الجمعة، 14 يناير 2022

إعادة نشر القضايا الجانبية - مايكل يفقد الذاكرة

 استكمالا لإعادة نشر القضايا الجانبية نقوم اليوم بإعادة نشر قضية جديدة بعنوان "مايكل يفقد الذاكرة."

في هذه القضية تقوم بماريا بدعوة هيرشار وآيرين وكريس إلى السفينة التي تمتلكها عائلتها لقضاء بعض الوقت في البحر بينما بسبب انشغاله في عمل ما يتخلف مايكل عن الذهاب معهم. بعد ساعات تعود السفينة وفي موقف السيارات يعثر هيرشار والبقية على مايكل فاقدا للوعي على الأرض في موقف السيارات القريب من الميناء. يأخذه الجميع إلى المستشفى ليكتشفوا فقدانه الذاكرة فيبدأ هيرشار التحقيق في الأمر.

قراءة ممتعة😎

الفصل الأوّل:

"س-سفينة؟!!." قالت آيرين متعجّبة

"آه، سفينة العائلة الخاصّة بنا..سنقوم برحلة فيها لبضعة ساعات..إنّها سفينة ضخمة جدّا تتّسع لما يفوق الألف راكب ومن عدّة طوابق هاهاهاهاهاها..لذلك فكّرت أنّ مجيئكم سيكون رائعا." قالت ماريّا

"حقا؟! رائع!!." قالت آيرين

كان هيرشار وآيرين وكريس وماريّا يتمشّون في الجامعة..كان هيرشار يرتدي كنزة رماديّة على بنطال أسود وحذاء رياضي، آيرين كانت ترتدي كنزة بيضاء وبنطال أسود وحذاء بكعب وفردت شعرها إلى الخلف..كريس كانت ترتدي كنزة بلون أزرق سماوي على بنطال جينز وحذاء بدون كعب، شعرها ربطته على هيئة ذيل فرس بينما ماريّا كانت ترتدي كنزة بيضاء ومعطف لها بلون أسود وتنّورة سوداء لأسفل الركبة.

"أوه..تسريحة شعرك الجديدة رائعة كريس." قالت آيرين.

"فعلا..بالرغم من أنّك كنت أصلا جميلة بالأولى إلّا أنّها أيضا رائعة." قالت ماريّا

"ش-شكرا لكما." قالت كريس وقد تورّد خدّها

"ماذا قلت هيرشار؟." قالت آيرين

"ممم..ركوب سفينة أمر رائع."

"هاهاهاهاهاها بالطبع رائع." قهقهت ماريا

"سفينة بشكل عام أيّتها الحمقاء، ليست سفينتكم بالأخص!." سخر هيرشار لنفسه

"وأنت كريس؟." قالت ماريا

"إي-إيه! وأنا أيضا؟."

"بالطبع!."

"آ-آه..شكرا لك ماريّا..سيكون من دواعي سروري هذا."

"رائع! إذن اتّفقنا." ثمّ اقتربت من كريس وهمست.

"تستطيعين إحضاره إن أردت." وغمزتها.

"إي-إيه..إحضاره؟."

"حبيبك."

"إي-إيه." وتورّدت وجنتاها "لقد تكلّمنا اليوم وقال أنّه مشغول في اليومين القادمين."

"تبّا!."

"شكرا لك ماريا." قالت كريس

"اتّفقنا..بعد يومين ستأتون إلى الميناء الشمالي عند الثامنة مساء وسأنتظركم هناك عند الباخرة."

الفصل الثاني:

قاد هيرشار سيّارته اللانسر الفضيّة برفقة آيرين إلى جانبه متّجهين نحو الميناء..كان قد قرّر إبقاءها هناك بالقرب من الميناء ثمّ عدل عن الأمر وقرّر إعطاء المفاتيح لمايكل الذي سيأتي مع كريس إلى الميناء لكنّه لن يركب الرحلة..كان هيرشار يرتدي قميصا أبيضا على بنطال أسود في حين ارتدت آيرين كنزة زرقاء على بنطال من الكتّان مع حذاء بكعب..وصلوا إلى الميناء فنظر هيرشار حوله ورأى ماريا واقفة بالقرب من سفينة بيضاء ضخمة من ثلاث طوابق..كانت ماريا ترتدي فستانا بنفسجيّا عاري الكتفين لكنّه طويل..نظر إلى يساره فرأى مايكل مع كريس..كان مايكل يرتدي زيّا شبه رسميّ من بدلة سوداء فتسائل هيرشار هل لديه مناسبة معيّنة بينما كانت كريس ترتدي كنزة حمراء على بنطال أبيض والكنزة ساترة مع حذاء بكعب..قال هيرشار لنفسه ساخرا:

"الآن، أصبح لديها من رؤية جسدها مخصّص له فقط."

كان مايكل وكريس يتحدّثان.

"حقا لا تستطيع المجيء مايكل؟."

"آ-آه. لديّ الكثير من الأمور علي القيام بها..استمتعي يا حلوتي في الرحلة."

"حسنا." قالتها مع تورّد خدّها.

جاء هيرشار وأعطى مفتاح سيّارته لمايكل ثمّ عاد وتركهما معا..بعد قليل جاءت كريس حيث هيرشار وآيرين ثمّ تحرّك الثلاثة باتّجاه ماريّا.

"لماذا يرتدي مايكل بدلة؟." سأل هيرشار

"قال إنّ لديه في الشركة التي يعمل فيها اجتماع عمل."

همهم هيرشار..بينما كانت ماريا تصرخ فيهم ليسرعوا.

"هيّا هيّا أسرعوا." قالتها بحماسة

"أوه ماريا فستانك رائع." قالت آيرين

"حقا رائع." قالت كريس

"بدأ الحديث الذي بلا معنى من النساء." سخر هيرشار لنفسه.

دخلوا إلى السفينة الضخمة ثم إلى قاعة هائلة بداخلها مفروشة بالسجاد الأحمر فيها طاولات دائريّة..كان هناك العديد من الأشخاص في الداخل، حين اقتربوا منهم تولّت ماريّا تعريف هيرشار وآيرين وكريس لهم ثمّ عرّفت من كان موجودا على السفينة.

"هؤلاء هم أفراد عائلتي..هذا والدي توم ميكيللي." كان رجلا في الأربعين أبيضا أصلعا قصيرا سمينا جدّا، عيناه سوداوتان وله شارب أسود قصير، يرتدي بدلة بنيّة مع قميص أبيض. "وهذه والدتي نيكول." كانت امرأة في نهاية الثلاثينيّات، شعرها بنّي قصير، وعيناها عسليّتان، طويلة، بيضاء البشرة، ارتدت فستانا أبيض عاري الكتفين ويبدو بأنّ ماريّا ورثت الكثير من والدتها. "وهذا عمّي فورد ميكيللي." كان في وسط الأربعينيات، أصلع وقصير هو الآخر، لكنّه نحيل، عيناه سوداوتان وشاربه طويل، ارتدى بدلة سوداء. "وهذه زوجته سيلينا." في الأربعينيّات، بيضاء، شعرها أسود طويل ناعم، عيناها سوداوتان، طويلة، ارتدت فستانا أحمر اللون. "وهذا ابنهما بيتر." كان شابا في العشرينيّات، طويلا بعض الشيء، أبيض البشرة، أسود الشعر والعينين، شعره قصير، ارتدى بدلة كحليّة. "وهذه زوجته، كريستي." كانت فتاة في الواحد والعشرين، بيضاء، شعرها أحمر قريب من البنّي وطويل حتّى منتصف ظهرها، عيناها عسليّتان، طويلة، ارتدت فستانا أزرق فاتح، عاري الكتفين. "وهذه ابنة عمّي سالي." فتاة في العشرين، بيضاء، طويلة، شعرها طويل بنّي أقرب للأشقر، عيناها عسلّيتان، ارتدت كنزة ورديّة عارية الكتفين على بنطال أبيض. "وهذا خطيبها، روميو." كان في الرابعة والعشرين، شابا طويلا، عيناه سوداوتان، شعره أسود طويل نسبيّا، ارتدى بدلة رمادية اللون.

ثمّ أشارت ماريّا إلى الطاقم المسؤول عن الخدمة هنا..كان الطباخ ومعد الطاولات السيد كريستوف، رجلا في الأربعينيات، ضخم بعض الشيء، عيناه سوداوتان كبيرتان، وميرنا، معاونته، بيضاء قصيرة بشعر أشقر طويل ربطته كذيل الفرس، ارتدى الاثنان لباس الخدمة المكوّن من قميص أبيض وبنطال أسود.

"هيه..أكلّ هذا العدد من أجل رحلة من بضع ساعات؟ تبّا للأغنياء!." قال هيرشار ساخرا لنفسه ثم قرّر الوقوف عند حافّة السفينة وتأمل البحر ليجد آيرين تقف بجواره على يساره.

"البحر جميل وهادىء اليوم." قالت مبتسمة.

"آه. بالفعل."

"وهو يشبهك هيرشار."

"إ-إيه؟." ونظر نحوها فابتسمت وقالت:

"حين يكون البحر هادئا يشبهك حين تكون بعيدا عن القضايا. وحين يكون مهتاجا يشبهك حين تنغمس في القضايا بشكل كامل متناسيا كل شيء حولك." فأجفل هيرشار وقال لنفسه:

"لست واثقا أهو مديح أم ذمّ بالضبط."

"هاهاهاها." أجفلا بقهقهة من ماريا التي قالت:

"كان تشبيها رائعا آيرين! هيرشار لو كنت مكانك لألقيت نفسي في البحر!." وضحكت بينما قال هيرشار لنفسه:

"أقفلي فمك أيّتها المدلّلة المسرفة." وتنهد بينما انحنى للأمام أكثر. غادرت ماريا لتبدأ آيرين باللحاق بها وحين عبرت من خلف هيرشار همست في أذنه.

"لكنّني أحبّ البحر في كل أحواله." فأجفل لينظر إليها بينما ابتعدت وكان يرى حتى من الخلف احمرار رقبتها وجانب وجهها. احمرّ وجهه بينما تأمل البحر.

"وأنا أحبّك أيّتها البلهاء."

بقي هيرشار في مكانه بينما أخذت ماريا آيرين وكريس في جولة على السفينة. وبعد عدة ساعات وعند الغروب تقريبا..كانت السفينة تحطّ رحالها وقد عادت.

سار الأربعة معا..قال هيرشار:

"حسنا. أين مايكل؟."

"إذن فلنرى مواقف السيارات تلك..سيكون هناك."

وذهبوا باتّجاه مواقف السيّارات..قال هيرشار:

"ها هي سيّارتي اللانسر." ونظر حوله وأكمل:

"وتلك ال بي ام دبليو الحمراء خاصّتك كريس."

"فعلا..لكن أين مايكل؟." قالت كريس

"لا أراه في أيّ مكان." قالت آيرين

"فعلا..سأتّصل به." قال هيرشار

ورنّ على رقمه..ثمّ..

"أوي..هل تسمعون صوت هاتف؟." قال هيرشار بقلق

فأومأ الثلاثة..تحرّك هيرشار باتّجاه الصوت..اقترب خطوات..ثمّ رآه.

كان هناك شخص ممدّد على الأرض على بطنه وهاتف بجانبه يرنّ..ركض هيرشار نحوه وعندما انحنى صرخ:

"مايكل!!."

الفصل الثالث:

"أوي مايكل مايكل! هل أنت بخير؟!." صرخ هيرشار وهو ينحني على مايكل ويهزّه ثم تفحّصه..كان هناك أثر ضربة ودم على رأسه من الخلف.

"مايكل!!." صرخت كريس

"بسرعة! بسرعة اتّصلوا بالإسعاف." وحمل مايكل بسرعة وركض عائدا إلى سيّارته..فتحها ووضع مايكل في السيّارة بصعوبة فقد كان مايكل ضخما جسديّا رغم أنّه أطول من هيرشار بخمس سنتمترات فقط.

أجفل هيرشار قبل أن يصعد سيّارته.

"م-ما هذا الشعور؟ أشعر كما لو كان هناك من يراقبني." ونظر حوله مجفلا.

"أسرع هيرشار! ماذا تفعل؟!." هتفت آيرين فركب هيرشار وركبت معه آيرين وماريا..ركبت كريس سيّارتها ولحقت به..وصل إلى أقرب مستشفى وأنزل مايكل بسرعة ودخل به المستشفى..هرع الأطبّاء والممرّضات إليه ثمّ أخذوه منه وأدخلوه في غرفة من الغرف وأغلقوا الباب..انتظر هيرشار وكريس وآيرين وماريا في قاعة الانتظار..فكّر هيرشار بينما كان الصمت المطبق يخيّم على كريس وآيرين وماريّا.

"ضربة على الرأس من الخلف..من؟ ولماذا؟."

"وماذا كان ذلك الشعور؟."

ثمّ فتّش جيوبه فلم يجد هاتفه الخلوي..نزل الدرج من المستشفى ومضى في المدخل حتّى وصل الباب الرئيسي ثمّ خرج إلى سيّارته وفتح الباب.

"ها هو." عثر على هاتفه فوق علبة المناديل عند المكابح اليدويّة ثمّ لفت انتباهه أمر.

"غ-غريب..إنّ العدّاد الخاص بالمسافة التي قطعتها السيّارة لم يزد كثيرا..لا لحظة..إنّه لم يزد إلّا بمقدار المسافة إلى هنا وهذا واضح..هذا يعني أنّ مايكل لم يحرّك السيّارة أبدا! لماذا؟."

ثمّ أقفل السيّارة وعاد إلى المستشفى..صعد الدرج وسمع بلبلة..حين ظهر صرخت آيرين نحوه فارتعب وركض باتّجاههم ثمّ وقف عندهم..كان الطبيب قد خرج ليخبرهم بحالة مايكل..قالت آيرين:

"أعد ما قلته أيّها الطبيب."

"ما الأمر؟." قال هيرشار

"كما قلت..الشاب الذي أدخلتموه هنا استيقظ وهو في حالة غريبة."

"ماذا تعني بحالة غريبة؟." سأله هيرشار

"آ-آه في الواقع..صديقكم يبدو..كمن فقد ذاكرته."

حدّق به هيرشار والجميع وهم فاغرين أفواههم ثم ركض هيرشار وكريس مباشرة إلى داخل الغرفة وتبعتهم آيرين وماريا..صرخت كريس:

"مايكل!!."

"أوي مايكل هل أنت بخير؟." صرخ هيرشار أيضا

نظر إليهما نظرة بلهاء ونطق بصعوبة.

"م-من أنتما؟."

حدّقا به وهما مصعوقان..قال الطبيب:

"هذا ما قلته..يحدث أحيانا مثل هذا الأمر. لقد تلقّى ضربة أدّت إلى ارتجاج في الدماغ من الدرجة الثالثة..مع المتابعة سيستعيد عافيته وذاكرته."

"آ-آه..شكرا لك." قال هيرشار

قال هيرشار لنفسه:

"عدّاد لم يتحرّك، مايكل مضروب، مايكل فاقد للذاكرة وشعور أنّني مراقب..ماذا يعني كلّ هذا؟."

"ما رأيك؟." قالت كريس بقلق لهيرشار بعدما اقتربت منه.

"لا أعلم..علينا التحرّي حول الأمر لكن هل لاحظت عدّاد سيّارتك؟."

"إيه! لا..لماذا؟."

"لا شيء..انسي الأمر."

نظرت إليه مستفهمة لكنّه لم يجبها..قال بعدها:

"سأذهب لأرى الأمر. آيرين، ماريا سأوصلكما..وأنت كريس ابقي بجانبه."

نزل الثلاثة ثمّ توقّف هيرشار وقال:

"آيرين..ابقي أنت هنا فكريس ستحتاج من يقف بجانبها."

"آ-آه..حسنا."

وغادر هو وماريا..أوصل ماريا إلى منزلها ثمّ عاد إلى الميناء..نزل من سيّارته ومشى وهو يفكّر:

"لم يتحرّك بسيّارتي..هذا يعني أنّه..لكن ربّما تحرّك بسيّارة كريس فقط..مع ذلك يبقى السؤال..لقد كان المفروض أن يرجع سيّارتي..إذن لماذا؟."

ومضى نحو المكان الذي عثر فيه على مايكل..أكمل:

"عدم تحريك سيّارتي يعني احتمالين..الأوّل أنّه ذهب بسيّارة كريس فقط ثمّ عاد بها..لم أسألها إن طلبت منه إعادة سيّارتها إلى المنزل..الثاني أنّ ما قالته كريس عن اجتماع ولبسه بدلة هو بالفعل بالقرب من هنا."

وفجأة تذكّر..توجّه نحو شابّ جالس يدخّن، كان بعينين ماكرتين، في الثلاثين من عمره طويل نحيل، شعره غير مرتّب ويبدو كأصحاب السوابق..تقدّم منه هيرشار وسأله:

"هل تستطيع أن تجيبني؟."

"عن ماذا يا صاح؟."

أجفل هيرشار مع كلمة "صاح" كلمة مايكل، وعاد الحزن إليه لكنّه واصل:

"هل تذكر سيّارتي لانسر فضيّة وبي ام دبليو حمراء؟."

كان يعلم أنّه سؤال أحمق فقد تكون هنالك العشرات والمئات منهما..أجابه الشاب:

"هل تمزح يا صاح؟."

اقترب منه هيرشار وحاول معه فقال:

"لقد نزلت شقراء من ال بي ام دبليو مرتدية كنزة حمراء وبنطال أبيض."

حدّق فيه الشاب وانفرجت أساريره فقال:

"أتذكرها! أتذكرها نعم! لقد انتظرت عودة السفينة من أجلها."

"أوه..وهل حرّك أحدهم سيّارتها؟."

"بالطبع لا! لم تغب سيّارتها عن ناظري أبدا..بقيت أنتظر قدوم الفتاة إليها..كنت أحدّق طول الوقت في السيّارة."

"هل أنت متأكّد من هذا؟."

"كما أراك الآن."

"شكرا لك."

وغادره هيرشار وهو يقول لنفسه:

"هكذا..مايكل كان في مكان ما بالقرب من هنا ولأعرف ما حصل معه يجب أن أعرف ذلك المكان."

الفصل الرابع:

وقف هيرشار في المكان الذي سقط فيه مايكل..تلفّت حوله فرأى فندقا وصالة بلياردو، قال لنفسه:

"مايكل يحبّ البلياردو لكن بناء على كلام كريس فهذا مستبعد." وسار باتّجاه الفندق..كان فندقا من أربع طوابق، فندق المارينا، واجهاته الأربعة حجريّة والأماميّة منها بلون وردي..دلف إلى داخل الفندق..كانت قاعة استقبال ومدخل كبيرين فنظر حوله فرأى على يمينه مكتب الاستقبال وعنده موظفة وموظف..الموظفة كانت بطول 170 سم، تبدو في الثلاثين، نحيلة، بيضاء البشرة، شعرها أسود قصير..أمّا الموظف، فكان طوله 180 سم، في الثلاثين أيضا، متوسّط البنية، حنطيّ البشرة، عيناه بنّيتان..أمامه كان المصعد في المنتصف وحوله الدرج..توجّه نحو مكتب الاستقبال وسألهما:

"عفوا..هل لي أن أسأل سؤالا؟."

"تفضّل." قالت الفتاة

"هل رأيتما هذا الشاب هنا؟." ورفع هاتفه وأراهم صورة لمايكل.

هزّت الفتاة رأسها نافية فنظر إلى الشاب الذي فعل الأمر ذاته ففكّر هيرشار ثمّ سأل:

"هل كان هنالك حفلة من نوع ما هنا؟."

"حفلة؟." سألت الفتاة

"آه، لقد كان.." قال الشاب "هناك حفلة لشركة كبيرة."

انفرجت أسارير هيرشار قليلا فسأل:

"حقا؟ وأين كانت؟ ومتى؟."

"في الطابق الرابع للفندق حيث مخصّص للحفلات وقد بدأت الحفلة منذ 4 ساعات على ما أذكر لكنّها انتهت."

"وهل تعرف إن كان هذا الشاب قد كان فيها؟ لقد ارتدى بدلة سوداء." أدرك في نفسه أنّها ملاحظة غبيّة فالغالب أنّ الجميع سيرتدي بدلة سوداء ربّما لكنّ الموظف ردّ عليه:

"في الحقيقة أنا لا أذكر، فما دام في اعتقادك قد كان في حفلة فلن نستطيع نحن مساعدتك."

"ولماذا؟." قالها متفاجئا.

"هنا قسم الاستقبال الخاص بحجز غرف الفندق وهناك قسم استقبال آخر في نهاية الرواق خاص بحجز الحفلات."

"آه فهمت، شكرا لك. وأين بالضبط يقع قسم الاستقبال الآخر؟."

"سر في هذا الرواق إلى يسارك حتّى نهايته ثمّ انعطف يسارا ثمّ يمينا وتجده في وجهك."

شكره هيرشار وسار كما أخبره وقال لنفسه:

"قسما استقبال! لماذا ليس واحدا؟ نقود! أينما وجدت تدفع كما تريد لكن في المقابل..ربّما هناك ضغط كبير على الفندق."

وصل إلى قسم الاستقبال الآخر..وجد موظفة واحدة عنده..كانت شقراء، بعيون خضراء، شعرها مربوط مثل ذيل الفرس، تضع نظارات بعدسات صغيرة أضافت جمالا إلى وجهها..استقبلته بابتسامة فردّها لها فقالت:

"كيف أستطيع أن أخدمك..حفلة زواج؟."

"إي-إيه!" واحمرّ خدّه وهو يتخيّل الأمر، ثمّ هزّ رأسه لإزالة التخيّل، كانت تراقبه بابتسامة فشعر أنّه كالأبله فقال:

"آ-آه لا، في الواقع أريد أن أسألك..هل رأيت هذا الشاب؟." وأراها صورة مايكل مثلما فعل مع الاثنين السابقين.

"مممم. آه بالطبع! مايكل!."

"إي-إيه!." أجفل وقال لنفسه:

"كم شقراء يعرف مايكل؟ ألم يقل أنّه قد توقف من أجل كريس؟."

"إنّه يأتي هنا غالبا مع فتاة شقراء وهو مرح جدا..لا يمكن أن أنساه."

أجفل هيرشار.

"هيه! لقد أسأت الظنّ بك يا صديقي." قال لنفسه.

"لماذا تسأل عنه؟."

"هل كان موجودا في الحفلة التي كانت هنا في الفندق؟."

"آه، أذكر هذا..لقد سلّم علي عندما دخل ثمّ دخل إلى الحفلة التي كانت في الطابق الرابع."

"وهل رأيته وهو يخرج من الحفلة؟."

تجهّم وجهها بشكل غريب مع ذكر الحفلة فتسائل هيرشار عن السبب..قالت:

"لا..لكن هذا طبيعي فهناك مخرج خلفي للفندق."

"هل حصل شيء؟." وسكت قليلا ليضفي لكلماته معنى "في الحفلة؟."

أجفلت وتلعثمت..قالت:

"آ-آه..ل-لا."

أمال رأسه باتّجاهها وقال:

"أنا صديق مايكل المقرّب..لقد عثرت عليه بالقرب من هنا ساقطا على الأرض وقد تلقّى ضربة على رأسه من الخلف."

"إي-إيه!!." صرخت

"اششش."

"وكيف هو الآن؟."

"لقد استيقظ لكنّه فقد ذاكرته بشكل مؤقت ربّما."

"مس-مستحيل!!."

"لذلك أخبريني إن كان حصل شيء في الفندق..قد يكون هنالك علاقة."

"آ-آه..حس-حسنا."

وسردت عليه القصّة.

قبل عدّة ساعات..عند الثامنة والنصف مساء..دخل مايكل إلى حفلة الشركة في الفندق وسلّم على الموظّفة الشقراء ثمّ ضغط زرّ المصعد وانتظر. ركبه وصعد حتّى الطابق الرابع..كان يرتدي بدلة سوداء مع ربطة عنق ذهبيّة..وصل إلى القاعة المخصّصة للحفل..كان الحفل بمناسبة مرور ثلاثين سنة على افتتاح الشركة، الشركة التي لاقت منذ بدايتها النجاح إلى اليوم..شركة إبسيلون..كان مايكل رغم أنّه في العشرين لكنّه عمل مع الشركة منذ سنة فوفاة والديه وهو صغير، جعله يتحمّل العبء لوحده وساعده مدير الشركة السيّد لوثر..دخل القاعة وسلّم على أصدقائه في الشركة..كانت القاعة كبيرة، بطاولات مربّعة ومستطيلة، سجّادها باللون الأحمر وهناك منبر وضع ليتكلّم فيه أعضاء مجلس الإدارة..جلس مايكل برفقة أصدقائه وتكلّموا وضحكوا فيما بينهم. قال له نوير:

"أوي مايكل سمعنا أنّك وقعت واقتربت من سجن الزواج..ألم تكن أكثر شخص تقول أّنّك لن تفعلها؟."

"آ-آه..لكن تغيّر الأمر يا صديقي." واحمرّ وجهه

"من حقّك الفرح هكذا..لقد نلت قلب عذراء فاتنة."

"آ-آه." وتذكّر كريس لكنّه قال بعدها:

"وأين رأيتها؟."

"هنا..عندما أتيتما مرّة معا، إنّها فاتنة حقا يا صاح."

ثمّ سمعوا شخصا يتكلّم على المنبر ويقول:

"سيّداتي سادتي، أعضاء الشركة الكرام. والآن..كلمة أعضاء مجلس الإدارة يلقيها بالتتابع..السيّد ماتيو، ثمّ السيّد كاميل ثمّ السيّد لوثر."

فانتبه مايكل ونوير والباقون..كان السيّد ماتيو يرتدي بدلة رماديّة اللون..شعره قد شاب في الأربعين من عمره، ويرتدي نظارة بينما كان السيّد كاميل يرتدي بدلية بنّية، في الأربعين أيضا، شعره أحمر، والسيّد لوثر كان رجلا في الخمسين، أشيب الشعر، شعره قصير، وارتدى بدلة سوداء.

ألقى الثلاثة بالتتابع كلمته ثمّ قدّم العصير والكيك وبعدها..فجأة قطع التيّار الكهربائي عن القاعة..أجفل الجميع لكن منسّق الحفل حاول تهدئتهم ونصحهم بعدم الحركة..وفي لحظة سمع مايكل صوتا مكتوما لكنّه لم يعره اهتماما.

مرّت دقيقة أو اثنتان ثم عاد التيّار..ليصرخ الجميع وقد ارتعبوا..كان السيّد كاميل ساقطا على الأرض..ميّتا!.

"إيه! شخص ميّت؟." قال هيرشار

فأومأت برأسها فسألها:

"وبعد؟."

"لا شيء."

"هاه؟! أقصد ماذا قالت الشرطة؟."

"لقد أتى رجال الشرطة وحقّقوا في الأمر..كان المفتّش المسؤول صارما ووجهه حادّ الملامح ونحيل لكن ضخم."

فكّر هيرشار.

"هذه مواصفات المفتّش مارك..سأتّصل به."

وأمسك هاتفه ورنّ على مارك..انتظر قليلا.

"آلو..مرحبا أيّها المفتّش..هيرشار معك."

"أوه، هيرشار..ما الأمر؟."

"هنالك حالة وفاة أو جريمة قتل قد حصلت في فندق المارينا..هل لديك تفاصيل؟."

"إيه! ولماذا تسأل؟."

"آ-آه..فضول فقط."

"تبّا! لا بأس..نعم، قد حصلت جريمة قتل."

"وبعد؟."

"لقد توفي الرجل متسمّما..كان هناك ثقب في رقبته من الخلف..لقد حصل انقطاع في التيّار ثمّ بعد عودته كان قد كان ميّتا."

"ومن هم الذين اشتبهت بهم؟."

"بناء على وضعية الظلمة، قبل انقطاع التيّار أقرب الناس للرجل، كان كلّ من السيّد لوثر والسيّد ماتيو ثمّ فتى يدعى مايكل."

"إي-إيه!."

"ما الأمر؟."

"آ-آه..لا شيء."

"هذا ما لدي هيرشار."

"ولم تستطيعوا معرفة من الفاعل؟."

"لا..فتّشنا الجميع بحثا عن أثر لأداة حادّة بلا فائدة..ثمّ أطلقنا سراحهم مع استمرار التحقيق في الأمر."

"فهمت."

"حسنا..إلى اللقاء هيرشار فأنا مشغول."

"آ-آه..لح.." لكنّه أقفل الخطّ

"تبّا!!."

"ثلاثة! لا اثنان فمايكل لا يمكن أن يفعلها..هل هذا يعني أنّ هذا سبب ضرب مايكل؟ رأى أو سمع شيئا يخصّ الجريمة؟." فكّر هيرشار لنفسه.

"ل-لو سمحت.." قالت الموظفة "هل ستبقى هنا؟ أنت تعيقني بعض الشيء."

"آ-آه، آسف. سؤال أخير..هذه القاعات هنا هل هناك كاميرا مراقبة؟."

"آه..يوجد."

"ومن المسؤول عن الأمر؟."

"السيّد ويليام. إنّه هنا..في نهاية الممرّ هناك." وأشارت بإصبعها.

"آه، شكرا لك."

وتحرّك هيرشار نحو غرفة ويليام..وهو في الطريق كان جدار على يساره وهو الخاص بالدرج والمصعد..انتهى الجدار..وفجأة..

"إي-إيه! سيّد روميو!!."

"إي-إيه!! ألست أنت من كان برفقة ماريا؟."

"آه، لقد كنت على السفينة..يا لها من مصادفة."

"فعلا."

"ماذا تفعل هنا؟."

"كنت متعبا فقررت النوم في الفندق الليلة."

"هيه. الأغنياء يضربون مجددا." سخر لنفسه

 "وأنت؟ ماذا تفعل هنا؟."

"آه..أبحث في أمر ما."

نظر روميو إلى هاتف هيرشار ورأى الصورة فقال:

"أليس هذا مايكل؟."

"إي-إيه! أتعرفه؟."

"آه، أنا وبيتر نعرفه..لقد كنّا أصدقاء."

"ماذا؟."

"لماذا صورته على هاتفك؟ هل حصل شيء له؟."

"آ-آه..ل-لا." تردّد لكنّه فكّر أنّ ذلك ربّما يكون مساعدا له فسرد لروميو ما حصل.

"ماذا؟! أي مستشفى؟."

"مستشفى النسيم."

"وحالته؟ هل فعلا فقد الذاكرة؟."

"آ-آه، يبدو كذلك."

"بما أنّك صديق مايكل..متى كان آخر مرّة رأيته؟."

"البارحة."

"وكيف كان؟."

"مم. بالحديث عن هذا كان شاردا بعض الشيء."

"إي-إيه..ماذا تعني؟."

"لقد كان مايكل البارحة كيف أقول خائف أو مصدوم أو ما شابه. الأمر ذاته في الواقع كان على بيتر."

"البارحة..أتقصد الليلة التي سبقت ركوب السفينة؟."

"آ-آه، بالضبط..نسيت أنّنا دخلنا في اليوم التالي وتعدّينا فجره."

"وهل عرفت لماذا كان هكذا؟."

"كان يقول مذكّرة ومذكّرة..اعتقدت أنّ هاتفه قد امتلأت ذاكرته تماما فقد كان يمسكه ويلعن..ثمّ غادرت باكرا أنا لأنّني كنت تعبا..صحيح صحيح..لقد تذكّرت."

"م-ماذا؟."

"حين غادرت رأيتهما يتهامسان معا."

"رأيتهما؟ مايكل وبيتر؟."

"آه...فصرخت بهما (أأسرار علي؟) لكنّهما أجفلا وبدا بيتر خائفا أكثر."

"مممم."

"علي أي حال..هل تريد شيئا آخر؟ أنا متعب وأريد أن أنام فورا."

"آ-آه لا، شكرا لك وفرصة سعيدة."

وتصافحا وغادر روميو بينما توجّه هيرشار نحو غرفة ويليام..طرق الباب فسمع صوتا من الداخل يقول:

"من؟ تفضل."

فدخل هيرشار إلى غرفة متوسطة الحجم..فيها العديد من الآلات..وكان رجل جالس على كرسيّ ظهره لهيرشار وقدماه فوق الجهاز ويداه مشبكوتان على رأسه من الخلف.

"عفوا..هل أستطيع أن أتحدّث معك؟."

فأدار الرجل نفسه ورأى هيرشار رجلا في الأربعين، أحمر الشعر والحاجبين، أبيض البشرة، نحيل، ارتدى قميصا كاد يبرز من بنطاله لعدم الاعتناء، وبنطال رمادي وحذاء أسودا، وكان يضع مسدّسا على حزام بنطاله..قال:

"كيف أساعدك أيّها الشاب؟."

فسرد عليه هيرشار القصّة من بدايتها..وكان الرجل يهزّ رأسه طول الوقت إلى أن طلب هيرشار رؤية ما سجّلته الكاميرا فقال الرجل:

"لست مخوّلا بجعلك تراه."

"لكن.."

"هيّا هيّا عد يا فتى."

نظر هيرشار إلى هاتف الشخص..كانت صورة الخلفية صورة ممثلة عارية تقريبا فقال هيرشار:

"هل أنت من محبّي هذه الممثلّة؟."

"بالطبع! يا لها من امرأة."

"وهل تريد أن أعطيك صورا أكثر إثارة من هذه؟."

"م-ماذا؟." وسال لعاب الرجل وأجفل فقال هيرشار:

"لديّ العديد منها."

ثمّ قال لنفسه:

"لا أعرف من هي أصلا!."

"هل ستعطيني حقا؟."

"آه، وفيديوهات أيضا."

عندها لم يتمالك الرجل نفسه وقال:

"هيا افعل."

"في مقابل أن تريني الفيديو الخاص بالحفلة..لن تخسر شيئا وستكسب الصور والفيديوهات."

"موافق!."

"ما أسهل إقناع الحمقى الذين عقولهم في شهواتهم." قال هيرشار لنفسه.

شغّل ويليام الفيديو الخاص بالحفلة ثمّ نظر إلى هيرشار وقال:

"أنت لا تخدعني صحيح؟."

"بالطبع لا! الصور والفيديوهات موجودة على جهازي في المنزل..أعطني إيميلك وسأبعثها لك عندما أعود."

"حسنا." وكتب له إيميله وهو يحذره من خداعه وهيرشار يهزّ رأسه.

تابع هيرشار الفيديو وكان ويليام يقدّم ويسرّع أو يبطّىء حسب ما يقوله هيرشار..وفجأة قال هيرشار:

"توقّف."

ففعل..دقّق النظر في الصورة المتوقّفة ثمّ قال:

"أعد إلى ما قبل انقطاع التيّار."

ففعل وعندها رآها فقال هيرشار:

"هكذا إذن! فهمتها..عرفت القاتل والخدعة."

رنّ هاتف ويليام فخرج ليتكلّم في حين وقف هيرشار وفكّر:

"حللتها لكن..لا أرى رابطا مع مايكل. هل رأى مايكل أو شكّ في شيء؟ أم ماذا؟ وماذا كان خوف بيتر ومايكل وشرودهما بالضبط؟."

ثمّ عاد الفيديو بوحده بانتهائه فنظر هيرشار ورأى شيئا فاتّسعت عيناه.

"ه-هل يعقل؟!."

وخرج مسرعا من الغرفة ثمّ سأل موظفة الاستقبال سؤالا..وبعدها خرج من الفندق.

توجّه بسيّارته إلى عنوان..سار بها في الشارع ثمّ التفّ يمينا ثمّ يسارا ثمّ توقّف..مدّة ربع ساعة في السيّارة..نزل من السيّارة ورأى المنزل مضاء فتقدّم، وطرق الباب ففتح الباب امرأة..كانت الخادمة، قالت:

"من أنت؟."

"هل السيّد موجود؟."

"لا.

"متى سيعود؟."

"من يسأل عني؟"

برز السيد ماتيو من خلف هيرشار وهو يصعد درج منزله عائدا للتو. ماتيو أحد أعضاء مجلس الإدارة للشركة التي يعمل فيها مايكل.

"آه..هل لي أن أتحدّث معك سيّد ماتيو؟."

"آ-آه..لا بأس..تفضّل."

فدخل هيرشار.

"أهلا..من أنت؟ اجلس." وغسل يديه وجلس

"شكرا لك..اسمي هيرشار."

"ماذا تريد؟."

تأمّل هيرشار غرفة الجلوس، كانت واسعة، تلفاز في الزاوية، ونافذتين، السجّاد مزخرف، الأثاث بترتيب أنيق ولون أخضر،..جلس هو مقابل السيّد ماتيو وقال:

"جئت لأتكلّم في أمر مهم."

"وما هو؟."

"لماذا قتلت السيّد كاميل؟."

الفصل الخامس:

نظر إلى هيرشار، تبسّم ثم قال:

"ما هذا الهراء؟."

"ليس هراء..إنّها الحقيقة."

"وكيف قتلته؟ لقد مات متسمّما ولم تعثر الشرطة على الأداة التي سمّمته، كما.."

"كان المكان مظلما صحيح؟ انقطع التيّار لدقائق." قال هيرشار.

"هذا صحيح..إذن كيف؟."

"لقد قتلته في الظلمة."

"سألتك كيف؟." وكان يبتسم

"بعدسات رؤية ليليّة."

أجفل ماتيو، كان صمتا مطبقا فنظر هيرشار إليه ثمّ قال:

"لقد استعملت نظارات عليها عدسات للرؤية الليليّة لقتله. بعد أن تصرّفت بالتيّار الكهربائي توجّهت بعدها إلى السيّد كاميل وقتلته."

"هاهاهاهاها..قصّة جميلة، وكيف فعلتها؟."

"بزرّ تحريك عقارب ساعة يدك."

أجفل ماتيو..نظر إليه هيرشار بترقّب ثمّ قال:

"أليس كذلك؟."

"اخرج من منزلي..ليس لدي وقت لمناقشة أطفال."

"حقا؟ سيد ماتيو..هنالك دليل."

"وما هو؟." قالها باستهزاء

"انظر جيّدا إلى ساعتك الفضيّة."

فنظر إليها ثمّ إلى جهاتها ثمّ أجفل فقال هيرشار:

"نعم..زرّ تحريك العقارب كان عليه السمّ، ثمّ أعدته إلى مكانه، حين دخلت إلى هنا..غسلت يديك فهيّأت جوّا للتفاعل بين الفضّة والسمّ فتأكسد الجزء من الساعة عند مكان الزرّ."

أخفض ماتيو رأسه وقال:

"كيف عرفت بأمر العدسات للرؤية الليليّة؟."

"بالنظر."

"ماذا؟."

"بعد عودة التيّار كنت قد وضعت يدك على عينيك لثواني معدودة. هذا الأمر بسبب أنّ الضوء بعد استعمال النظارات الليلية سيؤذي العينين."

"م-من هذا فقط؟."

"الأشياء الصغيرة هي الأكثر الأهمية."

"ما هذا؟."

"شارلوك هولمز."

"رائع!."

"لماذا قتلته؟."

"كان عليّ اسكاته.."

"ولماذا اعتديت على مايكل؟."

لحظات مرّت بهدوء فنظر إلى هيرشار وقال:

"ماذا تقول؟."

"لقد تحدّثت مع هذا الشاب - ورفع هاتفه - في بداية الحفل..حول ماذا؟."

"أنت ذكي أيها الشاب لكنّك.." ورفع مسدّسه وإذ به يرى مسدّسات من كلّ الجهات ثمّ ضوء..كانت الشرطة

"ك-كيف؟."

"لقد أخبرت خادمتك سرّا بأن تبقي الباب مفتوحا وإلّا فإنّها ستزجّ في السجن." قال هيرشار

"تبّا لك!!."

"أخبرني..لماذا اعتديت عليه؟."

"مذكّرة."

"مذكّرة؟." وتذكّر هيرشار كلام روميو فارتعب.

"ه-هل تقصد أنّ مايكل قد امتلك مذكّرة تفضحك؟." وقبل أن يجيبه كان هاتف هيرشار يرنّ فوجد رقم روميو. كانا قد تبادلا الأرقام قبل مغادرتهما.

"سيّد روميو."

"كارثة!."

"ما الأمر؟." 

"ل-لقد..عثر على بيتر مقتولا!." فارتعب هيرشار ونظر نحو ماتيو ثم أقفل الخط.

"نلت من بيتر إذن!." فابتسم الرجل.

"آه، في البداية كانت مع بيتر ثمّ وصلت إل مايكل، ضربته ثمّ حاولت البحث عنها وعندها سمعت ضجّة فهربت."

"ل-لحظة..بيتر كان على السفينة معنا وهذا يعني أنّ هذا الرجل لم يكن يستطيع فعلها..في هذه الحالة.."

وأجفل تماما.

"فعلها شخص آخر! الشعور أنّني مراقب!."

"م-مايكل في خطر!."

وفزّ هيرشار ناهضا وركض بسرعة تاركا الأمر للشرطة، خرج بأقصى سرعة وتوجّه إلى سيّارته، ركب بسرعة، وقاد بأقصى سرعة..عاد إلى المستشفى..وركض بأقصى سرعة. وصل المستشفى وهرع بأقصى سرعته ثم أجفل تماما.

رآى آيرين وكريس نائمتين على المقعد.

"كما توقعت!!."

وفتح الباب سريعا وصرخ:

"توقفي!!!."

التفتت إليه الممرضة وقالت:

"من أنت؟."

"ما هذا الذي بيدك؟."

أجفلت فأخفته.

"كنت على وشك قتله صحيح؟."

"ما الذي تقوله؟."

"أنت لست الممرضة أصلا!."

الفصل السادس:

نظرت إليه باستغراب فقال:

"لقد شعرت أنّني مراقب حين أخذت مايكل بالسيارة. أنت من قتل بيتر وتحاولين الآن التخلص من مايكل."

أجفلت..نظرت إليه بشزر ثم قالت:

"آه..مهمّتي كانت استرجاع مذكّرة فيها الكثير من الأمور غير القانونيّة التي قمت بها أنا والسيّد ماتيو فأنا السكرتيرة روبي في الشركة. حصل بيتر الذي يعمل لدينا كعمل جزئي عليها فتبعته باتفاق مع ماتيو إلى السفينة وتنكرت بهيئة إحدى الخادمات..أوصل بيتر المعلومات إلى السيد كاميل الذي واجهنا فاضطررنا للتخلّص منه..حين ركبت السفينة وصلتني معلومات من ماتيو أنّ بيتر قد أعطاها لمايكل للأمان..حينها كان وجودي غير مفيد لاسترجاعها لكن كان يجب التخلص منه أيضا فأخبرني أن أنتظر الفرصة المناسبة بعد عودة السفينة بينما تكفّل ماتيو بكاميل لكنّه كان أحمقا مع مايكل فضربه ولم يعثر عليها ثمّ هرب حين سمع صوتا..حين عادت السفينة سألته برسالة فقال لي أنّه قتل كاميل لكنّه لم يعثر عليها مع ذلك فهو يشكّ بوجودها مع مايكل..حينها سمعت صراخك حين عثرت عليه ففكّرت في الأمر وتبعتكم إلى هنا..ثم توجّهت إلى منزل بيتر وقتلته هناك قبل دخوله إليه ثم عدت إلى هنا." وسكتت قليلا.

"انتظرت الفرصة المناسبة..كانت الفتاتين اللتين نائمتين في الخارج طول الوقت هنا بينما كان الأطباء والممرضات يدخلون وقبل قليل فقط خدرتهما بمخدر في عصير قدمته لهما. والأطباء قالوا أنّهم سيتركوه ينام حتى الغد..فبحثت وعثرت على المذكّرة في جوارب مايكل والآن.."

"إيّاك أن تقترب..سأغرز الإبرة في رقبته إن اقتربت." ورفعت يدها لأعلى.

"توقفي!!." صرخ هيرشار.

وفجأة استيقظ مايكل..رأى اليد مرفوعة، وكانسياب موسيقي..رأى كلّ ما حصل وتذكّر.

كان يتكلّم مع ماتيو وحينها مايكل أدار ظهره له ومشى..وفجأة التفت ببطء لكنّ ضربة عاجلته على رأسه.

تذكّر الأمر من رفعة يدها..فأمسك يدها وهو يصرخ بها وانتزع الإبرة.

"ما-مايكل!." صرخ هيرشار

"هيرشار..ما الذي يجري؟."

وكان ممسكا يدها ثمّ لواها فتألّمت.

"أنا سعيد أنّك بخير واستعدت ذاكرتك يا صديقي."

فحدّق مايكل فيه باستغراب.

اتّصل هيرشار بالشرطة وجاؤوا خلال نصف ساعة وألقوا القبض على روبي كما فعلوا مع ماتيو.

استيقظت كريس وآيرين بعدها وهرعت كريس لتعانق مايكل.

"مايكل!!." هتفت وهي تبكي.

"حلوتي. أنا بخير." وعانقها بينما كانت آيرين تبتسم.

"على المتحرية عدم أخذ العصير بسهولة والوقوع في الفخ." قال هيرشار ساخرا فنظرت آيرين وكريس نحوه.

"هل لك أن تعفيني من ملاحظاتك هيرشار؟." قالت كريس بينما قالت آيرين:

"هذا صحيح هيرشار! لن يشكّ أحد في الممرضات فهنّ ملائكة على الأرض."

"أوه حقا؟."

"نعم نعم." قال مايكل "ولباسهنّ مثير جدا كما كان هناك العديد من الأفلام الإباحية قديما عن الممرضات والأطباء." فأجفل الثلاثة.

"دعنا من مواضيعك هذه أيّها المغفل!." هتف هيرشار بينما احمرّ وجه آيرين وكريس فقال مايكل:

"صحيح حلوتي! لماذا لا نشتري ملابس ممرضات وترتدي واحدا لي؟." فنظرت نحوه بوجه محمرّ ثم قالت:

"إن كنت تحبّ هذا فلا بأس."

"تبّا! هذان الاثنان متوافقان تماما." سخر هيرشار لنفسه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق