السبت، 7 مايو 2022

في مثل هذا الوقت من العام الماضي - القضية الجانبية "رسالة تحدي إلى هيرشار"

في مثل هذا الوقت من العام من الماضي تم نشر قضية جانبية بعنوان "رسالة تحدّي إلى هيرشار" واليوم نعيد نشر القضية من جديد. قراءة ممتعة 😎

الفصل الأول:

"حفلة؟!!." قال هيرشار

"آه، ستقيم عائلتي في قصرنا حفلة غدا..هل هذا غريب مهووس التحريات؟." سخرت ماريا

"آه، لا.." وأكمل لنفسه "إنهم يبعثرون الأموال كما يحلو لهم.." كان هيرشار وماريا وآيرين داخل الجامعة. ارتدى هيرشار كنزة خضراء على بنطال جينز في حين ارتدت ماريا فستانا من قطعة واحدة أزرق اللون أسفل الركبة وارتدت آيرين كنزة صفراء على بنطال كتان أبيض.

 قال هيرشار:

"آمل أن لا تجهّزي فيها أمورا مثل ما حصل في حفلة عيد ميلادك تلك..صحيح ما مناسبة هذه الحفلة؟." 

"لا تقلق، لا شيء، هكذا بلا سبب." قالتها بعنجهية

"ومن ستدعين؟." قالت آيرين

"الجميع، لقد دعوت كلّ دفعتنا وأخبرتهم، اعتذر نصفهم ربّما لكنّ الباقي سيأتي، دعوت ثلاثة من أساتذتنا وأخبرت كريس أيضا."

"أوه، كلّ هؤلاء؟ وهل ستأتي كريس؟."

"آه، لقد قالت أنّه من دواعي سرورها أن تأتي، لا أحد يرفض حفلة لعائلة ميكيللي." وقهقهت بصوت عال

"إذن، فسبب تلبية الكثير من الشباب هو وجود كريس ربما." سخر هيرشار لنفسه

"ماذا قلت هيرشار؟ آيرين واثقة أنّك ستأتين."

“pass”

"ماذا؟."

"لن آتي، سأجلس في المنزل وأفعل أشياء أفضل من هكذا حفلات."

"هيرشار.." قالت آيرين "وماذا في هذا؟."

"لا أحبّ هذه الحفلات التي بلا داعي."

"دعيك منه آيرين، إنّه مهووس بالروايات."

واقتربت منه وقالت:

"القراءة مفيدة طبعا، لكن بقاؤك وحيدا من أجلها، يجعلك مفصوما."

"آ-آه، شكرا على النصيحة." قالها ساخرا ثم أكمل لنفسه:

"خذ الحكمة من أفواه البلهاء."

**********************

عاد هيرشار إلى المنزل مساء ودخل من البواية الخارجية متوجها نحو باب المنزل، وحينها سمع صوت حركة عند الشجر لكن لم يهتم..دخل إلى ساحة المنزل فرأى ورقة طارت من خلف السور واستقرّت على الأرض فركض باتجاهها ثم أمسكها..ثم هبّ سريعا، خرج، لكن لم ير أحدا..دخل من جديد ثم فتحها..كانت ورقة داخل مغلف..قرأ:

“This is a challenge for you, Mr. Detective, tomorrow in the party I’ll kidnap somebody. Can you stop me?.”

The kidnaper “

الفصل الثاني:

وصلت كريس برفقة آيرين إلى قصر ميكيللي، كانت كريس اقترحت توصيل آيرين بسيارتها فوصلتا معا..كانت كريس ترتدي بنطالا أبيض اللون، وكنزة سوداء عارية عند الكتفين في حين ارتدت آيرين بنطالا أسود وكنزة حمراء ساترة، وبينما كانتا تنزلان دلفت سيارة إلى موقف السيارات..انتبهت آيرين أنّها كانت سيارة هيرشار وكان هو داخلها.

"هيرشار.." قالت "ألم تقل أنّك لن تأتي؟."

"آ-آه، لكنّني غيّرت رأيي." قالها متلعثما بينما كان يتذكّر الرسالة التي أتت له.

نظرت إليه كريس، لكنّه كان محافظا على تعابير وجه خالية من معنى، نظر إليها هيرشار، قال لنفسه:

"لا أدري أهي تتعمّد أن ترتدي لباسا كاشفا لتلفت الانتباه أم ماذا؟ إنّها جميلة بما فيه الكفاية لتفعل هذا من دون هذا."

دخل الثلاثة معا، في حين كانت القاعة الواسعة بلا عمدان فيها ما يقارب العشرين شخصا..استقبلتهم ماريّا قائلة:

"ألاه، أرى مهووس الروايات قد غيّر رأيه."

"آ-آه، لقد قرّرت الأخذ بنصيحتك." قالها ساخرا

دلف الثلاثة إلى الداخل وجلسوا..جلست آيرين وكريس معا بينما تنحّى هيرشار وجلس وحيدا، نظر مليّا..

"أستاذين وأستاذة؟ لا أعتقد أنّ طالبا سيفعلها..الفاعل واحد من أولئك الثلاثة. كان الثلاثة يتحدثون عن حفلة تجمع الطلاب من قبل، يبدو أنّ ماريا جهزت لأحدهم ما أراده." فكّر لنفسه.

جلس بجانبه اثنان من أصدقائه في الجامعة، شمايكل وكريستوف.

"أوي هيرشار، هل رأيتها؟ كريس إنّها مذهلة!."

قال شمايكل، كان قصيرا بوجه ماكر وعينان سوداوتان وشعر أسود قصير.

"حقا إنّها كذلك. تبّا! لماذا لا تعير انتباها لأحد."

قال كريستوف، وكان طويلا ممتلئا، شعره بنّي غامق وعيناه سوداوتان.

لم يردّ هيرشار..كان لديه ما يشغله وأهمّ من هذا لكنّه وافقهما..لقد كان يشعر أنّ هنالك شخص تحبّه كريس.

لكنّه فكّر:

"سيختطف شخص، وهنا في قصر ميكيللي..كيف؟."

بدأت الحفلة..كانت ماريّا تحاول مجاراة كريس فارتدت فستانا عاريا من الكتفين..شربوا العصير وتحدث الجميع، الوحيد الذي لم يكن يلهو هو هيرشار. كانت كريس وآيرين تتحدثان بلهفة واستمتاع وماريا تأتي إليهم من حين لآخر، باقي الشباب والفتيات كانوا اثنين اثنين من جنسين مختلفين غالبا ومجموعات بالنسبة لآخرين. هيرشار كان يراقب لكن..مرّت ساعتين ولم يحصل شيء.

"هل هو مجرّد مزاح؟." تسائل "ربّما.."

الفصل الثالث:

خرجت كريس من الحمام ووقفت عند المرآة لتضبط مكياجها وأحمر شفاهها، نظرت إلى المرآة وتأكّدت من كلّ شيء، وفجأة لم تر هاتفها، رأت ماريّا في الحمام فقالت:

"ماريّا..هل رأيت هاتفي؟."

"لا، لكنّك كنت معي في غرفتي منذ قليل ربّما نسيته هناك."

همهمت كريس وتوجّهت إلى غرفة ماريّا..وقفت أمام الطاولة التي عليها مرآة، رأت هاتفها فضحكت، ثم رفعت رأسها قليلا فشعرت بدوار. كان رأسها يؤلمها جدا، غادرت الغرفة وشاهدها هيرشار عائدة وفجأة..سقطت أرضا.

ركض هيرشار وآيرين باتجاهها وساعداها وقال هيرشار:

"هل أنت بخير؟." لكنّها كانت لا تستمع.

"أوي ماريا! صرخ "فلنضعها في غرفتك."

"آ-آه، حسنا."

وأدخلها هيرشار بمساعدة شمايكل إلى الغرفة..وضعاها على السرير فقال هيرشار:

"هل حصل شيء معك؟."

"حصل؟."

"آه، لا، أعني..لماذا دخت؟."

"لا أعلم. لكنّني مريضة منذ الصباح..لذلك ربّما."

كان شمايكل قد غادر بينما وقف هيرشار وآيرين وماريا بجانب السرير، وكان بعض الطلاب والثلاثة أساتذة أيضا..جعلوها تشرب دواء وماء ثمّ همّوا بالمغادرة فقال هيرشار:

"ماريّا. أغلقي الباب بالمفتاح وضعي نسخة منه عند كريس."

"إي-إيه! ولماذا؟."

"كما سمعت. لا حاجة للشرح."

"آ-آه، حسنا.."

"إن رأيت شيئا أو شخصا غريبا..لا تفتحي الباب." قال لكريس وهو ينظر إليها فأومأت مستغربة.

غادروا الغرفة فقال شمايكل لهيرشار:

"تبا! جميلة الحفلة تعبت..من سنستمتع برؤيته الآن؟."

وأيّده كريستوف.

"ربما أنتما وحسدكما لها جعلاها تصاب بالدوار.." قال ساخرا لنفسه.

الفصل الرابع:

كانوا في الصالة..جالسين بهدوء وصمت.

بينما كان هيرشار يمشي لوحده وهو يفكّر، جاءته آيرين:

"ما بك هيرشار؟."

"آه، لا شيء، لا تقلقي."

"لكن ما تفعله يثير القلق."

"آه، لا-." وقبل أن يكمل رأى شمايكل وكريستوف يسيران وبيدهما شيء فناداهما.

"أوي! ما الأمر؟."

"آه هيرشار. حصلنا على قلادة رائعة، سنبيعها ونقسم سعرها بيننا."

"قلادة؟ من أين؟."

"لقد خرجنا إلى سيارتنا قليلا ورأيناها على الأرض في الجهة الخلفية، ها هي.." قالها شمايكل وهو يخرجها.

نظر هيرشار إليها، كانت قلادة كريس التي وضعتها على عنقها فأجفل ثم ركض سريعا. حاول فتح الباب الذي كان مغلقا فنادى ماريا فجاءته تركض.

فتحت الباب ودلفوا إلى الداخل لكن..

لم تكن كريس موجودة على السرير!

نظر هيرشار حوله. كانت النافذة مفتوحة وحبل يتدلى منها فهبّ إلى النافذة ونظر للأسفل ثم صرخ:

"ألم ترياه؟."

"لا، كانت القلادة قريبا من سياراتنا بعيدا قليلا من هنا."

فكّر..هل سقط منها وهو يحملها لكن..كيف؟!! هل دخل من النافذة؟ لم تكن كريس لتسمح بهذا.

أم أنّها كانت نائمة؟ نظر إلى الغرفة فرأى باب الخزانة مفتوحا.

"أنا..أنا متأكد أنّه كان مغلقا!." وأجفل "هل يعقل؟ كان الفاعل في داخلها طول الوقت؟!!."

الفصل الخامس:

فتّش هيرشار بنفسه جميع أرجاء المنزل وأمر بفتح صناديق السيارات للجميع لكن لم تكن كريس في أي مكان.

غادر الجميع الحفلة بعدها..كانوا قد أخبروا الشرطة وقررت المجيء في اليوم التالي فالوقت متأخر.

ركب هيرشار سيارته وكان شاردا فلم ينتبه أنّ آيرين كانت بجانبه تنظر إليه..قالت:

"هيرشار..أنت تخفي أمرا ما."

أجفل ونظر إليها ثمّ تنهّد طويلا..أخرج بعدها الورقة وأراها إياها فقالت:

"إذن كنت تعلم أنّه ينوي اختطاف شخص؟."

"آ-آه."

"ولماذا لم تخبر الشرطة؟."

"لم أستطع." سكت ثم قال:

"ربما كانت مزحة."

"لكن كريس..كان يجب أن تخبرهم عن هذا الأحمق أو أن ترفض التحدي."

"لا أستطيع الرفض."

"إيه!!."

"من يرسل مثل هذه التحديات قد يكون خطيرا..إنّها لعبة وإذا رفضت لعبها قد يلجأ لوسائل أعنف!."

سكتت آيرين بينما واصل قيادة السيارة..أوصلها إلى منزلها ثم سار باتجاه منزله.

رنّ هاتفه بعدها..

"رقم غريب."

"آلو."

"هاهاهاها! لقد خسرت! لكن لأنّني أشفق عليك سأعطيك جولة أخرى."

"ماذا؟ من أنت؟ وما هدفك؟."

"غدا. عند الثانية عشرة ظهرا سأختطف شخصا آخر..حظا طيبا." وأقفل الخط.

"غدا! سألقي القبض عليك." واشتدّت يداه على المقود.

الفصل السادس:

في اليوم التالي، اتّخذ هيرشار احتياطات لازمة.

أدرك أنّ الخاطف يستهدف أحد الذين حضروا الحفل لذلك طلب من جميع الطلاب الدخول لقاعة بما يشبه المخزن. كانت بلا نوافذ.

جعل الحارس يقفل الباب بالمفتاح. أحد الأستاذين الذين حضرا الحفل دخل المخزن معهم في حين الاثنين الآخرين لم يتواجدا.

تأكد هيرشار أنّ الباب مقفل.

"الباب مقفل ولا نوافذ. لو حصل شيء، فذلك الأستاذ هو المسؤول." قال لنفسه.

اقترب هيرشار من آيرين وقال:

"ابقي بجانبي ولا تبتعدي."

أومأت وعانقته قليلا، بينما كانت ماريّا واقفة بالقرب منهم.

وفجأة..قطعت الكهرباء وانطفأت أضواء الغرفة عند الثانية عشر بالضبط.

ارتعب من في القاعة وحصلت جلبة.

"تبا!." قال لنفسه ثم صرخ: "اهدأوا ولا ترتعبوا! ابقوا في أماكنكم ولن يحصل شيء!."

بعد دقائق عاد النور فنظر هيرشار حوله وانشرحت نفسه قليلا قبل أن يدركها..

"آيرين! آيرين!!." ونظر حوله لكنّها لم تكن هنا فتوجّه إلى الأستاذ وأمسك به من رقبته.

"أوي أنت! أين آيرين؟! أين ذهبت بها؟."

"آه ماذا تعني؟ لم أفعل شيئا."

"فعلا." قالت إحدى الفتيات بالقرب منهما "لقد كنّا نمسك بالأستاذ طول الوقت!." فتأملّها هيرشار مليا ثم 

توجّه باتجاه الباب..كان مقفلا! 

لعن ثم جعل الحارس يفتحه ثمّ ركض مسرعا في الخارج وهو يصرخ ويبحث عن آيرين.

رأى الأستاذة والأستاذ الآخرين يسيران نحوه.

أوقفاه وسألاه.

"آه، لقد تم الاختطاف." أجاب

"كيف حصل هذا؟."

"كيف فعلها معها؟."

ثمّ دخلا سريعا فوقف هيرشار لاهثا مهموما وبعد لحظات رنّ هاتفه.

"هاهاها..فشل ذريع!."

"أنت أيها الحقير! هل الفتاتين بخير؟."

"نعم، إلى المساء."

"ماذا تعني؟."

"إن لم تستطع العثور عليهما حتى الثانية عشر ليلا، ستموتا."

فزع هيرشار بينما أغلق الخاطف الخط.

الفصل السابع:

وقف هيرشار لوحده وهو يفكّر..هنالك شيئان آثارا استغرابه.

أولا: قبل أن يخرج من الغرفة لاحظ وجود شيء أحمر على الباب كان متأكّدا من عدم وجوده سابقا.

ثانيا: قبل قليل..ماذا كان المعنى بالضبط؟.

"سأمسك بك لا محالة!."

رنّ هاتفه فنظر ووجد المتصل هو سام فأجاب.

"أوي! أين أنت يا صعلوك التحريات؟."

"في الجامعة."

"لقد تابعنا الأمر..أعتقد أنّني أعرف الفاعل."

"ماذا؟."

"الأستاذ إدوارد. كان يحوم بطريقة غريبة حول قسمكم. سأذهب إلى منزله بعد قليل فهل تريد أن تأتي؟."

"آ-آه، سأفعل!."

وبعد نصف ساعة وصل سام إلى الجامعة والتقى بهيرشار الذي رآه غاضبا..قال سام الذي ارتدى بدلة سوداء اللون بينما كان هيرشار يرتدي كنزة سوداء على بنطال جينز:

"كنت أتوقع منك حماية ابنتي!."

"آه، آسف."

"اركب..سننطلق."

ركب هيرشار وتوجّها إلى منزل الأستاذ إدوارد الذي كان منزل من طابق واحد يناسب أعزبا..حين وصلا إلى المنزل طرقا الباب وانتظرا لحظات لكن..لا إجابة.

لعن سام ثمّ أمسك المقبض وفتح..

كان الباب مفتوحا! 

دلفا إلى الداخل وصعقا..كان إدوارد مشنوقا!.

الفصل الثامن:

ركضا سريعا باتجاهه.

"إنّه..ميت!!." قال سام مجفلا ثم نظر إلى الطاولة..كان هناك ورقة مكتوب عليها.

“ I am the kidnapper

Edward”

"سأتصل بالقسم.." قال وأمسك هاتفه وضرب أرقاما.

وقف هيرشار ونظر وهو يفكّر.

"هل هو حقّا الفاعل؟."

***********************

غادر هيرشار منزل إدوارد وتوجّه نحو قصر ميكيللي بينما كان الغروب يقترب.

كان عليه التأكد من شيء ما.

طرق الباب ففتحت له ماريّا وكانت تبكي..آثار الدموع على وجهها واضحة.

"هير-هيرشار؟ هل عثرت على آيرين وكريس؟."

"ل-ليس بعد، أريد أن أفحص شيئا..هل هذا ممكن؟."

"ب-بالطبع..تفضل."

دخل هيرشار، بحث، وبحث، من غرفة إلى غرفة حتى وصل لغرفة ماريّا.

فتح شيئا وانتبه تماما بينما كانت ماريا خلفه فسألها:

"من من أولئك الأساتذة دخل قصركم من قبل؟."

"الثلاثة..إنّهم أصدقاء والدي."

همهم هيرشار وفكّر.

"هذا يفسّر جزءا فقط." وفكّر أكثر ثم سأل ماريا:

"من كان آخر من غادر؟."

"لا أعلم..لقد غادر الجميع تقريبا في وقت واحد بعدك أنت وآيرين."

همهم هيرشار وعاود التفكير. تذكّر الوضع هناك.

"هكذا إذن.." قال لنفسه.

كانت ماريا تنظر إليه وفجأة رأته يضرب الحائط بقبضته بينما قال لنفسه غاضبا:

"هذا لا يفسّر ما حصل لآيرين!!."

ثمّ رفع يده ونظر إليها مليّا. كان هناك شيء احمر عليها. 

"هل-هل يعقل؟!!!."

وهبّ راكضا بينما صعقت ماريّا ورأته يغادر القصر.

اتصل على سام و..

"آلو عمي! أريد منك المساعدة فقد توصلت إلى أمر ما ولديّ شكوك حول عدة أماكن.."

"حسنا..لقد عرفنا الفاعل، بقي أن نعثر على آيرين وتلك الفتاة." قال سام وأغلق الخط..

"مخطىء! لم نعرف الفاعل..الفاعل الحقيقي مازال طليقا!."

ثم ركب سيارته وانطلق..بينما حلّ الليل!

الفصل التاسع:

كانت كريس وآيرين مقيّدتا اليدين ومكممتان في مكان أشبه بمستودع كبير.

تذكّرت كريس ما حصل لها..

كانت على السرير حين وقف بجانبها وأطبق بيده على فمها وسريعا بالأخرى غرز ابرة في صدرها فتألمت لكن الظلام سرعان ما انتشر.

كانت غاضبة.

سمعتا صوت خطوات تقترب ثم انحنى الشخص عندهما وقال:

"آسف لكما يا صغيرتيّ لكن.."

ثمّ نظر إلى كليهما. كانت آيرين خائفة بينما كريس غاضبة.

ضحك الشخص بمكر ثم أزال الشريط اللاصق عن فمها.

"هل لديك شيء تقولينه يا حلوتي؟."

"ما هدفك من كل هذا أيّها-." فغضب قبل أن يطبق على فمها الشريط اللاصق. ثمّ جرّها من شعرها وحملها بعدها ودخل بها إلى غرفة منفصلة داخل المستودع بينما آيرين كان الرعب لما هو آت قد اعتمر قلبها.

أدخل الشخص كريس إلى الغرفة وهي تهيج وتصرخ خلف الشريط اللاصق.

وضعها على سرير وثبّتها بحزام من بطنها مربوط مع أسفل السرير من الأسفل حتى لا تتحرك وهي مقيدة.

نظرت إلى الأعلى مرعوبة..كان هناك سيف متدلي من الأعلى رأسيا مربوطا بحبل من طرف والطرف الآخر للحبل مربوط بمكعب ثلج كبير معلق.

هناك توازن! لكن أدركت كريس أنّ ذوبان المكعب يعني نهايتها.

اقترب منها الشخص، انحنى ثم همس في أذنها:

"عندما يذوب المكعب سيسقط السيف منغرزا في ثديك الأيسر، أي قلبك يا عزيزتي.." ونظر إلى الساعة..كانت الحادية عشرة.

"ساعة كافية لذوبان مكعب بهذا الحجم."

بينما كانت كريس تنظر لرأس السيف مرعوبة.

خرج الشخص من الغرفة ونظر إلى آيرين فارتعبت. اقترب منها وقال:

"لا تقلقي. لم تمت بعد، ستموتان معا."

"هي ستقتلها طعنة وأنت.." ضغط زرّا فبدأ دخان يخرج.

"خلال ساعة، ستمتلىء الغرفة وتموتين اختناقا."

وغادر الشخص بعدها.

الفصل العاشر:

ركب هيرشار سيارته وتفحّص بعض الأماكن ليتوجّه بعدها إلى مكان آخر. كان مجموعة من المستودعات المتجاورة في حيّ لا يبعد الكثير عن قصر ميكيلّلي.

نزل من سيارته وأخذ ينظر إلى المستودعات وهو يركض ثم..توقف. شعر بشخص خلفه!

"لم أكن مخطئا. كما توقعت، أنت الفاعل.." واستدار للخلف.

"أستاذة روز."

برزت..كانت قصيرة، شعرها بنّي، عيناها عسليّتان، تضع نظارات وترتدي قميصا وتنورة بلون أبيض.

"ما الذي تهذي به؟."

"أنت من وراء كل ما حصل." ونظر إليها وأكمل:

"أنت من اختطف كريس وآيرين."

"هاه؟! ما هذا الهراء؟! كيف؟! كيف اختطفتهما؟."

"بالخداع خطفت كريس! لقد خدعنا جميعا من خلال القلادة والحبل وباب الخزانة. أردت أن نعتقد أنّ كريس اختطفت من قبل الشخص الذي كان في الخزانة والذي خدّرها ثم هبط بها عن طريق الحبل وهرب بها وسقطت قلادتها في حينها لكن..ليس هذا ما حصل." 

وسكت بينما كان يتأملها ثم أكمل:

"ما حصل هو..لقد طرقت الباب على كريس ففتحت لك، كنت قد قلت لها أن لا تفتح لغريب لكنّك أستاذتها.

ربما بعدما دخلت أعطيتها دواء وهو مخدّر.." سكت ثم أكمل "ثمّ خبّأتها..في الغرفة."

"خبّأتها؟! أين؟ ألم تبحث في كل مكان؟." كان الهواء باردا فب المكان.

"بلى، لكنّني غفلت عن شيء واحد. الصندوق الشبيه بألعاب الخفة!." وابتسم "حين تفتحه ترى مرآة فتنخدع. كانت كريس هناك."

"عندما عدت لاحقا اليوم وفحصته كان جزء من المرآة مكسورا. وضعت كريس هناك ثم ذهبت وأغلقت الباب بالمفتاح ثم ألقيت القلادة من المطبخ على الأرجح نظرا لمكان سقوطها لتخدعينا حول الهرب.." وسكت قليلا "وبعد أن غادرت أنا عدت خلسة وأخرجت كريس من الصندوق ثم ربطتها إلى الحبل وأنزلتها لأسفل."

"وكيف لم يرى أحد ذلك؟."

"شمايكل وكريستوف جاءا بسيارة واحدة، وغادرا قبلي بلحظات. الأستاذين الآخرين لا يملكان سيارة، وبقية الطلاب أيضا لا يمتلكون واحدة."

"كانت سيارتي وسيارتك وسيارة كريس وشمايكل وسيارة عائلة ميكيللي التي ليس لها سبب لتتحرك فقط في الموقف..أما ماريا فهي من النوع المهمل الذي لا يكترث لما حوله كثيرا فاستغللت الأمر."

"وكيف تمّ اختطاف آيرين؟ أنت تعلم أنّني.."

"لا داعي لوجودك!." قاطعها "فآيرين.." وسكت قليلا غاضبا "غادرت المخزن بمفردها!."

نظرت إليه ولم تتكلم..

واصل:

"أعتقد بأنّك استغلّيت طيبة قلبها، ربما تركت رسالة لها أخبرتها بأن تفعل ذلك وتخرج من المخزن لوحدها إن أرادت أن لا تتعرض صديقتها للأذى ووضعت ربما مفتاحا احتياطيا أو نسخة من مفتاح المخزن مع الرسالة لتنفذ آيرين ذلك بعد انقطاع الكهرباء."

ارتعش قليلا ثم أكمل:

"بعد انقطاع الكهرباء..توجّهت آيرين إلى الباب وفتحته بالنسخة التي أعطيتها لها ثمّ غيّرت ملابسها ربّما أو لبست معطفا أو ما شابه وكان بطلبك والتقت بك في مكان حيث خدّرتها..والدليل على ذلك أنّ الباب كان عليه شيء أحمر.." ورفع يده وقال:

"ويدي كذلك، والوحيد الذي لمسها كان آيرين حين عانقتني قليلا."

نظر إليها ثمّ أكمل:

"أنت كشفت نفسك حينما ركضت بعدها بقليل ورأيتك مع الأستاذ الآخر."

"ماذا؟."

"أنت قلت (كيف فعل هذا معها). معها! لم يكن قد خرج الخبر بعد، فكيف عرفت أنّ فتاة هي المخطوفة؟." وسكت قليلا بينما تأملّته.

"ألم يعثر على الأستاذ إدوارد منتحرا وكاتبا لاعتراف؟."

"الرسالة أجبرته على كتابتها وأنت قتلته ولم ينتحر. الرسالة التي تركها كشفت أيضا أنّه ليس الفاعل."

فأجفلت لينظر إليها ثم أكمل:

"رسالة التحدي ورسالته. الخطان مختلفان! وأيضا الرسالتان بالانجليزية وقد كتبت كلمة الخاطف في رسالة التحدي

Kidnaper

أما رسالة إدوارد:

Kidnapper

في الانجليزية الكلمتان صحيحتان لكن..لن يكتب شخص الكلمة مرتين بطريقتين مختلفتين. لقد أجبرته على كتابة الرسالة ليظهر خطّه بينما لم تنتبهي إلى هذا."

"هذا ليس دليلا."

"حقا؟ لقد اعترفت للتوّ بجريمتك."

"ماذا؟." وأجفلت تماما.

"قبل لحظات قلت أنّه عثر عليه منتحرا مع رسالة اعتراف. كيف عرفت؟." ونظر إليها "لقد أخذت رسالة الاعتراف معي للمقارنة ولا أحد غير العجوز سام بطلب منّي يعلم بوجودها هناك. ومن سيعرف بهذا فهو.." وابتسم "الفاعل الحقيقي."

لتقف مرتعشة تماما وقد أخفضت رأسها نحو الأسفل.

الفصل الحادي عشر:

نظرت إليه ثم تنهّدت وقالت:

"وهل..هل تعرف لماذا أستهدفك هكذا؟."

"آه أتوقع هذا. قبل فترة اكتشفت خدعة جريمة لصاحب شركة وسمعت أنّ معشوقته قد كانت تتوعّد..مع أنّ هذا يحصل دوما، لكنني أتوقع أنّ هذا هو الدافع."

"آه، بالضبط. لم تبتسم لي الحياة من قبل وحين ابتسمت معه ظهرت أنت وأنهيت الابتسامة!."

"هو من فعل بجريمته لا أنا!." 

"لذلك قمت بالتخطيط لهذا.." قالت من دون اكتراث لجملته "ووضعت الوغد إدوارد والذي كان زير نساء يبتزّ النساء لإعطائهنّ علامات أعلى من خلال أجسادهنّ ليكون كبش الفداء فهو يستحق هذا." وابتسمت ثم ارتعشت ونظرت إليه شزرا ثم رفعت مسدسها "لا تتحرك!."

فنظر إليها مجفلا وقال:

"انتقامك منّي فقط فأين آيرين وكريس؟."

ضحكت "الساعة الآن الحادية عشر وخمسون دقيقة وبعد عشر دقائق فقط..ستصبحان في العالم الآخر."

اتّسعت عينا هيرشار وفزع فأراد التحرك لكنّها هدّدته بالمسدس ليصرخ:

"كيف؟! تكلّمي!."

ضحكت فقط وهي توجّه المسدس إليه.

تصبّب عرقا بينما حركت المسدس، وفجأة..أحسّت بشخص خلفها ثم ضربة!

طار مسدسها فأجفلت وأرادت التحرك لكنّها شعرت بمسدس إلى رأسها.

"ولا حركة."

"ما-مايكل؟!." تفاجأ هيرشار.

"لقد كنت في الشارع ورأيتك في سيارتك..كان وجهك ينبىء بشيء قد حصل فتبعتك خلسة، أما أنت أستاذة.." ووضع يده اليسرى على كتفها واليمنى حاملة للمسدس وقال:

"اجلسي ولا حركة."

فجلست. 

"أين آيرين وكريس؟." قال هيرشار فأشارت نحو جهة ما ففزّ هيرشار راكضا بأقصى سرعة.

رأى دخانا داخل مستودع فتوجّه إليه وخلع الباب..كان الدخان يملأ المستودع وكانت آيرين مقيدة وتسعل بشدة بسببه.

أسرع إليها وأزال الشريط اللاصق ثم حملها سريعا خارج المستودع حيث الهواء فبقيت تسعل ثمّ قالت:

"ك-كر-كريس..ال-الحقها.."

"ماذا؟ أين؟."

وفجأة سمعا صوت سقوط شيء بقوة.

الفصل الثاني عشر:

أجفل هيرشار وجفلت آيرين..صرخت:

"كريس! كريس هناك هيرشار!!." وبدأت تبكي.

"اهدئي."

وفزّ راكضا إلى الغرفة ليفتح الباب.

نظر..ثمّ رأه..

"ما-ماذا؟!."

كان مايكل حاملا كريس بعيدا عن مكان سقوط السيف..

"مايكل!!."

"لست المنقذ الوحيد يا صاح. لقد أجبرتها على الحديث عن مكان كل واحدة فاعتقدت أنّك لن تلحق بكليهما." وغمزه

"الحمدلله!." قال هيرشار

"شك-شكرا لك." قالت كريس لمايكل وهي خجلة..

"لا تشكريني يا حلوتي." قال وهو يضعها على الأرض وبدأ يفك رباطها.

"هذا الوجه الملائكي الرائع والجسد المثير الممشوق لا يجب أن يعاملا بوحشية من مجرمين." قال مايكل

نظرت إليه، احمرّ وجهها تماما.

ضحك هيرشار، ثمّ سأل مايكل:

"وماذا عن المجرمة؟."

"قيّدتها ووضعتها خارجا عند النافذة قبل أن أقفز منها."

ركض هيرشار خارجا باتجاه آيرين ليطمئنّ عليها أكثر..قالت:

"أنا بخير الآن..ماذا عن كريس؟."

"آه، بخير، لا تقلقي."

ثمّ ساعدها على الوقوف وتوجّها نحو كريس ومايكل..وقفا قليلا خارجا يراقبان الوضع.

"لقد كاد ذلك السيف ينغرس في قلبي لولاك..مجددا تنقذني.." تمتمت.

"مجددا؟." قال مايكل لنفسه بينما كانت كريس تقصد إنقاذه لها والذي توضّح في الرواية الثانية (أوراق الماضي وقضايا أخرى).

اقتربت منه ومرّرت مرفقيها فوق كتفه فحوّطته ثم طبعت قبلة على خدّه.

صعق مايكل ثم ابتسم وقال:

"لم-لم أقم إلا بواجبي."

وتحسس موضع القبلة سعيدا بينما ضحكت هي بخجل.

نظرهيرشار وآيرين وقد اعتلاهما الخجل والحمرة..قال هيرشار لنفسه:

"هذا جيّد لك مايكل! فلتتوقف عن أفعالك وتركّز على واحدة فقط."

كانت هذه القضية ستنشر من ضمن روايات السلسلة سابقا قبل حذفها. هذا المشهد بين كريس ومايكل تمّ وضع شبيه له في نهاية الرواية الاولى (قصر الدم وقضايا أخرى – قضية القاتل هو كريس).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق