدونة لمعرفة المزيد عن السلسلة😎.
أول هذه القضايا هي: القاتل هو آيرين! قراءة ممتعة.
الفصل الأول:
كان هيرشار جالسا على مكتبه، أنهى ما عليه من دراسته، نظر إلى يمينه حيث يوجد عند الجدار مكتبته الخاصة للكتب والروايات.
"ما زال الوقت مبكرا، سأكمل الرواية التي بدأتها." ونهض باتجاه المكتبة، أخذ الرواية ثم جلس من جديد، فتح على الصفحة التي كان قد توقف عندها..وعندما همّ ببداية القراءة، رنّ الهاتف على مكتبه، رفع السماعة متثاقلا.
"من المزعج الآن؟." ثم "آلو.."
"مرحبا، هل أنت مستيقظ؟."
ميّز هيرشار الصوت ولاحظ صيغة كلامية بأدب فتفاجأ ثم قال:
"آه، عمي سام، هل هنالك شيء؟."
"فظيع، شيء فظيع."
"ماذا؟! ما الأمر؟."
"آيرين.."
"إيه!! ما بها آيرين؟ هيّا تكلم، عمي!."
"آيرين..لقد..ارتكبت..جريمة قتل!."
"هاه؟!!." ثم صرخ هيرشار "أوي عمي! لا تعتقد أنّ الوقت حتى وإن كان لم يكن متأخرا هذا يعني أن تمزح مثل هذا المزاح!!!."
"أنا لا أمزح أيها الأبله!!." صرخ سام "تعال إلى هذا العنوان فورا-وأعطاه إياه-..لقد حصلت جريمة قتل..و..آيرين تركت رسالة تعترف فيها بارتكابها!!!."
"إيييييييييه!!! مااااااذا؟." صرخ هيرشار وقبل أن يتكلم شيئا كان سام قد أقفل الخط!.
نهض هيرشار فورا من مكتبه، لبس بسرعة..أخذ مفاتيح السيارة، وتوجه للسيارة..أدار المحرك سريعا، وتوجه بأقصى سرعة..وعقله لم يعد داخل رأسه..
الفصل الثاني:
كانت آيرين قد أخبرت والدها سام أنها ستذهب مع ماريا وصديقة أخرى لها إلى منزل صديقة أخرى وستنام هناك على الأرجح، والصديقتين متزوجات ومعهن أزواجهن، اقترحت آيرين على هيرشار المجيء وهي تخبره على الهاتف فقال:
"أفضّل اكمال الرواية على مثل هذه رحلة."
"تبّا! أنت ممّل!." قالت آيرين
لكنّها قالت بعدها:
"أخبرني هيرشار، أي اللغات تفضل؟."
"ماذا؟."
"صديقتي متزوجتان، والزوجان يجيد كل واحد منهما لغة معينة."
"هيه! وما هاتين اللغتين؟."
"اليابانية والالمانية."
"أوه! أفضّل اليابانية إذن."
"حقا؟! اعتقدت هذا.."
"والآن، وداعا هيرشار."
"آه، وداعا، اعتني بنفسك."
وأقفلت آيرين الخط، فعاد هيرشار لروايته..
ركبت آيرين وماريا في الخلف في سيارة صديقتها ناريمان وزوجها فورد، فورد كان من يقود السيارة، كان رجلا ضخم البنية، وسيم الملامح، شعره قصير لونه أسود كاحل، وزوجته بجانبه..امرأة في ال 24، طويلة، شعرها بنّي فاتح، عيناها عسليتان.
"لا أصدق أنّ ذلك ال هيرشار فضّل الرواية على المجيء." قالت ماريا.
"أرأيت؟." ردّت آيرين "دعيك منه على أي حال..فلنستمتع من دونه."
"تبّا لذلك المهووس بالروايات والقضايا." قالت ماريا.
"هيرشار؟ هل تعنون ذلك الشاب الذي حلّ الكثير من القضايا؟." قالت ناريمان.
"آ-آه، هو نفسه." قالت آيرين.
"آه، لقد حلّ الكثير من القضايا، يقرأ الكثير من الروايات، لكنّه لا يخرج كثيرا مع زوجته المستقبلية! ما رأيك به الآن؟." قالت ماريا بصوت عال لناريمان.
أجفلت ناريمان، لكنّها ابتسمت لماريا.
"ماريا!! دعيك منه." قالت آيرين "كما أنّني لست زوجته المستقبلية!!."
"أوه هذا رائع! شاب في الجامعة وحلّ الكثير من القضايا..لم أسمع عن ذلك إلا الآن، لكنّه يبدو لي مثيرا للاهتمام..تمنّيت لو جاء معكما." قال فورد
ابتسمت آيرين له دون أن تتكلم بينما نظرت إليها ماريا نظرة سخرية.
واصلت السيارة طريقها..قالت ناريمان:
"هل ما زال أمامنا الكثير؟."
"لا، منزل تانيا وستيف ليس بعيدا جدا الآن، سنصل خلال ربع ساعة." أجابها فورد
نظرت ماريا إلى آيرين التي لم تتكلم طوال الطريق..وبعد انتظار سألتها:
"أذكر أنّ خلافا قد نشب بينكما من قبل أليس كذلك؟."
"إيه!." وكانت قد أفاقت من شرودها وهي تضع وجهها على النافذة.
"هل أخطأت؟."
"آ-آه،لا، هذا صحيح، قبل عدة شهور..لم يكن خلافا."
كانت آيرين قد استعدت لمغادرة الجامعة، توجهت باتجاه الاستاد الرياضي لتنظر فوجدت هيرشار يتكلم مع تانيا..لم يكونا قادرين على رؤية آيرين من الزاوية التي كانت تقف فيها.
"إيه!." قالها هيرشار وقد احمرّ وجهه.
"كما سمعت هيرشار، أنا أحبّك!." قالت تانيا.
"آ-آه، إنّني..أقدّر مشاعرك تانيا وأحترمها جدا لكن..أنا..أنا أحبّ فتاة أخرى..بالرغم من بلاهتها، إلا أنّها فتاة رائعة، وطيبة."
"آيرين؟." قالت تانيا لنفسها ثم قالت: "آ-آه، حسنا." وغادرت في حين عاد هيرشار للعب كرة القدم.
التقت آيرين بتانيا أثناء صعود تانيا..قالت تانيا:
"هل كنت تتجسّسين؟."
"إي-إيه! لا!."
"لا تكذبي آيرين!."
"ماذا؟." ثم تشجعت وقالت: " لا تقتربي من هيرشار تانيا!."
تجاوزت تانيا آيرين وهي تبتسم ثم قالت:
"إنّني أفعل ما أشاء، سيقع هيرشار في حبي لا محالة." وقهقهت قبل أن تصمت وتكمل لنفسها "لا أدري لماذا يحبّ فتاة كهذه؟!!."
"يا لها من وقاحة!." قالت ماريا "لكن الجميع يعلم هذا الأمر عن تانيا فليس مفاجئا الأمر.." وسكتت قليلا "كما أنّها الآن قد تزوجت ودعتك إلى المنزل معنا. ألا يعني هذا أنّها نسيت الأمر؟."
"آ-آه، بلى، لكن.."
"لكن ماذا؟."
"هي من أكّد على مجيء هيرشار!."
"ماذا؟! بماذا تفكّر هذه؟ هل كانت تنوي الايقاع بين هيرشار وزوجها مثلا؟."
"أم أنّها تريد أن تعرف حقيقة مشاعر زوجها." تدخلت ناريمان قبل أن تضيف "مع أنّها طريقة غبية وكارثية أحيانا، إلا أنّه كما ذكرت ماريا، تانيا هكذا دائما.."
"أوه!." قال فورد "إنّني أعرف ستيف جيدا لكن يبدو أنّكم قدمتم لي صورة كافية عن تانيا قبل لقائي بها."
وصمت الجميع لدقائق بينما وصلت السيارة إلى المنزل..كان منزلا من طابقين، غرف النوم في الأعلى وغرفة الجلوس والطعام والمطبخ في الأسفل، تحاط به حديقة جميلة فيها العديد من انواع الزهور.
"كم هي جميلة!." قالت آيرين.
"فعلا!." أيّدتها ناريمان وماريا.
دق فورد الجرس وانتظر، دقائق وخرج لهم ستيف مرحبّا، كان ضخما أيضا، شعره بنّي غامق، عيناه زرقاوتان..قال:
"أهلا وسهلا بكم في منزلنا المتواضع، أوه فورد، لقد مرّ زمن طويل على رؤيتك، لقد ازداد وزنك قليلا."
"فعلا يا صاح، أما أنت فأضحيت أنحف من ذي قبل، لماذا؟."
"أوه، لا أعلم مع أنّني آكل جيدا." ودعاهم جميعهم للدخول إلى الداخل.
"أين تانيا؟." سألت ناريمان.
"آه، إنّها في غرفتها في الأعلى بينما تتولى سونيا إعداد الطعام."
"سونيا؟."سأل فورد.
"آه، خادمتناهنا." ثم أشار لغرفة الجلوس "تفضلوا و استريحوا هنا."
جلس الأربعة في غرفة الجلوس، ستيف ذهب للمطبخ ليرى الطعام، سمعوا خطوات تنزل الدرج ثم دخلت تانيا عليهم بفستان مزركش ضيق جدا برز الكثير من معالم جسدها..كانت طويلة، نحيلة، شعرها أشقر "مرحبا بالجميع، كم مضى على رؤيتكم آخر مرة؟."
ضحكت ناريمان وقالت: "أعتقد منذ دخولك عش الزوجية."
ضحكت تانيا ونظرت إلى آيرين وقالت:
"مرحبا آيرين كيف حالك؟."
"أهلا تانيا، بخير."
"أين ذاك المتحري؟."
"هيرشار؟ لم يأت."
"ممم، لقد ارتديت هذا الفستان من أجله، يا للخسارة!."
حدّق كل من ماريا وناريمان بها للحظات في حين قالت آيرين:
"ماذا تعنين؟."
"آه، لا شيء يا عزيزتي."
"قلت لك ماذا تعنين؟ أنت متزوجة!."
نظرت تانيا لآيرين للحظات ثم صفعتها على وجهها فارتدّت آيرين للخلف وسقطت على ماريا.
"ماذا تفعلين؟." قالت ماريا
"لا أحد يخبرني بما يجب أن أفعل..متزوجة أو لا، هذا لا يعني أحدا." صرخت تانيا
دخل زوجها ستيف الذي سمع الحوار بعد خروجه من المطبخ وقال:
"ما معنى هذا تانيا؟."
"أوه ستيف لا شيء."
"ماذا؟ كيف لا شيء وأنت تقولين أنّك ارتديت هذا الفستان من أجل شاب.." ونظر إلى آيرين وتابع: "وصفعت الفتاة التي تدخل منزلنا لأول مرة؟."
"آه، كنت أمزح ستيف..أمزح!."
"إذن اعتذري للفتاة."
"ستيف!!."
نظرت إليه ونظر إليها..تنهدت ثم نظرت إلى آيرين وقالت:
"أنا..آسفة آيرين!." وغادرت الغرفة وصعدت الدرج إلى غرفتها.
"أنا آسف يا جماعة على ما حصل هنا، أرجو المعذرة."
"آه، لا بأس.." قال فورد "هيّا هيّا! فلتضع الطعام يا صاح، أنا جائع." قالها مغيّرا للأجواء.
"آه، حسنا..اصبر يا فورد، جع أكثر تأكل أكثر." قالها ستيف وضحك.
ضحك الجميع عندها ودخلت سونيا قائلة أنّ الطعام قد أصبح جاهزا في غرفة الطعام فتوجهوا إلى هناك.
ساعدها ستيف في وضع الطعام ونهضت ماريا وناريمان وساعدتهم ثم نهضت آيرين أيضا وساعدتهم، نادى ستيف على تانيا، لم ترد، فقال: "ستنزل بعد قليل، لا عليكم" وانتظر فورد حتى انتهائهم ونهض..جلس على الطاولة..وانقضّ على الطعام كمن لم يأكل منذ أسابيع!
الفصل الثالث:
عند المساء..كان الضيوف يجلسون في غرفة الجلوس، ناريمان وماريا وآيرين معا، في حين كان فورد مع ستيف يدخّن كل منهما سيجاره ويتحدثان.
قال ستيف:
"سأذهب لأرى تانيا."
"آه، هذا أفضل." قال فورد
وغادر ستيف الغرفة وصعد الدرج، في حين وقف فورد وفتح باب الشرفة، وأخذ يدخّن سيجاره وهو يتأمل السماء.
"هل كان يعلم هيرشار، آيرين، أنّك ستأتين إلى هنا؟." سألت ماريا.
"لا، لم أخبره، ولم يكن فضوليا هذه المرة ويسأل."
"ليست عادته أن لا يحشر أنفه في أدق التفاصيل." قالتها ماريا ساخرة.
"إنّني أعرفه قليلا، هيرشار، يبدو غالبا هادئا." قالت ناريمان، ثم نظرت إلى آيرين وقالت:
"لا عليك عزيزتي، أنت تعرفينها جيدا."
"آه، لا بأس." قالت آيرين
وسمعوا من الأعلى صراخا بين ستيف وتانيا..بعد لحظات نزل ستيف الدرج ودخل غرفة الجلوس.
"ماذا؟ أين فورد؟." سأل
"إنّه في الشرفة يدخن السيجارة ويتأمل." قالت ناريمان
"أوه! ما زال هناك؟" وتوجّه هو الآخر للشرفة.
"ما أخبار تانيا؟." سألت ناريمان
"آه، ستنزل بعد قليل." أجاب وهو يضع السيجارة في زاوية فمه ثم قال:
"أوي فورد! كيف ترى المنظر؟."
"رائع!."
"صحيح؟ لقد تعمّدت اختيار هذه المنطقة، هادئة والمنظر خلاب."
"معك حق." ثم نادى: "أوي ناريمان! تعالي وانظري."
نهضت ناريمان وهي تسير بينما قال فورد:
"أعتقد أنّني بدأت أفكّر في بيع المنزل وشراء أو بناء واحد هنا."
"فكرة جميلة." قالت ناريمان
سمعت ماريا وقع أقدام على الدرج فقالت:
"ها قد نزلت تانيا."
دخلت تانيا الغرفة، اقتربت من آيرين ثم جلست بجوارها وقالت:
"أنا آسفة آيرين، حقا آسفة! معك حق، أنا المخطئة، لقد رفضني هيرشار في حينها، لم يعجبني هذا قليلا، لكنّني بعدها أحببت ستيف وتزوجته ونحن سعداء معا."
"آه، لا عليك." قالت آيرين.
"حقا؟." وعانقت تانيا آيرين وقبّلتها على خدها.
"آآه، أحبّ لحظات الصلح." قالتها ماريا ساخرة فضحكت تانيا وآيرين.
نهضت تانيا وأحضرت العصير، صبّت في كؤوس للجميع ووضعتهم على الطاولة، ثم أخذت كأسها وكأسا لآيرين وأعطتها إياها.
"آه، شكرا لك." قالت آيرين
ابتسمت لها تانيا ونادت على الجميع ليأخذوا كؤوسهم.
بعدها جلس الجميع وبدأوا يلعبون إلى أن حانت الساعة 12 منتصف الليل وقرروا النوم.
نامت آيرين على الأريكة في غرفة الجلوس..حلمت في المنام أنّها تركض وتركض وتركض وراء هيرشار وتنادي لكنّه لا يسمعها، ثم رأت شخصا تكرهه، ركضت خلفه وهو يسخر منها، لحقته، قفزت فوقه، أوقعته أرضا، ثم أمسكت رأسه تشدّه من شعره وهو يصرخ.
استيقظت، كانت تنام على جنبها الأيسر، يدها اليسرى أسفل رأسها واليمنى حرّة لكنّها تمسك بشيء، نظرت.. كانت تمسك مقبض سكين، مغروس في..قلب تانيا!!.
الفصل الرابع:
وصل هيرشار للعنوان الذي أعطاه إيّاه سام، ركض مسرعا للداخل ثمّ صرخ "آيرين!!."
أمسكه سام "آيرين ليست هنا."
"ماذا؟."
"يبدو أنّها هربت من هنا."
"ماذا؟."
"ما بك وماذا هذه؟! استيقظ، نحتاج أن تكون في تركيزك." صرخ فيه سام.
"آ-آه، آسف."
"ما الذي حصل بالضبط؟." قال هيرشار بعد أن شرب كوب ماء.
"لا نعلم.." قالت ماريا "استيقظنا ورأينا سكّينا مغروسة في قلب تانيا وآيرين لم تكن في أي مكان وتركت رسالة.." وبدأت ماريا في البكاء بينما كانت ناريمان بجانبها..فورد بجانب ستيف جالسين، فورد يهدّىء ستيف الذي غطىّ وجهه بيديه.
جاءت الخادمة وقالت لستيف أنّ مصباح غرفة الجلوس على وشك أن يقع فصرخ ستيف في وجهها..هدّأه فورد وقال له أنّه سيتكفل بالأمر وذهب إلى الغرفة وصعد على الكرسي، ثبّت المصباح، نزل ثم عاد.
"تانيا؟ رسالة؟." قال هيرشار
"هل تعرف هذه ال تانيا؟." سأله سام
"آه، نوعا ما.." سكت وأضاف "ما هي الرسالة؟ لقد قلت على الهاتف..أنّه.."
"آه، الرسالة تعترف فيها بارتكابها للجريمة!." قالها سام بصوت حزين.
"وأ-أين هذه الرسالة؟."
أعطته ماريا رسالة آيرين..فتحها وقرأ:
"هيرشار، أنا القاتلة، أرجوك سامحني، سأنشرها في البيسّو.."
"ابنتي تعترف بارتكاب الجريمة وتقول أنّها ستنشرها في الصحيفة أيضا!! هل فقدت عقلها؟!!!." صرخ سام
"اهدأ عمي." قالت ماريا ودموعها مازالت تتساقط.
وقف هيرشار مصعوقا للحظات..لم يحرّك ساكنا.
"سأذهب." قال سام "سأذهب للبيسّو وأرى إن كانت ذهبت هناك فعلا.." وركض مسرعا وتبعته ماريا.
الشرطة التي كانت هناك..كان المفتش مارك على رأسها..قال:
"من كان يمكن أن يتصور حصول شيء كهذا!!!!."
هيرشار لم يكن يسمع، كان في عالمه، لوحده، كأنّه في كهف معزول، لا أصوات، لا يعي شيئا..رنّت كلمات الرسالة في أذنه مرات ومرات..دارت به..
وفجأة..هبّ راكضا وخرج من المنزل.
"أوي هيرشار!!." هتف مارك "لا ألومه على فقدان عقله هو الآخر."
قفز في السيارة، أدار المحرك وانطلق بأقصى سرعة.
"هيرشار، أنا القاتلة، أرجوك سامحني، سأنشرها في البيسّو."
"هل يعقل؟ هل يعقل؟!." وبدأ يحلّل الرسالة "أنا القا تلة، أرج وك، سامح، ني سأن، ش رها، بيسّو!."
ثمّ أكمل:
"أنا ألقاك في تلة أرج، سامح، ني (2)، سان (3) ،ش جزء من كلمة (4)، بيسّو = منزل!."
وربطها معا.
"أنا ألقاك في تلة أرج، منزل سامح رقمه 234.."
كانت تلك الأرقام والكلمة باللغة اليابانية!.
وتوجّه نحو تلّة أرج مسرعا.
وصل تلّة أرج بعد نصف ساعة..ألقى نظرة حوله فرأى أرقام المنازل..201 202 203 على يمينه..220 221 222 على يساره..سار للأمام..230 231 232.. تقدم أكثر..234!
توقف..قفز مسرعا ونظر إلى اللافتة..منزل سامح!
"لم أكن مخطئا!." قالها وهو يتنهد ثم قال: "آيرين!!."
دقّ الباب..فتحه رجل طويل القامة..نظر إليه جيدا وقال:
"ألست أنت الصغير هيرشار؟." سكت قليلا وقال:
"مرّت فترة طويلة، لقد كنت طفلا..ادخل..آيرين هنا." ونظر إليه نظرة الفاهم.
تنهد هيرشار..قال: "شكرا لك، كيف حالك عم سامح؟."
"أنا بخير، لماذا لم تزرني منذ كنت في العاشرة أيّها الفتى؟."
"آه، آسف. أعدك أنّني سأفعل..أين آيرين؟." كان يتكلم وهو يلتفت حوله، العرق بتصبّب منه وعيناه تكاد تبرزان من مكانهما لشدة تركيزه محاولا رؤية آيرين.
"آه في الأعلى، لقد كانت تلهث ومتعبة حين وصلت فاصطحبتها زوجتي للأعلى، لقد فقدت وعيها بعد دخولها بقليل."
"آيرين.." وركض فوق الدرجات..نظر إليه سامح وهو يقفز 5 درجات معا للأعلى..قال:
"لم أعلم أنّك أصبحت قردا!." وضحك.
"آيرين!!." صرخ وهو يفتح باب غرفة.
"اششش!." قالت امرأة جالسة عرفها هيرشار أنّها فاتن زوجة سامح.
اقترب منها هيرشار وقال:
"ه-هل هي بخير؟."
"آه بخير، تحتاج للراحة ربما. سأترككما وأحضّر شايا لكما وأعود."
"ش-شكرا لك."
غادرت فاتن الغرفة..نظر هيرشار لآيرين التي بدأت تفتح عينيها فقالت ببطء "ه-هيرشار!."
"أوه آيرين! هل أنت بخير؟ هل تستطيعين الحديث؟."
"آه.." ونهضت وجلست على السرير "كنت أعلم أنّك ستفهمها."
"غبيّة! لقد أرعبتني! لكنّها رسالة إدانة لك!." نظر إليها ثم قال:
"كيف خطرت لك على أي حال؟." فنظرت نحوه شزرا.
"أنا أراسلهما من حين لآخر ليس مثلك لذلك فكّرت في الذهاب إليهما مباشرة." وأشاحت بوجهها.
"آ-آه." تمتم فقط ثم قال:
"لا داعي لأن تتكلمي، لقد مررت بوقت عصيب.."
"لا!." قاطعته "يجب أن أتكلم الآن..أنا بخير."
"لكن.." فنظرت إليه ففهم وقال:
"حسنا، ما الذي حصل؟."
"لا أعلم بالضبط.." سكتت قليلا "استيقظت ووجدت يدي اليمنى ممسكة بقبضة سكين مغروسة في قلب تانيا - أي في ثديها الأيسر." سكتت وبدأت تبكي.
"اهدئي، وبعد؟."
"فزعت! أفلتّ يدي ونهضت..خفت أن يأتي أحدهم، وفي فزعي ورؤيتي للجثة كتبت الرسالة وهربت قبل أن يراني أحد."
جلس هيرشار صامتا للحظات ثم قال:
"ولماذا كانت تانيا في غرفة الجلوس؟."
"لا أعلم."
"هل تذكرين ما حصل قبل نومك؟."
"آ-آه، كنّا أنا وماريا وناريمان وتانيا نلهو ونشرب العصير قبل ال 11، بعدها صعدت ماريا وناريمان للأعلى وجلست أنا وتانيا نتكلم ونأكل ونشرب، بعدها بقليل غفوت على الكنبة، لقد كنّا نلعب الشدّة معا قبلها..ثم..استفقت.." ووضعت يديها وغطّت وجهها وانتحبت "على.."
"فهمت! لا عليك.." وسكت ثم قال:
"وماذا عن الرجلين؟."
"كانا في الشرفة يتحدثان وصعدا للأعلى بعدها..هذا ما أذكره حتى غفوت."
نهض هيرشار، قال:
"سأعود إلى هناك وانت ابقي هنا..أنا سعيد لأنّني اطمأننت عليك..سأكشف القاتل الحقيقي سريعا!."
"ماذا عن الضوء؟."
"الضوء؟."
"هل كان مشتعلا عندما أفقت؟."
"لا، لم يكن."
"فهمت! اعتني بنفسك..أنا ذاهب."
"على الأرجح، لم تقم آيرين بمسح بصماتها عن السكين، والرسالة أيضا دليل..كيف سأتصرف؟." قالها لنفسه.
"هيرشار؟." قالت آيرين.
"نعم؟." والتفت لها.
"هل يعقل أن أكون القاتلة حقا؟."
"لا، لا تقلقي..اهدئي. سأكشف الذي أراد القاء التهمة عليك."
"لكن..لقد أفقت..على.."
"لا تفكّري في الأمر. انسه."
وغادر الغرفة ثم نزل الدرج..ودّع سامح ثم ركب السيارة وتوجّه مسرعا..حيث مسرح الجريمة.
الفصل الخامس:
كان الجوّ حارا لاهبا في شهر أغسطس..وصل هيرشار إلى المنزل الذي قتلت فيه تانيا ورأى سيارات الشرطة تملأ المكان..ثم رأى المفتش مارك الذي بادره قائلا:
"أوه، هيرشار..هل تحسّنت؟."
"آ-آه، نعم." قالها متلعثما وهو يؤثر عدم ذكر مضمون معنى رسالة آيرين "حتى لوالدها..إنّه أخرق!." قالها لنفسه.
"هل من جديد حضرة المفتش؟." سأل هيرشار.
"لا، سوى أنّ بصمة آيرين على السكين وهو متوقع..ولقد حدّد وقت الوفاة عند الثالثة فجرا."
"وإفادات الموجودين؟."
"الجميع قال أنّه كان نائما حينها."
"حضرة المفتش!!." صرخ الضابط توم من بعيد وهو يركض باتجاه مارك وهيرشار.
"ما الأمر توم؟." سأل مارك
"يب-يبدو أنّ هذا المنزل يخفي الناس.."
"هاه؟." قالها مارك بينما نظر هيرشار متعجبا.
"لقد..لقد..اختفى..السيد فورد!!."
"ماذا؟!!." صرخ مارك بينما استمع هيرشار بوضوح وتركيز.
"إنّه غير موجود في المنزل.." قال توم "لكنّ سيارته موجودة."
"هل أنت جاد؟ هل بحثتم عنه؟."
"نعم، في كلّ المنزل."
"حسنا.." وسار مارك لداخل المنزل، تبعه توم..همّ هيرشار باللحاق بهما لكنّه آثر أن يرى خارج المنزل..التفت يسارا ومشى قليلا فرأى بركة السباحة للمنزل.
"أوه! جميل هذا المنزل..حديقة وبركة سباحة أيضا!."
مشى قليلا أكثر..نظر حوله.
"لكن ما هذا؟."
نظر داخل البركة التي كان عمقها 4 أمتار..عند الحواف لاحظ انحسار منسوبها فانحنى ولامس العشب.
"إنّه مبتلّ..هل يعقل؟!!."
"أوي هيرشار!." نادى الضابط توم عليه "ماذا تفعل؟." وكان يركض باتجاهه ووقف بجانبه.
قال هيرشار:
"أيّها الضابط توم..أفرغوا بركة السباحة."
"إيه! ولماذا؟."
"أعتقد..ستجيبك البركة عن اختفاء السيد فورد ربما."
استجاب لهيرشار..بدأوا في إفراغ البركة وفي أثناء ذلك برز رأس السيد فورد..وحين أفرغوها بأكملها رفعوه على الأرض..كان ميّتا.
"الغرق؟." سأل مارك الطبيب الشرعي الذي أخبره عن سبب الوفاة.
"نعم سيّدي المفتش، لقد مات غرقا."
كان سام موجودا..حين رأى هيرشار اقترب منه وقال هامسا:
"لم تذهب إلى البيسّو. أنت..هل تعلم أين هي؟ لقد سمعت أنّك اختفيت لساعات."
"لا لا أعلم."
"حقا؟!."
لم يجبه هيرشار..توجّه الجميع للداخل مارك وسام وتوم وهيرشار..كانت ناريمان تبكي وستيف مصدوم ووجهه مغطى وماريا صامتة.. كان الجميع في الصالة. حين تدخل المنزل وتتّجه يمينا ستجد الممر الذي يقود إلى المطبخ بينما تتواجد الصالة مباشرة على اليسار.
قال مارك:
"والآن، لقد قدّر وفاة السيد فورد خلال مدة أقصاها ساعتين من الآن..ماذا كنتم تفعلون حينها؟."
"بقيت في غرفتي غير مصدّق لمقتل زوجتي.." قال ستيف.
"أما أنا فكنت طول الوقت مع ماريا فيما عدا 10 دقائق غبت للتكلم على الهاتف." قالت ناريمان.
"أين؟."
"في غرفة الطعام."
"وأنت؟" نظر مارك لسونيا التي قالت أنّها كانت في المطبخ طول الوقت.
سار مارك وسام يتناقشان في القضية في حين ذهبت ماريا للمطبخ..وقف هيرشار لوحده في غرفة الجلوس مفكّرا:
"آيرين تستيقظ وسكين مغروس في قلب الفتاة بيدها.."
"فورد غارق في البركة."
حاول ترتيب أفكاره..تذكّر فورد قليلا عندما جاء للمنزل..مشى باتجاه غرفة الطعام حيث كانت ناريمان وما زالت تبكي.
نزل ستيف وعبر عبرهم فنظر إليه هيرشار ثم نهضت ناريمان وتبعت ستيف الذي توجّه باتجاه المطبخ.
قال سام وهو يدخل مع مارك:
"وجدتها مارك."
"إيه؟."
"فورد هو القاتل!." سكت وهو يبتسم بعد أن اجتمع الجميع في القاعة ثم تابع:
"لقد قتل المرأة وحاول الصاق التهمة بابنتي لما رآه البارحة كما سمعنا..ثم أنّبه ضميره وقفز في البركة."
"قفز؟." سأل مارك.
"آه، من المؤكد أنّه لا يجيد السباحة..أليس كذلك سيدة ناريمان؟."
"لا، زوجي يجيد السباحة!."
"إيييه!."
ونهضت ناريمان وقالت له:
"كما أنّه لم يكن يعرف تانيا..فلماذا يقتلها؟."
"بل يعرفها.." بادر ستيف.
التفتت إليه ناريمان ثم الجميع فأضاف:
"بالطبع لا أعتقد أنّه قتلها لكنّه كان وتانيا في نفس الشركة..لقد أخبرتني البارحة بذلك. وعندما كنت معه في الشرفة سألته فقال لي نعم لكنّه لم يكن يعرف اسمها."
"إذن هو لا يعرفها فعلا!." قالت ناريمان ثم التفتت إلى سام الذي أخفض رأسه.
حاول هيرشار تركيز أفكاره..تذكّر..بدأ يجمع كل التفاصيل في عقله.
ركّز..ستيف، فورد، ناريمان، وآيرين..
ثم لمعت في ذهنه "هل يعقل؟! لكنّني..لا أمتلك الدليل!."
ثمّ نظر إلى الجمع الذي أمامه وأجفل تماما "وجدته! وجدت الدليل!." وابتسم.
الفصل السادس:
وقف سام ومارك يتناقشان حول ما يجب فعله بينما قالت ماريا:
"هل سنبقى هنا؟."
قال مارك:
"فقط لو أنّ آيرين هنا.."
"عفوا؟ هل أنتم متحيّزون؟." قال ستيف.
"ماذا؟." ردّ مارك وسام معا.
"ابنة الشرطي سام أو غيره هذا لا يهمّني. إذا كانت القاتلة عليك البحث عنها!."
"لكن، السيد فورد.." تردّد مارك
"ما به؟ هل لأنّها اختفت؟ ربما هي مختبئة في مكان ما هنا ورآها فورد وقضت عليه، أو أنّها هي الأخرى ميّتة في مكان ما هنا..أنا فقط أريدكم أن تتحركوا."
نظر سام إلى هيرشار فأدرك هيرشار أنّ سام علم أنّه التقى آيرين وها هو يحاول جعله يتكلم..قال هيرشار:
"آيرين ليست القاتلة!."
نظر الجميع إليه..تابع:
"لقد التقيت بها، كانت رسالتها تشفيرا لمكان وجودها." وسكت متأملا الجميع.
"ماذا؟." قال مارك
بينما انتبه الجميع على هيرشار أكثر الذي أكمل يقول:
"عندما التقيت بها قالت لي تفاصيل من بينها الإضاءة."
"الإضاءة؟." قال مارك وسام معا.
"نعم..كان الضوء مشتعلا قبل أن تغفو لكنّه كان مطفأ عندما استيقظت." سكت ثم قال:
"هل ستطعن تانيا ثم تطفىء الضوء وتعود فتتمدد وتمسك بالسكين مجددا؟ لا أعتقد أنّ هذا منطقي."
كان هيرشار يتكلم بأقصى ما يستطيع من الحيادية لكنّه كان يرغب في الصراخ: "ليست القاتلة لأنّها لا يمكن أن تقتل!!."
ثم أكمل:
"لقد طعنت تانيا في قلبها وتحديدا ثديها الأيسر، هذا يعني أنّ الذي طعنها في هذه الجهة يستعمل اليد اليمنى غالبا..أليس هذا منطقيا؟." سكت قليلا ثم واصل:
"والسيد فورد، أعسر!."
نظرت إليه ناريمان وقالت:
"ك-كيف عرفت؟ أنت لم تره إلا لدقائق معدودة ولم يفعل شيئا."
"بل رأيت ما كان كافيا!."
"ماذا؟." قالت ناريمان
"عندما تحدثت الخادمة للسيد ستيف عن المصباح، ذهب السيد فورد هناك..لم أره وهو يغير المصباح لأنّه من مكاني لم يظهر كامله، لكنّني رأيته وهو يصعد على الكرسي.." سكت، راقب الوجوه التي نظرت إليه ثم أضاف:
"غالبا، الرجل المسيطرة هي نفس اليد المسيطرة، فاذا كان الشخص أعسرا سيبادر برجله اليسرى والسيد فورد بادر بالصعود على الكرسي برجله اليسرى."
سكت ونظر إلى الوجوه المندهشة ثم أضاف:
"وبالتالي هو بريء، وهذا يعني أنّ من قتل تانيا قتل السيد فورد أيضا.."
صمت قليلا ثم قال:
"أليس هذا صحيحا..سيدة ناريمان؟!."
"إيه!." تفاجأت "ولماذا أنا؟."
"أنت من قتل زوجك وقتل السيدة تانيا..أنت تستعملين اليد اليمنى."
"السيد ستيف أيضا يستعمل اليد اليمنى، والخادمة."
"هذا صحيح، لكنّني أعتقد أنّك القاتلة."
"أعتقد؟." قال مارك وسام ساخرين.
"لماذا؟."
"السيد ستيف يستعمل اليد اليمنى هذا صحيح، لكن بناء على تفاصيل القضية، فإنّ الضحية قتلت عند الثالثة فجرا، ربما كانت ستتحدث مع شخص ما فوضعية الدم على الأرض لا توحي أنّها كانت ممددة وهذه هي نقطة أيضا، وعليه.."
"لا أتصور السيد ستيف سيتحدث معها أو هي ستتحدث معه في غرفة الجلوس بل في غرفتهما."
"الخادمة تستعمل اليد اليمنى نعم لكنّها.." سكت "القاتل ألصق التهمة بآيرين والخادمة كانت طول الوقت في المطبخ ومما رأيت وسمعت لا تستطيع سماع ما يحصل في غرفة الجلوس من المطبخ!."
"وماذا عن السيد فورد؟." قال المفتش مارك
"أعتقد أنّه أعطي منوّما مثلما أعطيت آيرين أيضا فلا أتصور أنّها لن تستيقظ على ما يحصل في غرفة الجلوس." وكان ينظر نحو ناريمان.
"أعطي السيد فورد منوّما وأغرق، فلم يكن هناك مقاومة."
"لكن هيرشار.." قال مارك "فورد ضخم والسيدة ناريمان امرأة، فكيف فعلتها وهي لم تخرج إلا لغرفة الطعام؟!."
"لم يرها أحد في غرفة الطعام..ماريا كانت في غرفة الجلوس ولا ترى من في غرفة الطعام، سألت الخادمة فقالت أنّها لم تكن في المطبخ بل في الأعلى في غرفتها.."
"أعتقد أنّها تناقشت مع السيد فورد عند بركة السباحة و ربما شكّ في أمرها، فأحضرت العصير من المطبخ لكليهما، في ذلك الوقت ماريا كانت في غرفة الجلوس."
"هناك باب للمطبخ يفضي إلى الحديقة، دخلت وخرجت منه، أشربته العصير وفيه المنوّم ثم أغرقته وألقت به في البركة، دفعة أو دفعات بسيطة ستلقي به..10 دقائق كما قالت كافية!."
"يكفي هراء!." صرخت ناريمان "أين الدليل؟ كيف تتّهم وتستنتج استنتاجات خيالية بلا دليل؟."
"الدليل موجود.." وسكت مغمضا عينيه "على شعرك!."
"ماذا؟." أجفلت تماما بينما فتح هيرشار عينيه.
"أيّها الضابط توم ماذا لديك؟."
"آه، لقد عثرنا منذ قليل في حاوية قريبة على معطف عليه بعض الدماء تبيّن أنّه للضحية السيدة تانيا.."
"لقد ارتديت المعطف.." قال هيرشار "تجنّبا للدماء، فاعتقدت أنّك نجوت تماما لكن.."
"هناك بقعة دم على شعرك يا مدام!."
"توم! تأكّد فورا." أمر المفتش مارك.
اقترب توم منها وسط إجفالتها وحرّك شعرها قليلا فبانت بقعة دم.
"شعرك بنّي فاتح قريب للأحمر فلم تلحظي الدم في البداية، لكن خذيها معلومة..الدم بعد مدّة يتخثّر ويتغيّر لونه!."
تنهدت ناريمان ثم قالت:
"آه، لقد قتلتها! تلك المرأة المغرورة!." وعضّت ظفر إبهامها.
"كنت قد اتصلت بها سابقا وسألتها مستشيرة عن بعض الأمور بين الأزواج والخلافات والعلاقة الحميمية أيضا فقالت لي القليل، وعندما اتصلت لتدعوني هنا طلبت منها مجددا وسألتها على الهاتف فقالت لي سنتناقش عندما آتي بعد أن ينام الجميع وعندما ناموا.."
"تلك المرأة هي من وضع المخدّر لآيرين في العصير! ربما خافت أن أؤذيها فأرادتها شاهدة، وعندما بدأنا نتكلم قالت لي.."
"إنّ أفضل حل بينكما أن تفترقا..أنت حمقاء ويجب عليه أن يبحث عن غيرك، عليه إيجاد فتاة تفهم في هذه الأمور!."
"بغرور ووقاحة! تابعت ناريمان "ثم أرتني ذاك المعطف وتغنّت أنّه هديّة من زوجها وأنّهما متفاهمين وعلاقتهما واضحة." وعضّت ظفرها مجددا.
"ثم ذهبت هي إلى المطبخ فارتديت المعطف مدعيّة أنّني ألاطف مزاحها السابق وأصدّقه وتبعتها إلى المطبخ فواصلت عنجهيتها ثم عادت لغرفة الجلوس فأخذت سكينا وطعنتها." وارتعشت في مكانها.
"سقطت على الأرض فتحركت آيرين قليلا لكنّ المنوّم كان جيّدا ثم أمسكت بنفسها بمقبض السكين ولم أفعل ذلك أنا.." سكتت قليلا ونظرت نحو هيرشار ثم قالت:
"فورد شكّ بي، نعم! سمعني وأنا لوحدي أتحدث مع نفسي.."
"فواجهني وأراد منّي الاعتراف..فقتلته! لم أكن لأسلّم نفسي طواعية في مقتل تلك الساقطة! أكان عليك المجيء إلى هنا؟!." فلم يعلّق هيرشار ونظر نحوها فقط.
سكتت طويلا متنهّدة فتقدم منها توم ووضع الأصفاد في يديها وقال:
"تفضلي معنا إلى المركز."
الفصل السابع:
أخذ هيرشار سام وماريا إلى منزل سامح..في الطريق كان سام يلعن ويسبّ هيرشار لأنّه لم يخبره منذ البداية.
عندما وصلوا هناك استقبلهم سامح وزوجته وآيرين فتعانقت آيرين وماريا في حين قال سام:
"لقد أخفتني عليك..مارك قال أنّه سيتغاضى عن رسالتك الاعترافية وأيضا هي أصبحت لا قيمة لها بعد اعتراف القاتل الحقيقي."
"حقا آيرين.." قالت ماريا "لقد أرعبتني..قالت ناريمان أنّك لمست وأمسكت السكين لوحدك لماذا؟ هل كنت تحلمين؟."
"آ-آه كنت أحلم وقتها..حلما مزعجا."
"مزعج!." قال سام وهيرشار وماريا معا.
"لقد حلمت أنّني أقتلك، هيرشار!."
"إييه!." صرخ هيرشار بينما قالت ماريا:
"هو يستحق هذا فعلا."
"أقفلي فمك." قال لنفسه بينما ضحكت آيرين وقالت:
"لا، أمزح."
"يا له من مزاح ." سخر هيرشار
"لكنّني حلمت فعلا أنّني أقتل شخصا ما." وعبس وجهها وأظهر حزنا فقال هيرشار:
"ربما هذا بسبب تأثير أشياء كنت تسمعينها وأنت مخدّرة."
نظرت إليه ثم أومأت فابتسم لها فبادلته الابتسامة.
"عليك أن تعوّضها عن الرعب الذي أصابها هيرشار." قالت ماريا بخبث.
"اخرسي." قالها لنفسه ثم قال:
"إذن، ما رأيك أن نذهب إلى مطعم للعشاء هذه الليلة؟."
"ماذا؟." قال سام ونظر إلى هيرشار الذي تجاهله ونظر إلى آيرين، فقالت وهي تخفض رأسها:
"آه موافقة، هذا رائع!."
ابتسم هيرشار لها بينما خجلت هي واحمرّ وجهها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق